1-نجاح الزواج يحتاج إلى توافق بين الزوجين في طريقة التفكير.
2- العلاقة الزوجية الرائعة هي علاقة تملؤها الرومانسية والعواطف الجياشة.
3- العلاقة الزوجية الرائعة هي العلاقة التي يحل فيها الزوجان كل المشاكل العالقة بينهما.
4- زواج ناجح يقتضي أن تكون لدى الزوجين هويات واهتمامات مشتركة.
5- نجاح العلاقة الزوجية يتوقف على الطرف الآخر.
يعتقد كثير من الناس أن هذه النظريات الخمس هي من شروط نجاح العلاقة الزوجية وسيتفاجأ القارئ الكريم إذا قلت له : إن هذه النظريات خاطئة وإن الاقتناع بها قد أدى إلى هدم الكثير من العلاقات الزوجية وسأبين ذلك في السطور القادمة.
1- نجاح الزواج يحتاج إلى التوافق بين الزوجين في طريقة التفكير.
يعيش عدنان ومها قصة زواج ناجحة منذ أربعين عاماً. منذ فترة الخطوبة وعدنان يرى أن الأكل في المطاعم أمر مبهج وتجربة ممتعة في حين أن مها لاتحب المطاعم ولاتروق لها فكرة الأكل بين الناس, اليوم وبعد أربعين عاماً لا يزال كل من عدنان ومها على موقفهما من المطاعم، ومع ذلك لا يزال كل منهما يحب الآخر ويعجب به ويحترمه.
يعتقد كثير من الناس أنك كلما استطعت أن ترى الأمور بالطريقة التي يراها بها شريكك ستكون فرصتك في إقامة علاقة ناجحة معه أكبر، لكن الدراسات التي أجراها عالم النفس الأمريكي غراو لا تؤيد هذا الاعتقاد فقد وجد الكثير من قصص الزواج الناجحة التي يوجد فيها اختلاف بين الزوجين في طريقة النظر إلى كثير من الأمور لكنه لاحظ أن هؤلاء الازواج يتقبلون هذا الاختلاف، ولا يسمحون له أن يؤثر على حبهم واحترامهم للطرف الآخر.
إن هناك كثيراً من الفوارق التي تعود إلى اسباب وراثية ونفسية وتربوية تجعل الناس مختلفين، وعندما يدرك الزوجان هذه الفوارق سينظران إلى الاختلاف بينهما على انه أمر طبيعي وليس خللاً يجب إصلاحه، وسيجعلان منه مصدراً لإغناء شخصية كل واحد منهما بدل أن يكون مصدراً للصراع بينهما.
عندما نبحث عن شريك حياتنا فإننا نبحث عن شخص يغني تجربتنا في الحياة ويرينا الأمور من زاوية تختلف عن الزاوية التي نرى الأمور منها، أما الاقتران بشخص يماثلنا ويعكس شخصياتنا وكأننا ننظر إلى أنفسنا في المرآة فهو أمر ممل يسلب الحياة الزوجية صفة التنوع والتكامل، ويملؤها بالبرودة والجمود.
لا اقصد طبعاً ان الاختلاف ب
ين الزوجين هو أمر يمكن تجاوزه دائماً، فلا شك أن هناك مبادئ أساسية لدى كل من الزوجين يجب ان يتفقا عليها منذ البداية، وإلا استحالت الشراكة بينهما، كما أنني لا أقصد أن توافق الزوجين في بعض طرائق التفكير هو أمر سلبي، الذي أقصده هنا هو أن الاختلاف بين الزوجين في النظر إلى بعض الأمور ليس مشكلة بحد ذاته، وإنما المشكلة في طريقة التعامل مع هذا الاختلاف، فالأزواج الذين ليس لديهم نصيبٌ وافر من الذكاء العاطفي يجعلون من الاختلاف مصدراً للنزاع وسبباً لهدم جسور الحب والاحترام بينهما، أما الأزواج الأذكياء عاطفياً فيجعلونه فرصة ليظهر كل منهما مدى حبه واحترامه للطرف الآخر، وكيف أن هذا الحب والاحترام أكبر وأعظم من أن يمسه الاختلاف بينهما بسوء، وهكذا يصبح الاختلاف سبباً لتقوية العلاقة بينهما!
مواضيعك رائعه