التَأخر الدراسِي و أسبآبه
يعتبر التأخر الدراسي من أهم المشكلات التي تعوق تقدم المدرسة الحديثة وتحول بينها وبين أداء رسالتها على الوجه الأكمل، فهي تحتل مكانا بارزا في تفكير المشتغلين في مجال العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية.
قد يرجع التأخر الدراسي الى أسباب ذاتية، كما يرجع الى أسباب اجتماعية ناشئة عن الظروف الأسرية أو البيئة المحيطة بالتلميذ أوأقرانه الذين يحدث بينهم وبينه تفاعل ويصادقهم .
ويمكن تقسيم الأسباب الذاتية الى قسمين : أسباب خلقية وأسباب وظيفية :
1 – الأسباب الخلقية هي التي تتعلق بالنواحي الوراثية، ومن أمثلتها حالات الضعف العقلي التي تنشأ نتيجة لعيوب وراثية متعلقة بالجينات، أو نتيجة للعيوب dir=ltالدة كحالات الولادة العسيرة أوبسب الاصابة بالتهاب في المخ مثلا .</SPAN>
وقد تكون الصحة العامة للتلميذ عاملا من عوامل تخلفه في الدراسة، فالتلميذ الذي يعاني فعلا من فقر الدم الحاد أو من ضعف حيويته العامة لا يستطيع بسهولة أن يركز على الدروس كما يعاني من التعب والانهاك بسرعة أكبر من غيره .
وقد يكون للعيوب الخلقية المتمثلة في ضعف الابصار أو ضعف في السمع أثرا كبيرا في احداث التأخر الدراسي : فجلوس التلميذ الذي يعاني من هذه النواحي في موضع متأخر من الفصل أي جلوسه في الصفوف الأخيرة من الفصل وعدم استعماله الوسائل المعينة مثل السماعات ( لضعاف السمع ) أو النظارات الطبية ( لضعاف الابصار) يؤثر على مستوى تحصيل هذا التلميذ ؛ فالتلميذ هنا يفوته كثير من شرح المدرس، وصعوبة متابعته لشرحه، مما يؤثر على فهمه ومتابعته للدرس، وعلاج كل ذلك سهل وميسور متى تم اليقين من الأسباب المؤدية الى تأخر التلميذ .
وكل هذه الصعوبات في متابعة عملية التعلم المدرسي تستهلك جزءا كبيرا من طاقة التلميذ ولا يبقى منها ما يكفي توجيهه الى الدروس والدراسة .
2 – الأسباب الوظيفية هي الحالات التي يكون التأخر الدراسي راجعا فيها الى عوامل غير وراثية بل الى أمور بيئية، حيث يكون ذكاء التلميذ هنا عاديا، ولكن هناك معوقات تحول دون الاستفادة من هذا الذكاء في عملية التحصيل المدرسي ويمكن تقسيم هذه العوامل والأسباب الى قسمين هما :
أ – أسباب وظيفية متعلقة بالمتأخر دراسيا : وهي العوامل والأسباب التي ترتبط بالمتأخر دراسيا، مثل : اتجاهاته النفسية نحو العمل المدرسي، فاتجاه التلاميذ نحو المواد الدراسية أمر على جانب كبير من الأهمية، فقد ينفر تلميذ من التلاميذ من الرياضيات متأثرا في ذلك لا بانخفاض قدرته العددية، وانما باتجاهه من مدرس الرياضيات وطريقته في الشرح والايضاح أو في أسلوب تعامله مع التلاميذ .
ان مسؤولية التخلف في مادة دراسية معينة كثيرا ما تقع على عاتق أول مدرس قام بتدريس هذه المادة للتلميذ، اما عن طريق عدم تجاوب التلميذ مع هذا المدرس، أولأن أسلوب هذا المدرس في تناول أساسيات المادة كان أسلوبا عقيما وخاطئا .
ومن الأمور المتعلقة بالمتأخر دراسيا انشغاله بمسائل عاطفية أو بمشكلة من مشكلاته الخاصة، أو الطريقة الخاطئة في استذكار ومراجعة مواده الدراسية، وتقوم الصفات الشخصية للتلميذ بنصيب فيما يتعلق بقدراته على المثابرة والتنظيم والتلخيص وما الى ذلك . ومازال هناك تأثير الأقران وخصوصا لو كانوا من رفقاء السوء، ويجب ألا ننسى المرض الطارئ والغياب والتنقل بين الفصول أو بين المدارس، الى غير ذلك من الأسباب المتعددة للتأخر الدراسي .
ب – أسباب وظيفية متعلقة بالأمور البيئية والاجتماعية لمتأخر دراسيا : وهي العوامل المحيطة بالمتأخر دراسيا والتي تؤثر تأثيرا ديناميكيا على درجة تحصيله المدرسي .
ان العوامل الاجتماعية سواء البيئية منها أو سواء الأسرية أو أثر الرفاق تشمل جانبا لا يستهان به في حالات التأخر الدراسي، وتمثل في الواقع الغالبية العظمى في هذه الحالات .
ومن هذه المؤثرات البيئية موقع سكن التلميذ وأساليب المواصلات المستخدمة في التنقل الى المدرسة ، ودرجة ازدحام الحي الذي يعيش فيه التلميذ، ودرجة ازدحام مسكنه، والعلاقات بين أفراد الأسرة وغيرها .
ويجب الاشارة هنا الى أن هناك أحياء متخلفة حضاريا واجتماعيا وثقافيا وهذه الأحياء تنتشر فيها مؤثرات الانحلال الخلق وتفريخ الجريمة، وهي بهذا تستهوي التلاميذ وخصوصا المراهقين منهم، وتؤثر في درجة انتظام التلاميذ في مدارسهم وفي متابعة الدراسة، مما يؤثر في درجة التحصيل ومن هنا تحدث حالات التأخر الدراسي .
كما أن حالة المسكن الداخلية من حيث الازدحام لها تأثير مباشر في انتاج التلميذ وفي انتظامه المدرسي، ذلك أنا لمسكن المزدحم لا تتحق فيه للتلميذ فرص الاستذكارواعداد الواجبات وانجاز الفروض وما اليها، ويجب ألا ننسى في هذا الصد وجود المغريات التي تجذب التلميذ بعيدا عن الدرس ( مثل تشغيل الأسرة لأجهزة الراديو والتيلفزيون والمسجلات والسديات أو لبرامج معينة في الاذاعة أو الأفلام التليفزيونية أو عبر الانترنيت أثناء مذاكرة التلاميذ ). وتؤدي درجة تعليم وثقافة الوالدين وعيهما العام وقدرتهما على الاجابة عن بعض الشروحات والاستفسارات في المواد الدراسية ومحاولتهما مساعدة التلميذ على وضع خطة مناسبة للاستذكار والبحث، دورا هاما لا يمكن تجاهله في مستوى التحصيل الدراسي .
كما يؤدي الجو النفسي والمناخ الاجتماعي للبيت دورا هاما وأساسيا في مجال التأخر الدراسي : فالمنزل الذي يعاني من حالات التصدع الأسري أي يسيطر على جوه النفسي والاجتماعي التشاحن والخلاف بين أفراده يؤثر على امكانات البيئة الملائمة لتلبية احتياجات المجتمع المدرسي سواء في نواحي التحصيل أو من حيث الاقبال على نواحي النشاط الجسمي والعقلي والاجتماعي بصوره المتعددة .
كما أن سلوك الوالدين واتجاهاتهم النفسية نحو التلميذ تعتبر من العوامل التي قد تسهم الى حد كبير في حالات التأخرالدراسي : فالكراهية والاهمال من جانب الوالدين أو أحدهما كمضايقة الطفل أو عقابه بشدة أو اهماله أو تهديده بالطرد من البيت أو حبسه ، أواطلاقه في الشوارع لساعات طويلة، أو عدم العناية بمظهره من حيث النظافة والملبس أو تركه جائعا بدون غذاء لمدة معينة والى ذالك، كل هذه العوامل قد تسهم بطريقة مباشرة في احداث ظاهرة التأخر الدراسي .
قد يرجع التأخر الدراسي الى أسباب ذاتية، كما يرجع الى أسباب اجتماعية ناشئة عن الظروف الأسرية أو البيئة المحيطة بالتلميذ أوأقرانه الذين يحدث بينهم وبينه تفاعل ويصادقهم .
ويمكن تقسيم الأسباب الذاتية الى قسمين : أسباب خلقية وأسباب وظيفية :
1 – الأسباب الخلقية هي التي تتعلق بالنواحي الوراثية، ومن أمثلتها حالات الضعف العقلي التي تنشأ نتيجة لعيوب وراثية متعلقة بالجينات، أو نتيجة للعيوب dir=ltالدة كحالات الولادة العسيرة أوبسب الاصابة بالتهاب في المخ مثلا .</SPAN>
وقد تكون الصحة العامة للتلميذ عاملا من عوامل تخلفه في الدراسة، فالتلميذ الذي يعاني فعلا من فقر الدم الحاد أو من ضعف حيويته العامة لا يستطيع بسهولة أن يركز على الدروس كما يعاني من التعب والانهاك بسرعة أكبر من غيره .
وقد يكون للعيوب الخلقية المتمثلة في ضعف الابصار أو ضعف في السمع أثرا كبيرا في احداث التأخر الدراسي : فجلوس التلميذ الذي يعاني من هذه النواحي في موضع متأخر من الفصل أي جلوسه في الصفوف الأخيرة من الفصل وعدم استعماله الوسائل المعينة مثل السماعات ( لضعاف السمع ) أو النظارات الطبية ( لضعاف الابصار) يؤثر على مستوى تحصيل هذا التلميذ ؛ فالتلميذ هنا يفوته كثير من شرح المدرس، وصعوبة متابعته لشرحه، مما يؤثر على فهمه ومتابعته للدرس، وعلاج كل ذلك سهل وميسور متى تم اليقين من الأسباب المؤدية الى تأخر التلميذ .
وكل هذه الصعوبات في متابعة عملية التعلم المدرسي تستهلك جزءا كبيرا من طاقة التلميذ ولا يبقى منها ما يكفي توجيهه الى الدروس والدراسة .
2 – الأسباب الوظيفية هي الحالات التي يكون التأخر الدراسي راجعا فيها الى عوامل غير وراثية بل الى أمور بيئية، حيث يكون ذكاء التلميذ هنا عاديا، ولكن هناك معوقات تحول دون الاستفادة من هذا الذكاء في عملية التحصيل المدرسي ويمكن تقسيم هذه العوامل والأسباب الى قسمين هما :
أ – أسباب وظيفية متعلقة بالمتأخر دراسيا : وهي العوامل والأسباب التي ترتبط بالمتأخر دراسيا، مثل : اتجاهاته النفسية نحو العمل المدرسي، فاتجاه التلاميذ نحو المواد الدراسية أمر على جانب كبير من الأهمية، فقد ينفر تلميذ من التلاميذ من الرياضيات متأثرا في ذلك لا بانخفاض قدرته العددية، وانما باتجاهه من مدرس الرياضيات وطريقته في الشرح والايضاح أو في أسلوب تعامله مع التلاميذ .
ان مسؤولية التخلف في مادة دراسية معينة كثيرا ما تقع على عاتق أول مدرس قام بتدريس هذه المادة للتلميذ، اما عن طريق عدم تجاوب التلميذ مع هذا المدرس، أولأن أسلوب هذا المدرس في تناول أساسيات المادة كان أسلوبا عقيما وخاطئا .
ومن الأمور المتعلقة بالمتأخر دراسيا انشغاله بمسائل عاطفية أو بمشكلة من مشكلاته الخاصة، أو الطريقة الخاطئة في استذكار ومراجعة مواده الدراسية، وتقوم الصفات الشخصية للتلميذ بنصيب فيما يتعلق بقدراته على المثابرة والتنظيم والتلخيص وما الى ذلك . ومازال هناك تأثير الأقران وخصوصا لو كانوا من رفقاء السوء، ويجب ألا ننسى المرض الطارئ والغياب والتنقل بين الفصول أو بين المدارس، الى غير ذلك من الأسباب المتعددة للتأخر الدراسي .
ب – أسباب وظيفية متعلقة بالأمور البيئية والاجتماعية لمتأخر دراسيا : وهي العوامل المحيطة بالمتأخر دراسيا والتي تؤثر تأثيرا ديناميكيا على درجة تحصيله المدرسي .
ان العوامل الاجتماعية سواء البيئية منها أو سواء الأسرية أو أثر الرفاق تشمل جانبا لا يستهان به في حالات التأخر الدراسي، وتمثل في الواقع الغالبية العظمى في هذه الحالات .
ومن هذه المؤثرات البيئية موقع سكن التلميذ وأساليب المواصلات المستخدمة في التنقل الى المدرسة ، ودرجة ازدحام الحي الذي يعيش فيه التلميذ، ودرجة ازدحام مسكنه، والعلاقات بين أفراد الأسرة وغيرها .
ويجب الاشارة هنا الى أن هناك أحياء متخلفة حضاريا واجتماعيا وثقافيا وهذه الأحياء تنتشر فيها مؤثرات الانحلال الخلق وتفريخ الجريمة، وهي بهذا تستهوي التلاميذ وخصوصا المراهقين منهم، وتؤثر في درجة انتظام التلاميذ في مدارسهم وفي متابعة الدراسة، مما يؤثر في درجة التحصيل ومن هنا تحدث حالات التأخر الدراسي .
كما أن حالة المسكن الداخلية من حيث الازدحام لها تأثير مباشر في انتاج التلميذ وفي انتظامه المدرسي، ذلك أنا لمسكن المزدحم لا تتحق فيه للتلميذ فرص الاستذكارواعداد الواجبات وانجاز الفروض وما اليها، ويجب ألا ننسى في هذا الصد وجود المغريات التي تجذب التلميذ بعيدا عن الدرس ( مثل تشغيل الأسرة لأجهزة الراديو والتيلفزيون والمسجلات والسديات أو لبرامج معينة في الاذاعة أو الأفلام التليفزيونية أو عبر الانترنيت أثناء مذاكرة التلاميذ ). وتؤدي درجة تعليم وثقافة الوالدين وعيهما العام وقدرتهما على الاجابة عن بعض الشروحات والاستفسارات في المواد الدراسية ومحاولتهما مساعدة التلميذ على وضع خطة مناسبة للاستذكار والبحث، دورا هاما لا يمكن تجاهله في مستوى التحصيل الدراسي .
كما يؤدي الجو النفسي والمناخ الاجتماعي للبيت دورا هاما وأساسيا في مجال التأخر الدراسي : فالمنزل الذي يعاني من حالات التصدع الأسري أي يسيطر على جوه النفسي والاجتماعي التشاحن والخلاف بين أفراده يؤثر على امكانات البيئة الملائمة لتلبية احتياجات المجتمع المدرسي سواء في نواحي التحصيل أو من حيث الاقبال على نواحي النشاط الجسمي والعقلي والاجتماعي بصوره المتعددة .
كما أن سلوك الوالدين واتجاهاتهم النفسية نحو التلميذ تعتبر من العوامل التي قد تسهم الى حد كبير في حالات التأخرالدراسي : فالكراهية والاهمال من جانب الوالدين أو أحدهما كمضايقة الطفل أو عقابه بشدة أو اهماله أو تهديده بالطرد من البيت أو حبسه ، أواطلاقه في الشوارع لساعات طويلة، أو عدم العناية بمظهره من حيث النظافة والملبس أو تركه جائعا بدون غذاء لمدة معينة والى ذالك، كل هذه العوامل قد تسهم بطريقة مباشرة في احداث ظاهرة التأخر الدراسي .
مقال : جريدة " النهار المغربية " صفحة " رهانات التربية والتكوين " العدد 428 .
منقول للفائدة
م/ن