واعتمدت الدراسة على بيانات حوالى 12 ألف طفل، ولدوا ببريطانيا بين عامى 2000 و2002، وعندما كان الأطفال فى عمر التسعة أشهر سأل الباحثون الأمهات عما إذا كن أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية ولأى فترة من الوقت، وبعد خمسة أعوام تم إحضار الأطفال لاختبارات قياس مفردات اللغة والتفكير ومهارات مكانية.
وتبين أن من 6 إلى 7 أطفال من بين كل 10 تمتعوا بالرضاعة الطبيعية، وأثبت هؤلاء الأطفال مقدرة أكبر على اجتياز هذه الاختبارات سواء كانوا ولدوا فى موعد طبيعى أو مبكراً.
وأظهرت النتائج وفق "العربية. نت" أن الأطفال الذين ولدوا عند الموعد الطبيعى وتمتعوا برضاعة طبيعية لأربعة إلى ستة أشهر كانوا أفضل فى اختبارات اللغة والاستنتاج عن أقرانهم ممن لم يتمتعوا برضاعة طبيعية، وتتزايد هذه الاختلافات فى التفكير بين الأطفال كلما تقدموا فى العمر.
ويبدو تأثير الرضاعة الطبيعية أكبر على الأطفال الذين ولدوا مبكراً وكانوا فى حاجة لتغذية، خاصة لاكتمال نموهم العقلى، وبالرغم من أن الممارسات السابقة ركزت على الفوائد الصحية فى مراحل العمر الأولى مثل تقليل مخاطر العدوى من مختلف الأمراض، فإن الباحثين ليسوا على يقين من تأثير الرضاعة الطبيعية على القوة العقلية للأطفال، إلا أن لديهم بعض النظريات فى هذا الشأن.
وصرَّحت إحدى كاتبى الدراسة الحديثة من معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة إسيكس البريطانية أماندا ساكر: "هناك أحماض دهنية رئيسية فى الحليب الطبيعى للأم التى تفيد فى نمو الخلايا والمخ بشكل خاص، وربما يكون هناك اختلافات فى الهرمون وعوامل النمو التى يفتقر إليها الحليب الصناعى".
وأضافت ساكر: "هناك احتمال ثالث يعتمد على العامل الاجتماعى والدفء العاطفى الذى يحصل عليه الطفل فى حضن أمه أثناء عملية الرضاعة، مما يكون له تأثير إيجابى على نموه العقلى والنفسى".
وأشارت بعض الدراسات السابقة التى ركزت على الصلة بين الرضاعة الطبيعية ومهارات التفكير أو نسبة الذكاء لنتائج مماثلة.
ورأى الدكتور ديفيد ماكورميك من جامعة تكساس إلى أن الرضاعة الطبيعية ربما تفيد جهاز المناعة، وتساعد على النمو وتحسن وظائف المخ