لكن بعض الوقت لا يعني تمادي الطفل في سلوك انماط مختلفة ومستمرة من الجدال والاعتراض الغاضب والاستفزاز تجاه الوالدين والكبار بشكل عام والا فمن الممكن ان يكون طفلك يعاني من اضطرابات التحدي والاعتراض.
وقد تزيد هذه الاضطرابات من صعوبة الحياة الاسرية وتكون متعبة للغاية بالنسبة للوالدين ومحبطة للطفل.
وقد يشعر الوالدين بانهم يخطون على قشر البيض كلما حاولوا الاقتراب من الطفل دون معرفة السبب محدد وراء غضب الطفل واعتراضه.
وبالرغم من كون هذا السلوك من اصعب انواع الاضطرابات السلوكية الا ان وضع حدود صارمة مع تبعات ثابتة بالاضافة الى التزام جاد بتقويم العلاقة بين الوالدين والطفل يجعل من الممكن التغلب على هذه المعضلة.
والتحكم في السلوكيات هو مفتاح التغلب على هذا النوع من الاضطراب وليس من الممكن ان يخوض الوالدين وحدهما معركة التقويم حيث من الضروري طلب العون من الاطباء والاستشاريين النفسيين للمساعدة على وضع خطة سليمة ومؤكدة المفعول لاعادة بناء الثقة بين الوالدين والطفل وتحسين اسلوب الطفل في المناقشة والاعتراض.
الاعراض :
في بعض الاحيان يكون من الصعب التفريق بين نمو شخصية قوية لدى الطفل وهذه الاضطرابات وبالطبع هناك فرق بين السلوك الطبيعي لطلب الطفل لمزيد من الحرية واضطرابات التحدي والاعتراض.
فيما يلي بعض السلوكيات المرتبطة بهذه الاضطرابات:
– السلبية.
– التحدي.
– عدم الطاعة.
– سلوك عدواني تجاه الكبار بشكل عام.
وقد تؤدي هذه السلوكيات الى ظهور اعراض مستمرة مع الطفل منها:
– نوبات غضب متكررة.
– الجدل مع الكبار.
– عدم طاعة اوامر الكبار.
– العمد الى استفزاز وازعاج الاخرين.
– لوم الاخرين على الاخطاء والاساءات.
– كون الطفل حساس وسهل الغضب.
– النفور من الاخرين.
– اتباع سلوكيات عنيفة والميل الى الانتقام.
– العدوانية تجاه الاصدقاء.
ومن الوارد ان يصاحب هذه السلوكيات مشاكل نفسية اخرى مثل القلق والاكتئاب.
الاسباب :
لا يوجد سبب واضح ومحدد لظهور هذه الاضطرابات الا ان هناك اسباب تسهم فيها مثل: – طبيعة الطفل.
– رد فعل العائلة على سلوكيات الطفل.
– اسباب وراثية كامنة تظهر عند مزجها مع الظروف البيئية المحيطة مثل قلة الرعاية الاسرية وعدم الاستقرار الاسري.
– سبب عضوي او عصبي.
– شعور الطفل انه لا يلاقي اهتمام او وقت من الابوين.
عوامل الخطر
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمال ظهور هذه الاضطرابات منها:
– كون احد الابوين او كلاهما يتبع سلوك مزاجي او يدمن مادة تؤثر على السلوك.
– اسائة معاملة الطفل او اهماله.
– قلة الرعاية والاشراف الابوي.
– سوء العلاقة مع احد او كلا الابوين.
– عدم وجود استقرار عائلي كالتنقل المستمر.
– معاناة احد الوالدين من المرض او امراض نفسية اخرى.
– معاناة الاسرة من مشاكل مادية.
– نفور الاصدقاء.
– تعرض الطفل للعنف.
– تغير المربين بشكل متكرر او تغيير المدرسة.
– انفصال او اضراب في العلاقة بين الابوين.
متى تتصل بالطبيب :
ينصح سرعة طلب مساعدة الطبيب في حالة قلق الابوين من عدم القدرة على التعامل مع سلوك الطفل العنيد والمعترض بشكل مستمر مما يؤزم العلاقة الاسرية ويخلق جواً من التوتر المستمر. يراعى ملاحظة انه كلما تم تشخيص المرض مبكراً كلما زادت نسب الشفاء واستعادة الابوين للسيطرة على الطفل المريض كما تساعد الطفل على استعادة الثقة بالنفس مما يعييد بناء علاقة جيدة بينك وبين طفلك. التشخيص
غالباً ما يتمكن الطبيب من تشخيص المرض من خلال سرد الابوين للسلوكيات التي يتبعها الطفل في التعامل معهما ومع اخوته واصدقائه والكبار بشكل عام. لكن تشخيص الطبيب لا يمكن ان يكون قاطعاً بالضرورة فلا يوجد تحليل دم او اشعة يمكن ان تجرى على الطفل للتأكد من صحة التشخيص. الا ان الطبيب والاخصائي النفسي يتمكنان من التعرف على المرض من خلال الخبرة في التعامل مع هذه الحالات كما يمكن اجراء مقابلة مع الطفل لكي يتعامل الطبيب مع الحالة بنفسه.
المضاعفات
من المؤكد ان ترك المرض دون علاج سوف يترك اثراً ظاهراً في علاقة الطفل بالابوين والاخوة في المنزل كما ستظهر نفس الاعراض في المدرسة مع المدرسين والزملاء.
العلاج
لا يمكن للطفل ان يتغلب على هذه الاضطرابات وحده دون مساعدة ولم يثبت بعد وجود دواء او نظام غذائي فعال. العلاج الوحيد الناجح حتى الان هو التزام الابوين تجاه الطفل ورغبتهما الحقيقية في تغييريه الى الافضل.
اهم ما في العلاج ايضاً هو اظهار الابوين الحب والقبول الى الابنحتى خلال الاوقات التي يكون الطفل فيها عنيداً وصعب المراس. تعتبر هذه المهمة من اصعب ما يكون حتى على اكثر الآباء صبرا والتزاماً.
يحتاج العلاج ايضاً الى مجهود من الطبيب والاخصائي النفسي لتشخيص المرض بدقة ووضع استراتيجية سليمة يتبعها الابوين في العلاج. كما يمكنهما مساعدة الابوين في تعلم فن التعامل مع الطفل المريض عن طريق:
– اعطاء الطفل مساحة من الحرية.
– اجتناب الجدل.
– المحافظة على الهدوء وعدم فقد الاعصاب تجاه العصيان.
– الثناء على الطفل حيال القيام بسلوك جيد.
– توفير خيارات مقبولة للطفل مما يمنحهم قدراً من السيطرة.
وبالرغم من كون بعض هذه المهارات قد تبدو بديهية الا ان استخدامها حيال تحدي الطفل وعناده مع المحافظة على الهدوء قد يكون امرا صعباً للغاية لذا فقد يحتاج الامر الى استشارة نفسية وحصص متصلة من التعليم والتطبيق وممارسة الصبر.
الوقاية
يمكنك التغلب على المعاناة في المنزل عن طريق عمل الاتي:
– التعرف على السلوكيات الجيدة لدى الطفل ومدحها.
– كن قدوة للطفل في سلوكياتك.
– ضع حدوداً مع تطبيق عواقب معقولة على من يتعداها.
– ضع جدولاً يومياً لطفلك.
– يعمل كل افراد المنزل بشكل متناسق للسيطرة على الطفل.
– حدد عملاً منزلياً لطفلك كي يعمله.
التعايش مع الوضع
يمكنك تعلم الاتي للتعايش مع المرض:
– الاحتفاظ بالهدوء: مما له تأثير ايجابي يقلده الطفل.
– اقتطع لنفسك بعض الوقت: بالخروج للتنزه او التمرين للابتعاد عن الطفل لفترة تساعدك على استعادة طاقتك.
– التسامح: حاول ان تنسى ما فعله طفلك في الماضي وتبدأ كل يوم كأنه اليوم الاول.