التصنيفات
منوعات

جريمة حب الفصل الثالث رواية انمي


…….الفصل الثالث………(رحلة انتقام)……..

…فتحولت نظرات كلوديا البريئة والحزينة إلى نظرات حاقدة ومنتقمة فنهضت من السرير وقالت"لا تقلق توماس..سأنتقم لي ولك..سأنتقم من الذي دمر حياتنا..سأنتقم..أعدك بأني سأنتقم منه" ثم أغمضت عينيها وقالت"نعم سأنتقم منك ياويليام" فتحت عينيها بسرعة وكأنها تذكرت شيئاً مهما وقالت"الورقة…نعم…لقد تركتها في الأرضية..أين أجدها الآن؟"
فخرجت كلوديا من الغرفة مسرعة واتجهت لغرفتها وبحثت عن الورقة في كل مكان لكنها لم تجدها فجلست على السرير وقالت بأنفاس متتابعه"أين يمكن أن تكون؟"
فصمت لبرهة ثم نادت الخادمة المسؤولة عن غرفتها وسألتها عما إذا شاهدت تلك الورقة أم لا…؟
فأجابتها الخادمة"نعم آنستي..فلقد وضعتها في سلة المهملات"
فصرخت كلوديا بها"أحضريها حالاً…"
فانحنت الخادمة طائعة ثم ذهبت لإحضارها وبقيت كلوديا تنتظرها على أعصابها فالورقة هي سبيلها الوحيد للأنتقام من قاتل توماس….بقيت كلوديا جالسة على السرير وهي تهز قدميها بتوتر حتى دخلت الخادمة عليها وهي تحمل ورقة بالية فركضت كلوديا نحوها وسحبت الورقة منها ونظرت إليها ثم ابتسمت إبتسامة إنتقام ولكن كان هناك شيئاً ما يزعزها…
بعد ذلك ذهبت للأستلقاء على السرير منتظرة صباح الغد بفارغ الصبر…

في مكان أسود مظلم ومخيف ليس به سوى أشجار ذابلة وجماجم بشرية مرعبة كانت كلوديا واقفة بخوف وهي ترقب بعينيها كل ماحولها بهلع من وحش سينقض عليها أو شبح يثب عليها…وفجاءة خرجت عليها مجموعة من الكلاب المفترسة وأخذت تطاردها وهي تلهث خلفها بشدة….فصرخت كلوديا بأقوى مالديها لتستيقظ من نومها مفزوعة..فنظرت حولها فلم ترى لا الجماجم المخيفة ولا الكلاب المفترسة فوضعت يدها على قلبها وقالت والعرق يتصب من جبينها"الحمدلله كان حلماً "
فتناولت بيدها اليمنى كوب ماء كان موجوداً على الطاوله التي بجانب سريرها فشربته على فترات متباعدة و في كل فترة كان الكابوس الذي رأته يتردد في ذهنها ليشعل في داخلها القلق من أن شيئاً سيحدث لها …. ومعهارالحق في ذلك فهي ستنتقم من شخص لا تعرفه …. لا تعرف سوى إسمه فقط لا تعرف لا طباعه ولا سلوكه …. فهذه أسباب كافيه تدعو للقل
فأرادت أن تواصل نومها لكن عينيها وقعت على الساعه فإذا هي السابعة صباحاً …. فتعجبت من أن الصباح قد حل فغرفتها مظلمة لحد ما …. فنزلت من السرير بطء متعمد فهي قلقه جداً من الخطوة التي ستقدم عليها ومن المكان الذي سوف تذهب إليه ….. فكرت مراراً بأن تتراجع لكنها عندما تتذكر أن توماس طلب منها ذلك تطرد هذه الفكرة على الفور من رأسها …
فوقفت أمام مرآتها لتفقد وجهها القلق و المتعرق ثم ذهبت لدورة المياه فأرادت أن تقفز بحوض الإستحمام لكنها تذكرت أنها لم تخلع ملابس نومها التي لم تكن سوى بلوزه ورديه فضفاضه و سروال فضفاض بنفس الون فوضعت كلوديا يديها على رأسها و قالت :" ياإلهي ألهذه الدرجة أنا قلقه ؟ "
ثم صمت قليلا لتعيد حساباتها فكيف لفتاه تريد الإنتقام أن تكون قلقة هكذا…؟؟ يجب أن تحمل القسوة بقلبها كي تنجح…فقالت بعد أن طردت الخوف منها"لا..لن أقلق…وسأنتقم منك ياويليا" ثم عضت على أسنانها بقوة"كم أكره أن أنطق بأسمك الكريه هذا…"…
فخلعت ملابسها بسرعة ثم ألقت نفسها بحوض الأستحمام وبعد ذلك خرجت وهي تلف منشفه كبيره على جسدها وأخرى صغيره على شعرها…واتجهت نحو دولابها الزهري وأخرجت منه تنورة حمراء قصيرة ومعطف أسود ذو طابع رسمي..وارتدتهما ثم صفت شعرها بطريقة عادية وذهبت نحو طاولة سريرها وأخذت من عليها ورقة العنوان ثم أطالت النظر بها فأقشعر جسدها عندما رأت طرفها الأحمر الذي تبل بدماء توماس وهذا ماجعلها تحفظ العنوان بسرعة ثم ترمي بالورقة بعيداً….
ثم نزلت للأسفل وتناولت طعام الأفطار الذي وجدته جاهزاً…تناولته وحيده فلقد أعتادت على ذلك فمنذ أن توفيا والديها قبل عشر سنوات وهي لم تتناول الطعام مع أحد حتى مع توماس لذلك أعتادت على الأكل وحيدة…فتناولت رغيف خبز وضعت عليه شريحة جبن ثم أرادت ان تأكله لكن السكين الحادة التي بجانب طبق الفاكهة أستوقفتها فتذكرت أنتقامها فأعادت الخبز لمكانه وتناولت تلك السكين بحذر ثم نظرت إليها وقالت"يجب ان آخذها معي…تحسباً لأي طارئ فلا يجب أن أذهب بدون سلاح"
فأخفت السكين بجيب معطفها الداخلي ثم أغلقت عليها الأزرة وخرجت دون أن تكمل طعام إفطارها…

فخرجت من المنزل بسرعة وأستقلت سيارتها وأخذت تقودها وفقاً للعنوا الذي حفظته..فدخلت شارع لم تدخله من قبل…وسلكت طريق متشعب..فشعرت بالخوف لكنها تشجعت واصلت سيرها غير آبهة بمشاعر الخوف التي أجتاحتها…سارت كلوديا بسيارتها وقتاً طويلاً ودخلت بأماكن وأحياء غريبه…ثم دخلت حي عشوائي لو أنه حفظت عنوانه لما أنتبهت لوجوده…فتسألت من أين يعرف توماس هذا المكان..؟؟..فلم تجد إجابة مقنعة لهذا السؤال…
سارت طويلاً في هذا الحي الغريب فاستغربت خلوه من السكان فازدادت مخاوفها وخافت أنها دخلت في متاهة لن تخرج منها طيلة حياتها…فكرت بالعودة لكنها لم تستطيع فلقد سلكت طريق طويلاً فشقت على نفسها أن تعود بلا جدوى بعد هذه المسافة الطويلة…فواصلت سيرها حتى وصلت إلى المكان المطلوب..فنظرت إليه من الزجاج الأمامي للسيارة فتفاجأت بمبنى كبير وفخم وأنيق التصميم فتعجبت من وجوده في هذا الحي المتواضع…فنزلت من سيارتها ونظرت حولها فلم ترى أحداً…

كان الحي خالياً حتى أنتابها شعور أنه لا أحد بهذا الحي سواها…بقيت وقتاً وهي تجول بنظرها في هذا المكان الخاوي حتى شعرت بالملل فاستادرت عائدة إلى سيارتها فاستوقفها ثقل حديدي شعرت به على كتفها فنظرت لكتفها فرأت سلاح رشاشاً عليها…فقفز قلبها رعباً فالتفت بسرعة إلى صاحب السلاح فرأت رجل ضخم البنية مفتول العضلات أصلع الرأس يرتدي زي بلاستيكياً على ماأظن انه واقي من الرصاص…فأحست أنها بخطر حقيقي وهي تقف أمام هذا الرجل الحديدي الذي لا تعلم من أين خرج لها…
فالتزمت الصمت الخفيف وهي تنظر لعينيه التي خبأهما بنظرات شمسية…فقال وهي يصوب سلاحه لوجهها"هل أنتي جاسوسية؟؟"
كلوديا بنفي قاطع"لا…لا…إطلاقاً"
الرجل بصوت عالٍ"إذن من أنتي؟؟؟"
فصمت كلوديا بتوتر وخوف وهي لا تعلم ماذا تقول له…فلقد تشت جميع أفكارها فلم يخيل لها أنها ستذهب لمكان كهذا وأن توضع بموقف كهذا…فألصق الرجل السلاح بجبينها وقال"أنتي جاسوسة أنا متأكد من هذا…ستلقين حتفك الآن"
فتجمدت كلوديا خوف من كلامه وذلك السلاح الذي يتوسط جبينها وازدادت نبضات قلبها وانعقد لسانها ولم تستطيع جمع جملتين كي تقولها له…فحدثت نفسها قائله"هل ستكون هذه نهايتي؟…هل ستغلق صفحة حياتي عند هذا الحد؟…هل سيشهد هذا المكان المعزول على نهايتي؟…هل سألحق بتوماس؟"
فأثار التساؤل الأخير سعادتها لكنها تذكرت ويليام فصرخت قائلة"لا..لا..لا…" كانت تريد أن تقول ليس قبل أن أنتقم من ويليام لكنها أبدلتها ب"انا لست جاسوسة"
فأبعد الرجل سلاحه عنها ثم قال"حسناً سأخبر عنكِ سيدي.."
كلوديا بتعجب"سيدك!!"
فسحبها معه بعنف وأدخلها المبنى الكبير الذي رأته وأدخلها في ممرات كثيرة لا تعلم كلوديا من أين ممر دخلت ومن أي ممر خرجت….فكانت قبضته ليدها مؤلمة وسرعته بها كبيرة جداً مع ذلك فلم تتفوه بأي كلمة…فقط كانت خائفة من الذي ينتظرها أو بالأحرى من سيده…
فدخل الرجل بها لغرفة واسعة مليئة بالرجال اللذين على شاكلته ومليئة بأجهزة المراقبة المتطورة فأنتاب كلوديا شعور أنها بوكالة ناسا…فسحبها الرجل لمكان من هذه الغرفة الكبيرة وضعها أمام رجل يجلس على كرسي أسود ويمسك بيده سيجاره وراءه فتاتان الأولى في منتهى الرقة والثانية على العكس تماماً…فخمنت كلوديا أن هذا سيده الذي يتكلم عنه فقال الرجل الذي أتى بها"سيدي لقد وجدنا هذه أمام المقر…أظن أنها جاسوسة.."
فأشار الرجل له بالذهاب فبقيت كلوديا وحدها أمام الرجل الذي خمنت أنه الرئيس…فنظر إليها بنظرات مطولة ثم وضع رجله اليمنى على الأخرى وقال وهو يشير بسيجارته عليها بلا مبالاة"هل أنتي جاسوسة؟؟"
كلوديا"لا…أنا لست جاسوسة"
فقام الرجل من كرسيه وذهب إليها حتى أصبح بمقربة منها ثم قال"الذي يأتي إلى هنا لا يريد سوى أمرين…إما أن يكون جاسوساً أو أنه يريد الأنضمام إلينا وانا أرشح الأولى فهذا الأنسب لفتاة جميلة مثلك"
فتوترت كلوديا كثيراً فقالت كحل أنسب لموقفها هذا"لا..أنا أريد الأنضمام إليكم"
الرجل بنظرات مستخفه"حقاً…"
كلوديا متجاهلة نظراته تلك"نعم.."
فأعطاها ظهره وعاد لكرسيه وقال"حسناً يا…." فتوقف وقالت كلوديا مكمله"كلوديا سيدي"
الرجل مواصلاً كلامه"حسناً ياكلوديا بما أنك ستنتضمين إلى أشهر عصابة هنا…….." فقالت كلوديا بنفسها بقلق"ماذا عصابه…!!" ثم واصلت الأستماع إليه"فهذه يعني أنكِ تمتلكين قوة أليس كذلك؟"
كلوديا"نعم..فلدي أموالاً قد أفيدكم بها"
الرجل وهو يهز رأسه باستحسان"هذا رائع…ولكن هذا لا يكفي فنحن نريد شخصاً متدرباً في فنون القتال يعرف سلوك الأجرام بشكل جيد"
كانت كلوديا تظن أن الإجرام ليس سوى أن تشهر سلاحها نحو شخص ما وأعتقدت أنها تستطيع فعل ذلك بسهولة فقالت بثقة"وأنا ياسيدي أعرف كل هذا"
فدقق الرجل النظر بها ثم قال"هذا غريب فليس واضح هذا الأمر عليكِ..على العموم أنا لن أوافق على انضمامك إلينا إلا بعد أن أختبرك"
كلوديا بقلق"تختبرني…"
الرجل"نعم لكي أتأكد من صحة كلامك"
كلوديا وهي تحاول تخفي قلقها"حسناً ولكن كيف؟؟"
وعندما هم بأن يجيبها دخل شابان عليهما الأول يبدو ذو ملامح إجرامية مخيفة وهذا واضح من هالة السواد التي تحيط بعينيه أما الآخر فكان عادي المظهر ولكنه يبدو عصبي المزاج فابتسم الرئيس لرؤيتهما ثم قال لي كلوديا"أحدهما سوف يختبرك…"
فنظرت كلوديا إليهما فأيقنت انها ستفشل لا محالة لذلك قالت بلا إدراك منها"لا…أريد ويليام أن يختبرني"
فنظر جميع من في الغرفة إليها بحدة سوى الرئيس الذي قال لها"ولماذا…؟ألم يعجباكي جون وروبرت؟"
فسعدت كلوديا لأنه لم يستنكر أسم ويليام وهذا يعني انها في المكان الصحيح عكس ماتوقعت فأجابت على سؤاله قائله"لا….ولكني أفضّل ويليام"
فابتسم الرئيس وقال وكأنه هو الذي سوف ينتقم"حسناً أنا موافق…"
فتدخلت الفتاة ذات الطابع الرجولي التي تخف خلفه"لكن يا سيدي…………"
فأشار الرئيس له بيده بأن تصمت ثم قال"دعيها تذهب إلى الموت برجليها" ثم نظر إلى كلوديا وقال"لكن هناك معلومة يجب أن تعرفيها عن ويليام..ربما تحفزك قليلاً"(نظق الجملة الأخيرة بسخرية)
كلوديا بشوق"ماهي؟؟؟"
الرجل"أن جميع اللذين خضعوا لإختبارات ويليام لم ينجح منهم سوى جينفر" وأشار على المسترجلة التي تقبع خلفه….
فأحست كلوديا أنها تسرعت بأختيار ويليام فقالت بصوت غير مسموع"ماهذه الورطة…"
عندها سمعت صوت أحدهم من الخلف يقول"لقد أتى ويليام…."

………………………… ……
_كيف ستواجه كلوديا الرجل الذي قتل فرحتها؟
_هل ستنتقم منه؟
_هل ستنجح في الأختبار؟
_هل ستكون نهايتها عند هذه النقطة؟
_هل دخلت كلوديا دوامة جديدة لن تستطيع الخروج منها؟؟

كل هذا في الفصل الرابع من الرواية

تحياتي




…..الفصل الرابع…..(مواجهة وأختبار)……

….فأحست كلوديا أنها تسرعت بأختيار ويليام فقالت بصوت غير مسموع"ماهذه الورطة…"
عندها سمعت صوت أحدهم من الخلف يقول"لقد أتى ويليام…."
فالتفت خلفها بسرعة فتفاجأت بمظهره فلقد توقعت أن ترى رجلاً قاسي قبيح ذو شكل إجرامي…شخص مريع كما أراع قلبها بقتل توماس لكنها رأت رجلاً عكس ذلك تماماً…رجل في منتهى الجاذبية وسيم لدرجة لا تقاوم ذو غموض ساحر ويمتلك جسم مثالي لم ترى مثله قط….
فتقدم نحو الرئيس وقال بصوت جامد كجمود ملامحه"صباح الخير جيسون.."
فتعجبت كلوديا منه..فكيف ينادي الرئيس ب"جيسون" بدون كلمة سيدي كما يناديه الجميع هنا.. فعرفت أن له شأن كبير في هذه العصابة…فنظرت إلى جيسون الذي أجابه قائلاً"صباح الخير رائع أنك أتيت…فأريد منك أن تدرب هذه الفتاة"(قال الجملة الأخيره وهو يشير إلى كلوديا)
فنظر ويليام لكلوديا لأنه لم يكن منتبهاً لوجودها سوى الآن..فلم تعلم كلوديا لماذا أرتعش جسدها فلقد أحست بسهام تصوب نحوها وليست عيون عسلية…فأدار نظره لجيسون وأقترب منه وقال بصوت لم تسمعه كلوديا"أتسخر مني أم ماذا؟؟"
فابتسم جيسون وقال بنفس خفة صوت ويليام"هي من طلب ذلك…لقد رفضت تدريب جون وروبرتو لها"
فنظر ويليام إليها مرة آخرى ثم قال وهو يخرج من الغرفة"حسناً…تعالي معي"

دعوني أتوقف معكم مع هذه الشخصية التي ستأخذ حيز كبير في الرواية:

الأسم:ويليام دينلسون
الطول:184م
معلومات عنه:شخص غامض وذكي جداً وعبقري بل أكبر من ذلك على قدر كبير من الوسامة

خرج ويليام وبقيت كلوديا واقفة بمكانها أو بالأحرى متجمدة في مكانها فقال جيسون لها"ألم تسمعي ما قال؟..هيا أذهبي خلفه"
فذهبت كلوديا وهي متوترة وخرجت من الغرفة ثم نظرت لجميع ممرات المبنى الكثيرة فهي لا تعلم من أي ممر سلك ويليام…لكنها سمعت وهي في وسط حيرتها هذه صوت خطوات هادئة آتية من أحد الممرات فخمنت أنها خطواته فركضت لهذه الممر فرأته يسير به وهو يضع يديه بجيبه فلحقت به وسارت معه ثم أختلست النظر إليه فتذكرت آخر زفرة أطلقها توماس قبل رحيله فنمت مشاعر الأنتقام بداخلها فتمنت لو أنها تخلص عليه بضربة قاضية منها…لكن ما الذي تستطيع فعله يديها الصغيرة تلك أمام جسده الضخم..؟؟..فضلت الهدوء والصمت أمام أرتكاب أي حماقة قد تودي بحياتها لكنها ظلت تفكر بكيف ستنتقم منه….وفي وسط تفكيرها هذا أحست بيد تخترق معطفها من الأمام فارتجف قلبها وانتفظت بعيداً عنه وصرخت به"كيف تتجرأ على ذلك أيها الوقح.."
فوضع ويليام سكيناً حادة أمام عينيها الخائفة وقال"أظن أنه لا داعي لهذه يا آنسة…"
فتوترت كلوديا وقالت بنفسها"ياإلهي كيف عرف هذا؟؟"
ثم قالت مبرة ذلك بصراخ"لكن هذا سلاح شخصي لكي أحتمي به…وأعتقد أن هذا من حقي"
فأشاح ويليام وجهه عنها وعلى وجهه علامات عدم تصديقها ثم رمى السكين من النافذة المفتوحة أمامه وقال"لا داعي لهذا السلاح القديم هنا…"
ثم خطى خطوتين وفتح باب غرفة كانت أمامه ودخل بها وبقيت كلوديا واقفة بذهول وهي متعجبه من هدوءه المميت الذي لم يتغير منذ أن رأته…فتسألت أطبعه بارد هكذا؟؟
ثم دخلت هي نفس الغرفة التي دخل بها لكنها تفاجأت بأنها ليست غرفة بل جناح كبير مقسم لعدة غرف فنظرت يمينها فرأت ويليام يجلس على أريكة بنية فنظر إليها وقال برود"أعتذر…"
كلوديا بشكل تلقائي"عن ماذا؟"
فأخرج ويليام من جيبه سيجاره ثم أشعلها ونفث الدخان منها مرة واحدة ثم قال"أعتذر عن الموقف الذي حدث قبل قليل فأنا لا أعلم كيف أتصرف مع فتاة مسلحة فقط أعرف كيف أتصرف مع رجل مسلح"
فعقدت كلوديا حاجبيها بإبتسامه"فتاة مسلحة..!!"
فوضع ويليام قدميه على الطاولة التي أمامه"نعم…وإلا ماذا تسمين السكين التي تحملينها…هل تريدين أن تقطعي بصل مثلاً؟"
فضحكت كلوديا بعفوية ثم قالت"حسناً ولكن كيف علمت أني أحمل سلاحاً؟"
فنفث الدخان من فمه وقال"لدي حاسة سادسة.."
كلوديا بإبتسامة"كلامك ليس مقنعاً"
فابتسم ويليام إبتسامه غامضة بعض الشيء فنظرت كلوديا إلى فمه المبتسم فشعرت بأن إبتسامته تلك هيجت بقلبها مشاعر لم تعهدها…مشاعر أخرى…لم تخرجها من قلبها سوى تلك الأسنان المرصوصة بإتقان..سوى ذلك الثغر الذي يبتسم أمامها…فظلت تفسر هذه المشاعر التي أجتاحتها فجاءة حتى قال ويليام"دعك من الكلام الآن ولنبدأ بالأختبار"
فطرا بذهن كلوديا آمر ربما قالته لكي تؤخر الأختبار"لقد قلت لي في البداية أنك لم تتعامل مع فتيات..إذاً كيف أختبرت جينفر وهي فتاة؟"
فوضع ويليام سيجارته بصحن زجاجي بعد أن أطفأها به ثم قال"إذا كنتِ مثل جينفر فهذا أمر رائع"
كلوديا"بل أنا أفضل منها…"
فوقف ويليام وقال"لنرى…هيا لنذهب لغرفة التدريب"

فذهب ويليام نحو غرفة ذات باب أزرق وهي آخر غرفة في الجناح فلحقت كلوديا به وهي تنظر بتمعن إلى هذا الجناح الكبير ولم تنتبه لطريقها إلا عندما ارتطمت بجسد ضخم فنظرت على الفور إليه فإذا هو ويليام واقف أمام الباب الأزرق فابتعدت عنه وقالت بحرج"عذراً لم أنتبه لأنك توقفت"
فتح ويليام الباب وكأن شيء لم يحدث فزفرت كلوديا خلفه بحده وقالت بصوت خفيف"بارد جداً…"
فدخلت هي الغرفة ونظرت لويليام الذي كان متكئاً على الحائط فقالت"أهذه الغرفة؟"
ويليام"نعم.."
كلوديا وهي تنظر لأرجائها بتعجب"هذا غريب..إنها تبدو لي غرفة عادية وليست كغرفة تدريب"
فابتعد ويليام على الحائط وقال"لا أحتاج سوى الذي ترينه أمامك" ثم أقترب منها وقال"أولاً سأعرف مدى قوة تحملك"
فأمسك يدها اليمنى بيده وأحكم عليها بيده حتى أختفت يد كلوديا بكفه…فشعرت كلوديا برعشة تجتاح جسدها لكنها حاولت أن لا تبدي ذلك وقفت تنظر إلى عينيه بصمت…ثم ضغط ويليام على على يدها فأحست كلوديا أن أصابعها بدأت تتهشم لكنها صبرت وتحملت ذلك الألم رغماً عنها فضغط على يدها مرة آخرى هنا لم تتحمل كلوديا قسوة يده فصرخت قائلة"يدي…."
فأطلق ويليام يدها ثم وضع يديه بجيبه واتجه نحو النافذة الزجاجية وأخذ ينظر للخارج بنظرات غامضة…

أما كلوديا فأخذت تتحس يدها المحمره وقالت وهي تنظرإلى ليديها بعيون باكية"العنة….ما أقسى يدك"
فقال ويليام بجمود أرعبها"هل أنتي متأكدة أنك أتيت من أجل الأنضمام لعصابةsatan dark؟"
فشعرت كلوديا أنها سمعت هذه العصابة من قبل لكنها لا تعلم في الواقع أين ربما قرأته في صحيفة أو مجلة…فأجابته"نعم..متأكده من ذلك ولكن لماذا تسأل..هل فشلت في الأختبار؟"
فالتفت ويليام إليه بأبتسامه ساخرة"مارأيك؟"
شعرت كلوديا أن سؤالها غبي فهي لم تتحمل سوى ضغطتين من يده ومن الطبيعي أن تكون قد فشلت فقالت متفادية ذلك بثقة"إذا فشلت في الأختبار الأول فهذا لا يعني أني سأفشل في الأختبار الثاني…"
فتوجه ويليام نحو دولاب خشبي كان يقع بجانب النافذة التي ينظر منها وأخرج منه سلاح رشاشاً ثم نظر إلى كلوديا التي تنظر إليه بقلق من أن يطلب منها شيئاً يفوق مقدرا تحملها فقال"لنرى خذي هذا"
فرمى السلاح عليها وأمسكت كلوديا به بعد أن كاد يسقط على الأرض وحملته بيدين مرتعشة فهذه المرة الأولى التي تلامس يدها سلاحاً…فأمسكته بحذر شديد من أن تنطلق منه رصاصة مباغته…فابتعد ويليام عن النافذة وصار بجانبها ثم قال"هيا صوبي السلاح باتجاه النافذة وأطلقي الرصاصة على أي طائر ترينه"
فدب القلق بقلب كلوديا من هذا الأختبار الذي لا تستطيع بل لن تستطيع أنجازه على أن تنجح فيه…فتمنت لو أنها لم تدخل هذا المكان من الأصل فكيف ستقوم بإطلاق رصاصة؟..أنها لا تقوى حتى على حمل هذا السلاح…لكن كلوديا لم تتفوه بأي شيء ولو تفوهت فماذا ستقول؟…ستقول له أنها لا تعرف شيئاً عن الأمور القتالية وأنها أت فقط من أجل الأنتقام منه…؟..سيكون مصيرها أسود عندئذ…فاستسلمت للأمر ورفعت السلاح بيدين مرتبكه وجهتّه للنافذة وهي تحاول أن تثبت يديها التي يزداد أرتعاشها بشكل ملحوظ …وقفت تتنتظر طائر يمر من النافذة وهي تتمنى أن تنقرض جميع طيور العالم في هذه الحظة…فأخذت يديها ترتعش بشكل واضح جداً وفقدت السيطرة عليها كلياً… وهي في لحظات الأنتظار الحرجة تلك أحست بيديه تلامس كلتا يديهافنظرت إليه بسرعة فإذا هو يحاول تثبيت يدها فشعرت كلوديا بالحرج لأنه شاهد خوفها ورعشة يديها فقالت بنفسها"يا إلهي ماذا سيقول عني الآن؟..جبانه..كاذبة…ماأغباني "
ثم ترك يدها فظهر الطائر المنتظر فهتف ويليام"صوبي عليه…"

………………………… ……………
_هل ستنجح كلوديا بالأختبار الثاني؟
_كيف سيؤل الحال بكلوديا؟هل سيفرش طريق الأنتقام لكلوديا بالورود؟أم أنها ستندم على تلك الحظة التي فكرت بها في الأنتقام؟
_وإذا فشلت كلوديا بالأختبار هل ستكون نهايتها؟كيف سينظر لها الجميع بعد ذلك بل كيف سينظر لها ويليام؟

كل هذا في الفصل الخامس من الرواية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.