فما هو الغضب؟
جاء في لسان العرب لابن منظور: الغضب نقيض الرضا، وقال ابن عرفة: الغضب من المخلوقين، شيء يداخل قلوبهم، ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحق، والمحمود ما كان في جانب الدين والحق.
وماذا يحدث في لحظات الغضب؟
من آثار الغضب السيئة أنه يصيب المرء بالضيق والاضطراب في الانفعال والكلام. فيرتفع الصوت وتلاحق الأنفاس، ويفقد الإنسان سيطرته الكاملة على جوارحه وتصرفاته، فينطلق السان بإطلاق الشتائم والسباب، أو بالتهجم على من أغضبه، وهذا سلوك غير محب أن يسلكه المسلم أو يتحلى به.
وغالباً عندما يهدأ الإنسان ويعود إلى رشده ويسكت عنه الغضب؛ فإنه يندم على ما فعله وهو غاضب. ولهذا أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بألا نغضب مهما حدث، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:" أوصني! قال: "لا تغضب" فردد مرارا قال: "لا تغضب" رواه البخاري.
ولماذا ترتفع نبرة الغضب لدى الفتاة؟
قوة الانفعالات، والتي منها ارتفاع حدة الغضب لدى الفتاة تعد من السمات المميزة لمرحلة المراهقة، ويرجع ذلك إلى إحساس المراهقة بأنها قد أصبحت امرأة ناضجة لها شخصيتها المستقلة، وآراؤها التي يجب أن تحترم؛ ومع كثرة الاحتكاك بمن حولها خاصةً أفراد الأسرة أو مجموعة الصديقات، قد تفهم الفتاة بعض تصرفاتهم على أنها تدخل في شؤونها أو تعدي على خصوصياتها! وهو الأمر الذي لا تقبله، مما يثير حفيظتها ويستدعي غضبها.
ابنتي..يا زهرة الإسلام .. !
لعلك تهمسين .. وما ذنبي؟ لقد كبرت فوجدت نفسي هكذا سريعة الغضب وشديدة الانفعال والطباع لا تتغير فلتقبلوني هكذا .. !
وأقول لكِ: إذا كان البعض من علماء النفس والفلاسفة مثل " كانت، وشوبنهور" يرون أن الطباع والأخلاق "جبِلّية" يعني لا تتغير ولا يمكن تعديلها أو تحسينها، فإن ديننا الحنيف جاء منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ليثبت عكس ذلك، فالأخلاق في الإسلام "كَسبِيّة" أو مكتسبة، بمعنى أنه من الممكن تعديلها إلى الأحسن، واكتساب الجيد منها لتتحلى به النفس المؤمنة.
فالأخلاق من حيث الجملة يمكن تقويمها وتعديلها، كما يمكن اكتساب الجيد منها والتخلي عن رديئها، وأكبر دليل على ذلك أن الله تعالى أمرنا بالتخلق بالأخلاق الحسنة والتخلي عن الأخلاق السيئة، فلو لم يكن ذلك ممكناً لما ورد به الشرع حيث "لا تكليف إلا بمقدور".
إذن كل إنسان لديه القدرة والأهلية على التحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن أضدادها، قال تعالى:" ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها" سورة الشمس
أخيرا..تذكري أن:
مشاعرك التي تحسين بها ..والتي ربما أزعجتك أحيانا، وقد لا تحبين أن يطلع عليها أحد..مثل صورة الغضب، كلها من نعم الله تعالى عليك..لأن منها ما أصابك ليعلمك شيئاً جديداً، ومنها ما يدفعك للأفضل ..ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟
اعزرني على الخطأ الاملائي