السعادة كما نراها
تقول المعالجة النفسية الدكتورة رضوى فرغلي "إننا نُشكل صباحنا ويومنا حسب ما يكون عليه داخلنا، حينما نكون سعداء نرى السعادة في الآخرين، وحينما نكون مفعمين بالحيوية نرى الأمل متجسداً في كل شيء، وتتفتح أمامنا فرص الحياة، وحين نغضب أو نكتئب نرى الوجوه عابسة وحزينة، ويصبح العالم مملاً وسيئاً، فما نراه هو ما يسكننا ونشعر به.
فإذا كنت أقود سيارتي وأردد شاكياً "يا له من طريق مزدحم مليء بالدخان والضباب، لا يحفز على الإنجاز" فإنني في حقيقة الأمر أعبر عما أنا عليه في هذه اللحظة من الازدحام النفسي والامتلاء بالمشكلات والهموم، أما إذا كنت متفائلاً ويغمرني الأمل فمن السهل أن أردد مقولة مختلفة كأن أقول مثلاً: "يا لها من سيارة أنيقة وقوية تخفف عني عناء الطريق".
وتستطرد الدكتورة رضوى قائلة "ربما أذهب إلى عملي محبطاً وكسولاً، فأراه عملا مملاً وغير مُجدياً وراتبي منه لا يكفي لسد احتياجاتي الأساسية، وأرى المكتب بلون الكآبة، والإضاءة باهتة، لذا فلا يستحق عملي إلا الاستخفاف به أو الهرب منه كلما سنحت الفرصة. أما إذا كنت مبتهجاً وفي حالة تحفيز إيجابي لنفسي، سأرى جماليات المكان وأستمتع بكوني أؤدي عملا اخترته وأحبه، أو أتيح لي فأصبح مصدراً لدخل جيد، والتعرف على زملاء مميزين، ويمنحني فرصة لتقديم خدمات للناس وأحقق من خلاله ذاتي.
فتشي عن الجمال
هذا، وتضيف الدكتورة رضوى عند سؤالها عن كيفية الاستمتاع بالحياة قائلة "نحن نرى الأشياء لا كما هي غالباً، وإنما كما نكون وكما نشعر، فعلينا أن نفتش دوماً عن جمال الأشياء والأماكن والأشخاص، فالفرصة للاستمتاع بالحياة موجودة في كل مكان، تنتظر فقط أن تبحث عنها، تستطيع أن تصنع عالمك، وأن تشكل يومك، وأن تقتنص فرصك، فالفرصة هي ذهب الحياة، وهي كل ما تحتاجه حتى تكون سعيداً. الفرصة هي الأرض الخصبة التي تنمو فيه كإنسان، لكن هذه الفرص التي تؤهلك للنجاح والاستمتاع بالحياة لا تأتي جزافاً، إنما بالبحث عنها ورؤيتها والتمسك بها".