التصنيفات
منتدى اسلامي

لا تستوحش من قلة الرفيق

الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على محمد و على آله و صحبه أما بعد :
قال الله عز و جل :
"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ".
قال الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمة الله عليه في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان -سورة الأنعام الآية 116:
ودلت هذه الآية، على أنه لا يستدل على الحق، بكثرة أهله، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق، بل الواقع بخلاف ذلك، فإن أهل الحق هم الأقلون عددا، الأعظمون -عند الله- قدرا وأجرا، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل، بالطرق الموصلة إليه. انتهى

و قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في نصيحة موجهة إلى كافة المسلمين :
وليحذر كل مسلم أن يغتر بالأكثرين ، ويقول : إن الناس قد ساروا إلى كذا ، واعتادوا كذا ، فأنا معهم ، فإن هذه مصيبة عظمى ، قد هلك بها أكثر الماضين ، ولكن أيها العاقل ، عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها والتمسك بالحق وإن تركه الناس ، والحذر مما نهى الله عنه وإن فعله الناس ، فالحق أحق بالاتباع ، كما قال تعالى : وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه ِ وقال تعالى : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وقال بعض السلف رحمهم الله : ( لا تزهد في الحق لقلة السالكين ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين ) . انتهى كلامه رحمه الله و نقلته من موسوعة فتاوي اللجنة و الإمامين.
و قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد على كتاب التوحيد (باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب… فيه مسائل :…الخامسة عشرة : ثمرة هذا العلم , و هو عدم الاغترار بالكثرة , و عدم الزهد في القلة.):
فإن الكثرة قد تكون ضلالا , قال الله تعالى : { و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }.(الأنعام : 117) , و أيضا الكثرة من جهة أخرى إذا اغتر الإنسان بكثرة و ظن أنه لن يغلب أو أنه منصور , فهذا أيضا سبب للخذلان , فالكثرة إن نظرنا إلى أن أكثر أهل الأرض ضلال لا تغتر بهم , فلا تقل : إن الناس على هذا , كيف أنفرد عنهم ؟
كذلك ايضا لا تغتر بالكثرة إذا كان معك أتباع كثيرون على الحق , فكلام المؤلف له وجهان :
الوجه الأول : أن لا نغتر بكثرة الهالكين فتهلك معهم.
الوجه الثاني : أن لا نغتر بكثرة الناجين فيلحقنا الإعجاب بالنفس و عدم الزهد في القلة , أي أن لا نزهد بالقلة , فقد تكون القلة خيرا من الكثرة.
انتهى كلامه رحمه الله .
و أختم بكلام لابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان, فقد قال رحمه الله :
فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق , و لا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول , الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا..انتهى كلامه رحمه الله

و الله المستعان و عليه التكلان
و الحمد لله رب العالمين




جزاكى الله خيرا حبيبتى



خليجية



شكرا على الرد



جزاك الله كل خير حبيبتي



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.