سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذى يقول فى حديثه :
إلا بتوبة الله تبارك وتعالى عليه
لابد من الوقوف بين يدي الله فيه حيث لا مصير إلا إليه
بعنوانـــــــ : التدبر القرآني في آيات التوبة
وجعله في موازين حسناتك
مصلى المنتدى – تفسير وحفظ القران – ادعية و اذكار
لابد من الوقوف بين يدي الله فيه حيث لا مصير إلا إليه
وجعله في موازين حسناتك
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 3
( الر * كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد *اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيد* الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ )
الر : الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل
هذا الكتاب ( القرآن ) أنزلناه من عند الله إليك يا محمد لتخرج الناس من ظلمات الجهل والبغى إلى نور الهداية والإيمان والرشد وذلك بإذن الله ربهم ليهديهم إلى طريق الله العزيز الذى يغلب ولا يمانع القاهر المحمود فى أفعاله وأوامره
الله الذى له سلطان السماء والأرض وكل ما فيهما خاضع له
ويوم القيامة العذاب الشديد لمن كفر به
فهم يحبون الدنيا أكثر من الآخرة ويمنعون الناس عن عبادة الله الحق واتباع الرسل
ويريدون أن يميلوا عن الطريق المستقيم إلى الضلال
وهؤلاء هم فى ضلال عظيم .
الآية 4
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
من لطف الله بعباده أنه يرسل الرسل بلغة قومهم ليفهموا وتقام عليهم الحجة
ويضل الله من يريد ويهدى من يريد فهو الحكيم فى أقواله وأفعاله وعزيز قوى لا يغالبه أحد .
الآية 5
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
يقول الله تعالى : فكما أرسلناك يا محمد بالقرآن لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بهدى القرآن سبق أن أرسلنا موسى لقومه بنى إسرائيل بالتوراة هدى ونور وتذكرة ودعوة الحق
وذكرهم بأيام الله : ذكرهم بالأيام التى أنعم الله فيها عليهم بأن نجاهم من فرعون وأغرق فرعون وأعوانه وأن فلق بهم البحر لينجيهم ويغرق أعداءهم وبأن ظلل عليهم الغمام وأنزل لهم المن والسلوى وغير ذلك من نعم الله عليهم
وكل هذا لعل الناس تعتبر وتشكر الله حق شكره وتصبر على البلاء .
الآيات 6 ـ 8
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ * يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ * و قَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ )
يذكر الله اليهود بقصتهم مع فرعون ومع نبيهم موسى ويكشف أسرارا كان لا يعرفها إلا أحبارهم
وهى " كان موسى ومن آمن معه يعانون العذاب من فرعون الذى قال له أحد الكهنة أن نهاية ملكه على يد غلام يزلد من بنى إسرائيل
فكان فرعون يقتل الأولاد ويترك البنات ( يستحى بمعنى يترك ) وهذا يسبب بلاء أزمات خلقية للنساء بعدم الزواج وأزمات فى شعب كله من النساء ولا توجد الأيدى العاملة من الرجال للأعمال التى لا تصلح إلا للرجال ويتدمر المجتمع
وفى ذالكم بلاء من ربكم عظيم : ولله عليكم عظيم الإمتنان والنعمة بأن أنقذكم من ذلك ، وأنتم عاجزون عن آداء شكرها وإختبار من الله بهل ستؤدون شكرها لله أم لا ( مثل .. ونبلوكم بالشر والخير فتنة )
وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد : وقد علمكم الله أن لو شكرتم أن يزيدكم فضلا ولو كفرتم فإن الله عذابه مؤلم .
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن فى الأرض جميعا فإن الله لغنى حميد : وقال موسى لقومه لو كفرتم أنتم وجميع من على الأرض فلن تضروا الله شيئا وهو غنى عنكم حميد محمود .
الآية 9
.( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ )
لقد أخبر الله عن أخبار الأقوام السابقة من أمثال قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود ، وأقوام بعدهم الله وحده الذى يعلم أخبارهم لتكون عبرة للناس
جاءتهم رسلهم بالبينات فردّوا أيديهم فى أفواههم : لما جاءت رسلهم ليذكروهم بالله والإيمان وضعوا أصابعهم إلى أفواه الرسل يأمرونهم بالسكوت ويشيرون لهم بالتكذيب
وقالوا لهم أنهم لا يصدقونهم ولا يريدون اتباع ما جاؤا به وأنهم يشكون فيما يقولون شكا قويا .
( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ )
وتدور بين الكفار وبين رسلهم حوار متشابه فيقولون الرسل : ليس فى وجود الله شك ، فإن فطرة الله التى فطر الناس عليها توجب الإيمان بوجوده فهو خالق السموات والأرض وجميع الموجودات
فالله يدعوكم ليغفر لكم ذنوبكم يوم القيامة ويؤخر حسابكم إلى أجل يعلمه لتستغفروا وتتوبوا
فيقول المكذبون : أنتم بشر مثلنا وتريدون أن تتفضلوا علينا وأنتم كاذبون ما أنزل الله لكم من شئ ولم نجد معكم معجزة تثبت صدقكم ، إنما أنتم تريدون أن تمنعونا من عبادة ما عبد آباؤنا .
فتقول الرسل : نحن حقا بشر مثلكم ولكن الله منّ علينا بالنبوة والرسالة وليس لنا أن نأت لكم بمعجزات إلا بإذن الله ونحن نتوكل عليه فى كل أمورنا ويتوكل على الله المؤمنون به
وكيف لا نتوكل عليه وقد هدانا إلى الحق
فافعلوا ما شئتم وسنصبر على أذاكم لنا وعلى الله نتوكل ويتوكل من آمن به .
الآيات 13 ـ 17
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ * وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ )
يتوعد الكفار المرسلين بالأذى والطرد من أرضهم وإلا ليتركوا دعوتهم الحق ويرجعوا إلى الضلال فى ملة أقوامهم الكافرين .
فيوحى الله للمرسلين بأنه ناصرهم ومهلك المكذبين الظالمين ، وأن يملكهم أرضهم من بعد هلاكهم ، وهذا دائما لمن خاف الوقوف بين يدى الله وخاف وعيده وعذابه .
وتدعوا الرسل ( استفتحوا ) فينصرهم الله على من عداهم ويهلك الكافرين المعاندين المتجبرين .
وتنتظره جهنم من وراءه بالمرصاد ليلقى فيها ويسكنها خالدا يوم القيامة
سقياه فى جهنم من القيح والدم ومما يسيل من لحمه وجلده ، فلا يستسيغ طعمه فيضرب بمطارق من الحديد ليشربه قهرا ( يتجرعه )
ويشعر كـأنه يعانى الموت والألم فى جسده كله ويعانى أنواع العذاب من كل ناحية وما هو بميت ، ويتلقى العذاب من بعد العذاب الشديد .
( مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ )
يشبه الله تعالى عمل الكفار يوم القيامة وقد كانوا يظنون أنهم على حق وسيقبل الله منهم عمل خير فلا يقبله الله يوم القيامة شبهه الله برماد جاءت ريح شديدة فأطارت به ولا يقدرون على الإستفادة منه بشئ .
الآيات 19 ـ 20
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ )
يخبر سبحانه أنه إذا كان الله قد قدر على خلق السموات والأرض فهو قادر على أن يهلك الناس ويخلق غيرهم أفضل منه وهذا دليل على قدرته على إعادة المخلوقات بعد الموت يوم القيامة ، وليس ذلك بصعب على الله وقدرته .
الآية 21
( وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ )
وبرزوا : ويجتمع الناس جميعا صالحها وفاجرها فى أرض واسعة لا ستر فيها
فيقول الضعفاء لمن اتبعوا من عظماء القوم : نحن كنا نتبعكم ونطيعكم فيما أمرتونا به ، فهل لكم أن تنقذونا من عذاب الله اليوم ؟
يقول لهم المستكبرين : لو كان الله هدانا الطريق القويم لكنا هديناكم إليه ولكن نحن وأنتم على سواء ومهما جزعنا أو صبرنا فليس لنا من عذاب الله من منقذ ولا مخرج من النار .
الآيات 22 ـ 23
( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ )
وبعد أن قضى الله بين العباد وانتهى الأمر وأدخل أهل الجنة الجنة ، وأدخل أهل النار النار ، يقف إبليس خطيبا فى أهل النار ويقول لهم ليزيدهم حسة على ما صاروا إليه فيقول :
لقد وعدكم الله على ألسنة رسله بالوعد الحق والنجاة وأنا وعدتكم بالعزة فى المعصية ولكنكم اتبعتونى وتركتم طريق الهداية ولم أجبر منكم أحدا على طاعتى ولكنكم أطعتونى بإرادتكم فلا تلومونى وإنما لوموا أنفسكم
ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى : فلا أنا منقذكم ولا نافعكم اليوم ولا أنتم بمنقذوننى مما أنا فيه
فقد من قبل وجحدت أن أكون شريكا لله .
وأنتم ظلمتم بإعراضكم عن الحق واتبعتم الباطل والظالمين ليس لهم إلا العذاب المؤلم
أما المؤمنين فلهم الجنة فيها من أنهار الخير وأنواع النعيم ويسلم عليهم الملائكة ليحيونهم .
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار)
يضرب الله الأمثال للناس ليفهموا ويعقلوا ويتذكروا وعبرة
فيمثل الله الكلمة الطيبة بشجرة مثمرة ثابتة فى الأرض وتعلو فى السماء وتعطى ثمرها خيرا طيبا وهو حال المؤمن ترفع له أعماله الصالحة ليلا ونهارا .
ويمثل الكلمة السيئة وكلمة الكفر بشجرة سيئة أصولها فوق الأرض غير ثابتة تقطع من فوق الأرض لا تأت بثمر مثل شجر الحنظل ، والكافر لا يرفع له إلا أفعاله الضالة .
الآية 27
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء )
إذا سئل المسلم فى الدنيا وفى القبر ، فإنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أما الكافرين فيضلهم الله عند السؤال فلا يستطيعون إجابة
والله يفعل ما يريد .
الآيات 28 ـ 30
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ )
هؤلاء الكفار الذين بدلوا كلمات الله الحق قد أضلوا قومهم وأهلكوهم
ليس لهم استقرار إلا فى جهنم يصلون سعيرها
فقد جعلوا لله أندادا يعبدونها من دونه فأضلوهم عن الحق
قل لهم يا محمد أن مصيرهم هو جهنم .
الآية 31
( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ )
وقل يا محمد للمؤمنين يقيموا الصلاة بأن يؤدوا الصلاة فى أوقاتها وبحق اٌحسان فيها والخشية وتأدية مناسكها على وجهها
وينفقوا من أموالهم التى رزقهم الله فى السر وفى العلانية
من قبل أن يأت يوم القيامة أو يأتيهم الموت حيث لا تقبل نفقات ولا صداقات ولا شفاعات الأصدقاء ولو افتدى بملء الأرض ذهبا .
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
وتلك نعم الله على خلقه :
خلق السموات والأرض وسخر كل ما فيهما للإنسان
أنزل ماء المطر من السماء ليخرج الزروع بأنواعها والثمرات والمرعى للأنعام
سخر السفن تجرى فى البحر ليسهل التنقل بين أنحاء الأرض للإنتفاع والتجارة
وجعل الأنهار العذبة مسخرة للشرب والزراعة والإستخدامات النافعة
وجعل الشمس والقمر فى حركة دائمة متتابعة للدفء والإنارة والغذاء فضوء الشمس لازم لعملية البناء الضوئى ونمو النبات وبها فيتامين د وغيرها من المنافع
وجعل الليل للراحة والنهار للسعى لطلب الرزق
وأعطى الإنسان من كل خير سأله
ولو حاول الإنسان أن يعد نعم الله لا يمكن له إحصاءها
ولكن مع ذلك كله فهو يكفر بنعم الله أو بالله ذاته الشريفة ويظلم .
الآيات 35 ، 36
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو الله بعد أن بنى الكعبة وترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل فى مكة فإنه يدعو أن يجعل الله مكة آمنة من عبادة الأصنام ويطهرها من الكفار عبدة الأصنام ويدعو لنفسه ولأبناءه وذريته بأن يطهرهم من الشرك والأوثان
فقد أضل الكفار الكثيرين من الناس
ويقول من اتبعنى فهو منى ومن لم يتبعنى فى التوحيد فى عبادة الله فأنا برئ من فعله وعفوك ومغفرتك أوسع لهم .
الآية 37
( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )
يقول إبراهيم عليه السلام :
اللهم إنى اسكنت بعضا من ذريتى ( وهى زوجته هاجر وابنه إسماعيل ) فى وادى من مكة عند البيت الذى جعلته حراما ليتمكن الناس من إقامة الصلاة ، ليس عنده زرع ، فاجعل اللهم لهم فيه زروعا وثمارا واجعل نفوس الناس تستهوى وتحب أن تعيش فيه ليعمروه ويشكروا الله على ما رزقهم فيه .
بسم اللــــــــــــه الرحمن الرحيــــــم
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ *فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ *ولا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ *الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ *وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)
أرءيت : هل ترى يا محمد وتعرف
الذى يكذب بالميعاد والثواب والعقاب ( الدين )
هو الذى ( يدع ) : يقهر اليتيم ويظلمه
ولا ( يحض ) : لا يطعم المسكين ولا يحسن إليه
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون : يقصد المنافقين الذين يصلون فى العلانية ولا يصلون فى السر
قيل أنهم الذين يكسلون عن الصلاة فى موعدها ويخرجونها عن وقتها ، أو يتركونها وهم مكلفون بها
وقيل الذين يسهون عن الخشوع فيها وتأديتها على وجهها المأمور بها
الذين هم يراؤن الناس ولا يخشون الله
ويمنعون الماعون : يمنعون الزكاة ـ ويمنعون الإحسان إلى الخلق وإلى الرب فى العبادات
وقيل المقصود كل معاونة على الخير بمال أو منفعة
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )
يشير هنا الله إلى إنتهاء العمر الذى قضى لرسوله صلى الله عليه وسلم
وأنه بذلك قد انتهت الرسالة بنصر الله تعالى للمسلمين وبدأت الفتوحات الإسلامية وفتح مكة
ودخل الناس فى الدين الإسلامى وسلموا لله
ويأمر رسوله بالإكثار من الإستغفار والتسبيح لأن الله تواب رحيم استعدادا لملاقاة الله
فأكثروا مما أكثر من قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم
" سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه "
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
تمت بحمد الله تعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية1
(قدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )
قالت عائشة رضى الله عنها : الحمد لله الذى وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة إلى النبى صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا فى ناحية البيت ما أسمع ما تقول
فأنزل الله عز وجل ( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها ….)
سبحان الله الذى سمع المرأة التى كانت تشتكى زوجها إلى رسول الله وأنزل فى ذلك قرآنا
الآية 2
(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ )
الظهار مشتقة من الظهر
كان الرجل فى الجاهلية يقول لأمرأته إذا غضب منها أنت علىّكظهر أمى
وكان فى الجاهلية الظهار هو طلاق
ولكن فى الإسلام جعل الله للظهار كفارة ولم يجعله طلاقا
ويقول الله تعالى :
الذين يظاهرون من نسائهم ، هن ليسوا مثل أمهاتكم ولكن أمهاتكم هن الذين ولدنكم
فلا تصير المرأة مطلقة بهذا القول
وهذا يعتبر قول زور وباطلا ما أنزل الله به من خبر
والله يعفو عما كان بينكم فى الجاهلية ويغفر لكم بدخولكم الإسلام ويعفو عن اللغو بدون نية المتكلم
الآية 3 ، 4
(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
الذين يظاهرون ( ثم يعودون لما قالوا ) : قيل فيها قولان
1 ـ أن يمسك الرجل زوجته بعد الظهار زمنا ولا يطلقها
2 ـ أن يعود بعد الظهار للجماع أو ينوى عليه
وفى ذلك لا يحل أن يفعل ذلك إلا بعد أن يكفر عن يمينه
والكفارة هى : عتق رقبة من قبل أن يجامعها
( ذلك توعظون به ) : هذا زجر لكم حتى لا تعودوا لمثل ذلك
والله عليم خبير بما هو صالح لكم
ومن لم يجد لعتق الرقبة فعليه صيام شهرين متتابعين
ومن لم يستطع الصيام فعليه إطعام ستين مسكينا من أوسط ما يطعم أهله ويمكن جمع الستين فى وجبة واحدة
وقد شرع الله هذا لتؤمنوا بالله ورسوله وتطيعوه وهذه محارم الله فلا تتعدوها
والذين لم يلتزموا بها وكفروا بها لهم عذاب أليم من الله فى الدنيا والآخرة
الآيات 5 ـ 7
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ *يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
يحادون : يشاقون ويعاندون
كبتوا : لعنوا واخزوا وأهينوا
يقول تعالى : إن الذين شاقوا الله ورسوله وعاندوا شرعه أخزاهم الله ولعنهم كما فعل بمن مثلهم من قبل
وقد أوضحنا الآيات من قبل والكافرون المعاندون لهم العذاب المهين المخزى
ويوم القيامة يبعثهم الله جميعهم ويخبرهم بأعمالهم من خير وشر
فقد حفظه الله عليهم وهم نسوا ما فعلوا
والله يشهد على جميع أفعالهم لا يخفى عليه من شئ
إن الله يحيط بكل شئ فى السموات وفى الأرض ويسمع كل شئ ويرى
فما تحدث ثلاثة سرا إلا كان رابعا بينهم ولا أكثر من ذلك ولا أقل فإن الله يراهم ويسمعهم وهو قريب بينهم ويحيط بكل أفعالهم
والله ينبئهم بكل ما عملوا وقالوا يوم القيامة ويحاسبهم عليه
الآيات 8 ـ 10
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
يقول الله تعالى لنبيه محذرا من اليهود أنهم يتحدثون فيما بينهم بالذنب ويتواصون بمعصية الله ورسوله ومخالفته
وإذا دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلموا عليه ويقولون عليك السام ، وهذا القول يخالف السلام الذى حيا به الله رسوله والمؤمنون
( فالسام تعنى الموت )
فهم يحرفون الكلام ويقولون لو كان هذا رسول الله لكان عذبنا بما نقول فسيعذبهم الله فى نار جهنم تحيط بهم وبئس القرار
ثم يرشد الله عباده المؤمنين بأن تكون محادثاتهم فيما بينهم بالخير والتواصى بالحق وطاعة الله ورسوله وتقوى الله الذى إليه مرجعهم
ثم يحذر بأن لا يكونوا مثل الكفار من أهل الكتاب الذين يتناجون بمعصية الله واتبعوا الشيطان ليسوءهم ويضرهم ويريد أن يضر المؤمنين ولكنه لن يضرهم إلا بإذن الله
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
يؤدب الله عباده المؤمنين ويعلمهم السلوك الحسن فى التعامل مع بعضهم البعض فيقول :
إذا قيل لك اتسع فى المجلس عليك أن توسع
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا "
وإذا قيل انهضوا للقتال أو إلى عمل الخير فأطيعوا
وهذا ليس بنقص للحق ولكنه رفعة للدرجات عند الله ولا يضيع أعمالكم التى يعلمها الله ويجازى عليها
الآيات 12 ـ 13
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
يأمر الله المؤمنين بأن إذا أراد أحدهم أن يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدثه بأدب وتوقير وأن يتقدموا بالصدقات لتطهرهم ويكونون أهلا لهذه المناجاة
ثم يرخص فيمن لا يجد صدقة يتقدم بها لله بسبب فقره أن يستثنى من ذلك
ويقول أنتم خفتم من استمرار الأمر بالصدقات عند مناجاة الرسول ( لأن لم يعمل بالآية سوى على بن ابى طالب ) فنسخها وتاب على المؤمنين
وقال : التزموا بآداء الصلاة على وجهها ودفع الزكاة وطاعة الله ورسوله
والله يعلم أفعالكم جميعها .
الآيات 14 ـ 19
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ *لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ *اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
وهؤلاء المنافقين الذين تولوا الكفار سرا وهم فى حقيقة الأمر ليسوا مع المؤمنين وليسوا مع الكفار
وهؤلاء المنافقون يقسمون كذبا وهم يعلمون أنهم كاذبون
وهذا هو اليمين الغموس فإذا لقوا المؤمنين والرسول حلفوا أنهم مؤمنون وإذا لقوا الكفار حلفوا أنهم يناصروهم ويكذبون وهم يعلمون أنهم كاذبون
وهؤلاء أعد الله لهم العذاب الشديد المهين
فهم يقسمون بالكذب ليحموا أنفسهم وأموالهم من الكفار ومن المؤمنين ولكن لن تنفعهم أولادهم ولا أموالهم وهم فى النار والعذاب خالدين ولن يحموا أنفسهم من الله
ويوم القيامة حين يجمعهم الله وسيحلفون له أيضا كذبا كما كانوا يحلفون للمؤمنين ويظنون أنهم كانوا على الطريق السوى
ملك الشيطان قلوبهم ونسوا أن يذكروا الله ، فهم حزب الشيطانوليس لهم إلا الخسارة
الآيات 20 ـ 22
( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ *كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
هؤلاء الذين يعاندون الله ورسوله وينتهون عن الطاعة هم أشقياء مبعدون عن الصواب مطرودين من رحمة الله
لأن الله حكم بأن ترتفع كلمته فوق أعناق المنافقين والكافرين ويغلب أمره هو ورسله فهو عزيز قوى الجانب لا يقهر
والمؤمنون حقا لا يتوالون الذين شاقوا الله ورسله ولو كانوا أقربائهم أو أبنائهم
والذين لا يوادون الكفار هم الذين ثبت الله قلوبهم على الإيمان وزينهم بروح طيبة وعوضهم برضا الله عنهم وأرضاهم بنعيم فى الدنيا والآخرة
وهؤلاء هم حزب الله الفائز بالسعادة والنصر والجنة .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
يقسم الله بضياء الشمس والنهار الذى يملأ الكون بسببها
ويقسم بالليل الأقوى الذى يغشى الأرض ويضيؤها نور القمر
وبقوة الله فى بناء ورفع السموات
وعظمة الله فى خلق الأرض وما فيها
وسبحانه الذى سوى النفس مستقيمة على الفطرة
وهداها إلى الخير والشر
يقسم بذلك كله أن من زكى نفسة وطيبها فقد أفلح ومن أساءها وخبثها فقد خاب
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا *إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا *فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا *فكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا *وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا)
ويخبر سبحانه عن قوم ثمود مع نبيهم صالح الذين طلبوا منه ليصدقوه أن يخرج لهم ناقة عظيمة من الجبل ولما أخرجها بقوة من الله قال لهم لا تقتلوها ولكم يوم شرب ولها يوم فكذبوه وعقروا الناقة
فدمرهم الله وسوى بهم الأرض ولا يخاف الله من أحد ، وهذا للعبرة والموعظة .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .
الآيات 1 ـ 12
(الْحَاقَّةُ *مَا الْحَاقَّةُ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ *كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ *فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ *وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ *سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ *فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ *وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ *فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً *إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ *لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )
الحاقة : من أسماء يوم القيامة ومعناة يتحقق فيه الوعد بالجزاء والوعيد بالعقاب
وتكرارها معناه يال من عظمتها وشدتها على المكذبين
ثم يذكر سبحانه أمثلة لأقوام أهلكها بسبب تكذيبهم من قبل لتكون عبرة لمن له عقل
هؤلاء ثمود قوم صالح : أهلكهم بصيحة وزلزلة فجعلتهم صرعى
وعاد قوم هود : أهلكهم بريح شديدة باردة سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتالية نحسات ( حسوما ) فأصبح الناس مثل جزوع النخل مقطوعة الرأس بالية
ولم يعد لهم من باقيين
وهذا فرعون ومن يشبهه من الأقوام التى من قبله
و( المؤتفكات ) وهم الذين كذبوا بالرسل وهم قوم لوط ومدائنه
هؤلاء كذبوا جميعا وفعلوا الفواحش فأخذهم الله أخذة أليمة شديدة
وهؤلاء قوم نوح عندما أذوه وكذبوه دعا عليهم فارتفع الماء وعم الطوفان وغرقوا جميعا إلا نوح ومن اتبعه فى السفينة التى حملهم الله بها
وهذا كله لتعقله ( تعيها ) أذن تفهم ( واعية ) وتنتفع بما أرسل الله
الآيات 13 ـ 18
( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ *وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ *وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ *وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ *يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ )
وهنا أهوال يوم القيامة يخبرنا بها الله :
1 ـ النفخة الأولى تفزع المخلوقات
2 ـ النفخة التالية يصعق من فى السماء والأرض إلا من شاء الله
وتدك الجبال وتطيح الأرض وتبدل أرض بغيرها لقد قامت القيامة
3 ـ ثم النفخة التى تبعث من فى القبور وهى نفخة واحدة لا يخالف أمر الله شئ ولا تحتاج لتكرار فهى واحدة
وتنشق السماء وتفتح أبوابها
والملائكة فى أنحاء السماء
ويحمل عرش الرحمن ثمانية ملائكة أقوياء شداد
وتعرض الخلائق على الله وأعمالهم لا يخفى منها شئ سرا أو علانية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أذن لى أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش ، بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام "
أى سرعة طيرا يطير سبعمائة عام
وقيل ليس بثمانية ولكن ثمانية صفوف من الملائكة … والله أعلم
الآيات 19 ـ 24
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ *إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ *فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ *كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )
وتتطاير الصحف التى كتبت بها أعمال العباد
فمن تلقى كتابه سهلا بيمينه يسعد ويعلن من فرحته … اقرؤا كتابى لقد نجوت
كنت موقنا فى الدنيا بقدوم هذا اليوم
ويدخل الجنة ويكون راضيا سعيدا فيها
بها الفواكه القريبة يقطف منها كيف يشاء
ويقال لهم هنيئا بما فعلتم من خير فى الدنيا
ليتنا نكون سويا منهم … شدوا معى الخطوات فى التفسير وتعلم ديننا لنسعد
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ *يا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ *مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ *هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ *خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ *ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ *إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ *وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ *وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ *لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ )
ويا لحسرة هؤلاء :
من أخذ كتابه صعبا بشماله من وراء ظهره ، يقول ليتنى ما أخذته
ولم أعرف بما أحاسب
( ياليتها كانت القاضية ) وليتنى مت ولم أعد للحياة
لم يدفع عنى مالى
لم يعد لى مال ولا جاه
ويؤمر الملائكة الزبانية بأخذه من عنقه وتوضع فى رقبته الأغلال والقيود ويغمر فى الجحيم
ويدخل فى سلسلة طولها سبعون ذراعا من ذراع الملك يعلق بها ليشوى فى النار كالبهائم
فهو كذب بيوم القيامة ولم يؤمن بالله ولم يرعى حقوق العباد ولم يحسن إليهم
ويوم القيامة ليس له من قريب ( حميم ) ينجيه ولا شفيع يطاع
وليس له طعام إلا شر الطعام فى جهنم من الدم والصديد ( غسلين )
الآيات 38 ـ 43
(فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ )
ويقسم الله بما يشاهد من خلقه وما لا يشاهد إن كلا مه وحى نزل به جبريل وليس بكلام شعر من عند محمد ولا كاهن وإنما هو قول نزل من الله رب الخلائق أجمعين
الآيات 44 ـ 52
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )
ولو أن محمدا تقول بكلام على الله من عنده كما زعمتم أيها المكذبون لأنتقمنا منه بليمين ( التى هى أشد بطشا من اليسار ) ثم قطعنا منه العرق الآتى من القلب ( الوتين ) ولا يقدر أحدا منكم أن يحجز عنه
وهذا القرآن ليتذكر من له عقل
وبالرغم من هذا التبيان يعلم الله أن سيكون منكم مكذبين
ويكون التكذيب حسرة لمن كذب
وهذا خبر حق فسبح بحمد الله الذى أنزل القرآن العظيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .