= = =
– أنت غاضب من أحد والديك وترى أنه يقسو عليك ويظلمك ويضطهدك ويكرهك .. الخ
أسألك سؤالا واحداً أول ليلة بعد وفاته كيف سيكون شعورك ؟
ضع نفسك في هذا الموقف بعد أن توسده التراب ويفارقه الأحباب والأصحاب ماذا كنت ستتمنى في ذلك وقت !؟
لا أحد منا إلا يتمنى أن يراه ويأنس بالجلوس إليه والحديث معه ولو مرة أخيره وضمه وتقبيل رأسه وجبينه .
ألا تذهب الآن فتملأ عينك من والدك أو والدتك وتضمه لصدرك وتقبل رأسه قبل أن يغيب أو تغيب !
ما أكثر ما تكون خلافاتنا لأسباب تافهة وكم تحول بيننا وبين أحب الناس إلينا .
ولك أن تسأل يتيم عن أغلى أمانيه واسمع جوابه ؟
لك أن ترى اليتيم إذا نجح في دراسته فإن الدموع تسبق الفرح والضحكات لأن لحظات الفرح دون أن تعيشها مع عائلاتك لا قيمة لها !
بل انظر في حال اليتيم في زواجه أي حال يكون عليه .
لقد سخر الله لك والديك ليكونا سببا في نعم الله عليك من خدمة ورعاية فالله جعلهما سببا لإطعامك من جوع وكسوتك من عري وأمنك من خوف ؟
وإن أخطئا فهم بشر ويقع منهم الزلة والخطأ فكيف تقابل الإحسان بالإساءة ؟
وقد جعل الله لهما عليك حقوقا وقد أوصاك الله بهم في ثلاث مواضع من كتابه فقال جل وعلا { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
وقال تعالى { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
وقال تعالى { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (*) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }
فهل تزال غاضب منهما ؟ ..
قم أخي / أختي .. قبل فوات الآوان وانقضاء العمر !
