التصنيفات
منتدى اسلامي

من الآداب الواجبة مع الله

من الآداب الواجبة مع الله

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة – الأحاديث رقم (136 – 139):

136- ( قولوا: ماشاء الله ثم شئت ، وقولوا: ورب الكعبة ) .
أخرجه الطحاوي , والحاكم , والبيهقي , وأحمد , من طريق المسعودي عن سعيد بن خالد عن عبدالله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت : ( إن حبراً جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : إنكم تشركون , تقولون : ما شاء الله وشئت , وتقولون : والكعبة , فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فذكره ) .
ولعبدالله بن يسار حديث آخر نحو هذا , وهو :
137- ( لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلَانٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ ) .
138- ( إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنُعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا قَالَ لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ ) .
وللحديث شاهد آخر من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرَاجِعُهُ في بعض الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
139- ( أجعلتني مع الله عدلاً [ وفي لفظ: نداً ] ؟ ! لا ، بل ما شاء الله وحده ) .
وفي هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره ( ما شاء الله وشئت ) : يعد شركاً في الشريعة , وهو من شرك الألفاظ , لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى , وسببه القرن بين المشيئتين , ومثل ذلك قول بعض العامة وأشباههم ممن يدعي العلم ( مالي غير الله وأنت ) و( وتوكلنا على الله وعليك ) , ومثله قول بعض المحاضرين : ( باسم الله والوطن ) , أو ( باسم الله والشعب ) , ونحو ذلك من الألفاظ الشركية التي يجب الانتهاء عنها والتوبة منها , أدباً مع الله تبارك وتعالى .
ولقد غفل عن هذا الأدب الكريم كثير من العامة , وغير قليل من الخاصة الذين يسوغون النطق بمثل هذه الشركيات , كمناداتهم غير الله في الشدائد , والاستنجاد بالأموات من الصالحين , والحلف بهم من دون الله تعالى , والإقسام بهم على الله عز وجل , فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب والسنة , فإنهم بدل أن يكونوا عوناً على إنكار المنكر , عادوا بالإنكار عليه , وقالوا : إن نية أولئك المنادين غير الله طيبة , وإنها الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث .
فيجهلون أويتجاهلون – إرضاء للعامة – أن النية الطيبة وإن وجدت عند المذكورين , فهي لا تجعل العمل السيئ صالحاً , وأن معنى الحديث المذكور إنما الأعمال الصالحة بالنيات الخالصة , لا أن الأعمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها , ذلك ما لا يقوله إلا جاهل أو مغرض , ألا ترى أن رجلاً لو صلى تجاه القبر , لكان ذلك منكراً من العمل , لمخالفته للأحاديث والآثار الواردة في النهي عن استقبال القبر بالصلاة , فهل يقول عاقل : إن الذي يعود إلى الاستقبال – بعد علمه بنهي الشرع عنه – إن نيته طيبة وعمله مشروع ؟ كلا ثم كلا , فكذلك هؤلاء الذي يستغيثون بغير الله تعالى , وينسونه تعالى في حالة هم أحوج ما يكونون فيها إلى عونه ومده , لا يعقل أن تكون نياتهم طيبة , فضلاً عن أن يكون عملهم صالحاً , وهم يصرون على هذا المنكر وهم يعلمون.




وفقك الله لما يحبه ويرضاه



خليجية



التصنيفات
منوعات

الآداب مع جناب الوهاب

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

وهو العزيز فلن يُرَام جَنَابه … أنَّى يُرَام جناب ذي السلطان

إنّ كُلّ خَير ، بل كُلّ حَرَكة وسَكَنة ، وكُلّ غَمْضَة عين وانتباهتها ، وكُلّ اخْتِلاجَة عرْق ، وكُلّ دَفْقَة دم ، وكلّ عافية وسِتْر ؛ هي مِن مِنَح الجليل تبارك وتعالى .
وإذا كان ذلك كذلك فإن الوهاب الْمُعْطِي الجبار أحقّ مِن تأدّب العَبْد مع جَنَابه .
وأبواب الأدب مع الله كثيرة
وإن مِن الأدب مع الله : الحياء مِنه سبحانه وتعالى .
ومِن الحياء مِن الله :
أن تستحي أن يَراك حيث نَهَاك
أو أن يفقِدك حيث أمَرَك .

فلا تمشي بك قَدَم إلى معصية ..
ولا يَتَأخَّر بك خَطْو إلى طاعة ..

لقد كان الرجل مِن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم يُحمَل ويُهادَى بين الرَّجُلين حتى يُقام في الصف ..

وضربوا أروع الأمثلة في الحياء مِن الله .
حَدَّث الإمام الزهري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يوما وهو يخطب : أيها الناس استحيوا مِن الله ، فوالله ما خَرَجْت لِحَاجَة منذ بَايَعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرِيد الغَائط إلاَّ وأنا مُقنع رأسي حَياء مِن الله .

والحياء مِن الله أن تستحيي مِن نَظَر الله إليك .. فتحفظ السَّمْع والبصر .. والبَطْن والرأس .. والفَرْج ..

قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : استحيوا من الله حق الحياء . قالوا : يا رسول الله إنا نَستحيي والحمد لله . قال : ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تَحْفَظ الرأس وما وَعَى ، والبَطْن ومَا حَوى ، ولتذكر الموت والْبِلَى ، ومن أراد الآخرة تَرَك زينة الدنيا ؛ فمن فعل ذلك فقد استحيا مِن الله حق الحياء . رواه الإمام أحمد والترمذي . وحسنه الألباني .
ورجّح الذهبي وقْف الحديث .

وقال عليه الصلاة والسلام : اسْتَحْيُوا مِن الله ، فإن الله لا يستحي مِن الحق ، لا تَأتوا النساء في أدْبارهن . رواه النسائي في الكبرى .

والحياء مِن الله إذا وُقِف الإنسان بين يديه وسأله عن أعماله .

كما قيل :

يا حَسرة العاصِين يوم مَعادهم *** ولو أنهم سِيقُوا إلى الجناتِ
لو لم يكن إلاَّ الحياء من الذي ***سَتَر الذنوب لأكْثَروا الحسراتِ

قال ابن الجوزي : يا عظيم الجرأة يا كثير الانبساط ، ما تخاف عواقب هذا الإفراط ؟ يا مؤثر الفَاني على الباقي غَلْطة لا كالأغلاط ، ألَكَ صبر يُقاوم ألَم السِّياط ؟ ألَكَ قَدم يَصلح للمَشي على الصراط ؟ أيُعْجِبك لباس الصحة ؟ كلاّ وثَوب البلاء يُخَاط . اهـ .

والحياء مِن الله ومِن خَلْقه مفتاح كل خير ..
قال عليه الصلاة والسلام : الحياء لا يأتي إلاَّ بِخَيْر . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحياء خَير كُله . قال : أو قال : الحياء كُله خَير .
وحِين مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الإِيمَانِ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : مَرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رَجُل وهو يُعَاتِب أخَاه في الْحَياء يقول : إنك لتستحيي ، حتى كأنه يقول : قد أضَرّ بِك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دَعْه ، فإن الحياء من الإيمان .

قال ابن حبان : الحياء مِن الإيمان ، والمؤمن في الجنة . اهـ .
وذلك لأن الحيي يستحيي مِن نَظَر الله إليه .
وكان بعضُ السَّلف يقول : أتراك تَرْحَم مَنْ لم تقرَّ عينيه بمعصيتك حتَّى عَلِم أنْ لا عَين تراه غيرك؟
وكان وهيبُ بن الورد يقول : خَفِ الله على قَدْر قُدْرته عليك ، واستحي منه على قَدْر قُربه منك .
وقال بعضُهم : ابنَ آدم إنْ كنتَ حيث رَكبتَ المعصية لم تَصْفُ لك مِن عينٍ ناظرةٍ إليك ، فلما خلوتَ بالله وحده صَفَتْ لك معصيتُهُ ، ولم تستحي منه حياءك من بعض خلقه ، ما أنت إلاَّ أحدُ رجلين : إنْ كنت ظننتَ أنَّه لا يراك ، فقد كَفَرتَ ، وإنْ كنت عَلِمْتَ أنَّه يراك فلم يمنعك منه ما منعك مِن أضعف خلقه لقد اجْتَرَأتَ عليه . نقله ابن رجب .

وقال ابن القيم عن الحياء : هو أصْل كُلّ خَير ، وذَهابه ذَهَاب الْخَير أجْمَعه . اهـ .

وصَدَق رحمه الله فقد قال عليه الصلاة والسلام : الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما . وصححه الألباني .

17/ رمضان / 1443 هـ




التصنيفات
منوعات

سلسله الآداب الاسلامية

سلسله من الاداب الاسلاميه في حياتنا اليوميه سواء اهتممنا بها او اهملناها بدون قصد هي التي اوصي و سار عليها رسول الله عليه الصلاة و السلام فديننا الاسلامي لم يترك شيئا الا و اراد ان يجعله طاعه لله و رحمه لعبيده أجمعين اتمني من الجميع تطبيق ما جاء بالسنه قدر المستطاع و نحن ذاهبون لايام عظيمه لشهر عظيم اعادنا الله و اياكم خيره كله و باسم الله نبدأ.

(اضغط علي عنوان السلسله للذهاب للموضوع الرئيسي)

آداب الدعوة

آداب الرياضة

آداب المزاح

آداب معاملة الحيوان

آداب اللباس

آداب الطعام والشراب

آداب الذكر

آداب العمل

آداب الدعاء

الأدب مع الوالدين

آداب العالم والمتعلم

اداب زيارة المريض

آداب السلام

آداب النزهـات

داب التجارة

آداب تتعلق بالبيت المسلم

أداب الخلاف فى الرأى بين المسلمين

آداب مجالس المسلمين

آداب الزيارة

آداب الكلام

آداب المسلم في الموت من السنة

داب ما يفعله المسلم إذا غضب

آداب الطريق

اداب صلاة الجمعة

آداب قضاء الحاجة

آداب الصداقة والصديق

اداب المساجد

اداب السفر

المصدر :دى فى دى 6 عرب
__________________




التصنيفات
منوعات

تربية الأولاد على الآداب الشرعية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين .

اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

تربية الأولاد على الآداب الشرعية

عبد الرحمن بن عايد العايد

أولاً: أهميةُ الموضوع:
التربيةُ عملٌ شاق، وجهدٍ يحتاجُ إلى وقت، وهي مهمةٌ ليست جديدة، وهي عملٌ فاضل. وتبرزُ أهميةُ الكلام في هذا الموضوع في النقاط التالية:

1- الاقتداءُ بالرسول- صلى الله عليه وسلم – والصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح في تربية أتباعهم، وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأتباعهم يتمُ التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.

2- الوضعُ الحالي للأمة: فالناظرُ لواقعِ الأمة يجدُ وضعاً سيئاً لم يمر عليها طوالَ الأزمنةِ المتقدمة، لقد أوشكت أن تعدم كثيرٌ من المبادئِ الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية، وبالتربية يمكنُ معالجةُ هذا الوضع.

3- بالتربية يتمُ إيجادُ الحصانة الذاتية لدى الولد، فلا يتأثرُ بما يقابلهُ من شهوات وشبهات؛ لأنَّها تقوى مراقبته لله فلا ينتهك حرمات الله إذا خلا بها، ولا يتأثرُ بالشهوات التي تزينت في هذا العصر تزيناً عظيماً فأصبحت تأتي للمسل ولو لم يأتها، ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله.

4- التربيةُ مهمة لتحمل الشدائد والمصائب، والفتن التي قد يواجهها الولد في مستقبل حياته.

5- التربية تهيئ الولد للقيام بدوره المنوط به؛ دوره لنفع نفسه ونفع مجتمعه وأمته.

6- تتبين أهميةُ التربيةِ من خلالِ وجودِ الحملةِ الشرسة، لإفسادِ المجتمعِ من قبل أعداء الإسلام، فوجودُ هذه الحملة لابد أن يُقابل بتربيةٍ للأولادِ حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم.

7- التربيةُ تحققُ الأمنَ الفكري للولدِ، فتبعدهُ عن الغلو، وتحميهِ من الأفكارِ المضادةِ للإسلام، كالعلمانية وغيرها.

8- التربيةُ مهمةٌ لتقصيرِ المؤسساتِ التربويةِ الأخرى، في أداء وظيفتها التربويةِ كالمدرسة والمسجد.

9- إن وُجود بعضُ الأمراضِ التي انتشرت في الأمةِ سببهُ التقصيرُ في التربية أو إهمالها، فالسفورُ والتبرجُ والمخدرات والمعاكسات وغيرها انتشرت بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها.

10- التربيةُ وسيلةٌ للوصل بالولد إلى المُثل العليا، كالإيثار والصبر وحبِّ الخير للآخرين.

ثانياً: مفهومُ التربية:
تنشئةُ المسلمِ وإعدادهُ إعداداً كاملا ًمن جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام، وإن شئتَ قُل: هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع على وفقِ شرع الله.

ثالثاً: جوانبُ التربية:
للتربيةِ جوانب مختلفة، فُهناك التربيةُ الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربيةُ الاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها.

أي لابد أن نفهمَ أنَّ التربيةَ ليست قاصرةً على تربية الجسم فقط، وليست قاصرةً على تعريفِ الولدِ بعض الأخلاقِ والآداب فقط، بل هي أوسعُ وأشمل من هذا.

رابعاً: المؤسساتُ التربوية:
التربيةُ ليست قاصرةً على الوالدين فقط، فهناك إلى جانبِ الأُسرةِ المدرسة، وهُناك المسجدُ، وهُناك التجمعاتُ الشبابيةِ سواءً صالحةً أم غيرَ صالحة، وهُناك وسائلُ الإعلام وغيرها، فكلُّ هذه المذكوراتِ يشارك في عملية التربية.

خامساً: الحثُّ على تربيةِ الأولاد:
لقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأولاد، ومحاولة وقايتهم من النارِ فقال – تعالى -: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً))، وقال – تعالى -: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)) وقال – عز وجل -: ((يُوصِيكُمُ الَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ)).

. ومدح عبادُ الرحمن بأنَّهم يقولون: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)).

ومن السنة يقولُ – صلى الله عليه وسلم -: ((الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها)) البخاري ومسلم. وفي الترمذي: ((لأن يؤدب الرجلُ ولده خيرٌ من أن يتصدق بصاع)) ضعيف. وفيه أيضاً (الترمذي): ((ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن)) ضعيف وفي المسند: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع)) الحديث.

وعند عبد الرزاق وسعيد بن منصور: ((علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم)).

وحرص السلفُ على تربيةِ أبنائِهم، وكانوا يتخذون لهم المُربين المتخصصين في ذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة.

ولاشكَّ أنَّ للتربيةِ أثرٌ كبيرٌ في صلاحِ الأولاد؛ فالأولادُ يُولدون على الفطرةِ، ثَّم يأتي دورُ التربيةِ في المحافظةِ على هذهِ الفطرة أو حرفها ((كلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه)). والولدُ على ما عودهُ والده.

وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا *** على ما كان عوَّدهُ أبوه

ومادان الفتى بحجىً و لكن *** يعوِدهُ التدين أقربوه

والولدُ في صغرهِ أكثرُ استقبالاً واستفادةً من التربية.

قد ينفعُ الأدبُ الأولادَ في صغرٍ *** وليس ينفعُهم من بعده أدبُ

الغصونُ إذا عدلتها اعتدلت *** ولا يلينُ ولو لينتهُ الخشب

فالولدُ الصغير أمانةً عند والديهِ إن عوداهُ الخيرَ اعتاده، وإن عوداهُ الشرَ اعتاده.

سادساً: كيفية تربية الأولاد:
1- اختيارُ الزوجةِ الصالحة، والزوج الصالح:

اختيارُ الزوجةِ الصالحة أو الزوج الصالح، هو الخطوةُ الأولى للتربية السليمة، وتَعرفون حديث: ((إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه))، وحديث ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)).

2- الدعاءُ بأن يرزقهُ اللهُ ذريةً صالحة، وهذا قبلَ أن يُرزقَ بالأولاد ((رب هب لي من الصالحين)).

3- التسميةُ عند الجماعِ للحديث ((لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطانَ وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنَّهُ إن قُضي بينهما ولدٌ لم يضره ُالشيطان أبداً)).

4- ما يفعلهُ إذا رُزق بمولودٍ من مثل: الأذانُ في أذنِه وتحنيكه وحلقُ رأسه، واختيارُ الاسم الحسن له، والعقيقةُ عنهُ وختانه.

5- الدعاءُ للأولاد بالصَّلاحِ بعد وجودهم، وقد كان الأنبياءُ يهتمون بذلك، فإبراهيمُ يقول: ((وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ))، ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي))، ((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً)).

ويقول زكريا: ((رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)).

6- عدم إخافةَ الصبي بالجني والظلام و الحرامي، لاسيما عند البكاء.

7- تمكينهُ من أن يُخالط الآخرين، إذا لم يُخشى عليه منهم.

8- عدمُ إهانتهِ وتحقيرهِ خُصوصاً أمامَ أخوته وأقاربه، أو الأجانب.

9- ألا يُنادى بألفاظٍ غير طيبةٍ ك يا غبي.

10- تنبيههُ للخطأِ برفقٍ ولين، وعدمُ معاقبته إذا أخطأ أول مرة.

11- الاعتدالُ في محبةِ الولدِ، بأن تُشعرهُ بمحبتهِ مع عدم التدليل الزائد.

12- أخذُ الاحتياطات عند قدومِ الطفل الجديد.

13- يُسمحُ للطفلِ الأكبر بمساعدةِ أمِّه في إحضارِ ملابس الطفلِ الجديد، ويُسمح له بمُداعبته حتى لا يحقدَ عليه.

14- تحقيقُ العدلِ بين الأولاد.

15- عدمُ السماحِ للابن أو البنت بلبسِ البنطلون بعد عمر السابعة تقريباً.

16- فصلُ البناتِ عن البنين كلٍّ في غرفةٍ مستقلة، أو التفريقُ في المضاجعِ إن كانوا في غرفةٍ واحدة.

17- أن يُعلمَ الاستئذانَ عند الدخولِ على والديهِ وخصوصاً في غرفةِ النوم.

18- إذا كان الولدُ ينامُ عند والديهِ فليحرصا أشدَّ الحرصِ على ألاَّ يراهُما في اتصالٍ جنسي ولو كان صغيراً.

19- لا تظهر الأمُّ أمامَ أولادها وقد أبدت عن مفاتنها، بارتداءِ ثيابٍ قصيرةٍ أو شفافة، ولا تُلبس بناتها ذلك.

20- تعويدِ الولدِ على غضِ البصر.

21- لا يرى أختهُ أو تراهُ في الحمام، ولا يدخلا الحمام جميعاً.

22- تعويدهُ على عدمِ كشفِ عورته، وعدمِ السماحِ للآخرين بمشاهدتها.

23- عدمُ السماحِ له بالدخولِ إلى النساءِ في الأعراسِ والأسواق النسائية إذا كان ذكراً.

24- لا يُسمح له بمشاهدةِ الأفلامِ والصورِ الخليعةِ والمجلاتِ الهابطة، أو قراءةَ القصص الغرامية.

25- غرسُ العقيدةِ والإيمانِ في نفسه؛ وذلك بما يلي:

أ- تعليمهُ أركانَ الإيمان وأركان الإسلام، والإيمان بالأمورِ الغيبيةِ، كالقبرِ ونعيمه وعذابه، وأن هناك جنة ونار.

ب تنميةُ المراقبة لله عنده ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الَّهُ)).

ج لفت انتباهَهُ إلى قُدرةِ اللهِ المطلقةِ في كلِّ شيء.

إذا رأى البحرَ قال: من خلقه؟ من الذي خلقَ الجبالَ العظيمةِ والحيوانات الكبيرة؟ وهكذا.

د تنميةُ محبةِ اللهِ وخوفهِ في نفسه؛ وذلك بإسداءِ كلِّ نعمةٍ إلى اللهِ، والتحذيرُ من عقابِ الله، والتخويفُ منه.

ه على الأعمالِ الصالحة، بتعليمهِ الصلواتِ والقرآن، والخشوعُ فيهما والأذكار ونحو ذلك.

و قراءةُ بعض آياتِ وأحاديث الترغيبِ والترهيب، وشرح ما يتيسر.

ز تسجيلهِ في حلقةٍ من حلقِ تحفيظ القرآن، ومتابعتهِ في ذلك.

ح اصطحابهُ لزيارةِ المقبرة، أو زيارة المستشفى.

26- غرسُ الأخلاقِ الحميدةِ في نفسه:

أ يربيهِ على الصدقِ والأمانة، والاستقامةِ والإيثار، ومساعدةِ المحتاج، وإكرامِ الضيف، وغير ذلك من الصفات الحميدةِ المعروفة.

ب يربيهِ على تجنبِ الأخلاق الرديئةِ من مثل الكذب، والسبِّ والشتائم والكلمات القبيحة.

ج قراءةُ بعضِ الأحاديثِ التي تُرغبُ في مكارمِ الأخلاق وتنهى عن سفا سفها.

27- تربيتهُ على مُراعاةِ حقوقِ الآخرين:

فيُربى على مُراعاةِ حقوقِ الوالدين، فلا يمشي أمامَهما ولا يناديهما بأسمائهما مجردةً هكذا، بدونِ كلمةِ أمي أو أبي، ولا يجلسُ قبلهما، ولا يتضجرُ من نصائحهما، ولا يُخالفُ أمرهما، ولا يبدأُ بالطعامِ قبلهما، وأن يدعو لهما ولا يرفع صوته أمامهما، ولا يقاطعهما أثناء الكلام، ولا يخرجُ إلا بإذنهما، ولا يزعجهما إذا كانا نائمين، ولا يمدُّ رجليه عندهما، ولا يدخلُ قبلهما، ويُلبي نداءَهما بسرعة، إلى غيرها من الآداب مع الوالدين.

وأُنبهك أيَّها الوالدُ إلى نقطةٍ وهي: لا تربطُ احترامُ ولدك لك بكثرةِ ما تعطيه، وإنَّما اربطهُ بحقكَ عليه الذي شرعه الله.

بعضُ الأمهات تطلبُ من ولدها أن يحترم أباهُ تقولُ: هو الذي اشترى لك وفعل وفعل….)

كما يربيهِ على صلةِ الرحم، وحقِّ الجارِ، وحقِّ المُعلم، وحق الصديق، وحقِّ الكبيرِ ونحو ذلك.

28- تربيتهُ على التزام الآداب الاجتماعية فيراعي آداب الطعام وآداب السلام وآداب الاستئذان وآداب المجلس وآداب الكلام وغيرها من الآداب وليس المجال مجال ذكر هذه الآداب فبإمكانك الرجوع إلى الكتب ومعرفتها.

29- تربيتهُ على الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر؛ ويتمُ ذلك بالتغلبِ على الخجلِ والخوف.

30- تهيئةُ المدرسةِ الصالحة، والرفقةُ الصالحة، والتعاونُ معهما في تربية الولد.

31- تربيتهُ على الثقةِ بالنفس، بتعويدهِ الجرأةِ والشجاعةِ والصراحة، وإعطاؤهُ حريةَ التصرفِ، وتحملُ المسئوليةِ، وممارسةُ الأُمور على قدرِ نموه، وأخذُ رأيهِ ومشورتهِ، وتعويدهُ على أنَّهُ لا يلزمُ أن يُؤخذ باقتراحهِ أو رأيه.

32- التربيةُ على التضحيةِ لهذه الأمة، واحتسابُ الأجرِ عند الله.

33- التربيةُ على ضبطِ النفسِ عند الغضب، وتجنبهِ أسبابَ الغضبِ إذا كان صغيراً حتى لا يصبحَ الغضبُ له عادة.

34- مراعاةُ استعداداتِ الولد: فبعضُ الأولادِ قد لا ينجحُ في الدراسة، فإذا كان الأمرُ كذلك فوجِّههُ إلى ما يمكنُ أن يحسنه، بعضُ الآباءِ يجعلُ نجاحَ الابنِ وفشله متوقفاً على نجاحهِ وفشله في الدراسة فقط، فالدراسةُ عندهُ هي الطريقُ الوحيدِ للنجاح والفشل، ولاشكَّ أنَّ هذا خطأ، فرُبما يفشلُ الابنُ في الدراسةِ ولكنَّهُ ينجحُ في شيءٍ آخر، فلابُدَّ أن تراعى استعدادات الابن.

35- تجنيبهِ الميوعةِ والانحلال والتخنث.

36- تعويدهِ على الاخشوشان وعدمُ الاستغراق في التنعم.

37- تحذيرهُ من التقليدِ الأعمى.

38- نهيهِ عن استماع الموسيقى والغناء.

39- ملءُ فراغه بما ينفعه.

40- اختيارُ الأصدقاءِ الطيبين له.

41- تعليمهُ سيرةَ الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسيرة السلف الصالحِ للاقتداءِ بهم.

42- تعليمه ما يحتاجه من العلوم الشرعية والقصائد الأدبية الجميلة.

43- تعليمهُ أحكامَ البلوغ؛ فتعلم ابنك الاحتلامُ وما يترتبُ عليه، والأمُّ تُعلم بنتها أحكامَ الحيضِ، إننا نسمعُ كثيراً أسئلةً من بناتٍ حضنَ ولم يُخبرن أهليهنَّ، فحصلَ منهنَّ أخطاء، كأن تطوفُ أو تصومُ وهي حائض، ثم تسأل ماذا عليها الآن بعد أن كبُرت، ولو أنَّ الأمهات انتبهنَّ لهذهِ النقطةِ لكان عند البنتِ المعرفةِ المسبقةِ بهذا الحيضِ وأحكامه.

44- الكشفُ للولدِ عن مخطاتِ أعداءِ الإسلام.

45- الإشادةُ بحضارةِ الإسلامِ، وبثَّ روحُ الشوقِ عند الولدِ لإعادتها.

46- تعويدُ الولدِ على حفظِ الوقت.

47- التدرجُ في التأديب.

48- إيجادُ التصوراتُ الصحيحةِ عند الولد؛ فهُناك مفاهيمٌ يجبُ أن تُفهمَ الفهمُ الصحيح، إذ إنَّ الفهمُ الخاطئ لها يوقعُ في الخلل، ومن ذلك مفهومُ العبادةِ التي يحصرها كثيرٌ من المسلمين في العبادات التي لا يتعدى نفعها إلى غير فاعلها، وهذا لاشكَّ أن هذا خطأ، فالعبادةُ أشملُ من هذا، فالأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكر عبادةً وليس تدخلاً في حُريات الآخرين، بعضُ الآباءِ إذا رأى ابنهُ يأمرُ بالمعروف أو ينهى عن المنكر، قال له: مالك ولناس عليك بنفسك فقط.

49- إيجادُ القناعاتِ المتأصلةِ في النفس بالمعتقداتِ والأفكار الإسلامية، من مثل الحجاب، فتقتنعُ البنتُ به، وأنَّهُ إنِّما ترتديه امتثالاً لأمرِ الله، لا تقليداً للأُمهات، وإذا كان الشيءُ المأمورُ به شرعا، إنَّما يُعملُ تقليداً فقط، ويجعلُ من العاداتِ والتقاليد فقط، فإنَّه سرعان ما يترك.

وعندما أقولُ ما سبق، لا أقصدُ أنَّهُ يلزمُ أن يقتنعَ المسلمُ بتعاليم الله، وتدخلُ مزاجهُ وعقله، لا؛ لأنَّ اللهَ – سبحانه – هو الذي شرع هذه التعاليم، وهو أعلمُ بما يصلحُ للناس، وليس الناسُ بعقولهم القاصرة يحكمون على هذه التعاليم، ومدى صلاحيتها لنا.

وإنَّما الذي أقصدهُ، أن يعملها الإنسانُ وهو يعلمُ أنَّها من الله، وأنَّهُ يعمُلها لله لا لغيره.

50- حثُ البالغين على الزواجِ قدر المستطاع، وتذليلُ عقباته، فإن لم يكن فيحثون على الصيام.

51- إبعادُ الأولاد عن المثيرات الجنسية.

52- تقويةُ الصلةِ بينك وبين ولدك، حتى تجعلهُ يعدُكَ صديقاً له، بالإضافةِ إلى كونك أباً، وهذا يتمُّ بالبشاشةِ معه، وممازحتهُ، وبما سبق أن ذكرنا من النقاط السابقة.

53- عدمُ إغداقِ المال عليه، بحيثُ يتوفر له المحرمات، وعدمُ التقتيرِ عليه بحيث يضطرُ إلى السرقة.

54- الانتباهُ للسيارةِ وشرائها له، إذ قد تكون سبباً لانحرافه.

55- أحذر التناقض عندهم، وفِ لهم بما تعدهم به.

56- جالسهم، واسمع لهم، وأشعرهم بأهميتهم.

57- عاقبهم إذا لزم الأمر.

58- إعانتهم على برِّك.

59 – لا تُجبر ولدك على أن يكون مثلك في الوظيفة، أنت عسكري فلابُدَّ أن يكون هو كذلك.

60 – لا تبث فيهم روحَ الخوفِ من المستقبل، وتحصرَ الرزق في الوظيفة، ولا يعني هذا إهمالُ توجيههِ وإرشاده إلى أهميةِ الدراسة.

أريدُ أن أهمس في أذنكَ همسةً قبل أن أنتقلَ إلى الفقرةِ التالية، وهي: أنت تُحبُ أن يصلحَ أولادك ويبروك، فإن أردت برهم لك فبر بوالديك.

سابعاً بم يتمُ الوصولُ إلى التربية:

أو ما الوسائلُ التي نسلُكها لتحقيق الأشياءِ المذكورةِ سابقا.

لتحقيق ما سبق نحتاجُ إلى ما يلي:

1- القدوةُ الحسنة: وهي من أقوى وسائلُ التربية تأثيراً؛ وذلك لأنَّ الولدَ ينظرُ إلى مربيهِ وماذا يعملهُ ويستفيدُ من فعله أكثر من قوله، فالولدُ إذا رأى مربيهِ ينهاهُ عن شيءٍ ثم يفعلهُ، كيف ينتهي الولد عن هذا؟ والمفترضُ أن يكونَ المربي قدوةً لمن يربيهم، فمثلا: إذا أذَّنَ أسكت للتردي مع المُؤذن، وبسرعةٍ توضأ، وخذهم معكَ للصلاة، إذا كلمَّ أحدهم في الهاتفِ لا تقُل لهم قولوا إني غيرُ موجودٍ، فتعودهم على الكذب.

والقدوةُ تكونُ في الأبوين، وفي الرفقةِ الصالحةِ، وفي المعلم.

فإذا كان أولئكَ قدوةً صالحةً لمن يُربونهم، أنتجت تربيتهم إنتاجاً سليماً صالحاً، وأمَّا إن كانوا بالعكس، ويُخالفُ قولهم فعلهم فلن يستفيدَ المُتربي منهم شيئاً إلا التناقض، وكذلك القدوةُ تكونُ في الأخِ الأكبر، ولذا ينبغي التنبهُ للمولدِ الأول، فيهتمُ بتربيتهِ اهتماماً كبيراً، لأنَّهُ سيكونُ قدوةً لأخوته الذين يأتون من بعده.

2- المراقبة والملاحظة: ينبغي ألا يغفلَ الوالدُ عن ولدهِ، بل يلاحظهُ ويراقبهُ دون أن يشعر الولدُ، سواءً كان الولدُ ابناً أو بنتاً، فيراقبُ ذهابهُ للمدرسةِ ورجوعه منها، ويراقبُ كتبهُ ومكتبته، وأدراجهِ وغيرَ ذلك، وليكُن هذا بشكلٍ سريٍ جداً، ولا أقصدُ بالمراقبةِ أن تكون مجهراً على تصرفاتهما، ولكن المطلوبُ عدمُ الغفلةِ، وأيضاً أن تكونَ المراقبةُ من بعدِ دون أن يشعر الولدُ بهذا.

3- التحذير: يحذرهُ من المعاصي على مختلفِ أنواعها التي يمكنُ أن يقعَ فيها، ويحذِّرهُ من الشرِّ وأهله، وأسبابِ الوقوع فيه، وأساليبُ أهلهِ في إيقاع غيرهم فيه، كأن يُحذِّر ابنتهُ عندما تسمع معاكساً أن تردَّ عليه، أو أن تفتحَ لهُ مجالاً ليكلمها، بل تُعلم أن تُغلق السماعةَ مباشرة.

4- التلقين: بأن يُلقنهُ مثلاً السورِ من القرآن، وبعضَ الأحاديثِ والأدعية والأذكار، وماذا يقول لوالديهِ إذا رآهما؟ وماذا يقولُ للضيفِ إذا قدم وهكذا؟!.

5- لتعويد: أن يعودهُ على ما يُريد؛ يعودهُ أنَّهُ يُبكر إلى الصلاة، يعودهُ على أن الاثنين يصام، يعودهُ مثلاً على القيام قبل الفجر ولو قليلاً، يعودهُ على أنَّهُ يقرأُ القرآن يومياً وهكذا.

6- الترغيبُ والترهيب: بأن يُشجعه أحياناً بالكلمة الطيبة، وبالهدية أحياناً، وقد يلجأُ إلى ترهيبهِ وإخافتهِ من فعل شيءٍ أو ترك شيء.

7- الموعظة: يعظهُ بأسلوبٍ جيد، كأن يبدأَ بالاستعطاف؛ يا بُني ويا بنتي، وربَّما يقصُّ عليه قصةً فيها عبرةٌ وعظة، وربَّما يستعملُ معه السؤالُ والجواب؛ كأن يقولَ ألا تريدُ الجنة، ألا تخافُ من النار، ويمكنهُ أن يغتنمَ المناسبات، ويستفيدَ من المواقف، كأن يرى زحاماً شديداً فيذكرهُ بالقيامةِ، أو يراهُ فرحاً بنتيجةِ الامتحان فيقولُ له مثلاً: وإن شاء الله ستفرحُ في الآخرة أيضاً مادُمت تُطيعُ الله، وهكذا، وينبغي الاقتصادُ في الموعظة وعدمُ الإكثارُ منها لئلا يملَّ الولد.

8- القراءة: سواءً تقرأ عليهِ وعلى الأسرةِ شيئاً مفيداً من مثل سيرةَ الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسيرةَ السلف الصالح، أو بعضَ القصصِ المُفيدةِ ونحو ذلك، أو هو يقرأُ بتشجيعٍ منك، وتوفيرٌ للكتب.

9- زرعُ مراقبةِ الله في نفسه: حتى يشعرُ أنَّ عليه رقيباً في كل أحواله، وبهذا يعملُ العمل الجميل ولو لم ترهُ، ويتجنبُ العمل القبيح ولو لم تره.

10- العقوبة: قد يلجأُ إليها المُربي بعد أن يستنفدَ التوجيهَُ والإرشادُ والوعظُ والهجر، وهذا الضربُ يراعى فيه التدرجُ من الأخفِ إلى الأشد، وأن لا يُعامل الولد دائماً بالعقوبة، وألا يعاقبَ من أولِ زلة، وألا يجعلَ عقوبات الأخطاء متساويةً مع اختلاف الأخطاء صغراً وكبراً، بل لابُدَّ أن تختلفَ العقوبة من خطأ لآخر. ثم يتجنبُ المواضعَ الخطرةِ كالرأس والوجه، وأيضاً لا يوكلُّ مُهمةَ الضربِ لغيرهِ، كأن يجعلَ أخاهُ الأكبرُ هو الذي يضربه، لأنَّ هذا يزرعُ بينهم العداوةَ والبغضاء، ثم إذا استقام الولدُ على الطريق فليلزم أن يبسط له الوالد، ويهشُ لهُ، ويتلطفُ معهُ، ولا يستمرُ على غضبه عليه.

11- معرفةُ طبيعة المراهق، وكيفية التعاملُ معه.

ثامناً: أخطاءٌ في تربيةِ الأولاد:

هُناك بعضُ الأخطاءِ التي يرتكبُها بعضُ المربين في تربيتهم لأولادهم، نمرُّ على شيءٍ منها بشكلٍ سريع، من هذه الأخطاء:

1- الطردُ من البيت:

قد يلجأُ بعضُ الآباءِ للتخلصِ من أذى ولده وعدم طاعتهِ له بأن يطردهُ من البيت، ويتوعدهُ بأن لا يقتربَ من البيت، ويقولُ: مادمتَ أنك لا تُطيعني، ومادمت عاصياً للهِ، فاذهب إلى من تشاء، فأنا لستُ بأبيك، وأقولُ هذهِ الطريقةُ هل هي صحيحة في هذا الزمن؟

أيَّها الأخوة:
لنُقارنَ بين مفسدةِ جلوسهِ في البيتِ مع استمرارِ نُصحهِ وتحذيرهِ، وبين مفسدةِ طردهِ من البيت.

إذا طُرد من الذي سيؤويه؟ بالتأكيد أن الذي سيؤويهِ أصدقاؤهُ الأشرار، وهل هؤلاءِ الأصدقاء سيلومونه ويوبخونهُ على أنَّهُ عصى والديه، وعصى قبل ذلك ربَّهُ حتى استحق الطرد؟

الحقيقة أنَّهُ إن لم يجد التشجيعُ منهم فلن يجدَ منهم التقريع، وإذا كان معهم فلا شكَّ أن معاصيه ستزيد، قد يتعرفُ على المخدرات بدلاً من شربهِ الدخان الذي كان يضايقك، سيتعرفُ على السفرِ للخارج، سيتعرفُ على السرقةِ إذا احتاج للنقود.

أيَّها الأخوة:
إنَّ هذا العصرُ ليس كسابقه، في العصرِ السابق عصرُ الآباءِ والأجداد، لو طُردَ الولدُ من البيت فلن يذهب بعيداً عن قريته، لعدم توفرِ وسائل المواصلات، ولو وُجدت وسيلةُ مواصلات فلن يجدَ من يحملهُ إلاّ بنقودٍ ولا يملكُ هو هذه النقود، فيبقى في القريةِ، وإذا وُجد في القرية فسيجدُ من يؤنبهُ ويقرعه، ولا يجدُ من يؤويهِ مما يسببُ له الجوعُ لأنَّهُ لن يجدَ من يطعمهُ، فكلٌٌ عاجزٌ عن نفسه ومن يعول، فكيف يعولُ الآخرين؟ ولذلك فإن طردهُ في هذه الحال سيجدي ويعطي نتيجةً بخلافِ العصر الحاضر.

وإذا عرفت هذا عرفت السبب الذي من أجلهِ يقترحُ كبارِ السن على أولادهم، أن يطردوا أولادهم من البيت إذا كانوا عاقِّين، لأنَّهم يَقيسون هذا العصر على العصر السابق.

2- تدخل الآخرين في تربيةِ الوالد لولده:

كأن يسمح الوالدُ بتدخلِ الجدِّ في تربيةِ الولد، نعم الجدُّ لهُ حقهُ واحترامهُ، ولابُدَّ أن يُربى الولدُ على طاعتهِ ومحبتهِ واحترامهِ وإجلاله، لكن تدخلُ الجدِّ قد لا يُعطي نتيجةً حسنة، وذلك لأنَّ الجدَ سيعطيك تجاربهُ وخبراته السابقة، التي قد لا تُناسبُ هذا العصر؛ مثلاً: الجدُّ يرى أنَّ الوسيلةَ الوحيدةِ لإصلاحِ الولد هي ضربهُ وعدمُ إعطائِه شيئا وهذا خطأ.

لكن لابُدَّ من التنبهِ إلى شيءٍ، وهو أن هذا الكلامُ لا يعني أن نلغي دور الجدِّ تماماً، لا، بل ليكن الاستفادةَ منهُ في الأشياءِ الصحيحة، كأن يُربي حفيدهُ على الكرمِ الذي كان موجوداً سابقاً في عهدهم أكثر من وجوده الآن، وعلى حُبِّ مساعدةِ الآخرين، ونحو ذلك من الأخلاق التي تستفادُ من الجد.

3- السفرُ بعيداً عن الأولاد، خصوصاً في فترةِ المراهقة:

وربَّما يذهبُ بسببِ الانتداب من قبلِ العمل، أو يذهبُ مثلاً إلى مكة في رمضان ويتركُ أولاده، وربَّما يوكلُّ إلى غيرهِ مهمةُ التربية، كأن يقولُ للأخ الأكبرِ انتبه لأخوتك، وهذا خطأٌ من الوالد. إنَّ وجودَ الوالد ليس كعدمه، وهيبتهُ ليست كهيبةِ غيره، وربما في سفرك يتعرفُ أولادُكَ على أنواعٍ من المفاسد التي لا ترضاها، ولا تكتشفها أثناءَ وجودك القصير عندهم.

4- عدمُ فتح المجال للولدِ للترفيه والالتحاق مع شبابٍ صالحين:

يريدهُ دائماً في البيت، أو دائماً معه في السيارة، ورُبما ذهبَ به إلى زملائِه الكبار، الولدُ لا يرتاحُ إلا لمن هُم في سنه، وهذا ليس عيباً فيه، ولذلك فعليكَ أن تختارَ لولدك الرفقة الصالحة، التي تُعينُ ولدك وتدلهُ على الخير.

5- إرسالُ الولد للخارج بحجةِ الدراسة، مع أنه لم يتزوج، وهذا لاشك أنَّهُ خطأ إذ فيه خطرٌ على الولد، فهو إن لم ينحرف في المجتمعِ المفتوح التي تنتشر فيه المعاصي، فسيُعاني من الضغطِ الرهيبِ عليه في هذا المجتمع؛ فإذا رأى منظراً مثيراً للشهوةِ أين سيصرفها؟ هل سيعصي اللهََ أم يكبتها؟ وحصول هذا وهذا مضرٌّ به.

6- الاستهتارُ برأي الولدِ وعدم الاهتمام به:

بل رُبما أحياناً قد يقولُ لهُ: حتى أنت بدأت تتكلمُ ويكون لك رأي، الرأي الأول والأخير لي.

نعم يا أخي: لك الرأيُ والاحترام، لكن عوِّد ابنك على إبداءِ رأيه واحترامه، ولا يلزم أن يكون رأيُ الابن هو الصائب، لكن على الأقل يشعرُ أنَّ لهُ أهمية.

7- أمرهُ بالسكوتِ عند الرجال:

وهذا أحياناً قد يكونُ مفيداً إذا كان الولدُ صغيراً ولا يحسنُ الكلام، أو عندما لا يُطلبُ منه الكلام، أو لا يجدُ فرصةً للكلام فيقاطع الآخرين، لكن عندما يجدُ فرصةً للكلام دون مقاطعةِ الآخرين، وبالأخذِ بآداب الكلام، فلماذا يُمنعُ من الكلام؟

8- أمرُ الآباءِ أبناءَهم الذكور بعدمِ رفعِ سماعةَ الهاتفِ:

إذا كانت الأمُّ قريبةً من الهاتف، وهذا فيه تحطيمٌ لشخصية الابن.

9- تحقيرُ أمهِ والاستهتارُ بها وهو يسمع:

لأنَّهُ في هذه الحالةِ إمَّا أن يكرهك لأنَّكَ احتقرت أُمه، وأنت في موضعِ قوةٍ وأُمهُ ظهرت في موضعِ ضعف، ويظهرُ له أنَّها المظلومة، أو أنَّهُ يكتسبُ هذه الصفةُ منك، فلا يحترمُ أُمه، وبالتالي فلا يطيعها في سبيلِ تربيته، فتكونُ أنت الخاسر إذا فقدت مساعدةَ الأم في تربيته.

10- تعيرهُ بأخواله:

كأن يتندرَ الأبُ بأخوالِ ابنهِ، ويتهمهم بعدمِ الرجولةِ ونحو ذلك، وهذا خطأٌ وينطبقُ عليه الكلامُ السابق.

11- عدمُ احترام أصدقائِه، وإذا كلموا في الهاتف قال لهم: إن فلاناً غيرَ موجود، مع أنَّ الابن يسمعُ هذا، إن كانوا أصدقاءَ سُوءٍ فنعم، وتُخبر الولد بسببِ تصرفك هذا، وتقنعهُ بهذا الأسلوب. وبالنسبةِ للبنت تُعلم وتُقنع بأن إطالةَ الكلام في الهاتف مع صديقاتها غير جيد، وتُحذر من هذا بأسلوبٍ حكيم، كأن يقولُ: يا ابنتي، عندما تطيلين المكالمةِ رُبَّما يُكلمنا أحدٌ فيجدُ الخطَّ مشغولاً، ظنَّ أن هُناك من يُغازلُ بهذا البيت، فيؤذينا بالاتصال وهكذا.

12- استخدامُ الضربِ مع أولِّ زلةٍ أو خطأ دون توجيه وإرشاد.

13- توحيدُ الضربِ في أي خطأ:

والمفترضُ أن يكون لكلِّ خطأٍ ما يناسبه من الضرب.

14- استمرارُ هجرهِ بعد أن صلحت حالهُ أو قدَّمَ اعتذاره.

15- تركُ إيقاظهِ للصلاة وإهمالهِ بحجةِ هجره.

16-المفاضلةُ بين الأولادِ:

وذلك بالمقارنةِ السيئةِ بينهم، كأن يصفَ أحدهم بالذكاءِ والآخر بالغباء، أو يهتمُّ بأحدهم ويهملُ الآخرين، فهذا مثلاً يُعطى ويُداعب ويُقبّل ويُحمل والآخر لا، أو بالإعفاءِ عن هفوةِ الولد المحبوب ومعاقبة الآخر.

17- الكذبُ على الطفلِ بحجةِ إسكاته من البكاءِ، أو لترغيبهِ في أمرٍ:

كأن يقول: اسكت وأذهبُ بك إلى المكان الفلاني، وأشتري لك الشيء الفلاني، ولا يفي بذلك فيعُودُ الطفلَ على الكذب وإخلاف الوعد.

18- الدفاعُ عن الولدِ بحضرته:

كأن تُدافعَ الأمُّ عن ولدها عندما يلومُهُ أبوهُ، وتقولُ هو أفضلُ من غيره، هذا الكلامُ لا يصلحُ عندما يكونُ الولدُ يسمع.

19- المبالغة في إحسانِ الظنِّ بالولد:

مما يُؤدي إلى الغفلةِ عنه.

20- المبالغة في إساءةِ الظنِّ بالولدِ:

مما يجعلهُ رُبَّما تجرأَ على المعصية.

تاسعاً: مظاهرُ غير مرغوبةً في الأولاد:

هذه المظاهرُ إمَّا أن تكون غيرَ مرغوبةً شرعاً أو غير مرغوبة طبعاً، من هذه المظاهر:

1- الخوفُ والجبن: بحيث لا يصعدُ للدورِ الثاني إلا ومعهُ أحد، ولا يستطيعُ أن ينامَ إلاَّ والنورُ مفتوح، وهذا قد يكونُ بسببُ إخافةِ أُمهِ له عند بكائِه بالجني أو الحرامي، أو يكونُ السبب الدلالُ الزائد له.

2- الشعورُ بالنقصِ بسببِ كثرةِ التحقيرِ له وإهانته، أو بسبب عاهةٍ جسديةٍ فيه، أو بسببِ عدمِ تحميله المسؤوليةِ وتعويده على الثقة بالنفس.

3-الخجل: بحيث لا يجرؤُ على الكلامِ ولا يُطيق مشاهدة الأجانب، ولذا يُعوَدُ الطفلُ على الاجتماع بالناسِ، ويُمكن أن يأخذهُ أبوهُ معهُ في زيارةِ الأقارب.

والخجلُ أيَّها الأخوة غير الحياء؛ فالحياءُ محمود، وأما الخجلُ فهو انكماشُ الولدِ وانطواؤهِ عن ملاقاةِ الآخرين، وليس من الخجلِ أن تعودَ الطفلُ على عدمِِ مقاطعةِ الكبير، أو تعودهُ على عدمِ الجرأةِ على المعصية.

4- سرعةُ الغضبِ: يغضبُ الولدُ لأيِّ سبب، والذي ينبغي أن يُجنب الولدُ الغضبَ في بدايةِ حياته حتى لا يصبح لهُ عادة.

5- عدمُ احترامِ العاداتِ والتقاليدِ التي اعتاد أهلُها عليها وليست مخالفةً للشرع.

6-الحسدُ لأخوته: وذلكَ لأنَّهُ يخافُ أن يفقدَ دلالهُ وامتيازاته إذا ما جاءَ مولودٌ جديد، أو لتفضيل أخوته عليه.

7- الميوعة: وهذه من أقبحِ المظاهرِ التي انتشرت، تجدُ الابنُ يتخنفس في مظهرهِ، ويتخلعَ في مشيتهِ، ويتميع في منطقه.

8- عقوقُ الوالدين: وقد انتشرت في هذا العصر، فعدمُ تلبيةِ طلبات الوالدين، وعدمُ احترامهم وتقديرهم أصبح شيئاً معتاداً عند بعض الأولاد.

أحياناً تجدُ الأب عندهُ ضيوفٌ وقد تعبَ في استقبالهم، وإحضار القهوة والشاي ونحو ذلك، والولد إمَّا مع أصدقائهِ أو عند المباراة أو نائم.

عموماً ليس المجالُ هُنا مجالٌ للكلام عن هذه الظاهرة، وإنَّما هي إشارةٌ سريعة.

9-عدمُ حفظِ الفرج:

سواءً وقوعهُ في زنا أو لواطٍ أو العادة السريةِ، وهذا ناتجٌ عن قوةِ الشهوةِ عند الشاب، وما يتعرضُ لهُ من مثيراتٍ جنسية، من أفلامٍ وصورٍ، بل وحقيقةً من وجودِ نساءٍ سافرات، وأحياناً معاكِساتٍ على الهاتف.

10-الكذب: بعضُ الأولادِ يكذبُ ويُكثر من ذلك، وقد يكونُ والداهُ سبباً في ذلك، إمَّا بأن يكون قدوةً لهُ في ذلك، أو لأنَّهما يضطرونهُ إلى ذلك، كأن يعتادَ منهما أنَّهما يُعاقبانه عقاباً عسيراً على كلِّ شيء، فيضطرُ إلى الكذبِ تهرباً من ذلك.

11-السبُّ والشتمُ: تجدُ بعضُ الآباءِ يعودُ ولدهُ على ذلك منذُ الصغرِ، فيقولُ للصغيرِ سب واشتم هذا، وذلك ليضحك الآخرين ويستملحُ ذلك.

وقد يكتسبها الولدُ من والديه، إذا كانا سبابين أو شتَّامين، وقد يكتسبها من رفقائهِ أو أصدقائه.

12- السرقة: إذا وجدت معه شيئاً غريباً فاسألهُ ما مصدره، وحاول أن تُحققَ معه بطريقةٍ جيدة، من الذي أعطاك هذا؟

13-التدخين: وهي عادةٌ ضارةٌ مالياً وبدنياً، يسقطُ بها الولدُ لإهمال الوالدين ولرفقة السيئة، وأعظم منها السقوطُ في المخدرات، وهي مثلُ التدخينِ من ناحيةِ أسبابها، فإهمالُ الوالدين، والرفقةُ السيئةِ لها الدورُ الكبير في ذلك.

14- السهرُ باليل والنومُ في النهار خصوصاً في الإجازات.

15- حُبُّ التسيب والتسكعِ في الأسواق، وكثرةُ الدوران على السيارة.

16- المعاكساتُ الهاتفية و في الأسواق.

عاشراً: أسبابُ انحرافِ الأولاد:

1- الإهمالُ في تربيةِ الولد أو التقصيرِ فيها، أو الخطأ في طريقة التربية.

فإمَّا إن يُهملَ الوالدان تربيةَ ولدهما ويتخليان عن ذلك، أو التقصيرُ في تربيتهِ أو يُخطئا في طريقةِ التربية، كأن يحتقراهُ أو يُهيناه، أو يتعرضُ للدلا الزائد فيسبب له فقدان الرجولةِ، وضعفُ الثقةِ بالنفس، أو يرى المفاضلةَ بينه وبين أخوته، مما يُولدُ عندهُ الحسدَ والكراهية، والانطواءَ والعقدُ النفسية.

2- النزاعُ بين الوالدين وكثرةُ الشجار بينهما ممَّا يُضايقُ الولد، لأنَّهُ لم يجد في البيت الراحةُ النفسية، والحنان العاطفي.

3- الطلاقُ: لأنَّ تَساعُدَ الوالدان في التربيةِ له دورٌ عظيم، أمَّا إذا انفردَ أحدُ الطرفين بذلك صعُب نجاحهُ وان لم يكن مستحيلاً، ومثلُ الطلاق اليتم.

4- اليتم: وهو قد يكون أشدُّ من الطلاق، لأنَّ في الطلاقِ قد يوجدُ عنده والدهُ وهو أكثرُ هيبةً من أُمهِ، أمَّا اليتيمُ فلا.

ولا يعني أنَّ وجودَ حالةُ الطلاق أو اليتم، يعني بالضرورةِ انحرافُ الولد، لا، فكم من عالمٍ من عُلماءِ المسلمين نشأ يتيماً، وإنَّما المقصودُ أنَّها قد تُسببُ الانحراف.

5- الفقر: أحياناً قد يكونُ سبباً للانحراف، لأنَّ الوالدَ مشغولٌ بلقمةِ العيش، وأيضاً الولدُ قد ينحرفُ بسبب بحثهِ عن المالِ، كأن يسرق مثلاً.

6- رفقاءُ السُوء: وهم من أقوى أسبابَ الانحراف.

7- البطالةُ والفراغ: يتركُ الدراسةَ ويتركهُ والداهُ دون عمل، وهذا يضرهُ ضراً كبيراً،

إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة

8- القدوةُ السيئة: سواءً كان هذا القدوةِ الوالدين أو المعلم أو الرفقة.

9- مظاهرُ الفتنةِ والإغراء:

سواءً في الأفلامِ أو المجلات، أو شبكات الإنترنت، أو حتى الواقع، وهذه أيضاً من الأسبابِ القويةِ للانحراف.

عموماً أيَّها الأخوةُ:

أيَّها الآباءُ والأمهات، نُناشدكم أشدَّ المناشدة بالاهتمامِ بتربيةِ أولادكم، وابذلوا كلَّ ما تستطيعون لأجلِّ ذلك، فلو لم يأتكم من تربيتهم إلاَّ أن تكفوا شرهم، وتبرأَ ذممُكم لكفى.

أيَّها الأخوة ُ:

الموضوعُ طويلٌ وتصعبُ الإحاطةُ به، ولكن كما قيل يكفي من القلادةِ ما أحاطَ بالعنق.

اسألُ الله – سبحانه وتعالى – أن يُصلحَ نياتنا وذرياتنا، ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)).

اللهمَّ أقر أعيننا بصلاحِ أولادِنا وأزواجنا وأقاربنا وإخواننا المسلمين.

اللهمَّ اغفر لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين، وصلى اللهُ على نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.




مشكورة يالحبيبة دوم التميز



خليجية



خليجية




الأخوات ( عبقرية عصرها _ أصعب دمعة _ عاشقة الماضي )

خليجية



التصنيفات
منوعات

القرار الصعب . مغامرة في كلية الآداب رواية ممتعة و شيقة

خليجية

••~ الحلقة الأولى ~••

خليجية اللقاء الأول خليجية

– شروق

انطلق الصوت فجأة فالتفت شروق إلى مصدره متعجبة

– إزيك يا بنتي.. فينك من الصبح

كانت هذه سامية صديقة شروق المقربة، تكلمها وهي تتوجه إليها مسرعة..

شروق مبتسمة: إزيك يا سامية.. إيه أنا هنا من بدري

سامية وهي تنهج: يا سلام.. بدري برضو ؟.. تلاقيكي لسه واصلة حالا يا كسلانة

ضحكت شروق قائلة: ههههه… أنا برضو اللي كسلانة يا هانم.. طب ده أنا بفضل الله من أول الناس اللي بتيجي المحاضرات.. مش زى ناس

سامية: هههه.. فعلا.. بتفتحي المدرج مع الفراشين..

شروق: بس يا بت اسكتي..

توجهت شروق مع سامية إلى خارج الكلية ثم إلى باب الخروج من الجامعة..

تعالوا معا نتهز قصة انشغال شروق مع سامية لنتعرف عليهما أكثر..

شروق وسامية بطلتا روايتنا – أو حملتنا كما نحب أن نسميها – ..

هذه الفتاة الهادئة هي شروق، فتاة جامعية تدرس بكلية الآداب قسم علم نفس.. وهي فتاة محترمة ذات أصل طيب..
أما تلك التي معها فهي سامية صديقتها الأنتيم .. وهي معها في نفس السنة وفي نفس السكشن أيضا…

ورغم العلاقة القوية بين شروق وسامية وجودهما معا دائما، إلا أن سامية تختلف عن شروق كثيرا في طباعها..
سامية فتاة نشيطة ومتحفزة دائما، صاحباتها يطلقون عليها اسم "نونا الشعنونة" لأسلوب كلامها وتلقائيتها في الحديث..

ونظرا لأن محور كلامنا سيكون عن الحجاب، فلابد لنا أن نتعرف معا على طريقة لبس كل من صديقتينا..
تعتاد شروق على ارتداء بلوزات وجيب فضفاضة، بل أحيانا ترتدي العباءات أيضا، وترتدي عليها طرحة قصيرة تحيط برأسها..
أما سامية فترتدي البنطلونات الجينز غالبا والباديهات.. وهي أيضا محجبة بطرحة قصيرة تلفها حول شعرها..

والآن دعونا من هذا الوصف الممل ، هيا نلحق بشروق وسامية لنسمع ماذا يقولان..
كان هذا آخر اليوم الدراسي، والفتاتان تستعدان لمغادرة الكلية إلى البيت..

شروق: أنا تعبانة وعايزة أنام

سامية: شفتي الدكاترة بيعملوا فينا إيه يا شروق.. بيطحنونا .. آآه

شروق: آه والله يا سامية.. وللأسف مش عارفين نقولهم حاجة.. سبحان الله

سامية: ربنا يخلصنا من الكلية دي بقى ونتخرج يا رب

شروق: يا رب.. هانت إن شاء الله..

– سلام عليكم
قاطعهم الصوت فالتفتتا معا، فرأيا فتاتين من بنات دفعتهما.. عرفت شروق وسامية الفتاتين على الفور من شكلهما المميز..
هذه الأولى التي ترتدي النقاب ولا يظهر من جسمها شيء تسمى أسماء، والثانية ذات الإسدال فصديقتها ندى..

شروق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. إزيك يا أسماء، إزيك يا ندى..

ابتسمت ندى لشروق: الحمد لله، إزيك أنتي يا شوشو..

أسماء: إزيكم يا جماعة أخباركم إيه ؟

ردت سامية باقتضاب: الحمد لله

أسماء: بأقولكم يا بنات.. دلوقتي كان فيه استبيان كده بنوزعه على البنات صاحباتنا، فيه أسئلة محتاجين نعرف إجاباتها..

شروق: استبيان؟ تبع أني مادة ده ؟

ندى: هههههه.. لا يا بنتي، أنتي خلاص مفيش في دماغك غير المذاكرة.. ده استبيان ملهوش دعوة بالكلية خالص..

أسماء: أيوة ده استبيان عن الحجاب.. عايزين نعرف رأي بنات الجامعة في موضوع الحجاب واللبس الشرعي والحاجات دي يعني

سامية بصوت منخفض: يه

شروق: عن الحجاب؟ طب كويس والله.. ربنا يكرمكم..

أسماء: ممكن تاخدوا الاستبيان وتجيبوه لنا بكرة إن شاء الله ؟

ابتسمت شروق: ماشي مفيش مشكلة

أما سامية فلم ترد..

مدت ندى يدها بورقتين إلى شروق وسامية..
ندى: أتفضلي يا شوشو هانم، أدي ورقتك.. أتفضلي يا سوسو ورقتك..

فالتقطت كل فتاة ورقتها وشكرت شروق أسماء وندى ثم انصرفتا..

وبعد أن ابتعدت الفتاتان قالت شروق وهي تنظر في الورقة: هل أنتي محجبة، نعم أم لا.. إذا كانت الإجابة بلا.. مم

لم تنطق سامية

شروق: مالك يا سامية..كنتي مخنوقة كده ليه.. كان باين عليكي بصراحة..

سامية: بصراحة بقى أنا مش بارتاح خالص للبنتي دول.. مش بينزلو لي من زور..

شروق: ليه بس.. دي أسماء طيبة أوي بجد.. وندى كمان

سامية: طيبة على نفسها يا شروق.. أنا حرة يا ستي

شروق: طب هدّي نفسك بس.. خلاص انسي الموضوع كله..

ظلت بطلتانا تدردشان حتى وصلت كل منهما إلى الموقف وكانت لحظة افتراقهما فودعت شروق سامية ثم توجهت إلى الميكروباص المنتظر أمامها….

خليجية
بعد فترة ليست بالقليلة من ازدحام المواصلات وعوادم السيارات، وسباب الركاب والسائقين.. وصلت شروق أخيرا إلى بيتها..
وكان أول شيء فعلته بعد أن غيرت ملابسها هو قراءة الاستبيان الذي أعطتها إياه أسماء وندى

1- هل أنت محجبة :
– نعم
– لا
إن كانت الإجابة بلا
2- ما هي المعوقات التي جعلتك تتأخري في لبس الحجاب ( لو في أسباب أخرى فضلا لا أمرا اذكريها ) :
– مكنتش اعرف انه فرض
– أهلي رافضين
– أصاحبي مش مشجعين
– حبي للموضة
– مكنتش مقتنعة بيه
– لبسته على طول متأخرتش ولا يوم
3- يا ترى اخدتي نية عند ارتداء الحجاب :
– نعم
– لا
4- إذا كانت الإجابة لا ، هل ارتدتيه بسبب :
– تقليدًا لأصحابي
– ضغط والدي
– شعري مش حلو
5- أي طريقة في الحجاب ترتدين :
– بنطلون + بادي قصير + طرحة
– بنطلون + معطف ( منتو ) للركبة + طرحة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة قصيرة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة طويلة
– جوب + بلوزة قصيرة + طرحة طويلة
– جوب + معطف للركبة + طرحة قصيرة
– جوب + معطف للركبة + طرحة طويلة
– جوب + معطف طويل + طرحة صغيرة
– جوب + معطف طويل + طرحة طويلة
– عباية + طرحة طويلة
– إسدال
– ملحفة
– منتقبة
6- هل أنت راضية عن طريقة حجابك الآن ( برجاء التوضيح لماذا ) :
– نعم
– لا
7- هل تنوين تغير حجابك للأفضل :
– نعم
– لا
8- كيف تنظرين لمن ترتدي أقل منك :
– بإشفاق وأتذكر ما كنت عليه وأدعو لها
– باحتقار
9- كيف تنظرين لمن ترتدي ما يليك في الترتيب السابق :
– بانبهار وأدعو لها ونفسي أبقى زيها
– معقدة
10- هل تعرفي ما هي موصفات الحجاب الشرعي ؟
11- هل يا ترى تتوافق هذه الموصفات مع ما ترتيده حاليا ؟
12- لو واحدة جات قالتلك نفسي البس الحجاب بس مش قادرة .. حتقولي لها ايه ؟
13- ما هو مفهوم الشياكة لديك ؟ وهل يتعارض مع الحجاب ؟ وكيف؟

انتهت شروق أخيرا من قراءة الاستبيان
لكنها ذهبت بتفكيرها بعيدا..
كانت شروق دائمة التفكير عن حجابها أو لبسها بصفة عامة.. هي تشعر أن لبسها ليس بالسيئ.. بالعكس لبسها محترم ومحتشم جدا مقارنة بأغلب المسلمات في العصر الحالي..
لكنها مع ذلك تشعر أنها ليست بهذه المثالية.. تشعر أن هناك الكثير من التحسينات والأمور التي تريد إصلاحها في لبسها..

أفكار متناقضة اجتاحت عقل شروق.. وهي لا تستطيع التركيز أصلا من إرهاق اليوم والمواصلات..

– شروق
قاطعها صوت والدتها القادم من المطبخ فعادت إلى أرض الواقع

شروق: أيوة يا ماما

والدة شروق: أحطلك الغداء دلوقتي ولا لما تصحي

قامت شروق تجاه والدتها مسرعة: لا حطيه يا ماما أنا مش هنام دلوقتي..

نسيت شروق موضوع الاستبيان وانشغلت مع والدتها..
لكنها حتما ستعود إليه مرة أخرى..

تري ماذا سيكون موقف سامية من الاستبيان؟
هل ستهتم بقرائته ؟ أم ستلقي به في سلة المهملات؟

هذا ما ستكشفه لنا
الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى…




••~ الحلقة الثانية ~••

وقفة مع حجابي

أما سامية فبعد أن فارقت شروق بدأت تفكر في ما حدث
وبعد أن وصلت إلى البيت وتناولت الغداء
اتجهت إلى غرفتها ونظرت إلى ورقة الاستبيان وهى مستنكرة
وبدأت تقرأ

هل أنت محجبة ؟؟

توقف قليلا لتسأل نفسها..

لم تتوقف كثيرا عند السؤال وأكملت قراءة ، لكنها لم تصمد كثيرا وتركت ورقة الاستبيان ، وجلست على النت كعادتها
ولكن السؤال لازال يتردد في ذهنها ، ودار هذا الحوار بينها وبين نفسها
خليجية
نعم أنا محجبة
بالبنطلون والبادي ؟! ..آه هو مش حجاب أوى يعنى بس أحسن من بنات كتير ، أنا كدا حلو

انتهى يوم سامية وتوجهت للنوم لتذهب باكرا إلى الجامعة

أما شروق
فبعد أن انتهت من مساعدة والدتها في المطبخ وتناولت طعامها
توجهت إلى السرير لتنام ، لكنها لم تستطع النوم
، وبدأت تفكر في أسئلة الاستبيان

هل أنا محجبة !؟!

نعم أنا محجبة ، أنا بلبس جيبات وبلوزات فضفاضة وأحيانا العباية

خليجية

استيقظت شروق وأحضرت ورقة الاستبيان وبدأت تجيب وكانت إجاباتها

1- هل أنت محجبة :
– نعم
– لا
إن كانت الإجابة بلا
2- ما هي المعوقات التي جعلتك تتأخري في لبس الحجاب ( لو في أسباب أخرى فضلا لا أمرا اذكريها ) :
– مكنتش اعرف انه فرض
– أهلي رافضين
– أصاحبي مش مشجعين
– حبي للموضة
– مكنتش مقتنعة بيه
– لبسته على طول متأخرتش ولا يوم
3- يا ترى اخدتي نية عند ارتداء الحجاب :
– نعم
– لا
4- إذا كانت الإجابة لا ، هل ارتدتيه بسبب :
– تقليدًا لأصحابي
– ضغط والدي
– شعري مش حلو
5- أي طريقة في الحجاب ترتدين :
– بنطلون + بادي قصير + طرحة
– بنطلون + معطف ( منتو ) للركبة + طرحة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة قصيرة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة طويلة
– جوب + بلوزة قصيرة + طرحة طويلة
– جوب + معطف للركبة + طرحة قصيرة
– جوب + معطف للركبة + طرحة طويلة
– جوب + معطف طويل + طرحة صغيرة
– جوب + معطف طويل + طرحة طويلة
– عباية + طرحة طويلة
– إسدال
– ملحفة
– منتقبة
6- هل أنت راضية عن طريقة حجابك الآن ( برجاء التوضيح لماذا ) :
– نعم
– لا
7- هل تنوين تغير حجابك للأفضل :
– نعم
– لا
8- كيف تنظرين لمن ترتدي أقل منك :
– بإشفاق وأتذكر ما كنت عليه وأدعو لها
– باحتقار
9- كيف تنظرين لمن ترتدي ما يليك في الترتيب السابق :
– بانبهار وأدعو لها ونفسي أبقى زيها
– معقدة
10- هل تعرفي ما هي موصفات الحجاب الشرعي ؟
نعم فضفاض ومش شفاف
11- هل يا ترى تتوافق هذه الموصفات مع ما ترتيده حاليا ؟
نعم إلى حد كبير
12- لو واحدة جات قالتلك نفسي البس الحجاب بس مش قادرة .. حتقولي لها ايه ؟
هنصحها وأحاول أقنعها
13- ما هو مفهوم الشياكة لديك ؟ وهل يتعارض مع الحجاب ؟ وكيف؟
يناسب سني ومواصفات حجابي
ألوانه متناسقة ومكوي ونضيف

خليجية

في اليوم التالي ….

تقابلت سامية وشروق أمام المدرج

شروق : أهلا يا هانم ما بدري

سامية :ههههه ازيك يا شوشو ، يا بنتي دا انجاز إنى اصحي بدري كدا

شروق : ماشى يا ستى هقول إيه بس ، أمر الله بحبك

شروق : جاوبتى يا بت يا سوسو على الاستبيان

سامية : بلاش وش ، استبيان إيه وبتاع إيه ، دى عيال معقدة

شروق : ليه يابنتى بس ، الموضوع دا مهم ومش تعقيد ولا حاجة
تعالى بس نجاوب سوا يللا

1- هل أنت محجبة :
– نعم
3- يا ترى أخدتي نية عند ارتداء الحجاب :
– لا لبسته فجأة كده ، كانت حصلتلي مشكلة فقلت يمكن عشان أنا بشعري وشكلي ملفت
والناس بتبصلي وحش وقلعته 4 مرات وبعدين حبيته بجد
5- أي طريقة في الحجاب ترتدين :
– بنطلون + بادي قصير + طرحة
– بنطلون وتونك
– جيبة وبادي
6- هل أنت راضية عن طريقة حجابك الآن ( برجاء التوضيح لماذا ) :
إلى حد ما ، بس شايفة إني مش سيئة
7- هل تنوين تغير حجابك للأفضل :
ربنا يهدي
8- كيف تنظرين لمن ترتدي أقل منك :
😀
9- كيف تنظرين لمن ترتدي حجاب أفضل منك
عادي بصراحة
10- هل تعرفي ما هي موصفات الحجاب الشرعي ؟
أيون
11- هل يا ترى تتوافق هذه الموصفات مع ما ترتديه حاليا ؟
لا
12- لو واحدة جت قالتلك نفسي ألبس الحجاب بس مش قادرة .. هتقولي لها إيه ؟
هقولها تلبسه طبعا وربنا يهدينا كلنا
13- ما هو مفهوم الشياكة لديك ؟ وهل يتعارض مع الحجاب ؟ وكيف؟
أنا استايل بالحجاب بتاعي ومش هغيره دلوقتي خالص لأني مرتاحة كده
وشايفة انه لايق عليا ومقتنعة بيه

هكذا أجابت سامية وشروق على الاستبيان

خليجية

وبعد قليل من حوارهما قابلا كل من ندى وأسماء

أسماء :السلام عليكم ازيكم يا بناويت

شروق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا سمسمة ، ازيك يا نانا

ندى : إزيك يا شوشو عاملة إيه ياتوتا ؟

ندى :إزيك يا سوسو أخبارك إيه ؟

شروق : الحمد لله بخير عاملين إيه في المذاكرة بدأتوا ولا لسه

أسماء :ربنا يسر يا شوشو دى سنه خنيقة وصعبة كدا ، ولا إيه رأيك يا ساسو

سامية :عندك حق والله سنه غريبة الشكل كدا ربنا يعديها على خير

ندى :يارب
صحيح عملتوا إيه في الاستبيان جاوبتوا ولا إيه

شروق : آه طبعا بتاعى اهوه

ندى : ياه ربنا يكرمك يا شروق يارب جزاك الله خيرا
وانتى يا ساسو جاوبتى ولا لسه ؟

ردت سامية وهى غير متحمسة
سامية : آه جاوبت اهوه

أسماء : يا واد يا واد ، جزاك الله خيرا يا ساسو في ميزان حسناتك يارب

الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اشهد أن لا اله إلا الله …..

ندى : العصر بيأذن يللا يا بنات نصلى

شروق : يللا اسبقوا وإحنا هنحصلكم

أسماء : ما تتأخروش

شروق : وراكم على طول نتقابل في المسجد

شروق : مالك يا سامية

سامية : أصل بصراحة بحس إن أسماء دى معقدة كدا ومغمقاها

شروق : ليه بس علشان النقاب !!

لم تجاوب سامية ولكن كانت ملامحها توحي بهذا

فقالت شروق : هو مش فرض آه ، بس أنا بحس إن المنتقبة دى ملكة كدا

سامية وهى تنظر لشروق باستغراب شديد : ياسلام يا ختي ، طب يللا علشان نروح

هل ستواجه سامية أسماء بحقيقة مشاعرها نحوها ؟

أم ستخفيها في قلبها حتي النهاية ؟

هذا ما ستكشفه لنا الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى




••~ الحلقة الثالثة ~••

خليجية ستايل بحجابي خليجية

في الصباح وقبيل المحاضرة بدقائق ..

شروق : ي البنت دي دايما تتأخر وتأخرنى معاها ، لما أشوفك يا سامية

وأخذت شروق تنظر هنا وهناك علها تجد سامية قادمة، ولم تجد بد من الاتصال بها

لكن .. سامية لا ترد

ظلت شروق تتصل وتصل دون فائدة .. حتي كاد يقتلها القلق

شروق : ياتري مش بترد ليه ؟
معقولة كل ده مش سامعة الموبايل؟
يا تري حصل لها حاجة وحشة ؟
يارب استر ..

وقررت شروق أن تترك المحاضرة وتذهب إلي منزل سامية كي يطمئن قلبها

وقبل أن تذهب اتصلت بها للمرة الأخيرة ، وردت سامية هذه المرة

شروق : ألو إيه يا بنتي خضيتيني عليكي بجدد ، إنتي فين ؟

سامية بصوت متعب : أيوة يا شروق معلش كنت نايمة ، معلش يا شوشو أنا مش هقدر أنزل الجامعة النهاردة

شروق : ليه يا بنتي مالك ؟

سامية : أبدا يا حبيبتي بس صحيت لقيت بطني وجعاني شوية

شروق : بجد … ألف سلامة ، ما صوتك باين عليه ، على العموم هحضر المحاضرة وأجيلك على طول.. سلام

وبعد انتهاء المحاضرة أقبلت أسماء وندى على شروق يسألونها عن سامية

لم تتوقع شروق أن تهتم أسماء وندى بالسؤال عن سامية خاصة أن سامية لم تعاملهم بلطف وبدا علي وجهها أنها لا تحبهم

ردت شروق : مجتش النهاردة أصلها تعبانة شوية

ندى : إيه ده بجد …. مالها ؟

شروق : اتصلت بيها وقالتلى إنها صحيت لقيت بطنها وجعاها

أسماء : ألف سلامة عليها … طهور إن شاء الله

شروق : أنا قلتلها إني هروحلها بعد المحاضرة

ندى : طب سلميلنا عليها وقوليلها تبطل أكل كتير

شروق : ههههه ……. حاضر

أسماء : وإحنا على العموم هنتصل بيها ونطمن عليها

ندى : يالا بقى عشان تلحقي تروحيلها بس متنسيش تسلميلنا عليها وقوليلها ألف سلامة

وعند سامية …

شروق : السلام عليكم

والدة سامية :
وعليكم السلام … إزيك يا شروق ؟

شروق : الحمد لله يا طنط إنتى إيه أخبار حضرتك ؟

والدة سامية : الحمد لله

شروق : أمال فين سامية؟

والدة سامية : أهى جوه في أوضتها أدخليلها

شروق : إيه يا بنتي مالك بس قلقتينى عليكي ، عاملة إيه دلوقتي؟

سامية : الحمد لله أحسن كتير ، ماما وديتنى للدكتور وخدت علاج وبقيت كويسة

شروق : الحمد لله ،، آه صحيح أسماء وندى بيسلموا عليكى كتير

سامية باقتضاب : آه ما هما اتصلوا بيا

شروق : والله يا بنتي أنا بحبهم جدا وبفرح لما أشوفهم

سامية بغيرة : ليه يعنى ؟

شروق : يا بنتي كفاية تدينهم ولبسهم ، حاجة تفرح

سامية : يا بنتي هي باللبس المهم القلب مدام أبيض خلاص …
وعلى العموم أنا أصلا مش بحب المنقبات ولا مقتنعة إن واحدة تدفن جمالها فيه ،
أنا لاقيه نفسي في لبسي وعاجبنى قوى ، المهم إني بصلي … وأنا شايفة إني كده صح

لم تقتنع شروق كثيرا بما قالت سامية ، لكنها فضلت أن تغير الحديث في هذا الموضوع

شروق : طب خلاص سيبك من الكلام في الموضوع ده دلوقتي

سامية : أحسن بردو

وأخذت سامية وشروق في التحدث في مواضيع متنوعة وتناسوا موضوع الحجاب

وفى المساء جلست شروق على جهاز الكمبيوتر الخاص بها

شروق : إيه ده أسماء فاتحة ميلها

(10:54 مساءاً) أسماء : السلام عليكم
(10:55 مساءاً) شروق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… كنت لسه هكلمك
(10:55 مساءاً) أسماء : القلوب عند بعضها …..إيه أخبار سامية دلوقتي ؟
(10:55 مساءاً) شروق : الحمد لله راحت للدكتور وأخدت العلاج وبقت كويسة
(10:55 مساءاً) أسماء : الحمد لله
(10:56 مساءاً) شروق : على فكرة قالتلى إنكم إتصلتوا بيها
(10:56 مساءاً) أسماء : آه وهى طمنتنا الحمد لله
(10:57 مساءاً) شروق : أسماء في حاجة كده عاوزة آخد رأيك فيها
(10:57 مساءاً) أسماء : خير يا شوشو
(10:57 مساءاً) شروق : وأنا عند سامية أتكلمنا في موضوع الحجاب وكده
(10:57 مساءاً) أسماء : خير إيه اللي حصل في الموضوع ؟
(10:58 مساءاً) شروق : يعنى معارضة خالص الفكرة وبتقول إنها عاجبها استايل لبسها وإنها جميلة كده ،
وقالت إن الله جميل يحب الجمال
(10:58 مساءاً) أسماء : أنا مش هكلمك على الحجاب دلوقتى ، بس هكلمك على حاجة تانية
(10:59 مساءاً) شروق : حاجة إيه ؟
(11:01 مساءاً) أسماء : تصحيح مفهوم
(11:01 مساءاً) شروق : تصحيح مفهوم …. يعنى إيه ؟
(11:01 مساءاً) أسماء : مشكلتنا إننا عندنا اختلاط في الألفاظ ..
مش معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :إن الله جميل يحب الجمال إننا نعصى الله بحاجات حرام حرمها هو ،
وبعد كده نحتج بحديث النبي بدون فهم لمعناه… وفيه حاجة تانية
(11:01 مساءاً) شروق : حاجه إيه ؟
(11:01 مساءاً) أسماء : هو ليه الناس بتاخد الحديث من النص؟ الحديث بقول أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
"لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ ِفي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ،
قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ .لوعرفت الحديث كله مكانتش احتجيت بيه
(11:02 مساءاً) شروق: والله أنا كنت عايزة أفهمها بس معرفتش
(11:02 مساءاً) أسماء : ولا يهمك يا شوشو المهم إنتى تعرفي المعنى كامل عشان تقدري توصليه لأي حد بعد كده …
(11:03 مساءاً) شروق : ماشى يا قمر
(11:03 مساءاً) أسماء : معنى إن الله جميل يحب الجمال إن العبد يتجمل لله بما أمره به وأن يبتعد عما نهاه عنه وبكده يتحقق المفهوم
(11:03 مساءاً) شروق : الله ينور عليكى يا قمراية
(11:05 مساءاً) أسماء : ويرضى عنك يا شوشو
(11:05 مساءاً) شروق : بس هي مقتنعة بلبسها ومعارضة أى فكرة تانية
(11:05 مساءاً) أسماء : عادى يا شوشو ولا يهمك معظمنا كان كده – إلا ما رحم ربى-
أنا أعرف واحدة صاحبتي -أحسبها على خير- مكانتش محجبة خالص وبتكره الحجاب كمان ، ومن الله عليها والتزمت
(11:06 مساءاً) شروق : الحمد لله طمنتينى الله يطمنك ، بجد شكرا يا حبيبتي على اللي عرفتهولى
(11:06 مساءاً) أسماء : الشكر لله يا جميل .. أشوفك إن شاء الله يوم الأحد ومتنسيش سورة الكهف بكرة
(11:06 مساءاً)شروق : إن شاء الله …. سلام
(11:07 مساءاً) أسماء : إيه ده ……… فين كفارة المجلس زى ما اتفقنا
(11:07 مساءاً) شروق :آه صح…سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(11:08 مساءاً)أسماء : سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك . …. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(11:08 مساءاً) شروق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(11:9 مساءاً) أسماء غير مُتصل الآن
(11:13 مساءاً) شروق غير مُتصل الآن

بعد ما عرفت أسماء وجهة نظر سامية ..

تري ..

كيف ستدخل أسماء في هذا الموضوع ؟

هل ستقبل سامية تدخل أسماء بهذه البساطة ؟

وكيف سترد عليها ؟

هذا ما سنعرفه في حلقتنا القادمة إن شاء الله تعالى




••~ الحلقة الرابعة ~••

خليجية مش مقتنعة خليجية

في الحلقة السابقة عرضنا جانب من جوانب اعتراض سامية على فكرة تغييرالحجاب

وكيف أن كلماتها أثرت في شروق ثم رأينا كيف أصلحت أسماء من مفاهيم شروق

وفى أول يوم دراسي من الأسبوع التالي كانت شروق تقف مع سامية بعد انتهاء المحاضرة وجاءت أسماء وندى

أسماء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شروق وسامية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أسماء : إزيك دلوقتى يا سامية ؟…. إزيك يا شروق؟

سامية : الحمد لله أحسن كتير

شروق : الحمد لله رب العالمين ……. إزيكم انتم ؟

ندى : الحمد لله بخير……….. إيه ده أذان الظهر يالا نصلي

سامية : حاضر ثواني وجاين

أسماء : بعد الصلاة عاوزاكى شوية يا سامية

سامية : خير فيه حاجة ؟!

أسماء : لا أبدا حاجة بسيطة كده

سامية : طيب !

وبعد انصراف ندى وأسماء

شروق : إيه يا بنتي ماروحناش معاهم ليه ؟

سامية : عادى يعنى

شروق : آه على فكرة أنا كلمت أسماء ع الميل أول أمبارح

سامية : إوعى تكوني قولتيلها حاجة

شروق : الصراحة دردشنا شوية وقلتلها على فكرتك في الحجاب

سامية : يه ليه كده….ومقلتليش ليه ساعتها ما أنا معاكى ع الميل أو ع الموبايل

شروق : عادى يعنى متحبكيهاش

سامية : عشان كده بقى هي عوزاني … طب هقولها إيه لو سألتني ؟

شروق : إيه يا بنتي انتى خايفة كده ليه قوليلها على فكرتك في الحجاب يمكن يكون عندك حق وتقدري تقنعيها بوجه نظرك

أرادت شروق بتلك الكلمات إثارة صديقتها لتخرج كل ما بداخلها حين تناقشها أسماء وندى

وبعد الفراغ من الصلاة بقيت كلا من أسماء وندى وشروق وسامية في المسجد وبدأ الحديث

تعالوا نرى ماذا دار ……..

أسماء : على فكرة يا سوسو شروق قلقتنا جدا عليكى …. خير كان عندك إيه ؟
إحنا مقدرناش نعرف منك حاجة لما اتصلنا بيكى

سامية : أبدا شوية ألم بسيط كده والحمد لله راح

أسماء : الحمد لله ….. أنا كلمت شروق في نفس اليوم وطمنتنى عليكى

سامية : آه ما هي قالتلى

ندى : على فكرة يا سامية أنا شفت ردك على الاستبيان وفيه نقطة لفت انتباهي

سامية باندهاش : نقطة إيه ؟

ندى : في إجابتك على السؤال بتاع مفهوم الشياكة

سامية : آه مالها الاجابة؟

ندى : يعنى انتى قولتى أنا استايل بالحجاب بتاعى ومش هغيره دلوقتى خالص
لانى مرتاحة كده وشايفة إنه لايق عليا ومقتنعة بيه ………. صح

سامية : ايوة ياندى فيها إيه يعنى ؟

أسماء : بصى يا قمر يمكن انتى رديتى على إجابتك دية باجابة تانية قبلها

سامية : إجابة إيه ؟

أسماء : في سؤال مواصفات الحجاب انتى قولتى لا يوافق
طيب ازاى انتى مقتنعة بلبسك مع انك عارفة انه مش موافق لمواصفات الحجاب ؟

سامية: ايوة أنا عارفة كده كويس بس أنا يا أسماء….أنا لسه صغيرة قوى ع الكلام ده

أسماء : صغيرة! …. انتى عندك 18 سنة صح ؟

سامية : آه صح

أسماء : طب ما أنا بردوا عندي 18 سنة

سامية : يا أسماء الحكاية كلها أنى مش مقتنعة بالفكرة أصلا

أسماء : طيب الأول بس لازم نعرف حاجة مهمة قوى والكلام لينا كلنا وأنا أولكم

شروق : حاجة إيه ؟

أسماء : كلنا والحمد لله مسلمين بس ياترى حد عارف مننا معنى الإسلام الحقيقي إيه ؟

شروق : ايوة إننا نرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا

أسماء : برافو عليكى …… وفيه تعريف لكلمة الإسلام نفسها وهى معناها الاستسلام والخضوع والانقياد لأمر الله تعالى وطالما الأمر كده فالمسألة مش مسألة إقناع يا سامية بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال

فالمسلم مش محتاج في كل تكليف ليه من ربنا لإقناع وسبب للتكليف ده…… وطالما الواحد زى ما قالت شروق رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا …. وطالما انه متأكد من كده يبقى لازم يوافق
تعرفوا إيه اللي الواحد لازم يسأل عنه ؟

سامية : إيه ؟

أسماء : ياترى التكليف ده ورد في القران ولا لاء ؟
لو كان ورد في القران يبقى لازم نقول سمعنا واطعنا عشان نحقق معنى الإسلام

سامية : طب لو كان حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم …. وأنا سمعت إن فيه أحاديث كثيرة جدا مش صح

أسماء : المفروض لو إننا وجدنا التكليف ده في أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم
إننا نتأكد من صحة الحديث

سامية : ازاى ؟

ندى : دية بقى يا سوسو مهمة العلماء ولو اثبتوا صحة الحديث
لازم نقول سمعنا وأطعنا بردوا

سامية : طب لو مكنش ورد هنا ولا هنا يبقى إيه الحل ساعتها

أسماء : نحتكم لأراء العلماء الموثوق فيهم كالائمة الأربعة
مثلا أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

ندى : يبقى الحكاية مش حكاية إقناع يا سوسو … سبحان الله تعرفوا إن الدين مش بيتجزأ،فالدين مش هيجيلك كله إلا إذا انتى خدتيه كله وهضربلكم مثل :
انتى مثلا يا سامية لما تعبتى وروحتي للدكتور وكتبلك الروشتة عملتي إيه بعدها ؟

سامية : اشتريت الدوا وأخدته

ندى : سبحان الله يعنى انتى اخدتى العلاج اللي وصفهولك الدكتور على طول من غير مناقشة صح

سامية : آه طبعا هو يفهم كتر منى

ندى : طب ده الدكتور، طب لو كان ربنا ..أكيد يعرف مصلحتنا أكتر مننا وأكتر من الدكتور، سبحان الله يعنى الواحدة مننا لما يقولها بشر زيها زيه حاجة متشكش فيه أبدا ، ولما ربنا يقولها حاجه تلاقى الكسل وطلب الإقناع دب فينا
ياه للدرجة دية ربنا هان علينا نطيع مخلوق ونعصى الخالق عز وجل

شروق : لا طبعا نطيع ربنا عشان كده لما نزلت آية الحجاب
وهي : بسم الله الرحمن الرحيم "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ"
والنبي-صلى الله عليه وسلم- حجّب نساؤه والصحابة علموا كده ، اتحجبوا على طول

أسماء : بارك الله فيكى يا شروق

سامية : ماشى بس أنا فيه حاجة كده وخايفة إنها تتقال عليّا

أسماء : حاجة إيه؟

سامية : من غير زعل ؟

أسماء وندى : طبعا من غير زعل

سامية : إن المحتجبات أصلا شكلهم وحش وهما بيداروا وحاشتهم بالحجاب ده
سواء عدم تناسق جسمهم اللي بيداروه باللبس الواسع أو الطرحة الطويلة ، أو حتي شكل وشّهم اللي في بنات بتداريه
وأنا خايفة إن الكلام ده يتقال عليا

أسماء تنظر لها بدهشة ثم رفعت يدها ، فخفق قلب سامية بشدة وأغمضت عيناها

وضعت يداها على وجهها

ترى ماذا فعلت أسماء ؟

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله




••~ الحلقة الخامسة ~••

حوار جريء

رأينا ما حدث في الحلقة الماضية من دفاع سامية عن حجابها وعدم اقتناعها بكلام أسماء وندي حتى وصلت إلى أمر سكت فيه الجميع منتظرا رد أسماء

حين قالت سامية أن المحجبات قبيحات رفعت أسماء يدها إلى وجهها وظنت سامية أن أسماء سوف تصفعها على وجهها لذا سارعت إلى وضع يديها على وجهها لتحمى نفسها

تعالوا نرى ما حدث و موقف كل واحدة منهم

سامية تضع يديها على وجهها وقد أغمضت عينيها
شروق تنتقل بصرها بين أسماء وسامية

ندى تنظر إلى سامية وتبتسم

أسماء : ههههههههههههههههه مالك يا بنتي فيه إيه ؟

سامية : هه أنا كنت فاكرة انك هتضربينى بالقلم

ندى : هههههههههههه ليه كده إيه اللي بتقوليه ده ؟

أسماء : ها ياستى إيه رأيك بقى ؟

تنظر سامية وشروق إلى وجه أسماء التي قد كشفت عنه والذي لم تكن تراه من قبل حيث أن سامية كانت دائما تتجنب الاحتكاك بأسماء

سامية : انتى أمورة قوى

شروق : إيه ده بسم الله ما شاء الله انتى أمورة قوى
وأنا اللي بوهم نفسي أنى حلوة

سامية : انتى بجد أموره قوى ….. بس ليه كده مش مبينة جمالك
دا أنا أول مرة أشوفك كده

أسماء : شكرا ليكم على المبالغة الرقيقة دية وأنا يا سامية قولتلك قبل كده انى قلت لأمر الله ورسوله سمعا وطاعة وأنا واثقة إن ربنا هيكافئنى

كان لفعل أسماء صدى عميق في نفوس شروق وسامية وبالأخص سامية لذا كانت تجد صدى لكلام أسماء وندى يتردد بداخلها فلأجل ذلك أنصت بكل اهتمام لكلامهن

شروق:طب وعلى كده محصلش معاكم إن حد اتهمكم بأنكم تبع الجماعة الفلانية أو العلانية ؟

أسماء :يا شوشو الإسلام فيه حزبين بس هما
حزب الحق و ده اللي ربنا بينصره عشان هو بينصر ربنا ، يعني بيطيعوا أوامره ومبيعملوش اللي نهى عنه

سامية : طب والحزب التانى ؟

ندى : الحزب التانى هو حزب الباطل، وده حزب أو ناس بتعصي ربنا وتملى الأرض بالفساد والظلم
ويقولوا لو أنتي اتحجبتى ده اسمه تخلف ورجعية ، وإن الحجاب ده استبداد وكلام فاضي من ده ………بس
تعرفي لو انتى التزمتى بأوامر الله ومنها الحجاب مثلا هتبقى ضمن حزب الحق المفلحين ولكن لما بقى تحطي في وشك ألوان وميك آب
وتلبسي الضيق واللي بيحدد جسمك ساعتها هتركبى سفينة الهلاك مع الناس اللي بتعارض فكر الإسلام حتى ولو كانوا مسلمين ، وهتبقى معاهم ضد دينك

شروق : إيه ده بجد ؟

أسماء : أيوه
شفتوا بقى يا حبايبى ازاى انتم بتهربوا من ربنا وتجروا على طريق الشيطان بالأفكار الغريبة دية وتبدلوا الحلو بالوحش

سامية : يعنى أفهم إن الحجاب ده عبادة كبيرة ؟

أسماء: طبعا يا سوسو عبادة ، وعبادة سامية كمان ياست سامية ملهاش دعوة بآراء الناس وأفكارهم ، واللي يختاره يبقى هو الصح ، لإن ده شرع
واللي شرعه هو العزيز الحكيم

شروق : بس الزن على الودان أمر من السحر وأنا على طول بسمع كلام بيوجعنى

ندى : في سبيل الله تعالى ورجاء رحمته والفوز بالجنة اضربي بأقوال شياطين الإنس والجن دول الحيطة
وامسكي وعضي بالنواجذ ( ضروسك ) على شرع الله واقتدى بأمهات المؤمنين أحسن من الاقتداء بغيرهم

سامية : يعنى هي التحجيبة اللي أنا لابساها دي متنفعش ؟

أسماء : لا للأسف ياسوسو متنفعش تعرفي ليه ؟

سامية : ليه ؟

أسماء :عشان محققتش شروط الحجاب

سامية : وإيه هي شروط الحجاب ؟

أسماء : شروطه يكون يبستر وكمان لازم يكون واسع مش بيبين حاجة خالص ويكون تقيل عشان ميوصفش اللي تحته وميكونش زى لبس الرجالة
واللي أهم من كده يكون بعيد عن لبس الغير مسلمين وكمان ميكونش حجاب من كل فيلم أغنية
تعرفي ليه ميكونش فيه كذا لون أو ألوان فاقعة قوى ؟

سامية : ليه ؟

أسماء:عشان الحجاب ده ربنا شرعه لإبطال النظرة المحرمة

شروق : يعنى اللي إحنا لابسينه ده مش حجاب ؟

ندى : لا ياحبيبتى دية تحجيبه مش حجاب ، الحجاب اللي قالت عليه أسماء اللي يبستر الجسم كله أما التحجيبة فدية اللي على الرأس بس

سامية : طب ازاى أنا هبقى شيك بالحجاب من غير مايكون ملون ومدندش كده …….. مش ربنا بيقول " خذوا زينكم عند كل مسجد " ؟

أسماء : صدق الله العظيم بس الآية انتى قولتيها مش في مكانها الصح

سامية : إزاى ؟

أسماء : أقولك إزاى …….الحجاب لازم ميكونش زينة في نفسه أو فيه ألوان تجذب النظر
ودليلي على كده إن الله عز وجل قال "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" صدق الله العظيم ،
أما الآية اللي انتى قولتيها " يابنى ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد " فديه موجهة للرجال والنساء بمعنى إننا لازم نلبس أفضل حاجة عندنا بما شرعه الله لنا ،
ودليلي على كده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا خرجت إحداكن فلا يقربن الطيب " بمعنى متحطش ريحه مش ديه بردوا من الزينة ،
بس من الزينة المحرمة خارج المنزل

ندى : ده مش معناه إننا نكون متبهدلين يعنى لكن لازم لبسنا ميلفتش النظر لينا

أسماء : وده حال أمهات المؤمنين ، تعرفي أمنا عائشة رضي الله عنها احتجبت وكانت صغيرة يعنى الكلام ده لينا ولا مش لينا يا سوسو؟

سامية : لينا طبعا…بس أنا والله بعمل حاجات حلوة كتير ومش بعمل حاجات وحشة

ندى :يا سوسو الدين ميقومش أبدا إلا لو الواحد شافه من كل جانب ليه ، يعنى لازم تقبلي قول الله ورسوله في كل حاجة
وإوعى تكوني زى اللي ربنا قال فيهم " أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون بعض فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب "

وغير كده انتى مقريتيش قول الله تعالى " وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" …
أطهر بقى لقلب مين خديجة وعائشة وفاطمة وأمهات المؤمنين أمال بقى إحنا قلوبنا عامله ازاى ؟؟؟؟؟

سامية : بس والله أنا كويسة ؟

ندى : وأنا قولتلك إنك وحشة؟ بس انتى فكرتينى بواحدة شايلة فوق رأسها قفة مليانة حسنات
بس مخرومة للأسف والحسنات عمالة تقع منها عشان مش ملتزمة بالحجاب ،
وعاوزاكى تعملي مقارنة بين عدد اللي شافوكى من غير الحجاب الصح من غير المحارم كل يوم مع عدد الحسنات ، ياترى قد بعض؟

وعلى فكرة المحتجبة ديه بتعمل الفطرة اللي هي الستر ، أما الاستثناء هو الكشف والتعري

أسماء : وخليكم فاكرين إن أول فتنة وقعت في الجنة من الملعون إبليس هي التعري من اللباس لأبونا آدم وأمنا حواء ،
وده اللي نفهمه من " فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" يعنى الستر معنى من معاني الحياء ومن الإيمان ، زى ما النبي صلى الله عليه وسلم قال

الله أكبر …الله أكبر …الله أكبر …الله أكبر

وهنا انقطع الحديث بأذان العصر وبعد الصلاة انصرف الجميع وظل الكلام يتردد في نفوس شروق وسامية حتى وصلا إلى منزلهما

وفى المساء وقفت سامية في شرفتها تعيد ما دار من كلام عن الحجاب ومدى اقتناعها بذلك
وفجأة حدث أمر كان من شأنه أن يطيح بكل ما فعلته أسماء وندى

ترى ما هذا الشيء؟

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة

انتظرونا




التصنيفات
الإتكيت و التجارب و النصائح المنزلية

الآداب النبوية في الطعام تضمن الصحة وعدم الخمول

خليجية
القاهرة: الآداب النبوية في الطعام والشراب تضمن الصحة الآمنة في شهر رمضان لذا يجب علي المسلم الالتزام بها وأولها التعجيل بالإفطار‏، فقد قال صلي الله عليه وسلم‏‏ "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر‏"، لأن المسلم في أمس الحاجة إلي أن يذهب الشعور بالظمأ والجوع‏,‏ والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم وما يصاحبه من هبوط عام‏,‏ وهذا ما لا تقبله الشريعة السماوية‏.‏

من الآداب الأخرى أن نفطر علي بضع تمرات وماء‏، كما جاء في الحديث "إذا أفطر أحدكم فليفطر علي تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور" وهذا لفوائد التمر الصحية‏,‏ فالمسلم يحتاج إلي مصدر سكري سريع الهضم يدفع عنه الجوع وهو سريع الامتصاص‏,‏ حيث يحتوي علي سكريات أحادية أو ثنائية‏,‏ ويلي التمر تناول الماء لحاجة الصائم له أيضا‏.‏

ونقلت صحيفة "الأهرام" عن الدكتور حسان شمس باشا‏ قوله ضرورة أن يكون الإفطار علي مرحلتين‏، فمن سن الرسول ( ص ) أنه كان يعجل بالإفطار ويعجل بصلاة المغرب ليكمل إفطاره بعد الصلاة‏,‏ والحكمة من وراء ذلك هو إدخال كمية بسيطة من الطعام للمعدة وتركها مدة دون إدخال طعام آخر‏,‏ وذلك يعتبر منبها بسيطا للمعدة والأمعاء ويزيل الشعور بالنهم والشراهة‏.‏

وينصح بتجنب الإفراط في الطعام‏، فتناول كمية كبيرة من الطعام يؤدي إلي انتفاخ المعدة وحدوث تلبك بها‏,‏ ويحدث الإنتفاخ ألما تحت الضلوع ويحدث الشعور بالخمول والكسل والنعاس‏,‏ حيث تتجه كمية كبيرة من الدم إلي الجهاز الهضمي علي حساب كمية الدم الواردة إلي أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.

د. حسان ينصح أيضا بتجنب النوم بعد الإفطار لما ينجم عن ذلك من كسل وخمول وحرمان الصائم من صلاة العشاء والتراويح‏.‏ كذلك يجب ألا يدخن الصائم في رمضان، وأخذ هذا الشهر فرصة للتوقف عن التدخين والإقلاع عنه إلي غير رجعة‏.‏

وأخيرا البركة في السحور‏، فقد أوصي صلي الله عليه وسلم بالسحور‏,‏ وأكد العلماء أن وجبة السحور مهمة وإن قلت فهي مفيدة في الحيلولة دون حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار وتحول كذلك دون حدوث العطش‏.‏

ويوصي د. حسان بأن تحتوي وجبة السحور علي أطعمة سهلة الهضم قليلة السكريات‏,‏ لأن السكريات يمكنها تنبيه إفراز الأنسولين بكمية تقل من مستوي سكر الدم للدرجة التي تحدث علامات إكلينيكية منخفضة جدا‏.‏




يسلمو ياعسل



يسلموؤوؤو



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

الآداب في تسمية الآبناء ~

خليجية

~ تحيتي ~




خليجية



مشكوره ياقلبي



نورتوا حبوبات



تسلمى يا قمر
الله يعطيك العافيه



التصنيفات
منتدى اسلامي

الآداب المرعية في الإجازات الصيفية *

الحمدُ للهِ عالمِ السرِّ والخفِيَّاتِ, وفَّقَ مَنْ شاءَ إلى اغتنامِ الأوقاتِ في الباقياتِ الصالحاتِ, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له شهادةً تُوصِلُنا إلى الجِنانِ الخالداتِ, وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ المؤيَّدُ بالآياتِ والمعجزاتِ, صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ الأئمَّةِ الثِّقاتِ, وعلَى تابِعيِهمْ بإحسانٍ مادامَتِ الأرضُ والسماواتُ.

أمَّا بعدُ:

فأوصِيكُمْ – أيهُّا الناسُ ونفسِي – بتقوَى اللهِ الجليلِ, فإنَّها لِلْجَنَّةِ خيرُ سبيلٍ, واقْنَعُوا مِنْ دنياكُمْ بالقليلِ, واستعِدُّوا ليومِ الرحيلِ, يقولُ اللهُ سبحانَهُ وتعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[1] .

لِلْمَوْتِ فاعملْ بجدًّ أيُّها الرجلُ …… واعلَمْ بأنَّكَ مِنْ دنياكَ مُرْتَحِلُ

إنَّ التَّقِيَّ جِنانُ الخُلْدِ مَسْكَـنُهُ …… ينالُ حُوراً عَلْيها التاجُ والحُلَلُ

والمجرمينَ بنارٍ لا خمُـودَ لهـا …… في كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الأوقاتِ تشتَعِلُ

معاشِرَ المسلمينَ:

مِنَ الظواهِرِ الاجتماعيَّةِ التي تستوجِبُ التنوِيهَ والتذكيرَ، ما يحصُلُ في هذِهِ الأيامِ مِنْ كلِّ عامٍ, حينَ تشتدُّ حرارةُ الصيفِ,ويُلْقِي بِسَمُومِهِ اللافِحِ علَى بعضِ أقطارِ المعمورةِ, مما يحمِلُ الناسَ علَى الهروبِ إلى المصايفِ والمتنزَّهاتِ, والفِرارِ إلى الشواطِىءِ والمنتجعاتِ, والعزمِ على السفرِ والسياحةِ والرحلاتِ, يوافِقُ ذلِكَ فراغٌ مِنَ الشواغِلِ, وتمتُّعٌ بإِجازَةٍ صيفيَّةٍ بعدَ عَناءِ عامٍ دراسِيٍّ كاملٍ.

إخوةَ الإسلامِ:

إنِّ الكثيرَ مِنَ الناسِ قَدْ أعدَّ برامِجَ لِشُغْلِ إجازاتِهِمْ, وقضاءِ وقتِ فراغِهمْ, يترجِمُ ذلكَ التزاحمُ علَى مكاتِبِ الحجوزاتِ والمطاراتِ, للسفرِ عبْرَ الأجواءِ والمحيطاتِ, في مراكِبَ تمخرُ عُبابَ الجوِّ والبحرِ والفيافِي لِشتَّى القاراتِ, لِذا أستلطِفُكمْ- يارعاكمُ اللهُ – لِنضعَ هذِهِ القضيَّةَ علَى الميزانِ الشرعيِّ, معَ تلميحٍ يسيرٍ إلى واقِعِ بعضِ الناسِ فيها, وبيانِ الآثارِ السلبيَّةِ, عِنْدَ غيابِ الضوابِطِ الشرعيَّةِ, في هذِهِ القضايا الواقِعيَّةِ.

واعلَموا أنَّ مهمَّةَ الإنسانِ في هذِهِ الحياةِ عبوديَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ, ومراقبتُهُ أينَما كانَ العبدُ وحيثُما حَلَّ, يقولُ اللهُ تعالَى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}[2]، ويقولُ سبحاَنهُ: {وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}[3]،فإذا فرَغَ الإنسانُ مِنْ شواغِلِ الدُّنيا, فَلْيَتزوَّدْ مِنْ غايَةِ وجودِهِ وهِيَ عبادةُ اللهِ تعالَى، وَلْنعلمْ أنَّ الوقتَ مادةُ الحياةِ, وأنَّ الزمنَ وِعاءُ العُمُرِ, فالواجبُ استغلالُهُ في مَرْضاةِ اللهِ, وشَغْلُهُ بطاعتِهِ سبحانَه, فإنَّ الإنسانَ مسؤولٌ عَنْ وقتِهِ فِيما أمضاهُ, وعَنْ عُمُرهِ فِيما أفناهُ, وعَنْ شبابِهِ فيما أبْلاهُ, فهل يستَوِي مَنْ يشغلُ وقتَهُ بالطاعَةِ بِمَنْ يدُنِّسهُ بالمعصيَةِ؟ كلاَّ، يقولُ اللهُ تعالَى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ}[4]ويقولُ سبحاَنهُ: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[5].

والوَقْتُ أنفَسُ ما عُنِيتَ بحفْظِهِ 0000وأَراهُ أسْهَلَ ما عليكَ يَضِيعُ

يقولُ ابنُ القيِّمِ: السنةُ شجرةٌ, والشهورُ فروعُها, والأيامُ أغصانُها, والساعاتُ أوراقُها, والأنفاسُ ثِمارُها, فمَنْ كانَتْ أنفاسُهُ في طاعةٍ فثمرةُ شجرتِهِ طيِّبةٌ, ومَنْ كانَتْ أنفاسُهُ في معصِيَةٍ فثمرةُ شجرتِهِ حَنْظَلٌ, وإنَّما يكونُ الجِذاذُ يومَ الميعادِ, فعِنْدَ الجِذاذِ يتَبيَّنُ حُلْوُ الثمارِ مِنْ مُرِّها. وعَنِ ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قالَ: "نِعْمَتانِ مغبونٌ فِيهما كثيرٌ مِنَ الناسِ: الصحَّةُ والفراغُ"أخرجَهُ البخاريُّ[6], وكَمْ كانَ الفراغُ سبباً للانحرافِ وسوءِ الحالِ, عِنْدَ عَدَمِ حُسْنِ الاستثمارِ والاستغلالِ, فهوَ مِنَّةٌ ونَعْماءُ, لكنْ إذا استُغِلَّ في معصيةِ اللهِ فهوَ نِقْمَةٌ وبلاءُ.

أَلا وإنَّ دينَكُمُ السَّمْحُ لا يحجُرُ علَى أتباعِهِ, أنْ يُروِّحوا عَنْ أنفسِهِمْ, أوْ يُدْخِلوا السرورَ علَى أهلِيهِمْ وأبنائِهمْ, فالترفِيهُ البريءُ والترويحُ المباحُ لاغَضاضَةَ علَى الإنسانِ فيهِ, بَلْ قَدْ يكونُ مطلوباً شرعاً,كما جاءَ في حديثِ حَنْظَلَةَ:"ولكنْ ساعةٌ وساعةٌ" أخرجَهُ مسلمٌ[7], يقولُ عليٌّ – رضي الله عنه -:"رَوِّحوا عَنْ قلوبِكمْ, فإنَّ القلوبَ إذا كلَّتْ ملَّتْ, وإذا ملَّتْ عَمِيَتْ", أمَّا أنْ يُسْتَغَلَّ ذلِكَ فيما يُضعِفُ الإيمانَ, ويوقِعُ في الذنوبِ والعصيانِ, ويجلِبُ سَخَطَ الديَّانِ, فذلِك هوَ الخُسْرانُ.

إخوةَ الإيمانِ:

إنَّ السفرَ لهُ فوائِدُهُ العِظامُ، في النفوسِ والعقولِ والأجسامِ, بَلْ قَدْ يكونُ مطلوباً لمقاصِدَ ومهامَّ, فالماءُ الدائمُ يَأْسَنُ, والشمسُ لَوْ بَقيَتْ في الأُفُقِِ واقِفةً لملَّتْ, والنفسُ لَوْ وُطِّدَتْ علَى مكانٍ ضاقَتْ وكلَّتْ, وعَنْ بديِع صُنْعِ اللهِ غفَلَتْ.

يقولُ بعضُ السلَفِ: "مِنْ فضائِلِ السَّفَرِ أنَّ صاحِبَهُ يرَى مِنْ عجائِبِ الأمصارِ, وبدائِعِ الأقطارِ, ومحاسِنِ الآثارِ, ما يزيدُهُ عِلْماً بِقُدْرةِ الواحِدِ القهَّارِ, ويَدْعوهُ شكراً علَى نِعَمِهِ الغِزارِ".

تِلْكَ الطبيعةُ قِفْ بِنا ياسَارِ 0000حتَّى أُرِيكَ بَدِيعَ صُنْعِ البارِي

فالأرضُ حَوْلَكَ والسماءُ اهتزَّتا000 لِروائِعِ الآياتِ والآثارِ

وَليحذَرِ المسافِرُ أنْ يتَّجِهَ إلى أماكِنِ المنكراتِ الظاهِرَةِ, والفسادِ المُعْلَنِ، وهَلْ يُلْقَى الحَمَلُ الودِيعُ في غاباتِ الوحوشِ الكاسِرَةِ, والسِّباعِ الضارِيَةِ؟ وكَمْ كانَ أسلافُنا يَجوبونَ الأرضَ شَرْقاً وغرباً, جِهاداً في سبيلِ اللهِ, وطَلَباً لحديثِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -, ودعوةً إلى دينِ اللهِ, بأفواهِهِمْ وأفعالِهِمْ وسلوكِهِمْ، إنَّنَا جميعاً مَعَ السفرِ والسياحَةِ بمفهومِها النظيفِ, وبمقصودِها الحَسَنِ الشريفِ, وإِدْخالاً للسرورِ علَى الأهلِ والأولادِ، مَعَ اجتنابِ معصِيَةِ ربِّ العِبادِ, وَلْنحذَرْ أمراضَ الأُمَمِ المعاصِرَةِ, والولوغَ في مياهِهِمُ العَكِرَةِ، وهَذا لا يمكنُ أنْ يقبلَهُ أمثالُكُمْ مِنْ ذَوْي النفوسِ المؤمنَةِ, وأربابِ المجتمعاتِ المحافِظَةِ.

حياءَكَ فاحفظْهُ عَلَيْكَ فإنمَّا000 يَدُلُّ علَى وَجْهِ الكريمِ حياؤُهُ

حَذارِ أَنْ يَفْهَمَ العالَمُ عَنِ المسلمينَ وشبابِهمْ, أنَّهمْ أربابُ شهواتٍ, وصَرْعَى مَلَذَّاتٍ, بَلْ أَفْهِموهُمْ بِسلوكِكُمْ أنَّكمْ حَملَةُ رِسالَةٍ, وأربابُ شَرَفٍ وغايةٍ, وأصحابُ شريعةٍ خالدةٍ, ودِينٍ يَرْعَى العقيدةَ والأخلاقَ السامِيَةَ.

باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ، ونفعَنِي وإيَّاكمْ بِهَدْيِ النبَّيِّ الكريمِ، عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأزكَى التسليمِ، أقولُ قوليِ هَذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكمْ ولسائِرِ المسلمينَ فاستغفروهُ إنَّه هوَ الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ الذي أنعمَ وأسدَى, والشكرُ له على آلائِهِ التي لا نُحصِي لها عَدًّا, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ أكْرِمْ بهِ رسولاً وعبداً, صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبِهِ الذين أكسبَهُمْ شَرَفاً ومجداً, والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بأَمْثلِ طريقةٍ وأقومِ سبيلٍ وأهدَى.

أماَّ بعدُ:

فيا عِبادَ اللهِ: اتقوا اللهَ في أنفسِكمْ وأهليِكُمْ, وفي أولادِكمْ ومَنْ تَحْتَ أيدِيكُمْ, اتقوهُ فإنَّه للخيرِ يَهديكُمْ, ومَنِ الشرِّ يَقيكُمْ, وفي جِنانِ الخُلْدِ يُؤويكُمْ, يقولُ اللهُ سبحانَهُ: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}[8].

معاشِرَ المسلمينَ

الشبابُ عِمادُ الأُمَّةِ, وقلبُها النابِضُ, هُمْ جيلُ اليومِ, ورجالُ المستقبلِ, وبناةُ الحضارَةِ, وصُنَّاعُ الأمجادِ, وثمراتُ الفؤادِ, وفلذاتُ الأكبادِ، فلابدَّ لنا مِنْ تربيتهِمْ تربيةً صحيِحةً, وشَغْلِ أوقاتِهمْ بطريقةٍ متوازِنَةٍ, فهذِهِ الأشهرُ التي يمرُّونَ بها في فَراغٍ مِنَ المشاغِلِ الدراسيَّةِ, لابدَّ أنْ يستثمِرَها أولياءُ أمورِهمْ في برامِجَ حافلَةٍ, تُكسِبُهمُ المهاراتِ, وتُنَمِّي فيهمُ القُدراتِ, تُقوِّيِ إيمانَهم, وتُصْقِلُ فِكرَهمْ, وُتثْرِي ثقافَتَهُم, حتىَّ لا يقَعوا فريسةَ الإنترْنِتِ وشبكاتِ المعلوماتِ, وضحايا لِسيِّءِ القَنواتِ والفضائِيَّاتِ.

أيُّها المسلمُ الكريمُ:

لِتعلَمْ أنَّك مراقَبٌ مِنْ قِبَلِ ربِّكَ ومولاكَ, فلا يَراكَ حيثُ نَهاكَ, ولاَ يفْتقِدُكَ حيثُ أمرَكَ, فاللهُ مُراقِبٌ لنا في الحِلِّ والتِرْحالِ, وعلَى كُلِّ حالٍ, ثُمَّ إنَّ شِدَّةَ الحرِّ في هذِهِ الدنيا, يجبُ أنْ تُذكِّرَ بحرِّ الآخرةِ، فشدةُ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جهنَّمَ، فهلْ اعتَبْرنا ونحنُ مشغولونَ في هذِهِ الدارِ,عَنْ تِلكُمُ النَّارِ, فأخَذْنا بأسبابِ النَّجاةِ مِنْ دارِ البوارِ, وأحسنَّا الفِرارَ إلى العزيزِ الغَّفارِ؟.

ثُمَّ صَلُّوا وسلِّموا- رحِمَكمُ اللهُ – علَى خيرِ الورَى طُرّاً , وأفضلِ الخليقَةِ شَرَفاً وطُهْراً، صلاةً تكونُ لكمْ يومَ القيامةِ ذُخْراً،فقَدْ أمرَ ربُّكمْ تعالَى في تَنْزِيلٍ يُتْلَى ويُقْرَا، فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[9].

اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ علَى محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحِبهِ أجمعينَ، وعلَى التابعينَ ومَنْ تَبعِهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، وعنِّا معهمْ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ اجعلْ خيرَ أعمارِنا أواخِرَها، وخيرَ أعمالِنا خواتِمَها، وخيرَ أيّامِنا يومَ نَلْقاكَ، اللهمَّ وفِّقْنا لاغتِنامِ الأوقاتِ بِالباقياتِ الصالحاتِ، ومُنَّ علينا مِنْ لَدُنْكَ بواسِعِ الرحَماتِ، واكتبْ لنا الدرجاتِ العُلَى في الجنَّاتِ، اللهمَّ اغفرْ لِلمؤمنينَ والمؤمناتِ، والمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ مِنْهم والأمواتِ إنَّكَ قريبٌ سميعٌ مجيبُ الدعواتِ، اللهمَّ وَفِّقْ أميرَ البلادِ وولِيَّ عهْدِهِ لِهُداكَ، واجعلْ عملَهُما في رِضاكَ، وألبسْهُما لِباسَ العافيةِ والإيمانِ، اللهمَّ اجعلْ هذا البلدَ آمنًا مُطْمئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلادِ المسلمينَ, وَتَقبَّلِ اللهمَّ شُهَداءَنا وَشُهَداءَ المسلمينَ أَجمعينَ، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.




جزاك الله خير الجزاء تقبلي مرور محبتك "الوان الطيف"



جزاك الله كل خير حبيبتي



ما شاء الله

موضوع فى غاية الاهمية

جزاكى الله خيرا حبيبتى




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

آداب الوضوء الآداب الإسلامية

28 – آداب الوضوء

الوضوء شرط لصحة الصلاة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ المائدة 6.

وهو تطهير للأعضاء الظاهرة بالماء تمهيدا للدخول في الصلاة، واستعدادا لمناجاة الله تعالى، وعلامة على تطهير الجوارح من الخطايا والذنوب، وتنظيف القلب مما يشغل عن الله تعالى من الغفلات والمحرمات

قال أحد العلماء: اعلم أنك إذا توضأت فإنك ستزور ربك عز وجل فعليك أن تتوب إليه، لأنه جعل الغسل بالماء مقدمة للغسل من الذنوب.
فإذا تمضمضت فطهر لسانك من الكذب والغيبة والنميمة، فإنما خلق لسانك لذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، ولترشد به خلقه وتظهر به ما في نفسك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه، فإن جوارحك نعمة، والاستعانة بالنعم على المعاصي غاية الكفران
فإذا استنشقت فطهر أنفك من أن تشم محرما
فإذا ظهرت وجهك فطهر نظرك من ثلاث: أن تنظر الى محرم، أو الى مسلم بعين الاحتقار، أو الى عيب أحد فإنما خلقت العينان لتهتدي بهما في الظلمات، وتستعين بهما في الحاجات، وتنظر بهما الى عجائب ملكوت الأرض والسموات، فتعتبر بهما بما تراه من الآيات..
وإذا طهرت يديك بالماء فطهرهما من أن تؤذي بهما مسلما، أو تتناول مالا محرما، أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به، فإن القلم أحد اللسانين فاحفظه عما يجب حفظ اللسان عنه
وإذا مسحت رأسك فاعلم أن مسحه امتثال لأمر الله، والخضوع لجلاله، والتذل بين يديه، وإظهار الافتقار إليه
وإذا طهرت بين رجليك فطهرهما من المشي الى حرام

فقد قال : ( ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عما أراد بها ). رواه أبو نعيم في الحلية.

هذا هو الوضوء الصالح، الذي قال عنه النبي :
من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من أظفاره رواه مسلم عن عثمان.

وهذه طائفة من الآداب الإسلامية في الوضوء.

1 – ابتداء الوضوء بتسمية الله تعالى.
عن أبي هريرة أن رسول الله قال:لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى رواه أبو داود.

2 – الهدوء وحضور القلب أثناء الوضوء، لأن السكينة والخشوع في الوضوء مقدمة للخشوع في الصلاة.

3 -استعمال السواك عند كل وضوء، لأنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.
عن أبي هريرة عن النبي قال:لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء رواه البخاري.

4 – تجنب الكلام والضحك واللعب بالماء أثناء الوضوء.

5 – تجنب لطم الوجه والرأس بالماء لطما.

6 – تجنب نفض اليدين بعد الوضوء ورش الماء.

7 – الحرص على إسباغ الوضوء زيادة على الفرائض، الى العضدين وأنصاف السوق، وخاصة في أوقات البرد، لأنه نور المؤمن وحليته يوم القيامة.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط رواه مسلم.

وعنه قال: سمعت خليلي يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء رواه مسلم.

8 – الانتباه الى تبليغ الوضوء، وإيصال الماء الى ثنايا الجلد والأعقاب وبين الأصابع.
عن أنس قال: رأى النبي رجلا وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء. فقال له: ارجع فأحسن وضوءك رواه أبو داود والنسائي.

9 – الدعاء بما ورد عن السلف الصالح أثناء غسل كل عضو.
فيقول بعد التسمية: الحمد لله الذي جعل الماء طهورا.
ويقول عند المضمضة: اللهم اسقني من حوض نبيك كأسا لا أظمأ بعده.
ويقول عند الاستنشاق: اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك.
ويقول عند غسل الوجه: اللهم بيذ وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
ويقول عند غسل اليدين: اللهم اعطني كتبي بيميني، اللهم لا تعطني كتابي بشمالي.
ويقول عند مسح الرأس: اللهم أظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
ويقول عند مسح الأذنين: اللهم اجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ويقول عند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزلّ الأقدام.

10 – الدعاء بما ورد عن النبي :
عن عمر أن رسول الله قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيّها شاء رواه الترمذي.

11 – يستحب صلاة ركعتين بعد كل وضوء إن لم يكن وقت صلاة راتبة.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه وجهه عليهما إلا وجبت له الجنة رواه مسلم وأبو داود.

12 – الاعتدال في استخدام الماء، وتجنب صب الماء من غير حاجة، أو الزيادة في الغسل على ثلاث مرات. فهو إسراف.
عن سعد قال: مرّ عليّ رسول الله وأنا أتوضأ فقال: لا تسرف. قلت: يا رسول الله أفي الماء إسراف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار. رواه ابن ماجه.

13 – المحافظة على الوضوء بعد كل حدث، لأن الوضوء هو السلاح الروحي للمؤن، فهو يستديم عليه ليدفع عن نفسه الشرور والغفلات، والآثام والمحرمات، وليكون مستعدا للصلاة وتلاوة القرآن.
عن أنس مرفوعا قال: إن استطعت أن تكون أبدا على وضوء فافعل




خليجية

خليجية

خليجية