بسم الله الرحمن الرحيم
النجاح مطلب الجميع وتحقيق النجاح الدراسي يُعدّ من أوائل الأهداف الرئيسة لدى الطالب , ولكن لكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات ينبغي الاهتمام بها , ولذلك أصبح النجاح علماً وصناعة وهندسة وممارسة .
وهناك خطوات عملية يتخذها المر لتحقيق النجاح والتفوق الدراسي ,وهذه بعض نصائح علماء التربية في تحقيق النجاح والتفوق الدراسي .
يقدم الدكتور مصطفى أبو سعد في كتابه إستراتيجية المذاكرة خطوات المذاكرة كالتالي:
1. أخلص النية لله واجعل طلب العلم عبادة.
2. تذكر دائماً أن التوفيق من الله والأسباب من الإنسان.
3. احذف كلمة " سوف " من حياتك ولا تؤجل.
4. احذر الإيحاءات السلبية: أنا فاشل المادة صعبة.
5. ثق بتوفيق الله وابذل الأسباب.
6. ثق في أهمية العلم وتعلمه.
7. احذر رفقاء السوء وقتلة الوقت.
8. نظم كراستك ترتاح مذاكرتك.
9. أدّ واجباتك وراجع يوماً بيوم.
10. تزوّد بأحسن الوقود (أفضل التغذية، أكثر من الفواكه والخضراوات، وامتنع عن الأكلات السريعة).
11. لا تذاكر أبداً وأنت مرهق.
كما يقدم الأستاذ/ عبد الله المغيني عدداً من النصائح للطلاب أثناء المذاكرة منها:ضرورة أن يهتم الطالب بالبيئة التي يدرس فيها باعتبارها عاملاً مهمًا للغاية، فبعض الناس يجيد التركيز في جو يتميز بالعزلة والهدوء التام، وبعضهم بمقدوره المذاكرة في جو يشوبه صوت خفيف؛ ولذلك عليك أن تتعرف على ما يناسبك، وحاول أن تهيئ لنفسك مكانًا منتظمًا للعمل فيه حينما يكون ذلك ممكنًا، فإذا رتبت الغرفة بحيث تستوعب كتبك وأدواتك ومعداتك واستخدمتها بشكل منتظم، فستجد بالتالي أن دخولك إلى هذه الغرفة سيعني الخصوصية والتحرّر من كل ما يلهي عن الدراسة والتركيز، ويجب أن تتميز تلك الغرفة بالتهوية الجيدة والإنارة الممتازة التي تجنب العين الإجهاد، والاحتواء على كل مستلزماتك وأجهزتك بحيث تكون جميعها في متناول يدك بمنتهى السهولة.
ويرى الدكتور أكرم رضا – استشاري في التنمية البشرية- أن وقت المذاكرة قد انتهى، بمعنى أن بعض الطلاب أو كثير منهم يستمر في المذاكرة إلى آخر يوم كأنه يتعامل مع الكتاب لأول مرة، وأحيانًا يقف أمام فصل أو وحدة في موقف تحدٍّ، مستشعرًا أنه لا يستوعبها جيدًا، ولا ينتقل عنها فلا هو استوعبها ولا ذاكر غيرها.
ويوجه الدكتور أكرم عدداً من النصائح للطلاب في فترة ما قبل الاختبارات منها:
1- مراجعة الفهرس : وأقصد بهذه المهمة أن تحضر ورقةً كبيرة(a4)، وتضعها أفقيًّا أمامك وذلك لكل مادة، وتكتب عنوان المادة أعلى الورقة وتفرّع منها فروعاً بعدد الوحدات، وكل وحدة تفرّع منها فروعًا بعدد الأبواب، وكذلك كل باب بعدد الفصول، وهكذا لتصل إلى أصغر جزئية في الكتاب، لتكون لديك خريطةٌ جيدةٌ للمادة وقد كتبتها كلها في ورقة واحدة، وهذه الخريطة ستفيدك جيداً في الاستيعاب الكلي للمادة، ومعرفة جزئياتها الصغيرة أين تقع على الخريطة.
2- استخدم النجوم : أنت تعلم معي فندق خمس نجوم وأربع نجوم، وهناك فنادق سبع النجوم، بل وهناك فنادق مظلمة بلا نجوم.. استخدم النجوم في تقييم استيعابك للمادة من خلال الخريطة السابقة.. أعطِ كل مادة عددًا من النجوم، وبالتالي تستطيع أن تقيّم مستوى مذاكرتك، ليس على مستوى المادة بالكامل، ولكن على مستوى جزئيات المادة حتى الصغيرة، لا تقل مادة (س) جيدة، ولكن قل في مادة (س) الجزء (ص) ممتاز والجزء (ع) يحتاج مذاكرة.
3- ابدأ من أسفل القمع : بعدها رتب أجزاء المادة على هيئة قمع قاعدته لأعلى، ورأسه لأسفل بحيث تضع النجوم الأكثر في أعلى القاعدة والنجوم الأقل أسفل منها.
4- عاصفة الأسئلة : عليك أن تحصل على بنك أسئلة، وابدأ بكتاب المدرسة لتنتهيَ من حل جميع الأسئلة المحلولة، والنماذج المُجاب عنها، ثم التمرينات على كل باب، ثم التمرينات المجمعة، وانتقل إلى كتاب النماذج، فإذا انتهيت من ذلك كله استمر في أي كتاب خارجي يحتوي على امتحانات السنين الماضية.. حلّ كأنك في امتحان.. قيِّم إجابتك، وابحث عن مواطن الخلل، وأعد ترتيب القُمع وعدِّل في عدد النجوم، فقد يكون هناك جزءٌ أعطيتَه نجمتين ويستحق خمس نجوم أو العكس.
5- لا تطفئ الأنوار: هل تتصور أن هناك من يذاكر في الظلام؟! أقول لك ذلك -على الرغم من غرابة السؤال- فإن بعضنا يفعل ذلك.. تدبر معي قول الله – تعالى -: (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُورٍ)(النور: 40)، ومن أين يأتي النور ونحن نطفئه بأيدينا؟! أتريد أن أحل لك هذا اللغز؟!.
سيحله لك الإمام الشافعي، الذي كان يصيب في الرمي 10 من 10، فأصاب يومًا 9 من 10، فتاب إلى الله واعتبرها معصيةً، وكان يحفظ من النظرة الأولى، ويخفي الصفحة حتى لا تتداخل مع الأخرى عندما يحفظ.. أراد يومًا أن يحفظ درسًا فاستشعر ثقلاً في حفظه، فذهب إلى صديق له اسمه (وكيع) يشكو له سوء حفظه، فابتسم (وكيع) وقال له: اترك المعصية يا شافعي، ثم تلا عليه قول الله – تعالى -: (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) (النور: 35)(وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُورٍ) (النور: 40).
فذهب الشافعي يفكر: أي معصية ارتكبتها؟ فتذكر أنه نظر إلى امرأة فأطال النظر إليها، فندم وتاب عن معصيته، وقال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يُهدى لعاصي
6- مفاتيح السماء:
يقول – تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) (الأعراف: 40)، نعم إن أبواب السماء مفتوحة لمن يطرق عليها والله – تعالى -قال لنبيه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة: 186)، والله – تعالى -يقول: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). غافر: 60 .
ويقدم الدكتور/ هشام صقر (أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر) "روشتة" يستعرض فيها وسائل المساعدة التي يمكن أن يقدمها الآباء للأبناء منها:
1- يجب أن تتعامل الأسرة كل مع موضوع الامتحانات على أنه موقف طبيعي وعادي، مثل أي موقف أو ظرف تعيشه الأسرة في حياتها.
2- التعليم جزء هامٌّ من تكوين شخصية الأبناء، ولكنه يظل جزءًا، والمبالغة الشديدة فيه وتحويله إلى معركة حياة أو موت خطأٌ كبيرٌ تقع فيه الكثير من الأُسَر.
3- التوتر والقلق يؤثران وينتقلان- كالأمراض المعدية- بين الأفراد، ويتسبّبان في حالة من الارتباك الانفعالي والعقلي؛ مما يؤثر على التركيز والاستيعاب.
4- أهم ما يحتاجه الأبناء في الفترات الهامة أو الحرجة- ومنها الامتحانات وظهور النتيجة- هو الحب غير المشروط (فأنا أحب ابني أو ابنتي بصرف النظر عن الأداء أو النتيجة)، والمساندة الإيجابية التي تزيد ثقته في نفسه وتطمئنه أنه لن يفقد حبَّنا وتقديرَنا له مهما حدث.
5- من الجيِّد اعتبار فترة الامتحانات فرصةً تربويةً للاستدراك على النقص والسلب في العلاقات بين الآباء والأبناء، والاستفادة منها في ذلك بدلاً من العكس، والذي يحدث كثيرًا مع الأسف.
6- يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء، فالابن الذي يهتم أو يقلق أو يتوتر بشكل زائد نعمل على تهدئته وطمأنته ومساندته وحثِّه على عدم المبالغة في تقدير الأمر، والابن غير المبالي والمهمل نعمل على تحميسه وتشجيعه ومعاونته على تنظيم وقته والتركيز في مذاكرته وتقليل المشتتات من حوله، وهكذا.
7- يجب الاستفادة من هذه الفترة في بثِّ معاني العقيدة العملية، بدءًا من إحسان الصلة بالله، ثم الاستعانة به في كل شيء، ثم التوكل عليه في قضاء الحاجات، ثم الرضا بقضائه، ومن ذلك: الصلاة في المسجد، قراءة القرآن، الأذكار، الدعاء.. الخ.
8- عند ظهور النتيجة (أيًّا كانت) يجب أن يعتبر الآباء أن هذه فرصةٌ تربويةٌ لإظهار حبهم غير المشروط ومساندتهم الإيجابية لأبنائهم، وزيادة رصيد العلاقة الإيجابية بينهم وبين أبنائهم.
9- يُضاف إلى ما سبق في التهيئة للامتحانات: تقليل المشتِّتات.. من زيارات وضوضاء واتصالات وتلفاز.. الخ، لكن دون تحويل المنزل إلى ثكنة عسكرية، إضافةً إلى الاهتمام بالتغذية المناسبة، وعدد ساعات النوم المناسب.. الخ.
10- أما في يوم الامتحان فنتعامل معه بشكل عادي، وعلينا ألاّ نظهر له أي توتر أو قلق، وعلينا الدعاء لأبنائنا، وعدم مراجعة الإجابات التي تمَّت لحصر الأخطاء عند العودة من الامتحان، بل الحرص على وجبات الطعام والراحة، ثم الاستعداد لليوم التالي، ويجب تخصيص أوقات ترفيهية في أيام الامتحانات لنؤكد على طبيعية هذه الأيام وعدم توترنا الزائد حيالها.
ويقول الدكتور مصطفى أبو سعد في كتابه إستراتيجية المذاكرة:
1. الطموح كنز لا يفنى: لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً؛ ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى.. فكن طموحاً وانظر إلى المعالي..
2. العطاء يساوي الأخذ: النجاح عمل وجد وتضحية وصبر، ومن منح طموحه صبراً وعملاً وجداً حصد نجاحاً وثماراً.. فاعمل واجتهد وابذل الجهد لتحقق النجاح.
3. غير رأيك في نفسك: الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل.. فأنت أقدر مما تتصور، وأقوى مما تتخيل، وأذكى بكثير مما تعتقد.. اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك من مثل " لا أستطيع لست متفوقاً.. " وردّد باستمرار " أنا أستحق الأفضل أنا مبدع أنا ممتاز أنا قادر. "
4. النجاح هو ما تصنعه أنت. (فكر بالنجاح أحب النجاح.. ) والناجح يبدأ رحلته بحب النجاح والتفكير بالنجاح.. فكّرْ وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك..
5. تذكر: " يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد، فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح بإذن الله من أجل أن يُكتب لك فعلاً النجاح. ".
6. الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح، ولا يعتقدون أنه فرصة حظ وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب واستغلال الفرص، والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم.
7. الإخفاق مجرد حدث وتجارب: لا تخش الإخفاق بل استغله ليكون جسراً لك نحو النجاح لم ينجح أحد دون أن يتعلم من مدرسة النجاح.. وأديسون مخترع الكهرباء قام ب (1800) محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع. ولم يأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروساً تعلم من خلالها قواعد علمية كثيرة.
8. املأ نفسك بالإيمان والأمل: الإيمان بالله أساس كل نجاح وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق، وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي.. الإيمان يمنحك القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو النجاح، وهو الوقود الذي يدفعك إلى النجاح..
9. اكتشف مواهبك واستفد منها: لكل إنسان مواهب وقوى داخلية ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها، ومن مواهبنا الإبداع والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية.. ويمكن العمل على رعاية هذه المواهب والاستفادة منها بدل أن تبقى معطلة في حياتنا..
10. الدراسة متعة.. طريق للنجاح: المرحلة الدراسية من أمتع لحظات الحياة، ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بغيرها. متعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة وخصوصاً لو ارتبطت عند صاحبها بالعبادة. فطالب العلم عابد لله، وما أجمل متعة العلم مقروناً بمتعة العبادة! الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح.. وتتحول لمتعة دائمة حين تكل بالنجاح.
وأخيراً :لابد من همسة في أذن كل طالب: من الواجب على كل دارسٍ وطالبِ علمٍ أن يتعرف على فائدة ما يدرس وما يتلقاه من علم؛ وعليه أن يتمتع بطاقة حماسية لتحقيق هدفه، وأن يهيّئ ذهنه لما له من تأثير فعّال في قدرته على التركيز، ويجب على الإنسان أن يتمتع برغبة حقيقية في اكتساب معارف ومهارات جديدة، وإذا تبين المرء البواعث والأهداف فيجب عليه أن يضع في حسبانه الجوانب العملية للدراست، ويجب أن يلم بمتطلبات المنهج الدراسي