التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

قلق الانفصال عند الاطفال

خليجيةقلق الانفصال عند الاطفال

ينجم عن تخوفهم من ترك الوالدين لهم
د. إيمان حسين شريف
عندما يبدأ طفلك بالبكاء والصراخ الهستيري ويتشبث بك لكي يمنعك من المغادرة، فهذا موقف مؤلم جدا ويترك اثرا بالغا لأي من الوالدين، وتُعرف مثل هذه الحالة بقلق الانفصال Separation anxiety.

قلق الانفصال هو مرحلة من مراحل نمؤ الأطفال الطبيعية، حيث ينتاب الطفل قلق شديد عادة من خلال البكاء نتيجة إلى فكرة الانفصال عن والديه. انها تحدث عادة عندما يتخوف الطفل من أن يُترك وحده مع شخص غير والديه، وأحيانا لا تبدو البيئة المحيطة بالطفل مريحة، ولذلك لا يرغب أن يترك وحده فيها.

تعلق الاطفال بوالديهم

وهذا القلق شائع جدا بين الاطفال حتى السنة الخامسة، وعادة ما يبدأ بين الشهر الثامن والثامن عشر ويبلغ قمته في عمر السنتين. وتشير الابحاث الى عدم وجود اختلاف في معدل الشعور به بين الاولاد او البنات.

من الطبيعي ان يتعلق الأطفال بالكبار القريبين منهم، وان يشعروا بالقلق عند الافتراق، فالطفل يشعر بالأمان والاستقرار مع من يحبهم ويراهم دائما بجانبه – أي والديه. وفي معظم الحالات، يوجد قلق الانفصال عند الاطفال الصغار عندما ينمو لديهم الشعور بالأمان والتعلق ويتلاشى القلق كلما كبر الطفل وأصبح اكثر ثقة في علاقاته.

وفي الحالات التي تكون فيها اعراض القلق مكثفة وتستمر لفترة اكثر من 4 أسابيع لدى الاطفال الاكبر من 5 سنوات، خاصة اذا تعارض هذا القلق بالأنشطة اليومية، فقد يكون ذلك علامة لحالة اخطر تعرف باسم اضطراب قلق الانفصال Separation anxiety disorder.

“اضطراب قلق الانفصال”

الاطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال يخافون من ان يفترقوا من ذويهم، وكثيرا ما يعتقدون بأن شيئا سيئا سيحدث عند الفراق.

وبعض الاشارات التي يمكن أن تدل على ان الطفل يعاني من هذا الاضطراب هي:

أعراض الرعب والذعر مثل الغثيان، والتقيؤ، وانقطاع النفس او نوبات ذعر قبيل مغادرة احد الوالدين

الكوابيس عن الافتراق

الخوف من النوم لوحده

الإفراط في القلق من الاختطاف او الضياع.

إذا كان طفلك لديه مثل هذه الاعراض فمن الأفضل أن تستشيري طبيبك ويتم تشخيص هذا الاضطراب عن طريق استشارة طبيب نفسي مؤهل لإجراء تقييم شامل لصحة الطفل النفسية.

نمو الارتباط بين الأم/الأب والطفل

فى الاشهر الاولى من العمر، لا يفرق الاطفال كثيرا بين من يرعوهم، وعادة ما يتمكن اى شخص من تهدئتهم بغض النظر عن العلاقة التي تربطهم بالطفل. ثم و بين 8-14 شهرا، يبدأ الاطفال في التعرف علي آبائهم وأمهاتهم، ولكن ليس لديهم إدراك بمعنى الزمن، ولذلك اذا غادر احد الوالدين الغرفة، يبدأون في البكاء والصراخ اعتقادا بأنهم ذهبوا الي الأبد. انه الوقت الذي يتخوف الاطفال أي شخص عدا الوالدين.

وبين 18 شهرا الي 4 سنوات ، يكون الاطفال حريصين وعاطفين عندما يفارقهم أحد الوالدين ولكن من السهل تشتيت انتباههم بأنشطة اخرى.

وعند عمر 5 سنوات، يكون الطفل قد طور الشعور بالأمان مما يجعله يشعر بالارتياح عند الذهاب الى المدرسة، والبقاء مع المربية أو مركز رعاية نهاري.

عوامل تؤدي الى قلق الانفصال

ليست هناك اسباب محددة لقلق الانفصال، ولكن الابحاث تشير الى ان طبع الطفل، يمكن ان يجعله أكثر عرضة لقلق الانفصال، على سبيل المثال الطفل اللصوق والمشوش وسريع الانفعال الذي يجد صعوبة في أن يتكيف مع الروتين اليومي يكون أكثر عرضة للإصابة بقلق الانفصال. والعوامل التي قد تساعد في تطور قلق الانفصال تشمل:

التعب أو الجوع المرض خفيفا كان ام خطيرا التغيرات فى روتين المنزل التغيرات الأسرية مثل ولادة طفل جديد، او الطلاق، او حدوث وفاه او المرض لشخص قريب للطفل استبدال المربية او تغيير الروتين فى مركز الرعايه النهاريه الآباء والأمهات عادة لا يسببون قلق الانفصال ولكن كيفية تجاوبهم مع حال الطفل قد تؤثر علي الطفل سلبيا او ايجابيا.

أعراض قلق الانفصال

عندما يشعر الطفل بالقلق ازاء الفراق، يمكن ان يسلك سلوكيات عديدة بما في ذلك:

البكاء أو الأنين

التعلق (مثل مسك اليد أو الساق، ويريد أن يحمل في اليدين، أو الاختباء وراء الأم)

الخجل

الصمت الشديد لطفل كثير الكلام

عدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين، حتى لو كانوا مألوفين بالنسبة له.

ما هو دور الوالدين؟

جميع الاطفال يمرون بحالات قلق الانفصال، ولكن كيف تتصرفين كمربية للطفل عندما ينتاب طفلك قلق الانفصال سيكون له الاثر العميق عليه. أنت تحتاجين ان تفهمي وتقدري حالة قلق طفلك وعليك أن تتعلمي كيفية تخفيف مخاوف طفلك من دون ان تسبب لطفلك اية مضايقات.

تذكري ان ما يمر به طفلك هو طبيعي جدا وظاهرة صحية، ومرحلة من مراحل النمو الاساسية، لذلك ساعدي طفلك في التغلب على مخاوفه واستثمري الرابطة الصحية بينك وبين طفلك بطريقة ايجابية.

10 طرق لمساعدة طفلك في التغلب على قلق الانفصال 1. تأكد دائما من أن تترك طفلك بمكان آمن ويجد الرعاية الجيدة فيه، وبذلك يمكنك تهدئة روع طفلك وأنت واثق بأنه سيكون فى مأمن. 2. حاول مساعدة الطفل على التعرف على أي مكان جديد او شخص جديد من يشرف عليه أثناء وجودك انت معه، فوجودك يجعل الطفل يتعود تدريجيا على المكان أو الشخص. ويمكن ان يستغرق الامر بعض الوقت للطفل حتي يشعر بالراحة اذا كان قلقا، ربما تضطر الى البقاء معه بعض الوقت حتى يشعر بالأمان ويسمح لك بالذهاب. 3. اذا كان طفلك ذاهبا الى دار لرعاية الاطفال، حاول ان تجد له مكانا يكون فيه تحت اشراف مشرف او مشرفين فقط لكي يقدمون له الرعاية الخاصة متى ما يحتاجها. 4. حاول أن تبقى مع طفلك حتى يتعرف علي المشرفة. اذا تعاملت مع المشرفة بثقة فإن ذلك سيساعد طفلك علي الشعور بالأمان 5. دائما، ودع طفلك قبل أن تذهب، حتى لو كنت ستغادر وهو في حالة قلق وتوتر شديد، فهذا يبني الثقة بينكما. لا تحاول الانسلال او التخفي فهذا يجعل طفلك يفقد الثقة بك.

6. عندما تخرج، حاول ان تترك طفلك مع شخص يألفه ويثق به.

7. بين للطفل انك تفهم مشاعره، على سبيل المثال ولا تستخف أو تستهين بمشاعره، أكد له انك تدرك ما يمر ويشعر به من مخاوف وحاول تهدئته و اشرح له أنك يجب أن تذهب وأكد له أنك سوف تعود.

8. اسمح لطفلك باللعب بشيء يخصك (مثل حقيبة أو مفتاح) عندما لا تكون موجودا. 9. حاول دائما أن تخبر طفلك متى ستعود. قل له بطريقة يمكنه ان يفهمها، على سبيل المثال. “بعد الغداء”. 10. كن صادقا دائما وارجع في الموعد الذي حددته للطفل. اذا كنت ستتأخر عن الوقت المحدد، اخبر المشرف علي الطفل لتوصيل المعلومة له.

:frasha18:[/IMG]




خليجية



ينقل للقسم الانسب



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.