جولدستن:مدام القرآن بين ايدي المسلمين

سنة 1882 حينما دخل الانجليز مصر ، كان الانجليز يحتاجون لسياسة يثبتون بها اقدامهم في العالم الاسلامي ، ويأمنون بها الروح الاسلامية ان تشتد فتعصف بهم في يوم قريب ، وهنا ندع مستر جلادستون رئيس الوزارة البريطانية يتحدث في صراحة ووضوح عن هذه السياسة ، فيمسك بيده المصحف ويقول لأعضاء مجلس العموم
(((((إنه ما دام هذا الكتاب بين أيدي المصريين ، فلن يقرّ لنا قرار في تلك البلاد))))).
سياسة خبيثة وواضحة استخدموها حتى يستطيعوا أن يستقروا في هذه البلاد وقد نجحوا…

لم نعرف القرآن سوى ذاك الذي يُقرأ للرُقية وللتبرّك بآياته.
وشعارات تقول أنه راحة للنفوس وتارة نطرب به مع اصوات المقرئين..
القرآن في حياتنا لا يزيد عن ذلك..

حين كنت صغيرة ، كانت أمي تعلّمني أن أحبّ القرآن ، وكنت أجيب أنّي أحب القرآن…
وهي إجابة كان يجب عليّ أن أجيب بها ، ولكني اكذب إن قلت أني كنت أحب القرآن من قلبي حقاً..
وكذا أبناءنا جميعهم ، فقط يحبون القرآن لأنه يجب عليهم أن يحبوه ، والواقع أنه ليس في حياتهم سوى أوّل درس في كتاب العربي
وحصة تجويد ، ونصوص في درس الدين شرحها ممل ويجب أن يحفظوها،
ومللٌ في ملل
هذا هو القرآن في مدارسنا وفي حياتنا
هل درسنا القرآن كنظام اقتصادي واجتماعي . نظام حكم ودستور ، وسياسة داخلية وخارجية ، نظام تربية وتعليم.. نظام حياة ومهيمن على الحياة…
أغلبنا لا يعي بأنّ القرآن نظام حياة متكامل..
وحتى حين نقرأ كلماته تبدو لنا غير واضحة..
ربما نقرا باليوم بضعة اجزاء ولكن نمر عنها سريعا ،، لا نتدبرها ولا نعيها ولا تؤثر بنا..
لا نقرأه على مكث كما وصف الخالق
***وقُرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكث ونزلناه تنزيلا*** (على مكث: أي تقرأه بتأني )

********

إنّ كل ما نحن به الآن من حرب ودمار وذلّ وهوان هو نتيجة أننا اكتفينا بقراءة سريعة للقرآن وبالتبرك بآياته وفقط.
وفي مدارسنا بدلا من القرآن درسنا حقوق الإنسان التي قررتها الثورة الفرنسية ، ودرسنا الديمقراطية التي قررها الشعب الانجليزي..
و و و….
وكأنّ انظمة الحياة الأجمل هذه والحقوق التي كفلها الاسلام للإنسانية لم تكن بقرآننا !!!!!
فقرآننا لا نزال نعرف عنه أنه يقرأ لراحة النفس وربما الأجر وكفى!!!

يصرخ قلبي باكيا (يا رب إن قومي اتخذوا هدا القرآن مهجورا