التصنيفات
ادب و خواطر

محكوم بالإعدام مع وقف التنفيذ !

نعم .. قد تستغرب عند سماعك لهذه الكلمات .. وتقول في نفسك .. من تكون هذه المجنونة ! ..
أنا فتاة سئمت العيش في هذه الحياة القاسية .. هذه الحياة الغابرة والتاعسة .. هذه الحياة التي جعلتني تائهة لأبعد الحدود .. نعم , جعلتني غريبة حتى في حضن الوطن .. لقد أصبحت هذه الحياة هي القاضي وأصبحت المحكوم بالإعدام مع وقف التنفيذ .

لا أجد سببا لوحدتي وعزلتي وألمي وانفرادي .. ربما لأنني أعيش في زمن لا يستحق أن أعيش فيه .. في زمن فقد فيه معنى الحق والإخلاص والحب والوفاء .. في زمن ملئ بأقنعة الصدق .. ولكنه في الحقيقة يحمل شعار الغدر خلف ستاره الأحمر .

نعم .. أنا فتاة جرحتني هذه الأيام بمخالبها , ولم تكتفي بذلك , بل طعنتني بسيفها اللامع الذي اخترق كل أحشائي . رغم كل ذلك لم يسمع بكائي أحد أبدا .. لأن بكائي أصبح بصمت قاتم .. وأنيني لم يعد له وجود . صرت أخاف حتى من الفرح فأصبح فرحي بصمت أيضا , لأنني أخاف أن يكون بعد الفرح جرح أعمق ودمع أملح .

لم تعد تعني لي هذه الحياة شيئا , لأنني أصبحت الآن كنصب تذكاري يقف بكل كبرياء في ساحات هذه الأيام المؤلمة .. أنا الآن عصفور جريح لم يعد قادرا على الطيران .. لم يعد حرا كما كان .. لأنه وضح في قفص الاتهام .. بسبب جريمته المعتادة وهي دفاعه عن حريته ..
أنا فتاة غرقت في بحر الآمال والطموحات وعندما تاهت صارت تحتضر .. تحتضر لأن آمالها وطموحاتها بعد أن صارت قريبة منها و لم تجد من يقف إلى جانبها .. ووجدت الكل يقف ضدها .. لقد تبدلت ألوانها الزرقاء والخضراء بألوان الخريف اليائسة .. رغم كل ذلك ما زالت تحاول إحدى الاثنتين , إما الموت , أو الخروج عن دائرة الاتهام .




على حافة حزنِ أحدٍ ما .. لأنه ليس لدينا متسع لإضافة حزن آخر ..

يقول نزار عوني ..

حـــزن ٌ..
بحجم الكون ، يحسد بقعة ً ضوئية ً ، سقطت هنا سهوا ً
وضاعت بين ذرّات الرمال ْ
فيحوم حول حوافها الخجلى ويحرمها الهواء ْ
يغتال رقّتها .. يلونها .. يلولبها .. يلوثها .. ويشلع
من بقاياها بقيتها :
خبَتْ .. خفتتْ.. تفتّتَ ما فلت ْ ..
شهَقَت ْ وشقّـّت ْ في خلايا الذاكرات ِ
لها طريقا ً ..
ثم .. بانت ْ ..
ثم ّ بادتْ ..
ثم ّ دبَّ الصمت ُ ..
وانكشف الغضب ْ .

الآن.. وحدك ْ
.. طافح ٌ رملا ً وتشرب ما تبقّى من ندى الصمت المعتـّق ِ
في حصى الأشياء حولك ْ
الآن .. وحدكْ
ينشقُّ عنك الركب ُ ، تغزلك الرمال على لظاها
مُفْرَداً
للشمس قد أسلمت َ وجهك ْ

الآن .. وحدكْ ..
توقظ الأشياءُ صمتك ْ
يصطفيك الحزن قدّيساً .. تمارس فيه طقسك

دمتِ والإبداع رفيقكِ ودمتِ بلا همّ 🙂




مشكورة حبيبتى على المرور العطر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.