التصنيفات
منوعات

حسن التعامل مع الأولاد

د. بدر عبد الحميد هميسه
hamesabadr@.com

أولادنا هم القطعة الغالية من قلوبنا وأرواحنا ، هم دمنا وأكبادنا التي تمشى على الأرض ، هم امتدادنا في هذا الوجود .
أولادنا هم تلك السنابل الخضراء في صحراء حياتنا ، هم العين الثرة الصافية والوحيدة في صحراءنا هم الظل الوارف الذي نفئ إليه عند الهجير ، هم النور الذي يتلألأ في أعيننا فنبصر ونرى وقد لا يتمنى الإنسان الحياة لنفسه ؛ لكنه يطلبها لأولاده ، قد لا يطلب السعادة لنفسه ؛ لكنه يرجوها لأولاده فهم زينة الحياة الدنيا ، وفتنة واختيار يرى الله من خلاله نجاحنا أو فشلنا . هم قرة أعيننا ، ومهج أرواحنا ، إذا حللنا كانت سعادتنا في أن تمتع أعيننا كل لحظة برؤيتهم ، لا نشبع إلا إذا شبعوا ، ولا ننام إلا إذا ناموا ، ونكسوهم ونتعرى ، ندفئهم ولا نبالى أن يأكلنا البرد .
إذا ارتحلنا تركنا أرواحنا معهم ، فلا نهنأ في غربتنا بطعام ولا شراب ولا نوم ، فإذا ما أكلنا وجدناهم على مائدة الطعام ، وإذا تقلبنا في الأسرة شغلنا بهم فخاصمنا النوم .
قد لا يحب الإنسان لشقيقه أن يراه أفضل منه وأعلى منه ، ولكنه يرجو ذلك لولده ، بهم تحلو الحياة ، وبوجودهم يستجلب الرزق وتتنزل البركات والرحمات .
قال حِطَّانُ بنُ الْمُعَلَّى:

لَوْلاَ بُنيَّاتٌ كَزُغْبِ الْقَطَا * * * رُدِدْنَ مِنْ بَعْضٍ إلَى بَعْضِ
لَكانَ لِي مُضْطَرَبٌ وَاسِعٌ * * * فِي الأَرْضِ ذاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ
وَإنما أوْلاَدُنَا بَيْنَنا * * * أكْبَادُنَا تَمْشِي عَلى الأرْضِ
لَوْ هَبَّتِ الرِّيحُ عَلى بَعْضِهِمْ * * * لاَمْتَنَعَتْ عَيْني مِنَ الْغَمضِ

وغضب معاوية على يزيد فهجره، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا أكبادنا، وثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، وبهم نصول على كل جليلة. إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوك فأعطهم، وإن لم يسألوك فابتدئهم، ولا تنظر إليهم شزراً فيملو حياتك، ويتموا وفاتك.
ولأهمية الأولاد في حياتنا فقد أمرنا الله عز وجل بأن ندرك قيمة هذه المسئولية الكبرى ، فنعمل من البداية على تنشئهم تنشئة طيبة صالحة قال جل شأنه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . التحريم : آية : 6 .
وفى حديث أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نَحَلَ والد ولداً من نُحْلٍ أفضل من أدب حسن " . رواه الترمذي ، ونحل : أعطى ، ونحل : عطية وهبة ابتداء من غير عوض .
والصبي حينما يولد فإنه " يولد على الفطرة الخالصة ، والطبع البسيط فإذا قوبلت نفسه الساذجة بخلق من الأخلاق نقشت صورته في لوحة ثم لم تزل تلك الصورة تمتد شيئاً فشيئا حتى تأخذ بجميع أطراف النفس وتصير كيفية راسخة فيها مائلة لها من الانفعال بضدها " . محمد نور عبد الحفيظ سويد : منهج التربية النبوية للطفل ص 157 .
ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم بتعهد الصغار منذ البداية ويربطهم ابتداءً بطاعة الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشرٍ . ". رواه أحمد وأبو داود والحاكم ، وإسناده حسن.
فالتأديب كما قيل مثله كمثل البذر ، والمؤدب كالأرض ، فمتى كانت الأرض رديئة ضاع البذر فيها ومتى كانت صالحة نشأ ونما ، فتأمل بفراستك من تخاطبه وتؤدبه وتعاشره ، ومل إليه بقدر صلاح ما ترى من أوابه .
قال الشاعر : صالح بن عبدالقدوس :

وإن من أدبته في زمن الصبا * * * كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقا ناضرا * * * بعـد الذي أبصرت من يبـسـه
والشيخ لا يترك أخلاقه * * * حتى يوارى في الثرى رمسـه
إذا ارعوى عاد إلى جهلـه * * * كذي الضنى عادا إلى نكسـه

وديننا الحنيف ، وشريعتنا الإسلامية حوت خصال الخير والأدب لتقويم الأحداث ، وتعهدهم منذ الصغر ، قال ابن مسكويه : " والشريعة هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال المرضية ، وتعد نفوسهم لقبول الحكمة وطلب الفضائل المرضية ، والبلوغ إلى السعادة الإنسية بالفكر الصحيح والقياس المستقيم " انظر : تهذيب الأخلاق لابن مسكويه ص 29 .
والآداب التي يتعامل بها الإنسان مع الناس في كبره هي صدى مباشر لما تعلمه في صغره . فماذا ننتظر من طفل عودناه منذ الصغر أن يطلب ما يطلب بأدب ؛ فيقول " من فضلك أعطني كذا " ولمن أعطاه يقول : جزاك الله خيراً ، أو شكر الله لك ، وإذا أخطأ نأسف واعتذر فماذا انتظر منه حينما يكبر ، إن ما نراه في الناس من سوء خلق وندرة أدب ، وجفاء في المعاملة ، لهو نتيجة طبيعية لسوء التأديب في الصغر . ورسولنا الكريم حينما كان يقبل الأطفال ويحنو عليهم ، كان يهدف من ذلك : غرس خلق الرحمة في نفوسهم ، وهذا الأعرابي الذي لم يعجبه تقبيل النبي لصبيانه فاستفهم متعجباً ومستنكرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أو أملك لك إن نزع الله من قلبك الرحمة ". البخاري : الأدب المفرد ص 35 .
وفى رواية لأبى هريرة أن صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن على وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت فيهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " من لا يرحم لا يرحم " . البخاري : الأدب المفرد ص 35 .
لذا فقد كان صلى الله عليه وسلم كلما مر بصبيان هش لهم وسلم عليهم. إنه الأدب النبوي الرفيع في التأديب والتهذيب .
وأول شئ كان يفعله النبى فى تربية الأطفال أنه كان يزرع فيهم ابتداء معنى التوحيد الخالص لله عز وجل وأن يتجه الإنسان فى كل شئ إلى ربه وخالقه ، حتى لا يصير ذنبا فى خلق الله بعد ذلك .
أخرج التذمرى عن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال : كنتُ خلق النبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال : " يا غلام .. إنى أعلمك كلمات :
– احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك .
– وإذا سألت فاسأل الله .
– إذا استعنت فاسعن بالله .
– واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف " أخرجه أحمد (1/293 ، رقم 2669) ، والترمذي (4/667 ، رقم 2516) وقال : حسن صحيح . والحاكم (3/623 رقم 6302) رقم : 7957 في صحيح الجامع .
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعود الأطفال على الصلاة خلفه حتى يشبوا على عبادة الله تعالى .
أخرج البخاري والترمذي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير وهو – فطيم – وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير, والنغير طائر كان يلعب به .
يقول أنس بن مالك "وربما حضرت الصلاة وهو فى بيته فيأمر بالبساط الذى تحته فينكس ثم ينفخ ، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلى بنا " .
وفى حديث عبدالله بن عباس أنه بات عند ميمونه أم المؤمنين وهى خالته قال : فاضجعت فى عرض الوسادة ، واضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله فى طولها فنام حتى انتصف الليل ، أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح وجهه بيده ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها ، فأحسن وضوءه ثم قام يصلى . قال ابن عباس : فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذنى اليمنى ففركها وصلى ركعتين ثم ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح ". رواه ابن حزيمة في صحيحه ( 3/89 ) .
وعلى هذا الهدى النبوى الكريم ربى الصحابة أولادهم . وأول ما ينبغى أن يربى الأطفال عليه عبودية الله وتوحيده ، والأخلاق الكريمة وأول هذه الأخلاق الحياء . قال ابن مسكوية : " ولذلك أول ما ينبغى أن يتفرس فى الصبى ، ويستدل به عقله الحياء ؛ فإنه يدل على أنه قد أحس بالقبيح ، ومع احساسه به هو يحذره ويتجنبه ، ويخاف أن يظهر منه أو فيه ". ابن مسكويه : تهذيب الأخلاق ص 48 .
ثم بعد ذلك يعود على الآداب العامة مثل أدب الحديث ومخاطبة الكبار ، وأدب العطاس ، والتثاؤب فيعلم علم الحمد الله ثم إذا قيل له يرحمك الله ، أو بورك فيك ونحوه ن ويعلم الرد .
إلى غيرها من الآداب التى فصل القول فيها الفقهاء والمربون .
حكى عن محمد بن على القصار : أنه كان له أهل وولد ، وكانت له ابنة ، وكان جماعة من أصدقائه عنده يوما ، فصاحت الصبيه : يارب السماء يزيد العنب ، فضحك محمد وقال : قد أدبتهم بذلك حتى إذا احتاجوا إلى شئ يطلبونه من الله تعالى. الطوسى : اللمع ص 264 .
وهذه بعض وصاياهم لأبنائهم : قال رويم بن أحمد البغدادى لابنه : يا بنى اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقا ، أى استكثر من الأدب حتى تكون نسبته فى سلوكك من حيث الكثرة كنسبة الدقيق إلى الملح الذى يوضع فيه ، وكثير من الأدب مع قليل من العمل الصالح ، خير من كثير من العمل قلة الأدب "المحاسبي : رسالة المسترشدين ص 31 .
وقال إبراهيم بن الحبيب بن الشهيد ، قال لى أبى أئت الفقهاء والعلماء ، وتعلم منهم ، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم فإن ذاك أحب لى من كثير من الحديث " . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي ج1 ص 17 .
وقال بعض السلف لابنه : لأن تُعلم بابا من الأدب أحب إلى من أن تتعلم سبعين بابا من أبواب العلم " السمعانى : أدب الإملاء والاستملاء ص 11 .
وفى الحديث الشريف عن ابن عباس : أكرموا أولادكم واحسنوا أدبهم (رواه ابن ماجة) .
فالأب يستطيع أن يرقى بسلوك أولاده صعدا فى مدراج المثل العيا والمكارم الإنسانية الرفيعة ، والأب العاقل هو الذى يعرف كيف يتسرب إلى قلوب ابنائه ليغرس فيهم قيم الإسلام وآدابه النبيلة دون أن يرهقهم ، أو يجعلهم يحسون بالملل ، وهو فى ذلك تارة يربى بالموعظة ، وتارة بالقدوة ، وأخرى بالاثارة .
وهو في كلٍ مفتح العينين على سلوكياتهم وأخلاقهم ، وينمى ما فيها من خير وجمال ، ويعدل ما يحتاج إلى تعديل ، ويزيل ما يحتاج إلى إزالة ، وهكذا حتى يخرج للمجتمع جيلاً يؤمن برسالته ويعيش لقضايا أمته .
ولا ريب أن التربية السليمة هى الأساس الأول لصلاح المجتمع فالسلوكيات الدخيلة على المجتمع المسلم ما هى إلا أثر من أثار اختلال موازين التربية ، والتربية ليست مسئولية البيت وحده ؛ بل هى مسئولية يشترك فيها الجميع : البيت والمدرسة والمسجد ، والتلفاز ، والمذياع وكل أجهزة الأعلام.




خليجية



التصنيفات
منوعات

تجنيب الأولاد السهر في رمضان

<DIV id=post_message_349215>

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

من الظواهر السلبية التي عمَّت كثيراً من بلاد المسلمين ظاهرة السهر إلى ساعات متأخرة من اليل، ذلك أننا – ولأسف الشديد – نجد من يسهر إلى ساعات متأخرة من اليل على أشياء حقيرة تافهة، بما يتضمن تضيعاً للأوقات الفاضلة، والتفريط فيما يتاح فيها من الخير، وحرمان نفسه من صلاة القيام في آخر اليل مما يكون فيه من بركات وكرامات وهبات، وتضيعاً لصلاة الصبح، وزهداً في عطاءات الله لعباده المصلين الداعين المستغفرين في الأسحار مما ينزل إليهم إكراماً وإنعاماً.
والسهر فيما لا نفع فيه قد نهى عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، حيث "كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها"1، وجاء في حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: "ما نام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل العشاء، ولا سمر بعدها"2، ولما سمعت – رضي الله عنها – عروة يتحدث بعد العشاء قالت: "ما هذا الحديث بعد العتمة؟ ما رأيت رسول الله راقداً قط قبلها، ولا متحدثاً بعدها، إما مصلياً فيغنم، أو راقداً فيسلم"3.
وكان – عليه الصلاة والسلام – يذم السهر، ويحذر منه، ويزجر عنه فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله يجدب – يذم ويعيب – لنا السمر بعد العشاء"4، وقال – عليه الصلاة والسلام : ((إياك والسمر بعد هدأة الرجل))، وفي رواية: ((بعد هدأة اليل، فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه))5، وعن أبي برزة الأسلمي – رضي الله عنه – "أن رسول الله كان يستحب أن يؤخر من العشاء، وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها"6؛ يقول ابن حجر – رحمه الله – ذاكراً العلة في ذلك: "لأن النوم قبلها – أي العشاء – قد يؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقاً، أو عن الوقت المختار، والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح، أو عن وقتها المختار، أو عن قيام اليل، وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يضرب الناس على ذلك، ويقول: "أسمراً أولَ اليل، ونوماً آخرَه؟!".
وإذا تقر أن علَّة النهي ذلك فقد يفرق فارق بين اليالي الطوال والقصار، ويمكن أن تحمل الكراهة على الإطلاق حسماً للمادة، لأن الشيء إذا شرع لكونه مظنة قد يستمر فيصير مئنة" انتهى كلامه – رحمه الله تعالى –7، ويقول الإمام النوي – رحمه الله -: "واتفق العلماء على كراهة الحديث بعد العشاء إلا ما كان في خير"8.
وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسمر أحياناً في بعض مصالح المسلمين كما يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: "كان رسول الله يسمر عند أبي بكر اليلة في الأمر من أمور المسلمين وأنا معه"9، وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا سمر إلا لأحد رجلين: لمصلٍ أو مسافر))10، وأخرج أبو يعلى عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: "السمر لثلاثة: لعروس، أو مسافر، أو متهجد باليل"11.
وعليه فخلاصة القول في السهر أنه مذموم إلا إذا كان فيه مصلحة؛ كمؤانسة أهل، أو محادثة ضيف، أو مدارسة علم، أو قيام ليل، أو محاولة إيجاد حلول لمشاكل هذه الأمة، والسعي في رقيِّها، أو ما أشبه ذلك.
والسهر مذموم في حق الكبار والصغار، ولكننا هنا نخص بالذكر "سهر الأولاد في رمضان"، في سهرهم إضافة إلى ما سبق من المفاسد؛ أنهم إذا سهروا فقد لا يذهبون للدراسة، وإن ذهبوا فسيبقون في المدرسة يصارعون النوم، ولا يعون ما يلقى عليهم من الدروس، لأن في السهر إرهاق للبدن وما أشبه ذلك.
ومشكلة سهر الأولاد في اليل مشكلة كبيرة تتطلب من الجميع البحث عن أسبابها، والدوافع التي تدعو إليها، ومن ثم التفكير بجدية في وضع الحلول المناسبة والعلاج الناجع للقضاء عليها، والتخلص من سلبياتها وأضرارها؛ لأن تلك المشكلة لها أضرار عظيمة جسيمة ليست على الأولاد فقط؛ بل تمتد إلى أسرهم ومجتمعاتهم، وطنهم وأمتهم؛ قلَّة في البركة، ونقص في الأنفس والأموال والأرزاق، وتعطيل للطاقت والإمكانيات، ونشر للبطالة والكسل، وتعود على سفاسف الأمور، وإلْف لها، وضعف عن المعالي وإحجام عنها، مما يؤدي إلى احتراف هؤلاء الأولاد للسرقة وبيع المخدرات والمسكرات، والبحث عن المال من أي وجه – ولو كان محرماً -، وعزوفهم عن الزواج إلى الزنا والواط، وتركهم مجالس الرجال والأخيار، ومصاحبتهم الفسقة والفجار، وتلك أمور مشاهدة ظاهرة للعيان، لا يحتاج من يتكلم فيها إلى استشهاد أو ذكر برهان.
فلنتق الله – أيها الآباء وأولياء الأمور – في أولادنا ومن نعول فإننا عليهم مؤتمنون، وعند الله عن هذه الأمانة مسؤولون، وعلى تفريطنا وتهاوننا نادمون، وإن هذه القنوات والأجهزة المدمرة للعقول والأخلاق، وتلك السيارات التي يجوب الأولاد عليها الشوارع، ويؤذون بها الناس في حركات مزرية، والأموال التي ملأت جيوبهم وأنفقوها في شراء ما لا يرضي الله، وتلك الغرف المهيئة المكيفة التي تعينهم على ترك الصلاة، واتباع الشهوات، وما إلى ذلك من الأمور؛ قد هيأت للأولاد معصية الخالق – تبارك وتعالى -، وجعلتهم يسهرون اليل، وينامون عن الصلاة.
إن تلك الأمور من عند الآباء لا من عند غيرهم، فهم الذين هيؤوا لهم أسباب الفساد والانحراف، ومهدوا لهم السبل ليتهاونوا بشعائر الله وحرماته، أفيُلام الأولاد بعد ذلك على ما يحصل منهم، أما إنه لا لوم عليهم ولا تثريب حيث نشؤوا في أجواء لا تساعدهم على طاعة الله، وخرجوا في ظروف لا تعينهم على تقوى الله.
إن الأعداء يعدُّون المخطات لإخراج أولادنا – بل لإخراجنا جميعاً – من ديننا، وفصلنا عن أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا، ونحن في غفلة شنيعة عما يراد بنا، بل إن بعض الآباء – هدانا الله وإياهم – هم من يهيئون لأولادهم سبل الفساد، ويمدونهم بطرق الغواية وذلك بإهمالهم، وعدم تربيتهم التربية الصحيحة.
فعلينا معاشر الآباء أن لا نعجز عن أن نأخذ على أيدي أبنائنا، ونمنعهم من السهر على ما لا ينفعهم، ونكف عن عباد الله عدوانهم وأذاهم، ونوجههم إلى ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، ولو فعلنا ذلك لوجدنا ثمرة اجتهادنا في صلاح أولادنا، ولو تعاونَّا في ذلك وتآزرنا لنفع الله بنا وبأولادنا الأمة، ولخرجوا أجيالاً صالحة مصلحة تنفع أنفسها، وترقى بأمتها إلى درجات الفلاح.
فلنتجنب السهر فيما لا فائدة فيه، ولنجنب أولادنا ذلك، نسأل الله – تعالى – أن يصلح أحوالنا وأحوال نساءنا وأولادنا، وأن يرفع عنا كل داء، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<DIV align=center><FONT color=red><FONT face=arial>منقول للفائدةDIV!- / message –>




جزاك الله خيرا وبارك فيك …



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

حركات الأولاد أيام الأختبارات

السلام عليكم:15_4_116[1]:
كل وحده فيكم تراقب اخوها ايام الأختبارات واذا لاحظت اي حركه من هالحركات تروح ركض على ابوه وتعلمه الشاطره عشان يتصرف<<وطبعا معروف ايش راح يتصرف ((طراق يوديه العراق))
1_يدور الكتاب لانه مضيعه ويحوس البيت كله عشان كتبه واخرتها يلقاه حاطه بالدولاب او الثلاجه << الثلاجه ليه بيبرد المعلومات؟؟>> عادي مايفرق او تحت السرير<<احد يدس كتاب تحت السرير؟!!
2-يلقى الكتاب ويفتحه يبي يذاكر الولد شوي يلقى مع تحيات ابو فيصل ابو عابد اصدقائه الولد استانس وقعد يتذكر أي يوم كتبوها وش كانوا يسولفون عنه مسوي ذكريات الولد
3-يلقى موضوع ماحدده اوكان غايب فيه او شي ويقول خلني انقل من الشباب ويطلع ويروح سوالف مع ربعه ومعاكس للبنات وضحك ويرجع البيت متأخر وهو ماحدد شي <<والله من الدجه
4-تجيه امه ياوليدي انت مااكلت شي من الصبح روح اكل انت ناحف والولد مسوي انه ماله نفس يمه مالي نفس خليني اذاكر
شوي يمه ممكن طلب ابي اروح اشتري عشا من المطعم يعني ماياكل الا من اكل المطاعم …حركات قديمه
5-يقول بواصل اذاكر وهو سهران عالماسنجر او التلفزيون والكتاب مفتوح على المقدمه(الفهرس)
6-قبل مايروح المدرسه
يمه انا تعبان بطني يعورني وراسي………عشان اذا ماحل يصرف نفسه..
هههههههههههههههه هاه زي ماقلتلكم اي وحده تشوف هالحركات تعلم ابوها وياحبذا تعلمنا بعد عشان يزيد الموضوع جمالاً<<<تتميلح عشان يردون على موضوعها ههههههههه



ههههههههههه



مشكوره ياقليبي على المرور الروعه زيك<<لاتاخذين بنفسك مقلب بس هههههههههههههههه



هههههههههههههههههههههههههههههه
يسلموووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووو



ههههههههههه
يسلمووو حبيبتي…