وهذا تصرف خاطئ يتسبب في حدوث الكثير من مشكلات الهضم كالإسهال أو الإمساك والانتفاخ وعسر الهضم، والتي من شأنها أن تنغص على الفرد فرحته بالعيد.
وتصحيح ذلك، أن المعدة تعودت على نظام مقنن ومحدد لمدة ثلاثين يوما في رمضان، ولكي تستعيد نشاطها العادي بعد رمضان فإنها تحتاج إلى التهيئة تدريجيا، وذلك خلال الأيام الأولى من أيام العيد.
ولكي نهيئ المعدة لاستقبال ما اعتدنا تناوله من الطعام في الأيام العادية يجب أن نتناول وجبة الفطور في أول أيام العيد في وقت مبكر، أي يكون الوقت بينه وبين وقت السحور (سابقا) قصيرا وكمية الطعام قليلة. ويفضل تناول شيء من التمور وقليل من الفاكهة وعصائرها، وينصح بالإقلال من المكسرات والحلويات الدسمة كالبقلاوة مثلا وغيرها.
أما عن وجبة الغداء في أول أيام العيد، فيفضل تناولها في وقت متأخر قليلا من النهار، حيث إنها تعادل وجبة الإفطار (في أيام رمضان). وكلما كان الغذاء خفيفا سهل الهضم كان ذلك أفضل للمعدة من حيث تقبل الطعام وهضمه بطريقة جيدة. أما عن وجبة العشاء، فيمكن تناولها في ساعة متأخرة مساء، ولكن قبل منتصف الليل.
وفي اليوم التالي نبدأ بتأخير وقت الفطور قليلا وتقديم وقت العشاء، وهكذا حتى نصل في اليوم الثالث إلى المواعيد التي اعتدنا تناول وجباتنا الثلاث فيها قبل شهر رمضان.
وبهذه الطريقة نتجنب عسر الهضم الذي يتعرض له كثير من الناس أثناء أيام العيد نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة بأنواعها ومن دون مواعيد محددة، ناهيك عما يتعرض له المصابون بأحد الأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب من نتائج مأساوية بسبب الأكل العشوائي في أيام العيد.
كما يمكن أن نساعد على تنظيم عمل الجهاز الهضمي بأن نقوم بصوم أيام الستة من شوال مبكرا خلال أيام العيد أو بعدها مباشرة، فهي تعتبر مرحلة انتقالية تدريجية من الصوم إلى الإفطار.