أهليــــــــن بنات ,,, الله يوفقكم كلكم
أفادت دراسة بأن المزارعين ربما لعبوا دورا في انتشار البدانة بتسمين ماشيتهم بالمضادات الحيوية. ويزعم الباحثون أنه بتغيير التوازن الدقيق لبكتريا الأمعاء التي تؤثر في التمثيل الغذائي للإنسان فإن مجرد كميات قليلة من العقاقير التي تدخل في السلسلة الغذائية يمكن أن تسبب ارتفاعا في معدلات البدانة.
ورغم أن استخدام المضادات الحيوية في المزارع محظور الآن في الاتحاد الأوروبي بسبب مخاطر بأن تصبح البكتيريا مقاومة للعقاقير، فقد كان استخدام المضادات الحيوية شائعا في خمسينيات القرن الماضي وما زال مسموحا به في الولايات المتحدة.
وقال الأستاذ الجامعي مارتن بلايزر من جامعة نيويورك الأميركية، الذي قاد الدراسة، إن ‘ارتفاع البدانة في أنحاء العالم يتوافق مع الاستخدام الشائع للمضادات الحيوية ودراساتنا تقدم علاقة تجريبية. ومن الممكن أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية يحفز الأطفال للبدانة في مرحلة تالية من الحياة’.
يشار إلى أنه طوال عقود كان المزارعون في بريطانيا وفي العالم يطعمون الماشية والأغنام والخنازير والدواجن جرعات منخفضة من المضادات الحيوية لأن هذه العقاقير كانت تسمن الحيوانات.
وفي الدراسة الجديدة تقصى الباحثون آثار البنسلين والمضادات الحيوية الأخرى على فئران مفطومة مستخدمين جرعات مشابهة للكميات غير الطبية التي يستخدمها المزارعون.
وأظهرت نتائجهم أن العقاقير غيرت توازن البكتيريا في الأمعاء مما سبب تغيرات أيضية، تتعلق بالتمثيل الغذائي، أدت إلى زيادة دهونها بنسبة 10 إلى 15% أكثر من الفئران التي لم تعالج.
ورغم أن المضادات الحيوية كانت معروفة بأنها تسبب زيادة الوزن فعلا فإن دور بكتيريا الأمعاء في إحداث هذا الأثر كان غير واضح في السابق.
وقال باحث آخر في الدراسة ‘باستخدامنا للمضادات الحيوية وجدنا أننا نستطيع عمليا التلاعب بمجموع البكتيريا وتغيير كيفية قيامها بتبادل مغذيات معينة. وفي النهاية تمكنا من التأثير في تركيبة الجسم والنمو في الفئران الصغيرة بتغيير مجموع الميكروبات المعوية من خلال هذا التعريض’.
وأظهرت دراسة ذات صلة لفريق البحث نفسه، نشرت في بداية هذا الأسبوع، أن الأطفال الصغار الذين كانوا يتناولون كميات صغيرة من المضادات الحيوية كانوا أكثر احتمالا لأن تتكون لديهم كميات دهون أعلى في الجسم.
وقال باحث بريطاني لم يشارك في الدراسة إن ‘الاستخدام غير المقيد للمضادات الحيوية في الماشية (التي غالبا ما تستخدم لتسمين الحيوانات) لا يعزز فقط انتشار المقاومة للمضادات الحيوية ولكن يمكن أن يتدخل في سلسلتنا الغذائية ويؤثر في توازن النبيت المجهري لأمعائنا، البكتيريا التي تعيش في أمعائنا’.
وأضاف زميل له ‘هذه الدراسات تدعم مجموعة متزايدة من الأدلة تربط بكتيريا الأمعاء بزيادة البدانة. وقد حدد بحث آخر مجموعات فرعية معينة لبكتيريا الأمعاء تلعب دورا في استخراج الطاقة من الوجبة الغذائية وتؤثر في إنتاج الهرمونات في المضيف. وإرباك هذا النظام البيئي المحكم التوازن له كما هو واضح مخاطر على التمثيل الغذائي للمضيف وزيادة الوزن’.