التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

القهوه والمراه

الدنيا أمزجه

سألني صديقي ونحن على شاطئ البحر عند الغروب ،
لماذا تحب القهوة وألحظك تتذوقها بمتعة تُحسد عليها ؟؟؟
أجبته : ربما لأن في القهوة الكثير من المرأة والحب .

قال : كيف ؟

قلت : تعال نستعرض الأمر واحدة واحدة …ورشفةً رشفة …
قال : كلي آذانٍ صاغيه ، هات يافيلسوف القهوة
قلت : المرأة كالقهوة والقهوة ك المرأة … أذواق
بعضنا يحبها حلوه … وبعضنا يحبها مُرّه
بعضنا يحبها خفيفه … وبعضنا يحبها ثقيله
بعضنا يحبها وسط … وبعضنا يحبها عالريحه
البعض يحبها مغليه … والبعض يحبها مزبوطه
آخر يحبها رائقه … وآخر يحبها وعلى وجهها قشوه
واحد يحبها ساخنه … والثاني يحبها فاتره
الثالث يشربها رشفةً رشفة … والرابع يشربها شفطاً
الخامس تسمع صوته وهو يشفها … والسادس يذوقها على الساكت

ضحكت وقالت : صحيح والله صحيح … أكمل … جعلتني أعشق القهوه
قلت : ناس يشربونها بفنجال كبير … وناس يشربونها بفنجال صغير
ناس يمسكون الفنجال من وسطه … وناس يمسكونه من أذنه
ناس يشربون الفنجال كاملاً … وناس لا يشربون إلاّ نصف الفنجال
ناس يشربون القهوة ويكتفون … وناس يحملونها معهم في الترمس
ناس يشربونها في كل مكان … وناس لا يشربونها إلاّ في بيوتهم
رجل يحب القهوه إفرنجيه … ورجل يحبها عربيه
رجل يحبها نسكافيه … وآخر يحبها كافي وبس
واحد يحبها مع حب الهيل … وآخر يحبها كلها حب هيل … والباقي لا حب ولا هيل
البعض يريدها على الطريقة الفرنسية … آخرون على الطريقة التركية …
الباقي على الطريقة العربية البحته
الدنيا أمزجه …..
هناك من لا يشرب القهوه إلاّ إذا عرف نوع البن …
هناك من يشربها كيفما كان البن
هناك من يبحث في البن وعن ماركته العالميه … وهناك من لا يهمه من البن إلاّ نكهته الأصليه
هناك من يشتري البن ليحمصه على يده … وهناك من يشتريه مطحوناً خالصاً
هناك من يشتري كيس البن مقفلاً … وهناك من يشتري كيس البن مفتوحاً
وبعد أن يشربوا القهوة ينقسمون إلى قسمين …
قسم يهوى قراءة الفنجال ليعرف الأسرار ويفك الرموز ،
وقسم يضحك على القارئين…
لأن رواسب القهوة مثل بعض النساء لغز لا سبيل إلى حله أبداً أبداً ،
قاطعني وقال : ولكن هناك نساء يدّعِين معرفتهن بقراءة الفنجال ؟؟
قلت : طبعاً … لأنه لا يفهم المرأة إلاّ المرأة …
ولا تنسى ياصديقي أنه وبرغم محبتنا للقهو
لابد أن نفهم أن الإفراط في كل شيء ضار !!!! إلاّ في الحب …
فالإنسان كلما أفرط فيه أحس بجمال الدنيا وروعة العمر وخفايا نفسه …
سألني : وأنت يا عاشق القهوه كيف تحب القهوه ؟
قلت : أحبها مزبوطه لا حلوة كالقِطر ولا مُرّة كالحنظل
سألني : مغليةً أم عكره ؟
قلت : مغليه جداً
سألني : رائقة أم على وجهها قشوه ؟
قلت : رائقه جدا
سألني : وإذا جاءتك وعلى وجهها قشوه ؟
قلت : انفخ أو أمسح القشوه عنها حتى يعود إليها صفاؤها
سألني : وكيف تشربها رشفةً شفة أم شفطاً ؟
قلت : الذين يشربون القهوه شفطاً هم الناس العادين
الذين لا يُحْسِنون الاستمتاع بلذة الأشياء …
أما الذين يشربونها رشفةً شفة فهم الفنانون الملهمون المقدّرون لعظمة البن
قال : وهل يسمع الناس صوتك وأنت ترتشف القهوه ؟
قلت : كانوا يسمعون صوتي عندما كنت صغيراً
… أما الآن … فلا يسمع حفيف فمي إلاّ فنجاني المقدس وحده
قال : وكيف تُمسك بالفنجال ؟
قلت : من وسطه
قال : لماذا لا تمسك به من أذنه ؟
قلت : أبداً … فالفنجال كالزئبق الذي إذا تركته في راحتك استقر في راحتك ،
أما إذا ضغطت عليه تسل من بين أصابعك
سألني : وهل تشرب القهوه في كل مكان أم تشربها في بيتك وحده ؟
قلت : قد لا أشربها في بيتي وحده ، ولكني لا أشربها في كل مكان
قال : أين تشربها إذن ؟
قلت : حيث يكون فنجالي
قال : وكيف تفضل القهوه : عربية أم افرنجيه ؟
قلت : أفضلها حيث أحبها ، فالوطن هو الحبيب والحبيب هو الوطن !
سألني : والبن هل تفضل أن تحمصه على يدك أم تشتريه مطحوناً خالصاً ؟

قلت : أحمصه على يدي حتى إذا احترق كنت أنا المسؤول الأول والأخير
قال : ولماذا يحترق ! ألا تُحسن التحميص ؟
قلت : مامن محمصاني إلاّ ويخطئ حتى ولو كان أمهر الطهاة
سأل : وهل أنت من هواة قراءة الفنجال ؟
قلت : أنا من هواة الدراسة
قال : وهل تخرجت من المدرسة ؟
قلت : أبداً ، لا زلت تلميذاً مجتهداً في معهد القهوه
لا أُريد أن أنتقل من صف ل صف حتى لا أصل إلى التخرج !!!
قال : أها وبعدين ؟؟
قلت : القهوه هي المرأة والمرأة هي الحب والحب هو المرأة
وكلاهما كافين الحياة ولذة الوجود
صدقني لذة الرجل عندما يشتعل بالقهوه طائعاً مستسلماً وسعيداً . …

م/ ن
لعيونكم




يسلمو



مشكوره عزيزتي والله اموضوع حلو وممتع ويعجبكم وابي ردودكم



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.