التصنيفات
منوعات

در من كلام أهل العلم حول أعياد الكفار ومايتعلق بها

الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على القائل ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .

لما رأيت كثيرا من الناس يتساهل في موضوع تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم بل والمشاركة فيها أحيانا أحبت أن أنقل لكم بعض الفوائد من كلام أهل العلم حول هذه المسألة ومايتعلق بها من عدة أمور :

أولا :
قول عمر رضي الله عنه : " لا تعلموا رطانة الأعاجم , ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم " مصنف عبد الرزاق (9061) والسن الكبرى للبيهق (9/432).
وقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : " من بنى بلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة " السن الكبرى (9/432) وصحه ابن تيمية في الاقتضاء (1/754).

قال شيخ الإسلام : وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم; فكيف بفعل بعض أفعالهم , أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم ؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة ؟ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم ؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه; أليس قد تعرض 0لعقوبة ذلك ؟ الاقتضاء (1/854).

وعلق على قول عبد الله بن عمرو : (حشر معهم) فقال: وهذا يقتضي أنه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه الاقتضاء (1/954).

ثانياً
ومما نهينا عنه اجتناب موافقتهم في أفعالهم :

قد لا يتسنى لبعض المسلمين حضور أعياد الكفار لكنه يفعل مثل ما يفعلون فيها, وهذا من التشبه المذموم المحرم. قال شيخ الإسلام : " لا يحل للمسلين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك, ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك, ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة . وبالجملة : ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم, بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام " مجموع الفتاوى (52/923).

وقال الذهبي: " فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم, كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم " تشبيه الخسيس بأهل الخميس, ضمن مجلة الحكمة, عدد (4) , ص 391.

وذكر ابن التركماني الحنفي جملة مما يفعله بعض المسلمين في أعياد النصارى من توسع النفقة وإخراج العيال, ثم قال عقب ذلك : قال بعض علماء الحنفية : من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب فهو كافر مثلهم, وقال بعض أصحاب مالك : " من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيرا " اللمع في الحوادث والبدع (1/492).

ومما قاله أهل العلم :
اجتناب المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم:

قال مالك : " يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم " اللمع في الحوادث والبدع (1/492).

وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه الاقتضاء (2/625).

وحول عدم الإهداء لهم أو إعانتهم على عيدهم بيع أو شراء:

قال أبو حفص الحنفي: " من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى "فتح الباري لابن حجر العسقلاني (2/315).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ؛وكره ابن القاسم للمسل يهدي للنصارى شيئا في عيدهم مكافأة لهم, ورآه من تعظيم عيدهم وعونا لهم على مصلحة كفرهم; ألا ترى أنه لا يحل للمسلين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم ؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم, وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك, وهو قول مالك وغيره : لم أعلمه اختلف فيه " الاقتضاء (2/625 – 725).

وقال ابن التركماني : " فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم " اللمع في الحوادث (1/ 492).

وحول عدم إعانة المسلم المتشبه بهم في عيدهم على تشبهه :

قال شيخ الإسلام : " وكما لا نتشبه بهم في الأعياد, فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك; بل ينهى عن ذلك, فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه, ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك; لأن في ذلك إعانة على المنكر " الاقتضاء (2/915 – 025) .

حكم تهنئتهم بعيدهم :

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل . فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه " . ا. ه أحكام أهل الذمة (1/144 – 244).

قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه الرائع تشبه الخسيس بأهل الخميس ص11 وما بعدها:
ومِن التَّشبُّه بالنصارى ما يفعله جهلة أهل بعلبك والبقاع من إيقاد النيران ليلة عيد الصَّليب في الكروم, وهذا أيضًا من إظهار شعار النَّصارى, قُبحًا لفاعلهِ.
ومن ذلك: إيقادُ النيران [والقناديل] ليلة الميلاد, وشراءُ الشمع والتوسعةُ [والتلذ] بالحلوى والقطايف, وإظهارُ السرور والرّهج وإعطاء المدحْرجين .
فإنَّ في هذا إحياء لدين الصليب وإحداث عيد ومشاركة المشاركين, وتشبهًا بالضالين! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).فيا مسكينُ: أين تذهب بعقلك؟!
إلى كم تهربُ من متابعة [سنّةّ] نبيك محمد صلى الله عليه وسلم إلى [متابعة] شعار أعدائك؟! إلى كم هذه التفرقة والتململ من سُلوكِ الصِّراط المستقيم إلى سبيل الشياطين [الضالين] ؟! إنْ تعبدت شردْت في العبادة, أو تسلت لواذًا يمينًا وشمالًا. وإنْ سلكت في [طريق] العلم دخلت في الحيل والرُّخص وقلت: أنا مُقلدُ الأئمَّة!
وإنْ دخلت في التجارة والبيع احتلت في المعاملة الرَّبوية بكل طريق, وأكثرت الحلف الذي يحرم على التاجر [فعله], وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتابعَين: (إنْ صدقا وبيَّنا بورك لهما [في بيعهما], وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما).
و [اعلم انَّك] إن أمرْت بمعروف أو نهيت عن منكر, فربما انحرفت إلى الشرور وثارت نَفَسُك واعتديْت, فيكون ما أفسدتَ أكثر مّما أصلحت.
وإن ليَّنت لقرابتك ولذي الجاه والسلطان وأقمت الحد على الضعيف والجاهل, دون القوي والعالم, فقد عصيت بذلك, وإن غضبت لنفسك في إنكارك حيث ينُلُ منك فلا بدَّ لك في علِمِك من أن تكون [حكيمًا] حليمًا, ولا بدَّ في العمل من الإخلاص, قال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال تعالى: ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) فليكن رفقُك بالمبتدع والجاهل حتى تردهما عن ارتكباه بلين.
ولتُكنْ شدَّتك على الضَّال الكافر, ومعَ هذا فارْحم المبتلى, واحمد الله على العافية, ( كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [فَتَبَيَّنُوا] .
وانظر إلى نفسك وقت النهي عن المنكر وعند الأمر بالمعروف بعين المقت, وانظر إلى أخيك العاصي الجاهل بِعين الرَّحمة, من غير أن تترك أوامر الله [تعالى] أو حدًا من حدود الله.
فاتباعُ السُنةِ حياة القلوب وغذاؤها.فمتى تعوَّدت القلوبُ بالبدع وألفتها لم يبقَ فيها فضلُ للسُّن.

لزيادة إثراء الموضوع :
أقوال أهل العلم في تفسير قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور):

*قال أبو العالية، وطاوس، ومحمد بن سيرين، والضحاك، والربيع بن أنس، وغيرهم: هي أعياد المشركين
.تفسير ابن كثير (6 / 130).
*قال القرطبي: وفي رواية عن ابن عباس أنه أعياد المشركين.الجامع لأحكام القرآن (13 / 78).
*قال السيوطي : وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله والذين لا يشهدون الزور قال : أعياد المشركين. الدر المنثور – (6 / 282).
*وعن ابن عباس : أن الزور هنا أعياد المشركين وكنائسهم . والزور الباطل .الهداية الى بلوغ النهاية
مكي بن أبي طالب(8 / 5264).
*قال الزمخشري: وعن مجاهد : أعياد المشركين. الكشاف – (4 / 485).
*قال العز بن عبد السلام : { قَوْلَ الزُّورِ } الشرك ، أو الكذب ، أو شهادة الزور ، أو أعياد المشركين .تفسير ابن عبد السلام – (4 / 71).
*قال الخازن : وقيل : لا يشهدون الزور يعني أعياد المشركين.تفسير الخازن – (5 / 110).
*قال الفخر الرازي: يحتمل حضور كل موضع يجري فيه ما لا ينبغي ويدخل فيه أعياد المشركين ومجامع الفساق ، لأن من خالط أهل الشر ونظر إلى أفعالهم وحضر مجامعهم فقد شاركهم في تلك المعصية ، لأن الحضور والنظر دليل الرضا به ، بل هو سبب لوجوده والزيادة فيه ، لأن الذي حملهم على فعله استحسان النظارة ورغبتهم في النظر إليه،تفسير الفخر الرازى – (1 / 3415)
*قال الطاهر ابن عاشور : والزور: الباطل من قول أو فعل وقد غلب على الكذب.أنهم لا يحضرون محاضر الباطل التي كان يحضرها المشركون وهي مجالس اللهو والغناء والغيبة ونحوها، وكذلك أعياد المشركين وألعابهم.التحرير والتنوير (19 / 97).
والله تعالى أعلم
——————————————————————————–




خليجية



اسعدني مرورك



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

أهمية العلم النافع الطهارة

قدم علماء الفقه الطهارة لأنها مفتاح الصلاة وهذه من أهم أركان الإسلام
تعني الطهارة إزالة النجاسة من على البدن أو الثوب أو المكان _ الذي نريد الصلاة به أو عليه_ أو رفع حدث
الحدث إمايكون صغيرا يحتاج إلى وضوء أو كبيرا يحتاج إلى غسل
وهذا يتم التعريف به لاحقا بعون الله
الماء الذي تجوز الطهارة به : يجب أن يكون خالي من أي مادة تغير إحدى صفاته (لونه ، طعمه ، ريحه ) أما إذا كان مغيرا بسبب التخزين أو عوامل الطبيعة فلا حرج في استخدامه
وأن يكون طاهرا من أي نجاسة وقعت به أو مسته
وأن لايكون مستخدما سابقا في رفع حدث أو إزالة نجس

لقد اخترنا من العلم النافع (فقه العبادات) لإعطاء عباداتنا شكلها الأمثل الذي نستحق به أعلى المنازل بعون الله ولكي لاتكون عباداتنا مجرد تقليد لمن سبقنا والله المستعان ملتزمة في ذلك المذهب الشافعي ومعتمدة على الله وبعض المراجع أهمها كتاب (فقه العبادات /للحاجة :درية العيطة والأم للإمام الشافعي )… وسنبدأ أيضا بشكل متسلسل حسب تسلسل أبواب المادة في كتب الفقه وذلك بأسلوب مختصرا واضحا لعدم الإطالة ولزيادة الفائدة وتعميمها ومن أحب مزيد من الشرح له طلب ذلك وسنفيده بعون الله نسأله التوفيق .

منقول




بارك الله فيك



التصنيفات
منوعات

العلم النافع وعلامات أهله

العلم النافع وعلامات أهله

أبو راشد

العلم النافع وعلامات أهله
مختصر من رسالة صغيرة
للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله المتوفى سنة 795
بعنوان:
"فضل علم السلف على علم الخلف"

قال ابن رجب رحمه الله بعد ذكره لجملة من العلوم:
فالعلم النافع من هذه العلوم كلها:
ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم، في معاني القرآن والحديث، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام، والزهد والرقائق، والمعارف وغير ذلك.
والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أوّلا.
ثمّ الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه ثانياً.
وفي ذلك كفاية لمن عقل، وشُغْلٌ لمن بالعلم النافع عُنِي واشتَغَل.
ومن وقف على هذا وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل واستعان عليه‎ أعانه وهداه، ووفقه وسدده، وفهّمه وألهمه، وحينئذٍ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به، وهي خشية الله، كما قال عزوجل: {إنما يخشى الله من عباده العلماء…

وسبب ذلك أن هذا العلم النافع يدل على أمرين:
أحدهما : على معرفة اللَه وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة. وذلك يستلزم إجلاله، وإعظامه، وخشيته، ومهابته، ومحبته، ورجاءه، والتوكل عليه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه.
والأمر الثاني : المعرفة بما يحبه ويرضاه، وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال، فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة اللَه ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسخطه:
فإذا أثمر العلم لصاحبه هذا فهو علم نافع، فمتى كان العلم نافعاً ووقر في القلب فقد خشع القلب للَّه وانكسر له. وذل هيبة وإجلالا وخشية ومحبة وتعظيما. ومتى خشع القلب للَّه وذل وانكسر له قنعت النفس بيسير الحلال من الدنيا وشبعت به فأوجب لها ذلك القناعة والزهد في الدنيا…
فالشأن في أن العبد يكون بينه وبين ربه معرفة خاصة بقلبه بحيث يجده قريباً منه، يستأنس به في خلوته، ويجد حلاوة ذكره ودعائه ومناجاته وخدمته. ولا يجد ذلك إلا من أطاعه في سره وعلانيته. كما قيل لوهيب بن الورد: يجد حلاوة الطاعة من عصى؟ قال: لا، ولا من هم. ومتى وجد العبد هذا فقد عرف ربه وصار بينه وبينه معرفة خاصة، فإذا سأله أعطاه، وإذا دعاه أجابه …

فالعلم النافع ما عرف به العبد ربه، ودل عليه حتى عرف ربه ووحده وأنس به واستحى من قربه، وعبده كأنه يراه…
ومن فاته هذا العلم النافع وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي صلي الله عليه وسلم: وصار علمه وبالا وحجة عليه، فلم ينتفع به لأنه لم يخشع قلبه لربه. ولم تشبع نفسه من الدنيا بل ازداد عليها حرصاً ولها طلباً. ولم يُسمع دعاؤه لعدم امتثاله لأوامر ربه. وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه…

وعلامة هذا العلم الذي لا ينفع أن يكسب صاحبه الزهو والفخر والخيلاء وطلب العلو والرفعة في الدنيا، والمنافسة فيها، وطلب مباهاة العلماء، ومماراة السفهاء، وصرف وجوه الناس إليه، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن من طلب العلم لذلك فالنار النار.
وربما ادعى بعض أصحاب هذه العلوم معرفة الله وطلبه، والأعراض عما سواه وليس غرضهم بذلك إلا طلب التقدم في قلوب الناس من الملوك وغيرهم، وإحسان ظنهم بهم وكثرة اتباعهم. والتعاظم بذلك على الناس…

ومن علامات ذلك عدم قبول الحق والانقياد إليه، والتكبر على من يقول الحق خصوصاً إن كان دونهم في أعين الناس، والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم بإظهار الرجوع إلى الحق …

ومن علامات أهل العلم النافع : أنهم لا يرون لأنفسهم حالا ولا مقاما، ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح، ولا يتكبرون على أحد، قال الحسن: إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المواظب على عبادة ربه …

ومن علامات العلم النافع : أنه يدل صاحبه على الهرب من الدنيا وأعظمها الرئاسة والشهرة والمدح فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع.
فإذا وقع شيء من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكراً واستدراجاً كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته.

ومن علامات العلم النافع : أن صاحبه لا يدعى العلم، ولا يفخر به على أحد، ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً للَّه لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد.

وأما من علمه غير نافع فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل وتَنَقُّصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال وأرداها…

وأهل العلم النافع : يسيئون الظن بأنفسهم، ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها …

ومن علمه غير نافع إذا رأى لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال وتشقق الكلام ظن لنفسه عليهم فضلا في العلوم أو الدرجة عند اللَه لفضل خص به عمن سبق فاحتقر من تقدمه واجترأ عليه بقلة العلم ولا يعلم المسكين أن قلة كلام من سلف إنما كان ورعا وخشية للَّه، ولو أراد الكلام وإطالته لما عجز عن ذلك…
فمن عرف قدر السلف عرف أن سكوتهم عما سكتوا عنه من ضروب الكلام وكثرة الجدال والخصام والزيادة في البيان على مقدار الحاجة لم يكن عياً ولا جهلا ولا قصوراً وإنما كان ورعا وخشية للَّه واشتغالا عما لا ينفع بما ينفع …

فليس العلم بكثرة الرواية، ولا بكثرة المقال، ولكنه نور يُقذف في القلب يفهم به العبد الحق، ويميز به بينه وبين الباطل، ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد.
وكانت خطب النبي صلى الله عليه وسلم قصداً. وكان يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه وقال (( إن من البيان سحراً )) وإنما قاله في ذم ذلك لا مدحاً له كما ظن ذلك من ظنه ومن تأمل سياق ألفاظ الحديث قطع بذلك وفي الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً (( أن اللَه ليبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها )) وفي المعنى أحاديث كثيرة مرفوعة وموقوفة على عمر وسعد وابن مسعود وعائشة وغيرهم من الصحابة فيجب أن يعتقد أنه ليس كل من كثر بسطة للقول وكلامه في العلم كان أعلم ممن ليس كذلك.
وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين انه أعلم ممن تقدم.
قال ابن مسعود: إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه، وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه.
فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح، ومن كان بالعكس فهو مذموم.

والسلف أقل الناس كلاماً وتوسعاً في العلوم، لكن علمهم علم نافع في قلوبهم ويعبرون بألسنتهم عن القدر المحتاج إليه من ذلك. وهذا هو الفقه والعلم النافع فأفضل العلوم في تفسير القرآن ومعاني الحديث والكلام في الحلال والحرام ما كان مأثوراً عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن ينتهي إلى أئمة الإسلام المشهورين المقتدى بهم الذين سميناهم فيما سبق [كابن المبارك، ومالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، واسحق، وأبي عبيد، ونحوهم].
فضبط ما روي عنهم في ذلك أفضل العلم، مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه، وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه، إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق من كلامهم.
وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل أو لا منفعة فيه. وفي كلامهم في ذلك كفاية وزيادة.
فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلا وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة مالا يهتدى إليه من بعدهم ولا يلم يه.
فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعة لمن تأخر عنهم.
قال الأوزاعي: العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما كان غير ذلك فليس بعلم.
وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد، وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم، فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة، وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه، أو يأخذ مالم يأخذ به الأئمة من قبله.

وفي الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالماً عند اللَه ولا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالماً. فإن رضي بالأول فليكتف بعلم اللَه فيه. ومن كان بينه وبين اللَه معرفة اكتفى بمعرفة اللَه إياه: ومن لم يرض إلا بأن يكون عالماً عند الناس دخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ((من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)).
فنسأل اللَه تعالى علماً نافعاً، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، اللهم إنّا نعوذ بك من هؤلاء الأربع.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




جـــــــــــــــــــــــزاك الله خيرالجزاء
اسأل الله ان يرزقنا العلم النافع
وان يجعله حجةلنا لاعلينا إنه سميع مجيب



خليجية



يسلمووووووووو يا قلبى



خليجية



التصنيفات
منوعات

نصائح عامة لطالب العلم .

خليجية

خليجية

نصائح عامّة لطالب العلم

خليجية

هذه عشر نصائح ينبغي أن
يستصحبها طالب العلم في طريق الطلب :

خليجيةخليجية

1 على طالب العلم في طريق الطلب ، أن
يستحضر إخلاص الوجه لله تعالى ، وعليه أن
يستصحب نية الثواب والزلفى إلى الله تعالى ،
وابتغاء ما عنده في الآخرة .

خليجية

2 وعليه أن يتخلق بأدب التواضع وخفض
الجناح ، وضده الخيلاء، والإعجاب بالنفس ،
و التطاول على المعلّم ، والتفاخر على النّاس ،
والاستكبار عن الإقرار بالخطأ .

خليجية

3 وعليه أن يكون ذا سمت حسن ، فلا يلعب
ويعبث ويرفع صوته بالسخف وكثرة الضحك ،
ولا يتبجح بالطعن في مخالفيه وأقرانه ليظهر
تميّزه عليهم 0

خليجية

4 وعليه أن يتخلق بالرفق ، وضده الكلام
الجافي والتعنت والتعسف في معاملة الناس
والحكم عليهم .

خليجية

5 وعليه أن يعتني بالقرآن عناية تامّة ، ويكثر
من تلاوته وحفظه ، ويتخذ له الأوراد من ذكر
وصلاة وصيام ونوافل ، فإنّها من أعظم ما
يعين الطالب على مقصده من طلب العلم
بتوفيق الله تعالى .

خليجية

6 وعليه أن يتدرج في منهج الطلب ، فيحفظ
مختصر من كل فن إن أمكن ، ويضبطه على
معلّم حاذق ، ثم ينتقل إلى ما فوقه وهكذا ،
وليتجنّب الإشتغال بالمطولات ، والمصنفات
المتفرقة قبل أن يضبط أصول العلوم .

خليجية

7 وعليه أن يختار الشيخ المربيّ ذي اللسان
الورع، والخلق الحسن ، المترفع عن إتيان
الشبهات ، وعن سفساف الأخلاق ، وعليه أن
يحسن معاملته بالسؤال في الوقت المناسب ،
والإنصات والحرص على الحضور والمذاكرة.

خليجية

8 وعليه أن يختار القرين الصالح الحريص
على العلم بآدابه ، وضده اللعّاب البحّاثة عن
الخلاف ، والقيل والقال ، المنشغل بما لا يعنيه
المتطاول على المسائل الكبار قبل إتقان العلم ،
فلا تصاحب من هذا شأنه فإنّه يضيّع عمرك بلا
فائدة.

خليجية

9 وعليه أن يكون له عناية خاصّة باقتناء
الكتب ، لاسيما كتب السنة والآثار
.
خليجية

10 وعلى طالب العلم أن يجعل من نفسه هاديا
مرشدا للناس ، بالرفق واللين ، وأن يكف
لسانه عن عيب المشتغلين بالدعوة وعظ
الناس ، أو بالجهاد، أو المتفرغين للتعبد، أو
بغير الفن الذي حُبّبَ إليه من العلم ، فكلّ ميسر
لما خُلق له ، وليجعل طالب العلم نفسه مكمّلا
لإخوانه الذين نصبوا أنفسهم على ثغور الإسلام
الأخرى .

هذا وإن جماع الخير كله إنما هو في الدعاء ،
فإذا ألحّ طالب العلم في دعاء الله ، سائلا أن
يفتح الله تعالى له برحمته من هذا الباب العظيم
، فتح الله تعالى له من ذلك ما يشاء ،
(وإنما الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )

والله الموفق .

خليجيةخليجيةخليجيةخليجية




قيموني

ان كان موضوعي

مميزاً




خليجية



نورتي



التصنيفات
منوعات

الفرق بين اهل السنه والشيعه في مصادر العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد الصادق الامين وعلى ال بيته واصحابه اجمعين

الفرق بين أهل السنه والجماعة والشيعة الروافض :

القران الكريم

أهل السنة:

متفقون على صحة القرآن الكريم وسلامته من الزيادة والنقصان ويفهم طبقا لأصول اللغة العربية وهم يؤمنون بكل حرف منه وأنه منزل غير مخلوق وهو المصدر الأول لكل عقائد وتشريعات المسلمين وأنه محفوظ بحفظ الله له.

الشيعة:

يطعنون بالقرآن الكريم ويشكون في صحته وذلك عند أكثرهم وإذا اصطدم بشيء من معتقداتهم يؤلونه تأويلات عجيبة، وكلام أئمتهم في مصادر التشريع عندهم المعتمدة لديهم أكثر من القرآن الكريم ومن أوامر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ولديهم قرآن علي ( الذي جمعه في سته اشهر ثم أخفاه وكتب أخرى منها مصحف فاطمه والجفر والوح ….)

============================== ===================

الحديث الشريف:

أهل السنة:

عند أهل السنة الحديث هو المصدر الثاني للشريعة والمفسر للقرآن الكريم ولا تجوز مخالفة حديث صحيح منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم. وكل الصحابة الذين صحبوا الرسول عليه الصلاة والسلام سواء من الرجال أو النساء وثقت أحاديثهم فهم كلهم سواء عدول ثقات رضي الله عنهم أجمعين.

الشيعة:
لا تعتمد إلا على الأحاديث المنسوبة لآل البيت (بيت الرسول صلى الله عليه وسلم). ويرفضون ما سوى ذلك ولا يهتمون بصحة السند ويطعنون بأئمة الحديث كالبخاري ومسلم وغيرهما ولذلك أنكروا أغلب سنة النبي صلى الله عليه وسلم والمروية عن الصحابة من غير آل البيت لبغضهم لهم وقذفهم إياهم حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

============================== ==================== ===

الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين

أهل السنة:

يحب أهل السنة جميع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه وهم مؤمنون به ويترضون عنهم ويحترمونهم. ويعتقدون أنهم كلهم عدول فضلاء كرام ويعتبرون ما شجر بينهم من خلاف وغيره من قبيل الاجتهاد ومعروف أن المجتهد إذا اجتهد وأخطأ فله أجر بل إنهم رضي الله عنهم هم الذين قال الله فيهم خير ما قال في أمة فلا يحل لأحد من الناس بعد ذلك أن يتهمهم بشيء إذ قد مضوا ولا مصلحة في سبهم بل المطلوب هو الترحم عليهم والترضي عنهم نسأل الله أن يرضى عنهم ويجزيهم عن الإسلام خير الجزاء. أما عن علي بن أبي طلب رضي الله عنه فأهل السنة يعتقدون أنه أول من أسلم من الصبيان وأن الله قد أكرمه بالإسلام مبكراً ثم بمصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رابع الخلفاء ومشهود له بالجنة ثم أكرمه الله بالشهادة. فرضي الله عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم.

الشيعة:
يرى الشيعة أن الصحابة قد كفروا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم بما في ذلك أبي بكر وعمر وعثمان ومن بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة. فالكل قد كفروا وارتدوا عن الإسلام إلا عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة ويضعون على بن أبي طالب رضي الله عنه في مكانة خاصة الخاصة.

فبعضهم يراه وصياً وبعضهم يراه نبياً وبعضهم يراه إلهاً. ثم يحكمون على المسلمين بالنسبة لموقفهم منه. ويرون أن كل من انتخب للخلافة قبله فهو ظالم أو كافر ويقصدون بذلك أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. ويعتقدون أن من خالف علي رضي الله عنه فهو كافر أو فاسق وكذلك الحال بالنسبة لمن خالف ذريته. ومن هنا أحدثوا في التاريخ فجوة هائلة من العداء والافتراء وصارت قضية التشيع مدرسة تاريخية تمضي بهذه التعاليم الضارة عبر الأجيال.

============================== ==================== ====

عقيدة التوحيد

أهل السنة:
يؤمن أهل السنة بأن الله هو الواحد القهار لا شريك له ولا ند ولا نظير. ولا واسطة بينه وبين عبادة. ويؤمنون بآيات الصفات كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه (ليس كمثله شيء) وأنه أرسل الأنبياء وكلفهم بتبليغ الرسالة فبلغوها ولم يكتموا منها شيئاً.

ويؤمنون بأن الغيب لله وحده. وأن الشفاعة مشروطة (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه). وأن الدعاء والنذر والذبح والطلب لا يكون إلا له سبحانه. ولا يجوز لغيره. وأنه وحده الذي يملك الخير والشر فليس لأحد معه سلطة ولا تصرف حياً كان أو ميتاً والكل محتاجون لفضله ورحمته. ومعرفة الله تجب عندهم بالشرع وبآيات الله قبل العقل. الذي قد لا يهتدي ثم يتفكر الإنسان بعقله ليطمئن.

الشيعة:
يؤمن الشيعة بالله تعالى وحدانيته ولكنهم يشوبون هذا الاعتقاد وينقضونه بتصرفاتهم الشركية المخرجة عن الملة أحياناً.

فهم يدعون عباداً غير الله ويشركونهم معه فيقولون في دعائهم: يا علي ويا حسين ويا زينب. وينذرون ويذبحون لغير الله ويطلبون من الأموات قضاء الحوائج ولهم أدعية وقصائد كثيرة تؤكد هذا المعنى وهم يتعبدون بها ويعتقدون أن أئمتهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب. ولهم في الكون تدبير مع الله، والشيعة هم الذين اخترعوا التصوف لتكريس هذه المعاني المنحرفة. ويزعمون أن هناك قدرة خاصة للأولياء والأقطاب وآل البيت.

الغيب

أهل السنة: يعتقدون أن الله اختص بعلم الغيب دون أحد من خلقه وإنما أطلع أنبياءه ومن شاء من خلقه ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على بعض أمور الغيب لضروريات معينة (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).

الشيعة: تزعم الشيعة أن معرفة الغيب من حق أئمتهم وحدهم وليس من حق النبي أن يخبر عن الغيب. ولذلك فإن بعضهم ينسب الألوهية لهؤلاء الأئمة. ويذهب بعض طوائف الشيعة إلى أبعد من هذا إذ يشركون أئمتهم مع الله في الخلق والتدبير. إذ ورد في كتابهم الكافي ص125-126: (الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا شيئاً أعلمهم الله إياه. وهم يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا باختيارهم وهم يعلمون علم ما كان وعلم ما يكون ولا يخفى عليهم شيء).

وكذلك يقولون أن عند الأئمة جميع الكتب التي نزلت من الله وهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها ص107 وعند الأئمة اسم الله الأعظم ص110-112.

وعندهم (أي الأئمة) الجفر وهو وعاء من أدم فيه علم النبين والوصين وعلم الذين مضوا من بني إسرائيل ص115، وقال أبو جعفر: أن الله علّم علمه ملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه ص113.

وقال في كتاب الوشيعة: كان الصادق يقول: إني لأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم كل ما كان وكل ما يكون ولو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما إني أعلم منهما ولنبأتهما بما ليس لهماص193.

كما أنهم يعتقدون أن خلق أئمتهم خلقاً آخر غير خلق البشر حتى أنه يمتاز عن خلق وإيجاد سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه.

فهم يقولون عن أئمتهم إذا أراد الله أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكاً فأخذ شربة من تحت العرش ودفعها إلى الإمام يشربها فيمكث في الرحم أربعين يوماً لا يسمع الكلام فإذا وضعته أمه بعث الله إليه ذلك الملك فكتب على عضده الأيمن (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته).

فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كل بلدة مناراً ينظر به إلى أعمال العباد ص196 والملائكة تدخل بيوت الأئمة وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار ص199.

والأئمة هم أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجته على من فوق الأرض ومن تحت الثرى ص93-ج1.

ومنها ما ورد في كتابهم الكافي ص179-ج1:

أن الإمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عز وجل عمود من نور يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه.

هذه نماذج من اعتقاداتهم الباطلة في أئمتهم بها يتضح للمسل الناشد للحق وهو ضالة كل مؤمن أن القوم في واد والإسلام في واد آخر وأنهم لا يدينون دين الحق وهم الذين يتهمون القرآن بالنقص والزيادة ويكذبون الله إذ يقول (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

وهم الذين يكفّرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم. بل يطعنون ويلعنون أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبابكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.

كما أنهم مقابل ذلك يغلون في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويخالفون آراءه ومعتقده رضي الله عنه فهو من عقيدتهم المنحرفة المشركة الضالة براء.

وسوف تجد ما ينقل إليك من كتبهم المعتمدة ماذا يقولون في علي رضي الله عنه وماذا يفترون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى علي نفسه رضي الله عنه.

فقد ورد في كتابهم تفسير البرهان للبحراني مقدمة ص27 أن سلمان رضي الله عنه دخل على علي رضي الله عنه فسأله عن نفسه فقال: يا سلمان. أنا الذي دعيت الأم كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت في النار وأنا خازنها عليهم حقاً أقول يا سلمان: أنه لا يعرفني أحد حق معرفتي إلا كان معي أخذ الله الميثاق لي فصدق من صدق وكذب من كذب. قال سلمان: لقد وجدتك يا أمير المؤمنين في التوراة كذلك وفي الإنجيل كذلك بأمي أنت وأمي يا قتيل الكوفة.

أنت حجة الله الذي تاب به على آدم (عليه السلام) وبك أنجى يوسف من الجب. وأنت قصة أيوب عليه السلام وسب تغير نعمة الله عليه. فقال أمير المؤمنين عليه السلام أتدري ما قصة أيوب؟ (عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم).

قال الله أعلم وأنت (يا أمير المؤمنين) قال لما كان عند الانبعاث للمنطلق شك أيوب في ملكي فقال: هذا خطب جليل وأمر جسيم فقال الله يا أيوب أتشك في صورة أقمته أنا إني ابتليت آدم بالبلاء فوهبته له وصفحت بالتسليم عليه بإمامة أمير المؤمنين فأنت تقول خطب جليل وأمر جسيم فوعزتي لأذيقنك عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لأمير المؤمنين ثم أدركته السعادة بي (أي بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) يعني أنه تاب وأذعن بالطاعة لعلي عليه السلام.

ومن كذبهم على الله وتحريفهم للقرآن الكريم قولهم في كتابهم الصحيح لديهم كالبخاري عند المسلمين المسمى (الكليني) فقد روى عن الصومالي عن جعفر عليه السلام قال: (أوصى الله نبيه صلى الله عليه وآله "فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم" قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم،ج2.

وذكر العياشي في تفسيره عن أبي عبدالله جعفر أنه قال: المؤمنون بعلي هم الخالدون في الجنة وإن كانوا في أعمالهم مسيئة وحب لعلي عليه السلام لا تضر معه سيئة وبغضه معصية لا تنفع معها حسنة.

وكذبوا أيضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قالوا أنه قال: سمعت الله عز وجل يقول: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي وثورى في بلادي وأمين على علمي لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني ولا أدخل الجنة من أنكره وإن أطاعني.

وقد ذهب القوم إلى أبعد من هذا فأنزلوا علياً رضي الله عنه منزلة أعلى من منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم صلى الله عليه وسلم بل شبهوا علياً بالله جل عما يقولون علواً كبيراً فقالوا في تفسيرهم المسمى البرهان ج2-ص404: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال: يا محمد من تحبه من الخلق قلت يارب علياً قال: التفت يا محمد فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام.

بل وأكبر من هذا الافتراء فقد قالوا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج قال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب حتى قلت أنت خاطبتني أم علي؟ من كتاب كشف الغمة ج1-ص106.

فانظر أخي في الله كيف تجرأ أعداء الله وأعداء رسوله على الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وشبهوا الله تعالى عز وجل عما يقولون بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى زعموا زوراً وبهتاناً أنه اشتبه على الرسول صلى الله عليه وسلم أيكلمه الله أم علي؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.وقالوا أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما عرج بي إلى السماء رأيت علياً وأولاده قد وصلوا إليها من قبل فسلمت عليهم وقد فارقتهم في الأرض،ص6.

وما تقدم يظهر أن الإسلام في واد وأن هؤلاء القوم واد آخر. بل إن معتقداتهم هذه أشد ما اعتقده أبو لهب وأبو جهل إذ لم يسبقهم إلى هذه المفتريات أحد حتى فرعون الذي ادعى الربوبية لم يدع أنه صعد إلى السماء بل حاول أن يبني صرحاً.

أما موقفهم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فمعروف تقدم نموذج منه وجملته أنهم يكفرون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل يسبونهم ويلعنونهم بما في ذلك أبوبكر وعمر وعثمان وغيرهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم.

وكذلك زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين لم يسلمن من أذاهم ومن اتهامهم لهن بكل سوء.

حتى اجتماع الصحابة رضي الله عنهم كلهم بما في ذلك علي رضي الله عنهم عندما بايعوا أبا بكر بالخلافة لم يرق لهم ذلك واعتبروا ذلك معصية وكفراً وضلالاً أن يبايع الصحابة أبابكر رضي الله عنهم. فقد قالوا في كتابهم لسليم بن قيس ص80و81: أن علياً رضي الله عنه قال لسلمان رضي الله عنه: تدري أول من بايع أبابكر حين صعد المنبر؟ قلت لا ولكن رأيت شيخاً كبيراً يتوكأ على عصاه بين عينيه سجادة شديدة التشمين صعد المنبر أول من صعد وهو يبكي ويقول الحمد لله الذي لم يمتنِ حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك فبسط يده فبايعه ثم قال: يوم كيوم آدم ثم نزل فخرج من المسجد.

فقال علي عليه السلام يا سلمان أتدري من؟ قلت لا ولكن ساءتني مقالته كأنه شامت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي عليه السلام فإن ذلك إبليس إلى أن قال: "ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين".

وما يعتقد القوم في مهديهم المنتظر أنه سوف يخرج في آخر الزمان ويسمونه القائم. وأنه سوف يحي الموتى ومن بينهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويخرجهما من جوار النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ويعذبهما عذاباً شديداً ثم يأمر بهما فيقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ويردان إلى أشد العذاب. من كتاب الأنوار العمانية للجزائري ج2 ص86-87.

هذا ولو تتبع الإنسان جميع مفترياتهم لوجد العجب العجاب ولكن هذه نماذج من المعتقدات لدى القوم ولو بحثت في منهجهم في العبادة وفتاوى علمائهم لضحك منها الصبيان فضلاً عن العقلاء.

فما يفتون به ويعتقدون أن الشيعة مهما علموا من المعاصي فهم للجنة وغيرهم مهما عمل من الحسنات فهم في النار وأن الله أخرج جميع خيرات الأرض للشيعة وغيرهم يأكلون حراماً وينكحون حراماً حيث ذكر هذا في الصراع بين الإسلام والوثنية( ص ز)

قال: قال في الكافي: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها بر تقية. ولأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أنفسها مسيئة، ص190.

والنصوص في كتب هؤلاء في تثبيت هذا البلاء متواترة فأهل السنة الموالون لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما لن تقبل منهم حسنة. والشيعة الهجاؤن لأبي بكر وعمر المؤمنين بالإمام المنتظر لن يؤاخذوا بسيئة واحدة فأظلم الشيعة صائر إلى الجنة ولا بد.

وأتقى أهل السنة صائر إلى النار ولا بد فهؤلاء لن تنفعهم الحسنات وهؤلاء لن تضرهم السيئات.

يرى الشيعة أن الصحابة قد كفروا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم بما في ذلك أبي بكر وعمر وعثمان ومن بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة. فالكل قد كفروا وارتدوا عن الإسلام إلا عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة

منقول




جزاكي الله كل خير والله يهديهم
إلى طريق الحق اللهم آمين



خليجية



شكرا على المرور



يسلمو يالغالية وارجو انك تقرائين كتاب لله ثم للتاريخ والله لانة فضح اصحاب الوجوة السود الخوارج خاصة ان الي كتبة شيخهم بعد ان هداه الله وارجو من كل وحدة تسميهم الخوارج لانهم يفرحون بقولنا لهم شيعة



التصنيفات
منتدى اسلامي

يرفع الله الذين امنوا منكم اوتوا العلم درجات

‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بسم الله الرحمن الرحيم
===
تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏}‏
====

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏} ‏[‏المجادلة‏:‏ 11‏]‏، خص سبحانه رَفْعَه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان، وهم الذين استشهد بهم في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 18‏]‏‏.

‏ وأخبر أنهم هم الذين يرَون ما أنزل إلى الرســول، هــو الحق بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ‏} ‏[‏سبأ‏:‏ 6‏]‏، فدلَّ على أن تَعَلُّم الحجة والقيام بها يرفع درجات من يرفعها، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء}‏‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 76‏]‏‏.

‏‏ قال زيد بن أسلم‏:‏ بالعلم‏.‏

فَرَفعُ الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان، فكم ممن يختم القرآن في اليوم مرة أو مرتين، وآخر لا ينام الليل، وآخر لا يفطر، وغيرهم أقل عبادة منهم، وأرفع قدرًا في قلوب الأمة، فهذا كُرْز بن وَبرَة ‏[‏هو كرز بن وبرة الحارثي، أبو عبد الله، تابعي، من أهل الكوفة، يضرب به المثل في التعبد، دخل جرجان غازيا مع يزيد بن المهلب سنة 98هـ‏.‏ ثم سكنها، وتوفي بها سنة 728م‏]‏، وكَهْمَس، وابن طارق، يختمون القرآن في الشهر تسعين مرة، وحال ابن المسيب وابن سيرين والحسن وغيرهم في القلوب أرفع‏.‏

وكذلك ترى كثيرًا ممن لبس الصوف، ويهجر الشهوات، ويتقشف، وغيره ممن لا يدانيه في ذلك من أهل العلم والإيمان أعظم في القلوب، وأحلي عند النفوس، وما ذاك إلا لقوة المعاملة الباطنة وصفائها، وخُلُوصَها من شهوات النفوس، وأكدار البشرية، وطهارتها من القلوب التي تكدر معاملة أولئك، وإنما نالوا ذلك بقوة يقينهم بما جاء به الرسول،وكمال تصديقه في قلوبهم، ووده ومحبته، وأن يكون الدين كلــه لله، فإن أرفع درجات القلوب فرحها التام بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وابتهاجها وسرورها، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}‏‏ ‏[‏الرعـد‏:‏ 36‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}‏‏ الآية ‏[‏يونس‏:‏ 58‏]‏‏.

‏‏ ففضل الله ورحمته‏:‏ القرآن والإيمان، من فرح به فقد فرح بأعظم مَفرُوح به، ومن فرح بغيره فقد ظلم نفسه ووضع الفرح في غير موضعه‏.

‏‏ فإذا استقر في القلب، وتمكن فيه العلم بكفايتـه لعبـده، ورحمته له، وحلمه عـنده، وبره به، وإحسانه إليه على الدوام، أوجب له الفرح والسرور أعظم من فرح كل مُحِب بكل محبوب سواه، فلا يزال مترقيا في درجات العلو والارتفاع بحسب رقيه في هذه المعارف‏.‏

هذا في باب معرفة الأسماء والصفات‏.

====

‏‏ وأما في باب فهم القرآن فهو دائم التفكر في معانيه، والتدبر لألفاظه، واستغنــائه بمعانــي القــرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئًا من كلام الناس وعلومهم عرضــه على القرآن، فإن شـهد له بالتزكية قَبِلَه، و إلا رده،

وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه، وهمته عاكفــة على مراد ربه من كلامه‏.‏

ولا يجعل همته فيما حُجِبَ به أكثرُ الناس من العلوم عن حقائق القرآن، إما بالوسوسة في خروج حروفه، وترقيقها، وتفخيمها، وإمالتها، والنطق بالمد الطويل، والقصير، والمتوسط، وغير ذلك‏.

‏‏ فإن هذا حائل للقلوب، قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ ‏{‏أأنذرتهم‏}‏، وضم الميم من ‏{‏عليهم‏}‏ ووصلها بالواو، وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك‏.‏ وكذلك مراعاة النغم، وتحسين الصوت‏.‏

وكذلك تتبع وجوه الإعراب، واستخراج التأويلات المستكرهة، التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان‏.

‏‏ وكذلك صرف الذهن إلى حكاية أقوال الناس، ونتائج أفكارهم‏.‏

وكذلك تأويل القرآن على قول من قَلَّدَ دينه أو مذهبه، فهو يتعسف بكل طريق، حتى يجعل القرآن تبعًا لمذهبه، وتقوية لقول إمامه، وكلٌّ محجوبون بما لديهم عن فهم مراد الله من كلامه في كثير من ذلك أو أكثره‏.‏

وكذلك يظن من لم يقدر القرآن حق قدره، أنه غير كاف في معرفة التوحيد، والأسماء والصفات، وما يجب لله وينزه عنه، بل الكافي في ذلك‏:‏ عقول الحيارى والمُتَهَوِّكين ‏[‏المتهوكون‏:‏ المتحيرون‏]‏ الذين كل منهم قد خالف صريح القرآن مخالفة ظاهرة‏.

‏‏ وهؤلاء أغلظ الناس حجابا عن فهم كتاب الله تعالى‏.

‏‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏




خليجية

بــااارك الله فيكي غـــااليتي لاتحرمينا تــواااجدكي




بااااااااارك الله فيك
جعله في ميزان حسناتك



التصنيفات
التربية والتعليم

مقولات وعبارات عن العلم رائع جدا ادخلوا

بسم الله الرحمن الرحيم ….

انا اليوم رحت لأخوي الكبير ((الله يحفظه)) وتفاجأت الا وهو يقرأ

وداخل جو بالقرأة فقطعت عليه قرائته قلت سألته هو وش قاعد يقرأ

لأني احسه داخل جو مره

كان يقرأ كتاب لعلي الطنطاوي

وماشا الله عنده هو وابوي مكتبه كبيره فيها كتب

قلت له وش تنصحني به ودي اقرأ زيك

فقالي وش تحبين تقرأين قصص او عبارات او مقولات فقلت له الي تحب

فاعطاني كتاب فيه مقولات وحكم

وابيات شعر

اسم الكتاب متعة الحديث

قرظه

الشيخ سلمان العوده

د.طارق السويدان

د.عائض القرني

صراحه الكتاب رائع

وقلت احطه لكم تستفيدون <<<<< حشا قلبت الموضوع صفحات من حياتي

طيب نبدا

* يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه العلم نقطة كثرها الجهلاء.

*علم العليم وعقل العاقل اختلفا

اي الذي منهما قد احرز الشرفا

فالعلم قال انا احرزت غايته

والعقل قال انا الرحمن بي عرفا

فأفصح العلم افصاحا وقال له

بأينا الله في فرقانه اتصفا

فبان للعقل ان العلم سيده

فقبل العقل رأس العلم وانصرفا

صراحه هذي الابيات خقيت عليها وحفظتها صمم

*حتى تتعلم لابد أن تتألم

* يقول عباس العقاد : اقرأ كتاباً جيداً ثلاثة مرات أنفع لك من ان تقرأ ثلاثة كتب جيدة.

* يقول نابليون : العباقرة شهب كتب عليها ان تحرق لإنارة عصورها.

* يقول المتنبي:

يموت راعي الضأن في جهله

ميتة جالينوس في بطه

وغاية المفرط في سلمه

كغاية المفرط في حربه

رائعه هالأبيات رغم أني ما فهمتها كويس الا انها جميلة

بنات

تبون الصراحه

تعبت وانا اكتب

لكن ….

بأذن الواحد الاحد كلما فضيت جمعت لكم كم مقولة جميلة اكتبها لكم

بنإأآإآأأآإآأإإآأت تكفوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤن قيموني لو اعجبكم موضوعي

لأن الصراحة الموضوع يستحق تقييم مؤلفينه مو انا

لكن اذا اعجبكم الموضوع قيمو

واوعدكم اي وحدة تقمني تبشر اقيمها انا بعد

ولا تشيل هم

وهذا وعد مني اني كل ما فضيت انزلكم كم عبارة

هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين …




خليجية



منوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤره زمروؤوؤوده



مشكورة



منوؤوؤوؤوره ام ذيود



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

العلم والافتاء لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

أيها الناس اتقوا الله تعالى وتفقهوا في دينكم في عقائده وأحكامه فإن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )(1) تعلموا شرائع الله لتعبدوه على بصيرة وتدعو إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [ يوسف: 108] اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة اطلبوا العلم فإنه مع…. فقد قال الله تعالى في أول خطاب خاطب به نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾[ العلق : 1- 5 ] هكذا أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمر الله لرسوله أمر له ولأمته لأنه إمامهم وقائدهم إلى الله عز وجل وهذا يدل على أهمية العلم وعلى أهمية التعلم وعلى منة الله عز وجل بتعليمه القلم ….
الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة ….فيا عباد الله اتقوا الله تعالى، وتفقهوا في دين الله ، لتعبدوا الله على بصيرة، فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فالفقه في الدين نور يسير به العبد إلى ربه في عقيدته في عبادته، في أخلاقه في معاملته، به يعرف العبد ما يعتقده في ربه، وبه يعرف العبد كيف يعبد ربه، وبه يعرف كيف يتوضأ ويغتسل، ويصلي ويزكي ويصوم ويحج، به يميز بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام، بين الواجب والمسنون، بين الصحيح والفاسد، به يعرف كيف يخالط الناس، كيف يبر بوالديه، كيف يصل أرحامه …….. فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى واعتصموا بالإسلام فهو العروة الوثقى وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون أيها المسلمون تفقهوا في دين الله فإن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)(1) تفقهوا في الدين عقيدة تفقهوا في الله أحكاماً تفقهوا في الدين أخلاقاً فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة اطلبوا العلم فإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ ….
… فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله ربكم وحده له الخلق وأنه وحده له الأمر و الحكم كما قال الله عز وجل:﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف :54 ] وقال الله تعالى:﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [ القصص : 88] فلا خالق إلا الله ولا مدبر لشئون العالم العلوي والسفلي إلا الله ولا حاكم على الخلق ولا بين الخلق عند الاختلاف إلا الله قال الله عز وجل: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه فذلك هو التقوى الذي تتقون به نار جهنم قال الله تعالى:﴿ وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتىِ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾[آل عمران : 131 ] اتقوا الله تعالى وقوموا بما أوجب الله عليكم من فعل الطاعات واجتنبوا ما حرم الله عليكم من المعاصي التي بها نقص إيمانكم وابتعادكم عن ربكم عز وجل عباد الله تفقهوا في دينكم الذي بعث به الله محمدا صلى الله عليه وسلم تفقهوا في عقائده تفقهوا في أحكامه فان النبي صلي الله عليه وسلم قال:(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)(1) علموا شرائع الله لتعبدوا الله على بصيرة وتدعوا اليه على بصيرة فانه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .. أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق وأن الله وحده له الأمر والحكم قال الله عز وجل: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف :54 ] وقال جل ذكره: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[ القصص : 88] فلا خالق الا الله ولا مدبر لشئون العالم العلوي والسفلي الا الله ولا حاكم للخلق ولا حاكم بين الخلق عند الاختلاف إلا الله ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ ….أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق والأمر فلا خالق إلا الله ولا مدبر للخلق إلا الله ولا شريعة للخلق سوى شريعة الله فهو الذي يوجب الشئ ويحرمه وهو الذي يندب إليه ويحلله ولقد أنكر الله على من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [يونس: 59-60] ويقول تعالى:﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى ، عباد الله، اعلموا أن الله وحده له الخلق والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مدبِّر للخلق إلا الله، ولا شريعة للخلق سوى شريعة الله، فهو الذي يوجب الشيء ويحرّمه، وهو الذي يندب إليه ويُحلّله .ولقد أنكر الله على مَن يُحلّلون ويُحرّمون بأهوائهم فقال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [يونس: 59-60]، وقال تعالى: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق وأن الله وحده له الأمر والحكم قال الله عز وجل:﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾[الأعراف: 54] وقال جل ذكره:﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[القصص: 88] فلا خالق إلا الله ولا مدبر لشئون العالم العلوي والسفلي إلا الله ولا حاكم للخلق ولا حاكم بين الخلق عند الاختلاف إلا الله ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ ..فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق وأن الله وحده له الأمر والحكم قال الله تعالى:﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54] فلا خالق إلا الله ولا مدبر لشئون العالم العلوي والسفلي إلا الله ولا حاكم للخلق ولا حاكم بين الخلق عند الاختلاف إلا الله قال الله تعالى:﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾[الشورى: 10] فالله وحده هو الذي يوجب الشيء ويحرمه وهو الذي يندب إليه ويحلله إما في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ……. فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم تفقهوا في دينكم في عقائده وأحكامه فإن من يرد الله به خيراً يفقه في الدين تعلموا شرائع الله لتعبدوا الله على بصيرة وتدعوا إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون أيها الناس تفقهوا في دين الله اطلبوا علم شريعة الله فإن العلم بذلك نور وهداية وإن الجهل بذلك ظلمة وضلالة اطلبوا العلم فإن العلم مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة: 11] اطلبوا العلم فإنه ميراث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام …
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وتفقهوا في دينكم في عقائده وفي أحكامه فإن ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين )(1) تعلموا أيها المسلمون شرائع الله لتعبدوا الله على بصيرة وتدعوا إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا معشر الأنبياء لنورث وإنما ورّث الأنبياء العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظٍ وافرٍ من ميراثهم)(2) اطلبوا العلم فإنه زخرٌ لكم في الحياة وبعد الممات …… فيا أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى وتفقَّهوا في دين الله – عزَّ وجل – لتعبدوا الله على بصيرة؛ فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ومَن يُرد الله به خيرًا يُفقّه في الدين، فالفقه في دين الله نورٌ يسير به العبد إلى ربه في عقيدته وعبادته، في أخلاقه ومعاملته، بالعلم يعرف العبدُ ما يعتقده في ربه، وبه يعرف العبدُ كيف يعبد ربه، وبه يعرف كيف يتوضأ وكيف يغتسل، وبه يعرف كيف يصلي وكيف يزكّي، وبه يعرف كيف يصوم وكيف يحج وكيف يعتمر، بالعلم يُميِّز بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام، بين الواجب والمسنون، بين الصحيح والفاسد.
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق وأن الله وحده له الأمر وأن الله وحده له الحكم قال الله عز وجل: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54] وقال جل شأنه: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: 88] فلا خالق إلا الله ولا مدبر لشؤون العالم العلوي والسفلي إلا الله ولا حاكم للخلق ولا حاكم بينهم عند الاختلاف إلا الله …… أيها الناس اتقوا الله تعالى واعرفوا قدر الأوقات التي هي خزائن أعمالكم وبادروها بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان وانصرام الزمان فإن كل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقه بل كل لحظه تمر بكم فلن ترجع إليكم وإن كل يوم وساعة ودقيقه ولحظه تمر بكم فأنها قصر في أعماركم ودنوا لآجالكم فانتبهوا لهذه الحقيقة الواقعية التي يغفل عنها كثيرُ من الناس أيها الناس إن المعلمين منا والمتعلمين يستقبلون في هذه الأيام أجازه نصف السنة الدراسية فيا ترى ماذا سيقضون هذه الإجازة إن منهم من يقضيها في بلده لا يغادرها في رحلات ولا أسفار ولكن يتفرغ لأعماله الخاصة …
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى. وتفقهوا في دين الله عز وجل لتعبدوا الله على بصيرة. فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم وأنه قال ( ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين )(1) فالفقه في دين الله نورٌ يسير به العبد إلى في عقيدة. في وعباداته في أخلاقه وفي معاملته. فيه يعرف العبد ما يعتقده في الله وبه يعرف العبد كيف يعبد مولاه. يعرف العبد كيف يتوضاء وكيف يغتسل وبه يعرف الإنسان كيف يصلي وكيف يزكي وكيف يصوم وكيف يحج … أيها الناس اتقوا الله تعالى وحافظوا علي الآداب العالية والأخلاق الفاضلة التي بعث بها نبيكم محمد صلي الله عليه وسلم فإن الله بعثه ليتمم مكارم الأخلاق فتممها صلى الله عليه و آله وسلم بأقواله وأعماله تركا وفعلا حتى ترك أمته علي طريق بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك أيها الناس إن الآداب التي شرعها الله لكم على رسوله على لسان رسوله على لسان رسوله صلي الله عليه وسلم آداب شاملة عامه آداب في الأكل وآداب في الشرب … فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله خلقكم لعبادته كما قال جل وعلا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] لم يخلقكم الله تعالى لتتمتعوا في هذه الحياة الدنيا كما تتمتع الأنعام فإن هذا هو شأن الكافرين قال الله تعالى:﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ﴾ [محمد: 12] إنما خلقكم الله لأمر عظيم أهم من ذلك وأعظم ألا وهو أن تعبدوا الله مخلصين له الدين ولرسوله صلى الله عليه وسلم متبعين لتعبدوا الله على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون …



التصنيفات
منتدى اسلامي

معرفة الله والعلم به

ملخص الخطبة

1- معرفة الله والعلم به من أشرف العلوم. 2- الطريق للتعرف على الله سبحانه وتعالى. 3- عرض بعض أسماء الله تعالى وصفاته الواردة في القرآن الكريمة. 4- أهمية تدبر القرآن الكريم.

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، فإن معرفة الله والعلم به من أشرف العلم التي ينبغي للعبد أن يشغل نفسه بها ويبذل ما في وسعه لتحصلها. لماذا؟ لأن الله هو أمرنا بالتعرف عليه فقال سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد: 19]، ولأن العبد مأمور أن يحقق العبودية التامة لله، ولن يتحقق هذا إلا بمعرفة الله تعالى، ولأن معرفة الله تعالى تورث الخشية في قلب العبد؛ لذلك يقول سبحانه: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء [فاطر: 28] أي: إنما يخشى الله حق خشيته العلماء العارفون به سبحانه وتعالى؛ لأنه كلما ازداد معرفة العبد لله ازدادت خشيته له سبحانه وتعالى.

فما هو الطريق للتعرف على الله سبحانه وتعالى؟ ما هو المنهج الشرعي للتعرف على الله سبحانه وتعالى:

الطريق إلى معرفة الله تعالى هو التعرف عليه عن طريق تعلم أسمائه وصفاته، وهذا هو المنهج الشرعي المذكور في كتاب الله، ولا أقصد بمعرفة أسمائه وصفاته دراسة الفرق المنحرفة التي ضايقت أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وأيضا لا أقصد بمعرفة أسمائه وصفاته كيفية هذه الصفات، كيف سمعه، كيف بصرة، إياك أن يجُرّك الشيطان أن تتفكر كيف الله كيف سمعه كيف بصره كيف يده، إياك أن يجُرّك الشيطان إلى ذلك، ولكن الذي أقصده هو أن نتعرف على معاني أسماء الله وصفاته ودلائلها وآثارها.

وأفضل طريقة لذلك هي تدبر كتاب الله تعالى، تتبع الآيات التي يعرفنا الله بنفسه بذكر أسمائه وصفاته، أن تقف عندها تعرف تفسيرها تعرف معانيها تتفكر فيها وفي دلائلها وآثارها. والمتأمل لكتاب الله تعالى يجد أن الآيات التي يعرفنا فيها الله بنفسه بيان أسمائه وصفاته كثيرة جدا، بل لا تكاد تخلو سورة من القرآن من آية يعرفنا الله تعالى فيها بصفة من صفاته أو اسم من أسمائه، أحيانا إجمالا وأحيانا تفصيلًا.

وسوف أستعرض في هذه الخطبة بعضًا من هذه الأسماء والصفات وبعض الآيات التي ذكرت فيها، وهدفي من هذه الخطبة -يا أخي الكريم- أن أبين لك أهمية معرفة الله تعالى، وأيضا المنهج الشرعي الذي تتبعه لتحقيق ذلك.

فمن أسماء الله تعالى العليم، ومن صفاته العلم، يعلم الغيب والشهادة، يعلم ما حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر وما سوف يحدث في المستقبل من خير أو شر من إحياء أو إماتة ومن رزق ومن غيرها، ولا يخفى عليه شيء أبدًا في هذا الكون، وردت آيات يعرفنا الله سبحانه وتعالى بسعة علمه وإحاطته بكل شيء بعضها مجمل وبعضها مفصل، أما المجمل فمثل قوله تعالى: أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [المائدة: 97]، وقال تعالى: إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [طه: 98] مجملة، وأما المفصلة في هذه الآية التي يبين لنا الله سبحانه وتعالى فيها إحاطة علمه بجميع ما في الكون من ذرات من صغيره وكبيره، يقول سبحانه وتعالى، قف عند هذه الآية يا أخي، قف عندها تأملها تدبرها، آية عظيمة يعرفك الله بنفسه بتعريفك بهذه الصفة العظيمة صفة العلم، يقول تعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام: 59]، لا إله إلا الله، آية عظيمة، الله سبحانه وتعالى يقول لك -يا أخي المسلم- في هذه الآية ويبين لك سعة علمه وإحاطته بكل شيء، وعنده مفاتيح الغيب ويعلم ما في البر والبحر يعلم ما في البر، تخيل ما في البر من مخلوقات من الناس والحيوانات من حشرات من طيور من جبال من صخور من رمال من غيرها، يعلمها الله سبحانه وتعالى، ويعلم ما في البر والبحر، البحر بمعادنه بأسماكه بحياته بحشراته بهوامه لا يخفى على الله سبحانه وتعالى شيء صغيرا أو كبيرا، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، تخيل هذه الأشجار وهذه الغابات التي في هذا الكون لا يسقط منها ورقة إلا بعلم الله سبحانه وتعالى، ولا حبة في ظلمات الأرض أينما تكون هذه الحبة في الكهوف في أعماق الأرض في الجبال أينما كانت يعلمها الله، كما يقول الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان: يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [لقمان: 16]، مثقال حبة من خردل فتكن في صخره أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله سبحانه وتعالى.

وأعظم من ذلك -يا أخي- أحاط علم الله بما تُكنّ النفوس في لجات القلوب بالخواطر التي في النفوس يعلم الله سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16]، الشيء الذي يحوك في صدرك لم ينطق به لسانك لم تتحرك به شفتاك يعلمه الله سبحانه وتعالى، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ، والوساوس التي في الصدر، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.

بعد حجة الوداع كان النبي يطوف بالكعبة، فعزم أحد المشركين يقال له: فضالة أن يقتل النبي وأخذ يمشي خلف النبي يتحين الفرصة، فضالة لم يُكلم أحدا ولم يُخبر أحدا، لكن حاك في صدره فاطّلع الله على قلب فضالة، وفي نفس اللحظة أتى الوحي من السماء: يا محمد إن فضالة خلفك تحدثه نفسه بقتلك… تحدثه نفسه في نفس اللحظة الله سبحانه وتعالى اطّلع وأخبر نبيه من فوق سبع سموات، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16] سبحانه.

من أسماء الله سبحانه القدير والقادر أي: الذي لا يعجزه شيء أبدا، يفعل ما شاء ومتى شاء وكيف شاء سبحانه وتعالى، وهنالك في القرآن الكريم آيات كثيرة يعرفنا الله سبحانه وتعالى بنفسه عن طريق تعريفنا بهذه الصفة العظيمة صفة القدرة، بعض هذه الآيات مجمل وبعضها مفصل، أما المجمل فمثل قوله تعالى: إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 20]، وقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحج: 6]، وأما المفصل فمثالا عليه هذه الآية قرأناها كثيرا لكن ما وقفنا عندها، كيف يبين الله ويعرفنا بنفسه عن طريق تعريفنا بصفة القدرة وهي استخراج اللبن من الحيوان، يقول سبحانه: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ [النحل: 66]، قدرة عظيمة وإن لكم في الأنعام لعبرة أي: دليلا على قدرتنا… أي: إذا قرأت اعرف قدرتي، : وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ الفرث هو الأوساخ التي في الكرش كرش الحيوان، هذه لا تكاد تطيقها من أمتار فكيف بطعمها؟! والدم لونه أحمر، ورغم ذلك الله سبحانه وتعالى يخرج لنا من بين الفرث والدم لبنا خالصا أي: غير مكدر سائغا لذيذا غير منغص، لا رائحة الفرث ولا طعمه، ولا لون الدم، أبيض لذيذا سائغا للشاربين، قدرة عظيمة.

ومن الآيات التي يبين لنا الله سبحانه وتعالى قدرته على إحياء الموتى ويضرب لنا الأمثلة بإحياء الأرض الميتة بنزول المطر عليها وإنبات النبات فيها بعد موتها، وهذه كثيرة في القرآن الله، سبحانه وتعالى إذا ذكر إنزال المطر وإحياء الأرض الميتة يعقب الله بإخراج الموتى من قبورهم: وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ.

اسمع هذه الآية، يضرب لنا مثلا ويعرفنا بقدرته على إحياء الموتى بإحياء الأرض الميتة، يقول تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أي: قبل المطر حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأعراف: 57]، أرض ميتة كما نرى مثالا مشاهدا لنا، ينزل عليها المطر فإذا النبات والعشب والثمار تطلع من هذه الأرض الميتة، كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.

آية أخرى: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ [ق: 11]، قدرة عظيمة، يبين لنا ويعرفنا الله بنفسه تعريفا بقدرته سبحانه وتعالى، آية يبين لنا الله مدى قدرته في أنه يستطيع أن يسلب الأشياء خاصتها فتعطل عن فصل ما اعتاد الناس عليه، وهذه كثيرة، قال تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ [الأنعام: 46]، السمع غير الأذن، والبصر غير العين، تبقى العين لكن لا يبصر الإنسان، وتبقى الأذن موجود لكن لا يسمع الإنسان.

اسمع إلى هذه الآية النار من خاصيتها الإحراق، إذا رميت شيئا في النار أحرقته، هذه خاصية النار، لكن لما رمي إبراهيم عليه السلام سلب الله هذه الخاصية وهي الإحراق من النار، رمي فيها فأتى الأمر من السماء: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم، فإذا النار المحرقة يسلب الله خاصيتها، فلا تحرق إبراهيم عليه السلام، قُلْنا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَّسَلَامُا عَلَى إِبْرَاهِيمَ، قدرة عظيمة أيها الإخوة، يبين الله سبحانه وتعالى ويعرفنا بنفسه عن طريق بيان قدرته سبحانه وتعالى.

أقول ما سمعتم، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم به، والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله.

الخطبة الثانية

أيها الإخوة، من أسماء الله تعالى السميع، من صفاته السمع الذي يسمع السر والنجوى، كما يسمع الجهر، لا فرق عند الله سبحانه وتعالى في سماع السر وسماع الجهر، سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ [الرعد: 10] أي: لا فرق يسمع الله سبحانه وتعالى السر كما يسمع الجهر، لا إله إلا الله، قدرة عظيمة يعرفنا الله تعالى بقدرته يعرفنا بنفسه عن طريق تعريفنا بسمعه سبحانه وتعالى، ومن الآيات المجملة في تعريفنا بهذه الصفة: وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [المائدة: 76]، ويقول تعالى: إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ [سبأ: 50].

ومن هذه الآيات قصة المجادلة، أت المجادلة إلى النبي تجادله في زوجها الذي ظلمها وعائشة في البيت تقول: والله، إنه ليخفى عليّ بعض كلامها، بعض كلام خوله التي تجادل النبي والنبي يرد عليها وهي ترد على النبي تحاوره، عائشة بجانبها يخفى عليها بعض كلام خولة، والله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات ما خرجت تلك المرأة من عند بيت النبي إلا قد أنزل: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة: 1]، الحوار الذي يخفى على عائشة رضي الله عنها بجانبها سمعه الله من فوق سبع سموات، وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.

هكذا -أيها الإخوة- يجب أن تستشعروا ونستحضر قدرة الله سبحانه وتعالى سمع الله سبحانه وتعالى، إنه يسمع كل شيء، وإنه يعلم كل شيء، حتى ما يحيك في صدورنا، وإنه قادر على كل شيء، هكذا -أيها الإخوة- يجب أن نتعرف على الله سبحانه وتعالى من خلال أسمائه وصفاته من خلال تدبر آيات الكتاب.

وختاما أيها الإخوة، أقول: لو استمررنا في الكلام في هذا الموضوع لساعات لا نوفيه حقه، ولكن أكتفي بهذا وأسأل الله أن ينفع به، وإن خير ما أدلك عليه للاستفادة في هذا الموضوع هو كتاب الله تعالى، هناك كتب أُلّفت في الأسماء والصفات، جميل أن يطلع عليها المسلم، إلا أن أفضل ما أوصيك به -يا أخي المسلم- هو كتاب الله، ربما تقرأ كتابا أو أكثر لا يؤثر فيك، لكن تقرأ آية واحدة من كتاب الله تتدبرها تؤثر فيك تغير حياتك، كتاب الله -أيها الإخوة- ارجعوا إليه اتلوه تدبروه تعلمه أعطوه من وقتكم يغير حياتكم، تشعر بالسعادة تشعر بالسكينة تشعر بالطمأنينة. اسأل الله سبحانه وتعالى ألحّ على الله سبحانه وتعالى بالسؤال أن يفتح عليك في تدبر كتابه، فوالله إن فتح الله عليك في تدبر كتابه لتجدن سعادة لو وزنت بأموال الدنيا لن ترضى بها سعادة ما بعدها سعادة.

أيها الإخوة، العيش مع كتاب الله نعمه عظيمة، الحياة مع كتاب الله سعادة عظيمة، كم من الخير حرمنا أنفسنا حينما هجرنا كتاب الله، كم ظلمنا أنفسنا حين نبتعد عن كتاب الله ولا نعطيه حقه، لا يشغلك شيء عن كتاب الله، لا يشغلنك شيء أبدا عن كتاب الله، خالد بن الوليد أمضى عمره في الجهاد، فلما كبر وعجز عن الجهاد أكب على كتاب الله يقرؤه ويتدبره، فلما وجد السعادة كان يبكي ويقول: (شغلني الجهاد عن القرآن). خالد كان يبكي لأن الجهاد شغله عن القرآن، وأنت -يا أخي- اسأل نفسك" ما الذي شغلك عن كتاب الله؟ ما الذي شغلك عن كتاب الله؟ اسأل نفسك: ما الشيء العظيم الذي دعاك أن تحرم نفسك من هذه السعادة، العيش مع الله العيش مع كتاب الله؟ ما الثمن الذي دفعته مقابل الطمأنينة التي حرمت والسكينة والسعادة في العيش مع كتاب الله؟ ولو دفعت ما دفعت لن يقارن هذا بهذا.

أوصيكم بكتاب الله أيها الإخوة، لا يشغلك شيء عن كتاب الله، أعطوه من وقتكم أعطوه حقه من تدبره وقراءة تفسيره وتفهم معانيه، واسألوا الله أن يفتح عليكم فوالله إن فتح الله عليكم في تدبر كتابه لتعيشن حياة يحسدك عليها أبناء الملوك.

اللهم إننا عبيدك بنو عبيدك بنو إيمائك نواصينا بيدك…




بارك الله فيك



شكرلكم



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

بشرى لطلبة العلم بمصر هنيئا لكم

ستنظم الدورة العلمية الاولى للشيخ سعيد رسلان بمحافظة المنوفية ابخليجية



وين الردود



ماشاء الله هنيئا لأهل مصر بشيخنا الكريم الله يقر أعينهم به



والله اغبطهم على ذللك عندما اسمع بدورات علمية افرح واتمنى اكون معاهم