مع اقتراب موعد عودة الأطفال إلى المدرسة، تبدأ تحضيرات الأهل المكثفة لتأمين كل حاجياتهم ولتتم العودة على أكمل وجه. لكن شراء حاجيات الأطفال في هذه المرحلة، ليس الخطوة الوحيدة الواجب اتباعها، إذ أن تحضير الأجواء الملائمة في المنزل يعتبر أيضاً من الضروريات التي لا بد من أخذها في الاعتبار، ومنها تحضير غرفة الطفل بالشكل الملائم لتجعله بديكورها وبكل ما فيها أكثر استعداداً للعام الدراسي.
ثمة اعتبارات لا بد من التركيز عليها في ديكور الغرفة الذي يجب أن يجمع ما بين أجواء الدراسة في أوقاتها وأجواء اللهو في حينه وأجواء الراحة في موعدها.
المهندس زياد حداد تحدث عن الأسس المعتمدة في تصميم وتنفيذ غرفة الطفل بما يتماشى مع متطلّبات دراسته وراحته وتسليته في الوقت نفسه، مشدداً على أهمية حصول الطفل على مساحة كافية في غرفته لما يحتاجه فيها من أغراض وألعاب.
أولاً: مساحة واسعة وكافية
يختلف الأمر بحسب مساحة البيت والغرف المتوافرة، لكن بشكل عام من المهم إعطاء الطفل الغرف الأوسع مساحةً في المنزل. فغرفة الطفل ليست مجرد مكان للنوم بالنسبة إليه، كما بالنسبة إلى بقية الأفراد في غرفهم.
يجب ألا تنسى الأم أن طفلها يدرس في غرفته ويضع فيها كل كتبه وأغراضه ويلجأ إليها للعب واللهو، إضافةً إلى كونها مكاناً يرتاح وينام فيه.
أيضاً، عندما تكون مساحة الغرفة كبيرة نسبياً، لن تضطر الأم لتوزيع أغراض طفلها من كتب وألعاب وغيرها في كل أنحاء المنزل، بل يمكن أن تجمعها كلّها في غرفته.
ثانياً: مصدر للأفكار المتنوعة
مع بلوغ الطفل عامه الثالث ووصوله إلى المرحلة التي يدخل فيها إلى المدرسة، يكون قد أصبح متمتعاً بكامل الاستقلالية في اللعب وتتحوّل الغرفة إلى زاوية خاصة به للهو والتسلية بعيداً عن الباقين.
لذلك من المهم أن تشكل غرفة الطفل مكاناً واسعاً يطلق فيه العنان لمخيلته في اللعب مما ينمّي قدراته الفكرية أكثر ويجعله أكثر استقلالية في اللعب في المدرسة وأكثر انفتاحاً من حيث الأفكار والقدرات.
ومن المهم تخصيص مساحة كافية في الغرفة للPuzzle الكبير الحجم الذي ينمّي قدرات الطفل الفكرية، وللسيارات والأحصنة وغيرها من الألعاب التي تحتاج إلى مساحة ويستمتع الطفل باللعب فيها كونها تشكل له مجالاً جديداً للمغامرة واللهو بأقل نشاط بدني ممكن.
ثالثاً: مساحة خاصة للدراسة
من الشروط الأساسية في تصميم غرفة الطفل تخصيص مكان للدرس مما يزيده تركيزاً وجدية في عمله. في هذا المكان تحديداً يشعر الطفل بالراحة النفسية خلال وقت دراسته، وفيه يوضع مكتب خاص للدراسة ولوح للرسم مع إضاءة مناسبة للعمل.
فمن البديهي وضع مكتب خاص للدراسة في غرفة الطفل بحيث لا يضطر إلى استخدام أماكن غير معدّة لهذه الغاية كالسرير أو طاولة المطبخ أو غيرهما.
إذ يحتاج كل طفل إلى مكان خاص ملائم للدراسة مما يجعله أكثر استعداداً وحماسة. كما أنه بهذه الطريقة، يحفظ أغراضه من كتب ودفاتر في الموضع نفسه.
رابعاً: رفوف للكتب
يجب ألا ننسى أهمية الرفوف المخصصة للكتب والتي لها في الوقت نفسه قيمة معنوية كونها تزيد من أهمية الكتب في نظر الطفل. فبدلاً من تكديس الكتب في هذا المكان أو ذاك، من الأفضل وضعها بشكل مرتب على الرفوف المخصصة لهذه الغاية.
مع الإشارة إلى أنه يمكن وضع هذه الرفوف بشكل يمكن فيه التحكم بارتفاعها فتكون قابلة للتغيير حسب طول الطفل حتى نتيح له استخدامها.
لذلك، يجب أن يكون قادراً على الوصول إلى كل الأغراض الموجودة في غرفته على مختلف الرفوف وغيرها. ومن الأفضل وضع رفوف بمستويات مختلفة حسب أحجام الكتب ونوعها.
خامساً: شمّاعة معطف
يحتاج الطفل إلى شمّاعة (تعليقة) مميزة للمعطف أو السترة التي يرتديها والتي سيخلعها عند عودته من المدرسة. كذلك يحتاج إلى أخرى عند مدخل الغرفة يعلّق فيها حقيبة المدرسة بدلاً من أن يرميها أرضاً.
سادساً: غرفة صحيّة وآمنة
من الضروري تأمين المحيط الصحي للطفل في غرفته لتجنب كل الأمراض التي يمكن أن يلتقطها بسبب الغبار والجراثيم والعثّ.
يمكن حماية الطفل من الحساسية بتأمين المحيط الصحي له سواء في الأرض بتجنّب السجاد أو في الستائر أو غيرها. لذلك، الأفضل أن تكون أرض الغرفة من الخشب السهل التنظيف.
كذلك، يجب أن تكون كل الأكسسوارات والأغراض الخاصة بتزيين غرفة الطفل سهلة التنظيف. من جهة أخرى، الأمان في الغرفة مسألة جوهرية لا يمكن التهاون بها.
لذا، يجب الحرص على أسس الأمان وشروطه من حيث مفاتيح الكهرباء والنوافذ والأبواب أياً كانت سن الطفل.
سابعاً: مساحة كافية لترتيب الأغراض
تجتمع في غرفة الطفل كمية هائلة من الأغراض والالعاب مما يتطلب تخصيص مكان لتوضيبها. وينبغي أن تكون الصناديق أو الخزائن أو الأدراج المخصصة لهذه الغاية سهلة الفتح والإقفال بالنسبة إلى الطفل.
ثامناً: جدران موحّدة اللون
من الأفضل أن يكون لون جدران غرفة الطفل موحداً وبسيطاً لأن كثرة الألوان تربكه، كذلك بالنسبة إلى النقوش المتعددة وورق الجدران المخطّط.
فكلّها تزعج نظر الطفل وتؤثّر سلباً في نفسيته. الجدران الموحّدة اللون هي الفضلى له ليكون بأفضل حال، سواء عندما يدرس أو عندما يرتاح. يمكن تزيين الغرفة بالألعاب والألوان والأثاث المبتكر لجعلها أكثر حيوية.
كما يمكن كسر الروتين في ديكور الغرفة بأغطية السرير ذات الألوان الفرحة والنقوش المفعمة بالحيوية والتي يمكن تغييرها سنوياً مع الوسادات الملائمة دون كلفة كبيرة، مما يضفي على الغرفة أجواء من التجدد.
تاسعاً: الإضاءة المناسبة لنظره ولراحته
يجب أن تكون إنارة الغرفة قابلة للتعديل بواسطة الأزرار المخصّصة لذلك، حسب حاجات الطفل. ففي أوقات دراسته يجب أن تكون الإضاءة كافية ومناسبة لنظره.
أما في المساء فيجب أن تكون خافتة أكثر لتهدئته استعداداً لوقت النوم، بهذه الطريقة تلائم الإنارة كل عمل سيقوم به. أيضاً، من الأفضل وضع مصباح إضافي على مكتب الدراسة ليقرأ ويكتب بسهولة أكبر.
عاشراً:السرير أولاً وأخيراً
يشكّل السرير قطعة الأثاث الأساسية في الغرفة وله أهمية كبرى للطفل. لذلك من الضروري أن يكون عملياً بحيث يسهل على طفلك النزول منه ليلاً لدخول الحمام ولا يضطر إلى صعود سلالم ليصل إليه.
كذلك، إذا كان طفلك يبلل سريره ليلاً، يجب أن يكون سهلاً لك أن تبدلي الأغطية عند الحاجة بناءً على موقع السرير في الغرفة وطريقة تنفيذه.
مبادئ جوهرية لتلميذ مجتهد
● ضعي طفلك في موقع القائد: يعمد كثر إلى وضع مكتب الطفل في مواجهة الحائط، هذا من الأخطاء الشائعة لأن الحائط يشكل حاجزاً له. لذلك، يجب وضع المكتب في مواجهة الباب ليشعر بمزيد من الحرية والارتياح.
● علقي على الجدران خرائط وصوراً جميلة تحفّزه على الدراسة وتزيد حشريته وحب الاطّلاع لديه، وتجنبي الصور المخيفة مهما كانت رائجة.
● استغني عن التلفزيون في غرفة الأطفال: من المؤسف أن كثراً من الأهل يضعون جهاز تلفزيون في غرفة أطفالهم وهذه من الأخطاء الفادحة التي يمكن القيام بها لأنها تخفّف قابلية الطفل للدراسة والراحة.
لذلك، إذا لم تكوني راضية عن نتائج طفلك في المدرسة وأنت تضعين له التلفزيون في غرفته، اسألي نفسك أيهما أهم دراسته أم التلفزيون؟
● خصّصي مساحة معينة في الغرفة للكتب وأغراض المدرسة: إذ يجب أن يجد الطفل مكاناً خاصاً يضع فيه كتبه وأغراضه عند عودته من المدرسة.
فعندما تفعلين ذلك يشعر طفلك بأهمية الكتب ويعطيها مزيداً من الأهمية. وإلا فستجدين أنه يرمي كتبه في أي مكان ويمزّقها دون أي عناية وحرص.
● خصّصي زاوية خاصة في الغرفة لمكافاة طفلك فيها بعد الدراسة. هذا ما سيشجعه أكثر على المثابرة للحصول على أفضل النتائج.
● حاولي التجديد في الزاوية المخصصة للدراسة قبل بداية العام الدراسي: بهذه الخطوة تشجعين طفلك على بدء العام الدراسي بحماسة. يمكنك أن تضفي لمسة بسيطة جديدة تشعره بالتجدد والاندفاع.
كتابة: كارين اليان ضاهر
والنصائك كتيييييييييير منيحه ومفيده