تفسير سورة الزمر
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4
(تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ * لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )
القرآن العظيم منزل من عند الله القوى منيع الجانب الحكيم فى أقواله وأفعاله وأقداره
فاعبد الله وحده لا شريك معه وأخلص له العبادة
ولا يقبل الله من الأعمال إلا ما خلص منها له وحده
هؤلاء الكفار يقولون عن الأصنام ليشفعوا لهم عند الله فهم يعتبرونها صور للملائكة المقربة من الله ويقولون أنها تقربنا من الله لمنزلتها عنده
وهذا كذب وافتراء على الملائكة وكذب على الله والجميع عبيد لله وحده خاضعين له
والله يحكم يوم القيامة بين العبادفيما اختلفوا فيه
والله لا يرشد من ضل فى الدنيا وتعمد الكذب
ويرد الله على اليهود والنصارى ويقول بأنه واحد أحد وليس له ولد
ولو أراد اتخاذ الولد لأختار أصفاهم وليس ما يزعم الكفار
فتنزه الله عن اتخاذ الولد وهو الواحد الأحد القاهر فوق عباده عنى عمن سواه وذلت له الرقاب .
الآيات 5 ، 6
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )
يخبر الله تعالى أنه خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهن وأنه يقلب الليل والنهار وسخرهما يجريان إلى أجل مسمى متعاقبين وسخر الشمس والقمر لمدة يعلمها حتى يوم القيامة
وهو عزيز قوى لا يغالب ومع ذلك فهو غفار لمن تاب وأصلح ورجع إليه
خلق الإنسان من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام بالرغم من اختلاف ألوان الناس وأجناسهم وأشكالهم ولغاتهم
وخلق من ضلع آدم حواء زوجة له
وخلق من الأنعام ثمانية أزواج ( من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين )
وقدر الناس فى بطون أمهاتها طورا بعد طور ( من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم إنسان متكامل من لحم وعظم ودم وعروق ثم نفخ فيه الروح )
وذلك فى ظلمات ثلاث هى ظلمة الرحم وظلمة المشيمة وظلمة البطن
فهذا الذى خلق كل ماسبق هو الله وحده لا شريك له
فإلى أين ينصرف الكفار والمشركين بالعبادة لغيره سبحانه
الآيات 7 ، 8
(إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )
يقول سبحانه أنه الغنى عن عباده ، ولا يحب ولا يأمر عباده بالكفر إنما يحب أن يشكر عباده حتى يزدهم من فضله
وكل نفس محاسبة عن ذاتها ولا يحمل أحد وزر الآخر
وإلى الله المرجع فلا تخفى عليه خافيةويخبر كل نفس بما عملت
وهذا هو الإنسان إذا أصابته مصيبة لجأ إلى الله ودعا وتضرع إليه ليستغيث به
ثم إذا كان فى رفاهية ونعمة نسى ما كان من ضيق ونسى ربه وكفر وجعل له الشركاء إلا من عصم الله
فقل لهؤلاء يا محمد تمتعوا فى الدنيا قليلا وسوف تلقون نتيجة عملكم يوم الحساب عندما تلقون فى النار .