تقول سيدةٌ ثلاثينيةٌ، أن زوجها يلجأ أحياناً إلى استخدام أسلوبٍ هجوميٍّ في طرح المشكلة، وترى أنه حتى وإن كان على حقٍ، فإنه لن يحصل على النتيجة التي يتوقعها لأن طريقته في التواصل ليست فعّالةً. فأحياناً تضطرها هذه الطريقة الهجومية إلى الدفاع عن نفسها بطريقةٍ هجوميةٍ أيضاً، لتدرأ عن نفسها الإتهامات التي يوجهها زوجها إليها، بينما تصمت وتنطوي على نفسها أحياناً أخرى.. وفي كلا الحالتين تبقى المشكلة بلا حلٍّ، أو تُطرح للحل بطريقةٍ عصبيةٍ.
الأعمال المنزلية ورعاية الأولاد
وأما زوجها فيقول، تستخدم زوجتي كلماتٍ تدل على المطلق مثل: دائماً وأبداً، كأن تقول، أنت لا تساعدني أبداً في أعمال البيت، وتذهب دائماً مع أصدقائك وتتركني لأغرق وحدي في الأعمال المنزلية ورعاية الأولاد. معتبراً أن ذلك الكلام يودي بأي مناقشةٍ معقولةٍ إلى مهدها، الأمر الذي يدفعه للدفاع عن نفسه كونه يرى أن زوجته تبالغ، فيبدأ بذكر مواقفه مع زوجته في أعمال البيت، فتتحول المناقشة بحد وصفه إلى جدلٍ عقيمٍ ومهاترةٍ "أنت قلت، وأنا قلت" و "أنا فعلت، وأنت فعلت" وتضيع في خضم ذلك الحلول والحقائق
تحمُل الإهانات والشتائم
تقول هذه السيدة، لا أستطيع تحمُل الإهانات والشتائم التي يوجهها لي زوجي، وكم يحرجني سماع الجيران لصوته العالي مهدداً ومتوعداً، أحس أحياناً بأنه يعتقد بأن الرجولة وقيادة الأسرة تُتحقق له بالصوت العالي وتوجيه الإهانات، وهذا ليس صحيحاً أبداً، فأسلوب العداء والتخويف والتقليل من شأن الزوجة لن يجعلها تمتثل لما يريده الزوج، ولا يؤدي إلا إلى مزيدٍ من الغضب والإستياء منه ومن أسلوبه في التعامل، فمن الصعب الإستمرار في علاقةٍ مع شخصٍ يسيء لي عاطفياً ولفظياً، وقد لا أجد الشجاعة لأقول له أنت أحمق، ولكنه كذلك بالفعل!.
الأسلوب الهجومي والدفاعي
أما الزوج فيقول: أكره أسلوب التهديد الذي تستعمله زوجتي في حديثها فهي لا تطلب مني شيئاً إلا وتقرن طلبها بكلمةٍ و"إلا"، فهي تريدني أن أرسلها لزيارة أهلها وإلا، وتريد أن اشتري أغراض البيت وإلا، إنها تعتقد بأنني سأرضخ لها عندما تستعمل هذه اللهجة في الكلام، وسأفعل ما تريده بسرعةٍ، وأتساءل دائماً ماذا ستفعل إذا لم أحقق طلبها؟! فهي بحسب زوجها، لا تعلم أن قلةً قليلةً من الناس تستجيب للتهديد، والأكثرية تفعل عكس ذلك تماماً. برأيكم، كيف يكون الحوار ناجحاً بين الزوجين؟ ما الذي يعمل على إنجاح الحوار بين الزوجين؟ ومن أو ما الذي يكون سبباً في فشله؟ هل تعتقدون بأن حديث هذين الزوجين، لا يدل على الحب بينهما؟ هل تعتقدون بأن الأسلوب الهجومي والدفاعي أيضاً يحقق نتيجةً إيجابيةً للحوار؟ إن أفضل وسيلة لإنجاح الحوار وبقاء الحب وإدامة التفاهم هي الهدوء والتروّي في الحديث، وإعطاء الطرف الآخر المجال للحديث والتعبير عن مشاعره.
يعطيك العافية
اهلا