يحث الدين على العلم والتعلم ، كى نتعرف على الله ، على الكون ، على المخلوقات ، كى نتعرف على أنفسنا ، ثم نتعرف على كيفية التعامل مع كل هؤلاء ، ونتعرف على الله و صفات الله ومعانيها وأدعوه بها ونعمل من خلالها.
قال تعالى فى كتابه الكريم ( وقل ربى زدنى علما ) طه 114 ، وقال ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ) الزمر 9 ، وقال ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) المجادلة 11 ، وقال : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فاطر 28
قال تعالى ( ن _ والقلم وما يسطرون … ) القلم
ورد فى معنى ( ن ) بأنه الحوت العظيم على تيار الماء العظيم المحيط وهو حامل الأرضين السبع ، وقيل أنه اسم الدوايا التى تحمل الحبر للكتابة
( القلم ) المقصود به القلم يستخدم للكتابة
( وما يسطرون ) أى ما يكتبون
والآية تدلنا على ضرورة تسجيل العلم وكتابته
وآخر ما نزل من القرآن هو قوله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح … )
وهكذا تكون نتيجة العلم والتعلم النصر … النصر على الشيطان ، النصر على شهوات النفس ، النصر على الأعداء ، والنصر على سبل الحياة والمعيشة لحياة كريمة والنجاة من شر يوم عصيب ، والنصر بالفوز بالجنة والنجاة من النار .
وعن معاوية رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين " متفق عليه .
ـــ يرفع العلم العقل درجات
قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) المجادلة 11
ـــ قال صلى الله عليه وسلم " من خرج فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع " رواه الترمذى
ـــ اعلم أن المحبوب يترك ، اما العلم فهو مؤنس فى القبر .
* قال صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له " رواه مسلم
* عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سلك طريقا يبتغى فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتان فى الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " رواه الترمذى وأبو داود
جوانب الحديث
# العلم طريق الجنة بما يرشد إليه من فضائل الأعمال
# الملائكة تسالم طالب العلم وتدعواله وتستغفر له .
# ضرب مثلا بالحيتان فى الماء ، بمعنى أن العلم يرشد إلى عدم صيد السماك الصغيرة لحين تكبر للمحافظة
على الثروة السمكية لتكون الإستفادة منها أكبر ، وبذلك يحرص العالم على تركها فتدعوا له ـــ وهى صيغة مجازية .
نافع
1 ـ علم الشريعة المطهرة وهو فرض على كل مسلم ومسلمة ومن تركه فهو آثم .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " بلغوا عنى ولو آية ، وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخارى.
* وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا " رواه مسام.
* وعنه ايضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار " رواه أبو داود والترمذى .
2ـ علم الحياة والصناعة
وهو فرض كفاية كعلم الطب والهندسة وعلم الصيدلة والزراعة وما شابه ذلك من العلوم التى تفيد الإنسان ليحيى حياة كريمة ، ولا ينبغى أن يكون الناس كلهم أطباء أو صناع ، ولكن إذا أفتقر المجتمع لأحدهم وقع الإثم على الجميع .
لماذا ؟
فإذا افتقر المجتمع المسلم إلى طبيب مثلا ، أضطر للإستعانة بطبيب كافر لا يؤتمن على أرواح المسلمين أو أعراضهم لإختلاف العقائد والقيم .
علم ضار
وهو العلم المستخدم لتدمير السلوك والمرافق والأرواح وما من شأنه نشر الفواحش مما لا يقع تحت قيود منظمة من الدين والأخلاق الفاضلة، والعلوم التى تستخدم للإبادة ولا تسخر لصالح الإنسان .
علم باطل
كالسحر والشعوذة والطلاسم من قراءة الكف ، والفنجال والعلوم التى تدعى معرفة الغيب .
وهذا لاينبغى للمسلم تعلمه ويأثم صاحبه إذا تعلمه ولو كان للمعرفة فقط
فعن عائشة رضى الله عنها قالت : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس عن الكهان فقال : " ليسوا بشئ " فقالوا : إنهم يحدثوننا أحيانا بشئ فيكون حقا ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجنى فيقرها فى أذن وليّه فيخلطون معها مائة كذبة " متفق عليه
وعن صفية بنت أبى عبيد عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى عرافا فسأله عن شئ فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما " رواه مسلم
ونستخلص من ذلك أن العلم هو أن تعلم أن الطاعة والعبادة يجب أن تكونا متابعة للشارع فى الأوامر والنواهى بالقول والفعل
قال صلى الله عليه وسلم : " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ".
وقال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) ( الصف 2،3 )
وقال أبى زيد أسامه بن حارثة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى فى النار ، فتندلق أقتاب بطنه ، فيدور بها كما يدور الحمار فى الرحا ، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون : يا فلان مالك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى ، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه "متفق عليه .
ذكرنا فيما سبق الحديث الشريف :
عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سلك طريقا يبتغى فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتان فى الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " رواه الترمذى وأبو داود
جوانب الحديث
# العلم طريق الجنة بما يرشد إليه من فضائل الأعمال
# الملائكة تسالم طالب العلم وتدعواله وتستغفر له .
# ضرب مثلا بالحيتان فى الماء ، بمعنى أن العلم يرشد إلى عدم صيد السماك الصغيرة لحين تكبر للمحافظةعلى الثروة السمكية لتكون الإستفادة منها أكبر ، وبذلك يحرص العالم على تركها لحين أن تكبر فتدعوا له ـــ وهى صيغة مجازية
أ ـ إذا حضر طالب العلم للإستماع فقط :
ـ ينال فضل وجزاء المتعلم
ـ يكون محبوسا عند العالم عن الخطايا
ـ إذا خرج من منزله تتنزل عليه الرحمات حتى يرجع
عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خرج
فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع " رواه الترمذى
ـ تنزل عليه الرحمة والمغفرة مادام فى المجلس
ـ الملائكة تحيط بالمجلس وتدعوا لمن فيه
ـ الملائكة تضع أجنحتها له وتسالمه وتحفه بها
ـ كل قدم يرفعه أو يضعه تمحى عنه خطيئة وتكتب له حسنة ، ويرفع درجة
قال صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقا يطلب به علما … سهل الله له طريقا إلى الجنة " .
ب ـ إذا حضر طالب العلم وتفقه وحفظ :
ـ يكرم بحضور مجالس العلماء مما سبق شرحه .
ـ كل من يقتدى بهم له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ .
ـ إذا غفر لأحدهم يشفع لكل من حوله
ـ يبقى فى عباد الله الصالحين والعالمين لقوله تعالى :
( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) آل عمران 79
ـ الخوف والإسترجاع عن الذنب فينصرف المتعلم إلى منزلة وليس عليه ذنب .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ