أنا سيدة ارملة وقد ترك لي زوجي مالا كثيرا ولدي ولد وتزوجت من انسان فقير ومطلق ولديه 5 اولاد وليسوا قصرا وهو ينفق من مالي الخاص على اولاده
ولما صارحته انني غير مجبرة على الانفاق علي اولاده غضب وترك المنزل علما انه منزلي انا وليس منزله فهل اطلب الطلاق فانا احب زوجي لكنني لن اصبر عندما اراه ينفق من مالي على اولاده
لو كان يصرفه عليه فقط لكان الموضوع اهون علي ولما قلت له شيئا لكن على اولاده فصعب جدا انصحوني جزاكم الله خير
المستشار:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
شاكرة لكِ تواصلكِ معنا وأسأل الله العظيم أن يفرّج همك.
أختي الكريمة .. لا شك أن ما تمرين به مأزق ومنعطف خطير يهدد كيان الأسرة حيث أن زوجك يصرف من مالك بدون موافقتك.
أنصحكِ أولًا معرفة ما لكِ وما عليكِ من حقوق، وتنظيم نفسك والتفكير جيدًا بمستقبلك ووضع جميع الاحتمالات المتوقعة من زوجك وردود أفعاله وعلى أساسها أتخذي قرارك، ودعي لزوجك فترة زمنية ليفكر في وضع أسرتكم، هل سيتغير للأفضل؟ وتكوني عونًا له في التغيير، أو سيستمر على وضعه؟ وهذا لا يرضيك، فأنتِ ستعيشين في نفس الظروف وبالتالي تتكرر أسباب المشكلة!
فكري وحكّمي عقلكِ قبل أن تخطي أي خطوة، حاولي التماسك حتى تعطين الزوج فرصة، وتعطين نفسكِ أنتِ فرصة، وحاولي التفاهم مع زوجك في وضع حلول تخلصكم من المشاكل المادية، هذا الوضع سيستمر لفترة قد تطول لكن لابد منها، ضعي شروطك ولا تضعفي وتتنازلي وتماسكي أمام الحق.
أقترح عليكِ أختي إذا كنتِ تملكين مالًا كثيرًا كما قلتِ وتحبين فعل الخير فكري في أن تحتسبي الأجر في الإنفاق على أبناء زوجك وبرضاك فتأخذين أجر مضاعفًا أجر النفقة وأجر الحفاظ على الأسرة.
ولا تنسي أختي أن لديكِ ولد من زوجكِ المتوفى وله نصيب مما تركة والده ومن المفروض أن يكون مستقل عن مالكِ.
أختي الكريمة .. أكثري من الدعاء والاستغفار، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية".
وأخيرًا أختي الفاضلة تذكري أن الحياة الزوجية تمر بمطبات وتعثرات لكنها تستمر فإذا كان حرص الزوجين على إبقاء الرباط الذي بينهما قوياً مستمراً ومرنًا ليقوم ما يعترضه فحتماً بعد توفيق الله تعالى سيستمر مركبهم مهما كانت العواصف والأمواج قوية.
وفقكِ الله وأعانكِ على ما أنتِ فيه من البلاء.
نسأل لله لك تفريج الهم وصلى الله على نبينا محمد.
منورة
