ووجه الكون خضب بالدماء
وريح الموت يعبق في الزوايا
وصوت الأرض ضج إلى السماء
وأرواح تفيض بغير ذنب
وريح الخوف تعصف بالرجاء
وأشلاء تقلبها الأيادي
وصوت بات يهتف بالغثاء
رأت عين ولم تنبس شفاه
وما وجفت قلوب من بكاء
لعمرك إن بطن الأرض خير
من الصبر المهين على البلاء
أيقتل مسلم ولنا قلوب
يهدهد نبضها لحن المساء
أغزة والحروف لها وجيف
تعكر لوعة وجه الصفاء
حنانك ما أطقت لهيب حرفي
فثار يشق أجنحة الفضاء
بعثت بها نشيدا عبقريا
ليسكت صوتها لغة الجفاء
أغزة ما دهتك به الليالي
فباعدت السقيم عن الشفاء
لعمرك ليس نجهله ولكن
نسير بخيلنا نحو الوراء
لنا خيل مضمرة جياد
فضاعت في الطريق إلى كداء
لنا صوت جهوري ولكن
أضاع ضجيجه لحن الغناء
نقول فنملأ الدنيا ضجيجا
ونسأل داءنا ثمن الدواء
ونشقى في النعيم ورب طاو
يجوع وبيته حرز الغذاء
نخوض غمار معركة ضروس
وأيدينا منكسة اللواء
تضيع أخوة الإسلام فينا
فلا لغة تذكر بالإخاء
نبيت وجارنا سغب يعاني
وبعض القوم يحلم بالثراء
عرفنا الحق أدركناه لكن
خفافيش تصد عن الضياء
ضمئنا والورود لنا قريب
ورحنا نستغيث من الدلاء
أضعنا الله في سلم وحرب
فأصبحت الرقاب بلا فداء
أغزة إن يكن جرح خطير
فإن الأجر مع عظم البلاء
قريب ما طلبت فكل خير
ينال نعيمه بعد العناء
سيهمي الغيث رغم جفاء عصر
ودفء الشمس يعصف بالشتاء
