التصنيفات
التربية والتعليم

والقلم

والقلم"

تؤرخ ماضيك به.. فتسترجع كل حين أين كنت؟.. وكيف انطلقت؟.. وأيّ الأيادي امتدت لك لتعينك في بداية مشوار حياتك؟.. أي الصعوبات واجهتك؟.. فتدرس عوامل نجاحك، وتبحث في أحداث ربما تسببت في أن تكون في مكان ليس الأنسب لك..

وفي كل يوم.. قبل أن تأوي لفراشك.. تحتضنه بين أصابعك بعناية مُتناهية؛ لتكتب ما كان من حال يومك.. أي الدروس تعلمت فتلزمها، أي التحديات اجتزت فتكافئ نفسك عليها، أي الذنوب ارتكبت؟ فتتوب لبارئك منها.

وترسم ما ترجوه لـ غَدِك.. – سيناريو حياتك- كما يحلو للبعض أن يسميه. لن تعبث بالقدر أو تغيره.. ولكنك تقوم بما يفترض أن يقوم به أي إنسان أكرمه الله بالعقل..أنى لك أن تحلم بغض أفضل لنفسك -فضلا عن الأجيال القادمة- إن لم تخطط لتباشر عملك على بصيرة.
القلم.. ماضٍ وحاضرٌ ومُستَقْبَل..
ومن ثم فإنه: دموعنا حين تبخل علينا المحاجر .. أو تحاصرنا عيون الناس فنُجبرُ أن نكابر..
وهو خفقات قلوبنا التي نعجز عن تحليل كنهها .. وتفسير اضطرابها.. وفهم استقرارها بين لحظة وأحرى..
وأناتنا الصامتة التي لا نملك أن نصدح بها..فالناس متخمة كل بأناته..
وهو ابتساماتنا البريئة التي لا نملكُ أن نطلقها في كل حين.
ومداد أشواق لا تنتهي.. ويُلهبها فراقٌ كلّ حين..
إنه القلم.. دمع وابتسام، شوق وفرح..

اكتب.. لتعرف نفسك أكثر.. فكما أن المرآة تعرفك حال مظهرك الخارجي.. فالكتابة تلج بك لعوالمك الكامنة في أعماقك.. حينا برفق، وأحيانا بقسوة! ولكنك ستكون حينها أكثر سعادة.. لأنك غدوتَ أكثر وضوحا مع نفسك.. ستعرف من أنت فعلا.. وماذا تخبئ خلف "أنا"- ومرادفاتها من الألفاظ التي تعرف بها شخصك.

اكتب احتضن قلمك وتدثر به من جهلك.. فالله ربي أقسم بالقلم "والقلم وما يسطرون".. وأول ما خلق سبحانهُ كان القلم..
اكتب لأجلك.. وإن كنت لا تحب الكتابة.. فلسنا ننتظر منك أن تطبع ديوانا ولا أن تخط رواية..
اكتب لأجلك.. فإن كنت تحب الكتابة .. انشر ولا تتوانى.. فنحن نعاني من شح في الحبر العربي ذوالفكر الراقي.. اكتب وانشر.. قد تحكي ببضعة حروف ما يعتلج صدر العشرات أو ربما المئات ممن آثروا هجر القلم.
اكتب أدبا.. نثرا شعرا خاطرة أو حتى عبثا.. انشر أو لا تنشر.. لا يهم. اكتب لأجل أن يكون عالمك أفضل.




مشكووووورة على الموضوع المفيد



مشكوورة



سلمت يداك أختي على الطرح
الموضوع رائع فعلا أختي ماأحوجنى الى الكتابة عندما لا يكون هناك من يسمعنا او ربما لا نريد ان نكلم أحدا عن ما في داخلنا
شكرًا لك تقبلي مروري



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.