التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

~جزيرة الحب~

جزيرة الحب

شعر الزوجان بعد مرور عشر سنوات منَ الزواج بالملل والفتور، وصار كلٌّ منهما يؤدي أداءً رسميًّا، قد خلتْ منه المشاعر والعواطف.

وأخيرًا؛ توقَّفَتِ الزوجةُ، وقالتْ: لابدَّ أن أجدَ حلاًّ، فلا يمكن أن تستمرَّ حياتنا على هذا النحو البارد.

وبعد تفكيرٍ عميقٍ منها، ألقتْ بفكرتِها إلى الزوجِ الذي شغلتْه ضُغُوط الحياة، قالتْ له:
– ما رأيك أن نرحل إلى جزيرة الحب؟
– إذا كانتْ ستمنحنا كل ما فقدناه من مشاعر، فلا أمانع.
– بالطبع ستمنحنا كل ما فقدناه.

واتَّفَقَ الزَّوْجَان على الفِكْرة، وبدأا يعدَّان أمتعتهما للرحيل، كان لابد من التخلُّص من أشياء قديمة كثيرة لا فائدة منها؛ كي يستطيعا الإبحار في مركب صغير نحو الجزيرة الموعودة، وبالطبع كان لابدَّ أيضًا من شراء ما تحتاجه الإقامة فى جزيرة صغيرة بعيدة وسط الماء.

بدأا في جَمْع أغراضهما التي تحتاجها الرحلة، والتي يستوجب عليهما التخلُّص منها، وبعد أن انتهيا كان كلٌّ منهما يضع كيسًا مليئًا بالأغراض عديمة الفائدة، وقد عزما على إلقاء الكيسين قبل إبحارهما.

كان كيسُ الزوجةِ يحتوي على مرآة مكبرة، عباءة سوداء ضيقة، باقة ورد جافة متآكِلة،….

أما الزوج فكان كيسُه يحتوي على صندوق خشبي قديم، بذور رطبة، أداة موسيقية تالفة،…

وتوجَّه كلٌّ منهما إلى النَّهر لإلقاء أمتعتهما الثقيلة، وبدأا رحلتهما المثيرة، وقبل أن يصعدا على ظهر المركب، تفقَّدا أمتعتهما الجديدة خفيفة الوزن، كانا يحملان زجاجة عطر، بذورًا جديدة، مفكرة صغيرة، دهانًا بلون فاتح.

توجَّه الزوجانِ بعدها إلى المركب، مبحرين نحو جزيرتهما، وهما ينشدان بعض الأشعار الجميلة، عندما وصلا إليها كانتْ خاليةً إلا من نفر قليل، عرفوا سر السعادة مثلهما وتوجَّهوا إليها، إلى الجزيرة الساحرة.

صنعا كوخًا صغيرًا، وبدأا يستمتعون بحياة أخرى بسيطة؛ لكنها أكثر سعادة وحميمية، كانت كل شمس تشرق عليهما تمنحهما مزيدًا منَ الحبِّ والمشاعر الصافية الجميلة، وتؤكد لهما صواب فكرتهما بالرحيل إلى جزيرة الحب الجميلة.

أخيرًا؛ قَرَّرَ الزوجان ألا ينفردا بهذا الكَنْز الذي تحتويه جزيرة الحب، فقاما بعمل إعلان وَضَعَاهُ على شبكة الإنترنت، تَحَدَّثَا فيه عن جزيرة الحب، وما تمنح من سعادة ومشاعر غالية، فقط على كل راغبٍ أن يبحثَ عن جزيرة الحب القريبة منه، وألاَّ يأخذ وقتًا كبيرًا في التفكير، بل عليه أن يسرع إليها قبل أن تَبتلعها الأمواج العاتية.

فهل وصلكم الإعلان أنتم أيضًا؟ وهل أنتم مستعدون للإبحار مثل هذين الزوجين المحبين؟
أرجو ذلك.




سلمتي على جمالية انتقائك
دمتي سالمه



خليجية



مشكوره الله يعطيك العافيه



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.