كشفت دراسة أميركية حديثة عن أن ممارسة التمرينات الرياضية تعمل وبقوة علي الحد من أخطار الإصابة بمرض السرطان اللعين، لكن تلك التمرينات تكون أكثر فاعلية إذا اقترنت بالحصول على قدر كاف من النوم أثناء الليل. وأوضح الباحثون الذين أجروا تلك الدراسة على مدار عشرة أعوام بمعهد السرطان القومي المدعوم حكوميا ً، أنهم وجدوا من بين آلاف السيدات اللواتي شاركن في الدراسة، بعض الحالات القليلة المصابة بالسرطان ومن بينهم حالات مصابة بسرطان الثدي بين هؤلاء اللواتي ترتفع لديهن معدلات النشاط البدني.
وأكد الباحثون من خلال النتائج التي توصلوا إليها على أن النوم أقل من سبع ساعات كل ليلة يضيع فوائد التمرينات الرياضية ويزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان. هذا وقد خلص الباحثون لتلك النتيجة الهامة بعد أن سألوا 6000 سيدة عن حجم نشاطاتهم البدنية ونظامهم في النوم قبل أن يتقفون أثر حالتهم الصحية لمدة عشر سنوات. وفي ذلك الوقت، نجحوا في تشخيص 604 حالة مصابة بالسرطان ، من بينهم 186 حالة مصابة بسرطان الثدي.
وأظهرت نتائج التحاليل التي أجراها الباحثين على المشاركات أن السيدات اللواتي يواظبن علي التمرينات الرياضية بصورة أكثر ، تقل لديهم أخطار الإصابة بالسرطان بنسبة تصل لـ 25 %. لكن وبعد قصر التحليل علي من هن دون الـ 65 عاما ً، تبين أن فوائد النشاط البدني تزول تماما إذا خلد الفرد للنوم لأقل من سبع ساعات نوم خلال الليل. وقال الباحثون للجمعية الأميركية للمؤتمر الدولي لأبحاث السرطان في واشنطن أن الخطوة المقبلة سوف تتركز علي فحص الآليات الكامنة للتفاعلات المضادة للسرطان بين النوم والتمرينات.
وبالرغم من عدم تمكن العلماء من وضع أيديهم بشكل واضح علي الطريقة التي تقلل بها التمرينات من خطر الإصابة بالسرطان، إلا أن المستويات الهرمونية، والجهاز المناعي ووزن الجسم ، جميعها عوامل قد يكون لها دور في ذلك. كما أن قلة النوم يرتبط بشكل كبير بمرض البدانة، المعروف عنه تسببه في الإصابة بنصف أنواع الأمراض السرطانية. كما يعمل نقص النوم علي تبديل مستويات الهرمونات التي تلعب دور رئيسي في الإصابة بالسرطان، كما أن الأنواع الشاملة تبحث عن ملاذها في الوجبات السريعة والسجائر والمواد الكحولية، وجميعها أشياء تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقد سبق للعديد من الدراسات أن ذكرت من قبل أن التمرينات الرياضية تعمل على خفض أخطار الإصابة بالسرطان، لكنها عجزت عن تحديد القدر المطلوب. وخلص تقرير بحثي الشهر الماضي إلى أن المواظبة على ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام في المراحل الحياتية المتأخرة، أمر يعمل علي تقليل احتمالات الإصابة بسرطان الثدي بمعدل الثلث تقريبا ً. ومن بين الأمثلة علي الأنشطة البدنية القوية هناك الرقص بصورة سريعة أو الالتزام بتأدية أعمال منزلية كثيرة مثل غسل الأرضيات أو الحفر في الحديقة. ومع هذا، وجدت دراسات أخرى أن ممارسة نشاطات أخف وطأة من الناحية البدنية تكون متعدد الفوائد أيضا ً.
:15_5_13[1]: