التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

تعلم كيفية ادارة غضبك والتعبير عنه دون ايذاء الاخرين

تعلم كيفية ادارة غضبك والتعبير عنه دون ايذاء الاخرين

يعتبر الغضب احد المشاعر الانسانية الا انه قد يؤدي الى العديد من المشاكل والتعقيدات في حال عدم السيطرة عليه سواء في العمل او في العلاقات الشخصية او في نوعية وشكل الحياة التي يعيشها الانسان.
كل انسان يعرف ما هو الغضب وقد جربه باشكال متعددة سواء كحالة من الاستياء البسيط او كموجة غضب شديدة كما يعرف الغضب بانه "حالة عاطفية تتراوح حدتها بين التوتر الخفيف وموجات الغيظ وثورات الغضب".
وككل المشاعر الانسانية الاخرى فان الفشل في ادراك وفهم مشاعر الغضب قد يؤدي الى العديد من المشاكل النفسية والجسدية كارتفاع ضغط الدم وامراض القلب واوجاع الراس والمعدة كما يرفع الغضب نسب افراز الجسد لبعض الهرمونات والادرينالين.
وتساهم مجموعة مسببات سواء الخارجية او الداخلية الى شعور الانسان بالغضب وهذه الاسباب قد تكون شخصية او قد تتمثل في ذكرى او حدث معين.
ومن اكثر الوسائل الطبيعية للتعبير عن الغضب هي ردات الفعل الاندفاعية حيث يولد هذا الشعور مشاعر قوية تقود الى تصرفات تسمح لنا بالقتال والدفاع عن انفسنا عندما نهاجم ولذلك فان الشعور بالغضب في بعض الاحيان قد يكون ضروريا.
الا انه لا يمكننا في الوقت نفسه التعبير عن غضبنا بردات فعل جسدية باتجاه كل شخص يسبب لنا توتر او ازعاج حيث لا بد من بعض قواعد السلوك التي تحد من هذه المشاعر.
ووفقا لبعض الدراسات فان "التعبير عن مشاعر الغضب باسلوب غير اندفاعي قد يكون من افضل طرق التعبير عن الغضب من الناحية الصحية".
ويعتبر كبت الغضب احدى الوسائل المتاحة للسيطرة على هذا الشعور حيث يستطيع الانسان عبر هذه الطريقة السيطرة على الغضب ومنعه من الوصول الى النظام العصبي من خلال التركيز على اي فكرة ايجابية.
ويرى استشاريون في ادارة الغضب ان مشكلة كبت هذه المشاعر وعدم اطلاقها تكمن في امكانية ارتدادها على الشخص نفسه مسببة له التوتر وارتفاع ضغط الدم ومن الممكن الوصول الى الاكتئاب.
ومن وسائل السيطرة على الغضب ايضا العمل على تهدئة الاعصاب من الداخل ويتم هذا عن طريق السيطرة على التصرفات الخارجية بالاضافة الى ردات الفعل الداخلية.
وتقول الباحثة النفسية احسان عبدالله الجدوع لوكالة (كونا) ان "الهدف من ادارة الغضب هو تخفيف المشاعر العاطفية والعوامل النفسية التي يسببها الغضب" مضيفة ان "تجنب الاشياء او الاشخاص التي تثير الغضب صعبة وكذلك الامر بالنسبة لتغييرهم الا انه يمكن للانسان تعلم السيطرة على ردات فعله".
واضافت الجدوع ان "البعض يتساءل عن السبب الذي يجعل بعض الاشخاص ينقادون الى الغضب اكثر من غيرهم وذلك قد يكون اما لاسباب وراثية او نفسية كما قد تكون عوامل اجتماعية ثقافية حيث غالبا ما ينظر الى الغضب على انه عادة سيئة ويحثنا المجتع على عدم التعبير عنه ولذلك لا نتعلم كيفية التعامل معه".
واشارت الى ان "العائلة او البيئة التي يعيش فيها الانسان قد تكون السبب حيث ينحدر الاشخاص الذي يغضبون بسرعة من عائلات تعاني من نقص في مهارات التواصل العاطفي".
وذكرت انه "من الافضل اكتشاف ما يثير غضبنا والعمل على تطوير الاستراتيجيات التي تسمح بالسيطرة عليها".
وقالت الجدوع ان احدى استراتيجيات السيطرة على موجات الغضب التي تصيبنا هي "محاولة الاسترخاء والتنفس بعمق وتخيل بعض التجارب اللطيفة التي تساعد على تهدئة الاعصاب بالاضافة الى ترداد بعض الكلمات او العبارات المريحة خلال عملية التنفس" مضيفة ان "ممارسة اليوغا تساعد على استرخاء العضلات وازالة اي توتر".
واشارت الى انه "يجب على الانسان التمرن على هذه التقنيات يوميا لكي يست****ا بطريقة طبيعية عندما يواجه اي مشكلة".
واضافت الباحثة الكويتية ان من وسائل السيطرة ايضا "محاولة استبدال الافكار التي قادتنا الى الغضب بافكار اخرى اكثر عقلانية".
وشددت على ان "الشعور بالغضب لن يمنح الانسان شعورا افضل بل على العكس فقد يشعره بالذنب على الطريقة التي تصرف بها لا سيما ان الغضب يجعل الانسان غير قادر على التفكير بطريقة واضحة".
وذكرت الجدوعي ان "العديد من الناس يؤمنون بنظرية وجود حل لكل مشكلة الا ان هذا غير صحيح لان افضل طريقة للتعامل مع هذه المشكلة تكمن في عدم التركيز على ايجاد حل بل على طريقة معالجتها ومواجهتها".
وقالت "يقفز عادة من يصاب بالغضب الى استنتاجات غير دقيقة ولذلك يفضل اخذ الامور بهدوء والتفكير بما يريد الانسان قوله والاستماع الى الاخرين".
ومن النصائح الاخرى التي قدمتها الجدوعي هي "تعلم التعبير عن الغضب دون ايذاء من حولنا وذلك عن طريق البكاء او الاتصال بالشخص الذي سبب الازعاج".
ووفقا لها فان "المشاكل والمسؤوليات تقود الانسان الى الغضب لذلك يجب على الانسان العمل على تامين وقت للاستراحة لا سيما اذا كان يشعر انه يعيش تحت ضغط وذلك لمدة ساعة او ساعتين على الاقل خلال الاسبوع".
ونصحت الجدوعي "الاشخاص الذين يؤثر غضبهم سلبا على علاقاتهم وحياتهم والعاجزون عن السيطرة عليه بالحصول على الاستشارة الضرورية للتعلم كيفية مواجهة مشاعرهم بشكل افضل".
واشارت الى "وجود برنامجين لمعالجة الغضب الاول هو فن ادارة الغضب والثاني هو فن التعامل مع العوامل النفسية والمؤثرات الضاغطة ويهدف البرنامجين الى تعليم المرضى كيفية السيطرة على غضبهم وعلى ردات فعلهم".
وتابعت "يوجد اختبار لقياس مدى حدة غضب الانسان من خلال اسئلة يطرحها الاخصائي وتشير الاجوبة الى مصدر احباط وغضب الشخص".
وشددت الجدوعي على ان "وتيرة الحياة اصبحت محمومة وسريعة لدرجة ان الانسان نسي الاستماع الى حدسه ولذلك يجب على الانسان ان يثق بحدسه ليحافظ على حياته متوازنة".
ان الحياة مليئة بالالام والاحباط والفشل والتصرفات غير المتوقعة التي لا يمكن تغييرها الا انه يمكن العمل على تغيير طريقة تاثيرها وسيدرك الانسان اذا عاش كل يوم كانه الاخير في حياته ان الحياة قصيرة جدا للوقوف على كل كبيرة وصغيرة".




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.