التصنيفات
منتدى اسلامي

مسوغات المطالبة بالتربية المتكاملة المتوازنة

مسوغات المطالبة بالتربية المتكاملة المتوازنة:
إننا نطالب أن تكون التربية متكاملة، وأن تكون متوازنة في الوقت نفسه، سواء على مستوى الأفراد أو على المجتمع ككل. وحين نطالب بذلك فإن الذي يدعونا إلى هذا الأمر مسوغات عدة :
الأول طبيعة الإنسان:
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بجوانب كثيرة متنوعة (جسم، وعقل، ومشاعر…) وحينئذ فالمنهج التربوي الذي يريد أن يرقى بهذا الإنسان ينبغي أن يكون متوافقاً مع فطرة هذا المرء، ولهذا صار أي تشريع للبشر من غير المصدر الشرعي محكوماً عليه بالفشل والبوار؛ لأنه تشريع صادر من البشر والله – سبحانه وتعالى – هو الذي خلقهم  ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير  وغالباً ما ترى تشريعات البشر وآراءهم تأخذ جانباً على حساب جانب آخر، وغالباً ما تخل بـهذا التكامل أو هذا التوازن في شخصية المرء، إذن فالتكامل والتوازن هو الذي يتوافق أصلاً مع خلق الإنسان ومع فطرته التي فطره الله عليها.
ولأضرب على ذلك مثلاً .. إننا حين نربي الناس على الخضوع وعلى التسليم لكل الآراء التي تطرح عليهم أيا كان مصدرها، ونطلب من الناس أن يعطلوا عقولهم، وألاّ يفكروا مطلقاً فيما يُقال لهم، إننا حينئذ نعطل هذا العقل الذي خلقه الله – عز وجل – له، وما خلقه الله – سبحانه وتعالى – إلا لحكمة، ولو كانت أمور الناس تستقيم على التقليد والتبعية لخلق الله – عز وجل – لنخبة من الناس عقولاً دون عقول سائر الناس حتى يخضع بعضهم لبعض ويكونوا تابعين لغيرهم.
أما وقد خلق الله العقول للناس جميعاً فهذا يعني أن تربى العقول، وهذا يعني أن يربى الناس على أن يستخدموا عقولهم ويحكّموا عقولهم داخل الدائرة الشرعية التي لا تخرجهم عن حدودها. وأي تربية تسعى إلى تكتيم حريات الناس وعقولهم وتفكيرهم فإنـها تعارض الفطرة، وأي منهج يخالف الفطرة فإنه يحمل بين طياته الهلاك والبوار.
وحين نأخذ منهجاً تربويًّا يتعامل مع جانب العقل والمعرفة وحدها ويغفل عن جانب الوجدان في نفس الإنسان، يعيش في تناقض يحكم عليه بالفشل والبوار، كما هو الحال في المجتمعات الغربية المعاصرة، وقل مثل ذلك في أي منهج يتعامل مع جانب واحد من جوانب الإنسان.
التوازن والتكامل سنة الله في الحياة:
فالجنون مثلاً نتيجة لعدم توازن القدرات العقلية والحسية ولهذا يقال عن المجنون : " إنسان غير موزون "، " والصرع العضوي من أسباب زيادة الكهرباء في دماغ الإنسان "، " وفقر الدم أو ضعفه يحصل عن عدم توازن كريات الدم الحمراء والبيضاء في الدم "، " ثم إن زيادة سائل الأذن قد يتسبب في حالة إغماء لدى الإنسان "، " كما يتسبب ضغط العين أو القلب على انعكاسات صعبة خطيرة ". هذه بعض النتائج التي يخلّفها عدم التوازن في الكائن البشري، وهناك عشرات الأمثلة الأخرى على ذلك.
أما عدم التوازن في الكون والحياة فهي أكثر من أن تحصى .. " إن تغير نسبة الأكسجين في الهواء تجعله ملوثاً وقد تجعله سمًّا قاتلاً "، " وتغير المعادلة المتوازنة في دوران الأرض والشمس والأفلاك ينتج عنه كثيرٌ من الأمور أقلها اختلال نظام الليل والنهار، وتعاقب الفصول وما يؤدي ذلك من أضرار على الإنسان والحيوان والنبات وعلى الحياة بكاملها ".
وما يصنعه الإنسان من آلات وما يشترون من بنايات فجميعه محكومٌ بقاعدة التوازن وأي خلل في المقادير والمعايير يتسبب بنتائج خطيرة ومأساوية.
وجوانب الشخص نفسها حين لا تكون متوازنة ولا متناسقة فإنها تخرج إنساناً غير متناسق، فجمال الوجه – مثلاً – به توازن نسبي بين حجم الأنف والعينين والفم والرأس؛ بحيث لو اضطربت هذه النسب لكانت صورة مشوهة هزيلة أو ناقصة، وقيمة الطعام تكمن في مختلف عناصره الرئيسة بحيث تتحقق النسبة المتوازنة لسلامة الجسم من مختلف الدهون والسكريات والفيتامينات والأملاح والمعادن .. إلى غير ذلك، والحديث في هذا يطول.
والإخلال بالتوازن حتى في المظهر الجمالي أمر يدعو الناس إلى النفور؛ فحين يسعى الإنسان لتجميل منـزله فيبالغ فيه أو يجعله بصورة غير متوازنة يصبح أمراً مرفوضاً.
وتقرأ في كتاب الله – عز وجل – الحديث عن هذا الكون وأنه محكوم بهذه السنة، قال تعالى : وخلق كل شيء فقدَّره تقديراً ، ويقول :  إنا كل شيء خلقناه بقدر ،  ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ،  لاالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ، الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور* ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير  .
الشرع قائم على الوسطية والتكامل:
إن شرْع الله – عز وجل – قائم على الوسطية في كل الأمور: الوسط في الاعتقاد، الوسط في العبادة، الوسط في السلوك، فشرْع الله – عز وجل – قائم على هذه القاعدة .
وهو كذلك تبدو فيه ظاهرة التكامل معلماً بارزاً فما من مجال من مجالات الحياة إلا وللشرع فيه حُكم، فإنك ترى للشرع حُكماً في معتقد الإنسان، وترى للشرع حُكماً في تعامل الإنسان مع غيره، وترى للشرع حُكماً في عبادة الإنسان، ترى له حُكماً في سلوكه، وترى له حُكماً في أخلاقه، وفي الاقتصاد والسياسة وحياة الناس الاجتماعية وعلاقاتـهم…. إنك لا تجد باباً من أبواب الحياة إلاّ وفيه حُكم واضح للشرع، وهذا يعني أننا أمام شرع متكامل.
إذاً حينما نريد أن نربي الناس على هذا الشرع ينبغي أن نربيهم تربية متكاملة ومتوازنة؛ ولهذا أنكر الله على بني إسرائيل الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض :  أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ،  إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً  .
ومن إعجاز القرآن أن حذَّر الله – سبحانه وتعالى – نبيه من صورة نراها في واقعنا فحين أمر الله نبيه أن يحكم بشرع الله قال بعد ذلك : واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك  وكأن هذه الآية تنطق بواقع القرون المتأخرة، وأن هناك من يساوم على بعض شرع الله فيأخذ بعض شرع الله ويرفض بعضه، فينادي بالاحتكام إلى شرع الله – عز وجل – في باب من أبواب الحياة، ويرفض بعد ذلك سائر الأبواب.
إن هذا دليل على أن هذا الشرع جاء للحياة كلها، وهذا يعني أن أي منهج تربوي يريد تربية الناس على خلاف هذا المنهج فهو منهج غير متكامل وغير متوازن، ومعارض لهذه القاعدة الشرعية التي لا تنخرم وتراها في كل حكم شرعي في سائر أبواب الحياة .
كثرة التحديات التي تواجه الأمة:
خامساً : الأمة الإسلامية تواجه تحدياً تربويًّا من أبواب شتى؛ فالشباب يعانون من تخطيط ماكر وغزو مدبر، وكذلك الرجال والنساء، والصغير والكبير بل حتى الطفل المسلم تُعد له أفلامٌ وتُكتب له قصصٌ ومجلاّت يقصد منها تربيته تربية تحرفه عن المنهج الشرعي.
وحياة الناس في عقيدتـهم، وحياتـهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها تحديات؛ فنحن نواجه تحدياً شاملاً، تحدياً متكاملاً في جوانب الحياة كلها؛ لخلع الأمة عن دينها ثم تربيتها على غير شرع الله – عز وجل –؛ فالتربية التي تـهدف إلى إنقاذ جيل الأمة، والوقوف في وجه هذا التيار الوافد ما لم تكن آخذةً بالتكامل والتوازن فإنـها حينئذٍ لن تكون مؤهلة للمواجهة، ولن تكون مؤهلة لصدّ هذا السيل الجارف من الغزو الذي تواجَه به الأمة .



خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

" دور التربية في التنمية "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
" دور التربية في التنمية "
عزيزي القاريء؛ من منا لا يحب ان يرتقي بنفسه ومجتمعه وطنه الى مراتب المجد والسؤد؛ولا شك ان تحقيق التنمية والنجاح لا يكون الا بدور فعال للتربية.فما هو دور التربية في التنمية؟ تعال معي لقراء ة هذا الموضوع للوقف على ذلك.
مفهوم التنمية ؛التنمية هي "العملية المجتمعية الواعية المتوجهة نحو ايجاد تحولات في البناء الاقتصادي-الاجتماعي تكون قادرة على تنمية طاقة انتاجية مدعمة ذاتيا تؤدي الى تحقيق زيادة منظمة في متوسط الدخل الحقيقي للفرد-على المدى المنظور- وفي نفس الوقت تكون موجهة نحو تنمية علاقات اجتماعية-سياسية تكفل زيادة الارتباط بين المكافأة وبين كل من الجهد والانتاجية؛كما تستهدف توفير الحاجات الاساسية للفرد وضمان حقه في المشاركة وتعميق متطلبات أمنه واستمراره في المدى الطويل.
دور التنمية في التربية ؛ انطلاقا من هذا المفهوم؛فان المؤسسات الاجتماعية المختلفة تلعب ادوارا محددة في احداث التنمية بمؤشراتها ومعايرها المادية والمعنوية ؛ومن بين تلك المؤسسات ؛المؤسسة التربوية التي تحظى بدور متميز في احداث وضمان استمرارية التنمية؛زيادة على ذلك ان التربية هي احدى الحاجات التي تحققها التنمية.
والدور الذي يمكن ان تقوم به التربية بمفهومها النظامي المدرسي الموجه في تحقيق التنمية يتلخص في ما يلي؛؛
-1-ايجاد قاعدة اجتماعية واسعة متعلمة بضمان حد ادنى من التعليم لكل فرد؛يمكنه من العيش في مجتمع يعتمد على القراءة والكتابة وسائل الاتصال الجماهيري على مختلف انواعها.
-2-المساهمة في تعديل نظام القيم والاتجاهات بما يتناسب والطموحات التنموية في المجتمع بتعزيز قيمة العمل والانتاج؛ودعم الاستقلالية في التفكير؛ ونبذ الاتكالية والنزعة الاستهلاكية واطلاق الطاقة الابداعية للفرد بتنمية قدرته على الملاحظة والتجريب والتحليل والتطبيق وتأكيد دور المواطن في المساهمة في بناء مجتمعه وضرورة تمتعه بممارسة هذا الدور؛والمشاركة الفكرية والاجتماعية والسياسية ضمن اطار حق تمتع الآخرين بهذا الدور.
ولا يفوتني الاشارة الى ان دور التعليم النظامي في تعديل نظام القيم والاتجاهات محدود كما تدل عليه الشواهد والبحوث التي تعطي للعوامل البيئية والاجتماعية ومنها الاعلام دورا اكبر في هذا الصد؛وعليه فالمسؤولية تبقى مشتركة لجميع المؤسسات التربوية المباشرة وغير المباشرة في المجتمع.
-3-تأهيل القوى البشرية واعدادها من خلال التزويد بالمعارف والمهارات والقيم اللازمة للعمل والتهيئة للتعايش مع العصر التقني وتطوير وسائله وطنيا وايضا التوازن في تاهيل القوى العاملة حسب الاحتياجات المتغيرة مع اعطاء الاولوية للاطر الفنية المتوسطة التي تمثل نقصا خطيرا في معظم بلداننا.وعليه فالنظر الى ان التربية بانها العامل الفاعل(المتغير المستقل)في علاقتها مع التنمية بحيث اذا احسنا استخدامها وتوجيهها فانها ستساهم بفعالية في تحقيق التنمية واستمراريتها؛وتطوير التربية ايضا وتمكينها من اداء دورها المأمول يتحقق بسهولة بقدر ما يتوفر للمجتع من تحقيق متوازن للتنمية في جوانبها المختلفة.
فهل اقتنعت ايها القاريء الكريم؟؟ اتمنى ان ارى تفاعلك مع الموضوع من خلال ردود واضافات مشجعة.




م/ن



خليجية



منوؤوؤرة حبيبتي~



خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

التربية والتعليم ما سرّ حرف العطف بينهما؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

التربية والتعليم.. ما سرّ حرف العطف بينهما؟

قبل أن أشرع في تناول هذا الموضوع الذي لا يزال مطروحاً علي بساط البحث، أجد نفسي مضطراً إلى تقديم مشاهد حقيقية أنقلها من واقع صف دراسي حيث هناك معلم ومتعلمون.

1 المعلم الأول: يعتني كلّ العناية بتقديم دروسه مركزاً على الجانب المعرفي المتصل بالمعارف والمفاهيم والمهارات فقط.

2 المعلم الثاني: لا يركز كثيراً على المعلومات والمفاهيم بقدر ما يركز على سلوكات المتعلمين وتعاملهم الحيني فيما بينهم.

3 المعلم الثالث: يخط لدروسه، يحدِّد الأهداف المناسبة، يوجه اهتمامات المتعلمين نحو المعلومات والمفاهيم ويركز عليها ولا يغفل عن إيلاء عناية فائقة بسلوكاتهم وأخلاقهم مستغلاً المواقف الأخلاقية الواردة بدروسه وكذلك المواقف الحية بمحيطه المدرسي.

أمامنا ثلاث وضعيات بالإمكان ملاحظتها من خلال المشاهد التعليمية الثلاثة.

فأيهما أنسب وأفضل وأجدر بأن تكون مثالاً يحتذى؟

لا يختلف اثنان في كون الوضعية الثالثة هي الأرقى والأسمى والأنفع؛ ذلك أنها تحقق أهدافاً معرفية وأخرى سلوكية قيمية في حين واحد.

فالمعلم من خلال تثبيته للمفاهي العلمية والاجتماعية أو الظواهر اللغوية والتركيز عليها يستغل المواقف الواردة بالنصوص والوثائق أو البحوث الداعمة والتجارب العلمية الهادفة ليستثمرها أخلاقياً وروحياً بما ينفع المتعلمين في تعاملهم وسلوكهم مثلما استثمرها علمياً.

وهكذا يتجلى من خلال هذا الفعل التعليمي اقتران المعرفة بالخلق وتلازم العلم والتربية تلازماً يجعل التربية بالضرورة ضمن العملية التعليمية وملتحمة بها كل الالتحام ومحتواة فيها، رغم أنَّ التربية في مفهومها الواسع والشامل تتضمَّن الهاجس التعليمي وتوظفه "قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً * قال إنك لن تستطيع معي صبراً * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً * قال ستجدني إن شاء الله صابراً * ولا أعصي لك أمراً". وكذلك أيضاً يمكن القول أنَّ التعليم يتضمن بالضرورة الهاجس التربوي. فالمعلم الكفء هو المعلم ذو الخلق الأفضل يربي من خلال الفعل التعليمي تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه جلّ من قائل: "وإنك لعلى خلق عظيم".

يتضح جلياً من خلال ما تقدَّم أنَّ العلاقة بين التربية والتعليم علاقة جدلية تلازمية احتوائية متكاملة الأهداف والغايات، يشقّ على الباحث في شؤونهما أن يفصل بينهما إلا لضرورة البحث المعمَّق، رغم أنَّ لكل من التربية والتعليم أهدافاً خاصة ومميزة. ولا يمكن أن يجرنا مثل هذا الطرح إلى القول بأنَّ هذه الثنائية المتلازمة ثنائية معقدة تحول دون تحقيق أهداف معرفية وأخرى سلوكية خلال فترة دراسية واحدة وضمن مادة لغوية أو علمية أو اجتماعية. وليس هذا بعسير على معلم ذكي كيّس فطن حريص على التخطيط المسبق لدروسه فيسعى بوعي وجدّية إلى بثّ وإدماج مفاهيم سلوكية وأخلاقية تربوية من خلال المواد المبرمجة بعمله اليومي كلما سنح الموقف التعليمي بذلك. أعني عدم التعسف على المادة العلمية أو اللغوية أو الاجتماعية.

ولا أغالي إن قلت هي كثيرة نصوص القراءة التي تتضمَّن مواقف أخلاقية وعلائقية تجدر دراستها والوقوف عندها لدقائق محدودة إضافة إلى الشرح العادي والاستثمار اللغوي والفكري للنص. ومثل هذا التوجه يمكن أن ينسحب على الوضعيات والمسائل الحسابية التي ينبغي أن تتضمَّن مواقف وملامح أخلاقية وتربوية سلوكية إن أحسنّا اختيارها وأحكمنا استغلالها وفقنا في اعتمادها ضمن المنهج الدراسي.

وبمثل هذا التعامل مع مواد التدريس نكون قد حققنا أمرين هامين، وهما المعرفة والتربية، العلم والأخلاق أي أننا تمكنا بفضل الله وعونه من قرن التعليم والتعلم بالتربية ومن وصلهما بعضهما مندمجين متآلفين متلازمين (وبذلك يكون مثل العصفورين واقعاً: أي ضرب عصفورين بحجر واحد).

وبمثل هذا النّفس التربوي الجاد المتواصل يمتلك الطلاب المعرفة، ويتعلمون في الوقت نفسه كيف يكبحون جماح النفس وكيف يسيطرون على غرائزهم ليرتقوا بذواتهم إلى عالم الفضيلة والمثل متسلحين بالعلم ومحاطين برعاية روحية وعناية ربانية.. وهكذا يتكرر هذا النسق التعليمي المبني على الوعي؛ الوعي بما هو روحي ومعرفي كلّما تهيأت الفرص والمناسبات لمثل هذا التدامج والتكامل بين ما هو تعليمي وما هو تربوي.

هذا إضافة إلى ما يمكن استثماره تربوياً وأخلاقياً من خلال وحدة المواد الإسلامية من توحيد وفقه وحديث.. مما يمكِّن المتعلم من تشرّب وتمثّل مفاهيم أخلاقية واجتماعية سامية يتكيَّف مع مضامينها وأهدافها تدريجياً إلى أن تستحيل سلوكاً ينشأ عليه نشأة عقلية روحية متوازنة، فيغدو قادراً على التميز بين الخير والشر وبين الحق والباطل فيتبع الخير والحق ويتجنَّب كلّ ما هو شر وباطل، وبذلك يسلك طريق الفضيلة مستنيراً بالقدوة الصالحة، قدوة المربي الصالح النافع لناشئته ولبلده ولأمته.

وإنه لينشرح الصدر وتطمئن النفس عندما نتابع مشهداً تعليمياً تعلمياً يُخلِّل أو يُذيَّل ويعزّز بآية قرآنية تواكب وتدعم مضمون الموضوع المبرمج أو بحديث نبوي شريف أو بحكمة بليغة، أو بأمثلة أخلاقية هادفة عن السلف الصالح.

ويمكني القول وكلي اطمئنان وثقة أنَّ هذه الخطوات التي يجدر أن تتبع ضمن هذا المسار التعليمي لتُفضي بكل تأكيد واقتناع إلى تحقيق مردود تربوي وحاصل معرفي متميزين مشرفين. وعلى هذا النحو من التعامل الواعي مع البرامج والمناهج نُخضع بكلّ ما أوتينا من قدرات تعليمية وذكاء وكياسة مواد التدريس إلى المنطق الشمولي في تنشئة طلابنا المتعلمين تنشئة شاملة متكاملة لا تقف عند حدود المعرفة فحسب، ولا تقف أيضاً عند حدود التربية فحسب، وإنما تحققهما معاً ومعاً لفائدة جيل عربي مسلم ينبغي أن يعيش قلباً وقالباً إنسانية الإنسان.

منقول




دعواتكٌم في ظهر الغيب ~



يعطيك العافية اختي ميوس



خليجية



خليجية



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

افكار لمادة التربية الفنية

انا معلمة فنية ابتدائي تكفون اعطوني افكار للاعمال الفنية



عندي فكره بس يعني عاديه اذكر اخذنها في الابتدايه دقتر للذكاريات ورق مقوه(ملون) صوف صمغ صور ورود قلم رصاص

يقص الورق الملون مربع متوسط الطول يطوي من النصف يصبح كا الدفتر يسطر بي الالوان

ويزين من الخارج بي الصور الصوف يلف الصوف علي القلم كله

اتمنا الاستفاده هذا العمل للصف1 234 5 فقط




التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب

بسم الله الرحمن الرحيم

وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية

يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية …
1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،، 3- لقمة الحب 4- لمسة الحب ،،،،5- دثار الحب ،،،، 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب ,,,, 8- بسمة الحب

الأولى : كلمة الحب
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة )
إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا…
بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ]

الثانية : نظرة الحب
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يا فلان )
3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا فلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية .

الثالثة : لقمة الحب:
لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول ] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي ) بعد هذا سيقبلها .

الرابعة : لمسة الحب
يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه .

الخامسة : دثار الحب
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة … إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه
في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل
بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا.

السادسة : ضمة الحب
لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له .

السابعة : قبلة الحب
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك
أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام .

الثامنة : بسمة الحب:
هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره
وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء.




تسلمين عمري



خليجية



خليجية



ام نورا
خليجية



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

السبيل الى التربية الاسلامية بالقران

قال الله تعالى: "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ" "لقمان 17".

القرآن الكريم هو دستور الحياة وكتاب نور وعلم وهداية، ومنهج شامل وبيان لكل جوانب الحياة وما يحتاجه الإنسان من معرفة تحدد له أطر العلاقة بربه ونفسه ومجتمعه، وهو كتاب تربية وإعداد سماوي انطلاقا من الإيمان بالله الواحد الأحد رب العالمين، فالله تعالى هو رب العالمين، وكلمة الرب مشتقة من التربية وهي تحمل معاني العناية والرعاية والإصلاح والتأديب، وعليه فإن الله الخالق تعالى ذكره هو المربي والمؤدب الإنسان من خلال الأنبياء والرسالات السماوية التي تضمنت أسمى وأرفع القيم الأخلاقية التي ترتقي بالإنسان وتجعله مؤهلا لمسؤولية خلافة الله في الأرض، والى هذا يشير رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".

ورسول الله عليه الصلاة والسلام هو المربي الأول لهذه الأمة بالقرآن، فقد أشرف على تربية جيل من الناس، فكان ذلك الجيل ظاهرة فريدة عجيبة لم يشهد التاريخ لها مثيلا حتى الآن، بحيث استطاع هذا الرجل العظيم أن يعيد بناء الإنسان العربي الجاهلي ويخرجه من ظلمات التصحر الفكري والعقائدي والأخلاقي والإجتماعي إلى نور الإيمان والمعرفة وسمو الخلق وسماحة الذات "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" "الجمعة 2".

وفي القرآن الكريم نجد أهداف التربية ومواضيعها ة وهي: التربية العقيدية، والتربية الخُلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربية الاجتماعية، والتربية الجنسية. وسوف نفرد بحثا مفصلا لكل موضوع من مواضيع التربية القرآنية وأهدافها إن شاء الله لاحقا.

والشواهد القرآنية على أهداف التربية ومواضيعها كثيرة، ولكن قبل استعراضها لا بد من الإشارة الى أمرين أساسيين: الأمر الأول، العبادات وآثارها التربوية. والأمر الثاني، الأسلوب التربوي في القرآن الكريم.

أولا : العبادات وآثارها التربوية:

مما لا شك فيه أن العبادات التي افترض الله على عباده تأديتها والتزامها لا تخلو من أهداف انطلاقا من حكمة الله المتعالية في التدبير والتشريع، وقد ننظر إلى حكمة التشريع وغاياته والمصالح المرجوة منه من زوايا متعددة إلا أننا قد نغفل أحيانا النظر إلى الجانب التربوي الذي أراد الله تعالى تعزيزه من خلال العبادة أو التشريع. فلو أخذنا الصلاة على سبيل المثال وهي رأس العبادات وعامود الدين وقربان المؤمن ومعراج كل تقي، فقد ننظر إليها من زاوية معينة على أنها عبادة يراد من خلالها التواصل مع الله وإظهار الخضوع والعبودية له، ولكن لو تأملنا في حكمة هذا التشريع وأبعاده أكثر لوجدنا أن الصلاة هي عبادة تربوية بامتياز، فهي:

أولا، شكر لله تعالى على نعمه الجليلة، والشكر هو سلوك تربوي إيجابي تتبناه الفطرة السليمة ويفرضه العقل ويستحسنه العرف "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" "لقمان 12".

وثانيا، تهذيب للنفس وتطويع لها على طاعة الله والابتعاد عن المعاصي والموبقات الأخلاقية، "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" "العنكبوت 45".

وهي ثالثا، سمة الصالحين والأتقياء الموصوفين بالخلق العالي والسمعة الطيبة والأفعال الحميدة "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً" "الفرقان 63- 64".

وهكذا بالنسبة لعبادة ثانية، وهي الصوم الذي بين الله تعالى الغاية والهدف منه بقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" "البقرة 183". فالصوم عبادة روحية تربوية تهذيبية ليس المراد منها صيام البطون عن الطعام- وإن كان للجسد نصيبه من فوائد الصوم "صوموا تصحوا"– وإنما المطلوب صيام الجوارح عن الحرام وإلى هذا الهدف تشير الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام والأئمة الهداة "ع"، فعن الإمام الصادق "ع": "إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم عما حرم الله عليكم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تخالفوا، ولا تسابوا، ولا تشاتموا، ولا تظالموا، ولا تسافهوا، ولا تضاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله".

وقد أشار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في خطبة استقبال شهر رمضان وفضله إلى العديد من المضامين التربوية التي لا بد أن تصاحب الصوم والتي تستهدف الفرد والمجتمع على حد سواء، فقد اعتبر عليه الصلاة والسلام أن عبادة الصوم لا بد أن تكون منطلقا لحسن الخلق "من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام"، ومنطلقا للإلتفات إلى الناس بالمحبة والخير "وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم". إلى غير ذلك من الأبعاد التربوية التي تحفل بها عبادة الصوم.

واذا أخذنا عبادة الحج أيضا وحاولنا أن ندرس أبعادها التربوية فإننا نجد أنها تستهدف الشخصية الإنسانية وتتعاهدها بالتربية انطلاقا من كون الحج محطة للرجوع إلى الله ومراجعة الذات، فالمناسك الواجبة في الحج بدءا بالإحرام فالطواف ثم السعي والرجم وغيرها تريد للإنسان المسلم أن يخرج من كل ولاء أو تبعية لغير الله تعالى وأن يطوف داعيا ملبيا نداء الفطرة نداء التوحيد، ثم تريد له أن يخرج من كبريائه وعلوه وأن يتواضع لله ثم للناس الذين تجمعه بهم وحدة الخلق، إن لم نقل وحدة الدين، وتريد له هذه العبادة العظيمة أن يرجم شيطان نفسه ويتبرأ من كل الشياطين أينما وجدوا وحلوا!.. "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ" "البقرة 197".

ثانيا: الأسلوب التربوي في القرآن الكريم:

نجد في القرآن الكريم الأساليب التربوية الكثيرة والمتعددة الأنماط والأشكال والتي تراعي أحوال الفئات المستهدفة وإمكانياتهم وقدراتهم العلمية والإستيعابية، نذكر منها:

1. التربية بالترغيب: "وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" "البقرة 25".

2. التربية بالترهيب: "قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً" "الكهف 87".

3. التربية بالترغيب والترهيب معا: "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَليماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" "النساء 17".

4. التربية بالعقوبة الدنيوية: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" "المائدة 33".

5. التربية بالعقوبة الأخروية: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً" "النساء 56".

6. التربية بالقصة: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" "يوسف 3".

7. التربية بالمثل: "مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" "البقرة261".

8. التربية بالجدل "الحوار": "وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ" "النحل51".

9. التربية بالموعظة: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" "النحل90".

10. التربية بالقدوة: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" "الأحزاب21".

11. التربية بالعبادة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" "البقرة183".

12. التربية بالأحداث: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" "فصلت13".

13. التربية بتدرج الأحكام: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" "البقرة219".

14. التربية بالملاحظة والنظر: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" "الغاشية17".

15. التربية بالصحبة: "قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً" "الكهف66".

16. التربية من خلال تغيير البيئة: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً" "النساء97"… وغير ذلك من الوسائل التربوية.

ولا بد من الإشارة إلى الأسلوب الوعظي الهادئ الذي يقدمه القرآن الكريم ويدعو إلى امتثاله والأخذ به، وذلك عندما يحدثنا عن لقمان "ع" وتعاهده لولده بالوعظ والتربية "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" "لقمان 17-18".

وبالعودة إلى الشواهد القرآنية على المنهج التربوي في القرآن الكريم نستعرض مجموعة من الآيات القرآنية ونبين الهدف التربوي منها:

1. "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" "الإسراء34". الهدف التربوي: الوفاء بالعهود والالتزام بالمواعيد.

2. وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ" "الرعد21". الهدف التربوي: صلة الرحم التزاور والألفة بين الأقارب.

3. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" "الحجرات12". الهدف التربوي: النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة.

4. "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" "الأعراف 31". تتضمن هذه الآية هدفين تربويين: الأول، الاهتمام بالمظهر والنظافة البدنية الشخصية، والهدف الثاني الإعتدال في الأكل والشرب وتجنب الإسراف والتبذير.

5. "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً" "الفرقان72". الهدف التربوي: النهي عن شهادة الباطل والزور والابتعاد عن مجالس اللغو والإثم.

6. "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" "الإسراء23". الهدف التربوي: بر الوالدين والإحسان إليهما وعدم الإساءة اليهما بالقول أو الفعل.

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الغنية بالفوائد والأهداف التي تريد للإنسان- شرط الأخذ بها- أن يسلك سبل الكمال في الدنيا ليصل إلى مرتقى الفوز في الآخرة.
والحمد لله رب العالمين.




م ن



خليجية



خليجية

خليجية




جزاك الله خيرا



التصنيفات
التربية والتعليم

انتبه ليست هذه هي التربية

أولادي يأكلون أحلى أكل ويلبسون أغلى لبس و…و…
هذه هي إجابة الكثيرين عن سؤال : هل تربي أولادك ؟
فلقد أصبح الأكل والشرب والمسكن هو التربية وليس تغيير السلوك وملاحظة الأبناء في أقوالهم وأفعالهم وتقويمهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم .
إن الأب يقول : أنا أعمل ليل نهار لأطعم أولادي وأربيهم أحسن تربية .. وهو لا يكاد يراهم إلا وهم نائمون ولا يسأل عنهم : أصلوا أم أضاعوا الصلاة ؟ كذبوا أم صدقوا ؟ ماذا قرءوا ؟ ماذا تعلموا ؟من يصاحبون ؟ … وغيرها من الأسئلة التي تخص التربية بمفهومها الحقيقي .
والأم تقول : أنا اشتريت لأبنائي أفضل طعام و صنعت لهم أشهى غذاء وألذ شراب ويضيع اليوم في المطبخ ولا تسأل عن أولادها بعد حضورهم من المدرسة أو الحضانة أو النادي أو الشارع ، وتركهم أمام التليفزيون يبحلقون فيما ضر ونفع ، وما حل وحرم ، لتريح نفسها من إزعاجهم وعراكهم ومشكلاتهم ، وهي لا تعلم أنها تتركهم للتهلكة وتفسدهم بإهمالها تربتهم ، وهي تجلس في البيت أكثر مما يجلس الأب ، وإن عاد وسأل عنهم قد لا تجيبه وإن أجابته فقد تكذب عليه أو تكتفي بأن تقول : أولادك بخير والحمد لله .



خليجية



أصعب دمعة
خليجية



تسلمين غلاتي

الله يعطيك العافيه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلوعه حمودي خليجية
تسلمين غلاتي

الله يعطيك العافيه

خليجية




التصنيفات
منوعات

كيف نعالج مشكلا اجتماعيا من خلال شبكة معالجة التربية على المواطنة الدورة الاولى السنة التالتة اعدادي

مقدمة: يعاني المغرب من عدة مشاكل اجتماعية -.فما ھي أھم ھذه المشاكل؟ -وكيف أوظف شبكة لمعالجتھا؟
-1 تتعدد المشاكل الاجتماعية بالمغرب :
تواجھ المغرب تحديات اجتماعية كثيرة في مجال التنمية البشرية، حيث أن نسبة كبيرة من السكان تعيش تحت عتبة الفقر ( 25 % بالبوادي و 12 % بالمدن)، كما أن الأمية ما
زالت تمس أكثر من نصف السكان مع استمرار حوالي ثلاثة ملايين طفل دون تمدرس. مازال سكان المغرب يعانون من انتشار السكن الصفيحي والعشوائي الذي يحط من كرامة
الإنسان، إضافة إلى استفحال البطالة والرشوة. تعاني فئة كبيرة من أطفال المغرب من غياب حقوقھم في النمو الطبيعي والحفاظ على سلامتھم النفسية والصحية، كما أن قطاع
التعليم والتكوين الضروري لتأھيلھم في الحياة العملية لم يعمم على جميع الأطفال، وما تزال المرأة تتعرض للحيف والتھميش، بالرغم من كونھا تمثل نصف المجتمع الذي لا
يمكنھ التقدم بدون إنصافھا.
-2 التدرب على تطبيق شبكة تقنية لمعالجة مشكل اجتماعي:
2-1 :تضم شبكة المعالجة عدة خطوات :
•رصد المشكل الاجتماعي وتحديده : نوعيتھ، انتشاره، امتداده الزمني.
•البحث عن المعطيات : جمع الوثائق، البحث الميداني، الاتصال بالمسؤولين.
•تشخيص أسباب المشكل: وصف المشكل وتحديد عناصره، تفسيره، استخلاص انعكاساتھ.
•اقتراح الحلول لمعالجة المشكل : رصد الحلول الممكنة، تصنيفھا، تحديد الغلاف الزمني اللازم لتنفيذ الحلول.(
2-2 : تطبيق شبكة معالجة على مشكل اجتماعي:
•استثمار التقرير: المشاركة بالتقرير في أنشطة المؤسسات التعليمية.
•إنجاز وعرض التقرير حول الحلول الممكنة بعد مناقشتھا وتعديلھا.
•معالجة المعطيات المحصل عليھا بعد تفريغ البيانات وتصنيفھا وتحليلھا .
•تقسيم المھام لجمع الوثائق والتقصي الميداني.
•تحديد المدة الزمنية لمعالجة المشكل بوضع جدولة للتنفيذ.
خاتمة: يعاني المجتمع المغربي من مشاكل كثيرة تھدد المجتمع برمتھ فعلى الجميع التفكير والمساھمة في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف منھا في أفق القضاء عليھا.خليجية



مفييييييييييييييييييييد



شكراااااااااا حبيبتي على الرد الحلوووووو



وين الردود



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

مدرس للغة العربية والتربية الاسلامية

ييوجد مدرس بالكويت محافظة الجهراء دراسات عليا فى اللغة العربية والتربية الاسلامية
وخبير بمناهج الكويت يدرس للبني فقط جميع المراحل من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية
تليفون رقم /
يمنع وضع الارقام

:3_4_8[1]:




بالتوفيق



التصنيفات
منوعات

تربية الطفل طريقة تربية الطفل و اساليب التربية

تربية الطفل طريقة تربية الطفل و اساليب التربية الاطفال

من أصعب الحالات التي تمر على الطبيب النفسي تلك التي يكون فيها السبب الرئيس للمرض مواقف العنف التي يتعرض لها الطفل منذ نعومة اظفاره وبأسلوب منتظم ومتصاعد خاصة أن الطفل يخرج الى هذه الحياة مبتسماً بريئاً في تعبيره في رفض أية ظواهر سلبية ضده

واذا كان مرتكبو العنف هم أولئك الذين يتوقع منهم الطفل الحماية والأمان فلا أمل ولا أمان حيث يتحول هذا المخلوق الضعيف الى الانطواء ويتشت تفكيره ولا يقوى على مواجهة الآلام وهذه بداية لأن يدافع عن نفسه بأن يصب الغضب على المجتمع ويبدأ في مرحلة العنف المضاد.

وفي الغالب تترسب هذه الآلام في عقل وذاكرة الطفل وتجعله غير قادر على تحقيق ما يتوقعه وما يحلم به ويصبو إليه فتكون محصلة هذه الأزمات نتاجاً يصعب في بعض الأحيان على المعالج أن يجد له مخرجاَ.

ويقول الدكتور أحمد جمال أبو العزايم استشاري الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية أن الأطفال الذين يتعرضون الى سوء المعاملة في المنزل فإن ساحة القتال تمتد من منازلهم وتشمل المدرسة وهذا يؤدي بهم الى الفشل الدراسي ورسوب في المدارس والى مصاعب مع سلطات المجتمع المختلفة وفي محاولة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون الضرب والذين يعيشون في عالم عدواني غير مريح فإنهم يجنحون الى مصاحبة الأطفال من أمثالهم وتسمع منهم دائماً »أن والدي ومدرسي لا يفهماني ولكن صديقي يفهمني« وهي نواة لظهور العصابات وجماعات البلطجة في الشوارع والمدارس وتجنب الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس نتيجة للضرب والإهانة والتهديد والانتقام ولذلك فيجب ألا نتعجب اذا رفض الكثير من الصغار حياة الكبار وأسلوبهم ومفاهيمهم الدينية.. إننا يجب ألا نتعجب أن يلجأ من تعرضوا للضرب لاستخدام العنف ضد أسرهم ومجتمعهم في أول فرصة يستطيعون فيها ذلك.

ويؤكد الدكتور أبو العزايم أن بعض الآباء يكرهون ضرب أبنائهم وقد يفعلون ذلك مجبرين وفي الغالب فإن الأب أو الأم يضربان الطفل لحل مشاكلهم وليس لتربية الطفل أو لتحقيق مطالبهم التي تشكل مشكلة لهم.. وقد أظهرت الأبحاث ان الأطفال الذين يتم ضربهم ينشأون قليلي الاحترام للنفس مكتئبين ويقبلون بالوظائف قليلة الأجر لذلك يجب أن نسأل أنفسنا ما هي البدائل لضرب الطفل.

لو زاد غضبك من أفعاله؟

إهدأ ولا تنفعل اذا شعرت أنك غاضب وتفقد السيطرة على نفسك وأنك لابد سوف تضرب طفلك، أترك المكان مؤقتاً.. اهدأ بعيداً عن الطفل واسترخ في هذه اللحظات التي سوف تبعد فيها عن طفلك تجد البديل أو الحل للمشكلة.

اعط نفسك بعض الوقت من الراحة فالكثير من الآباء يجنحون الى ضرب الأطفال عندما لا يجدون وقتاً للراحة في حياتهم لذلك من المهم أن يحصل الآباء على بعض الوقت من الراحة في القراءة أو تمرينات رياضية أو المشي أو التعبد والصلاة.. كن محباً ولكن كن حازماً وعادة ما يحدث الإحباط والاندفاع الى ضرب الطفل اذا لم يسمع منك الكلام عدة مرات وفي النهاية فإنك تضربه لكي تعدل من سلوكه وكحل آخر لمثل هذه المواقف فإنك يمكن أن تقترب من الطفل وتنظر في عينيه وأن تمسك به بحنان وبكلمات رقيقة وحازمة ما تأمره به مثل »أريدك أن تلعب من دون ضوضاء«.

إن اعطاء طفلك البدائل هو أفضل من ضربه فعندما يلعب الطفل بالأكل فمن الأفضل أن تقول له »إما ان توقف لعبك بالطعام أو سأضربك«.

اذا أقدم طفلك على كسر شيء في المنزل فلا تضربه لأنك اذا ضربته فإنه يحس بالغضب والرغبة في الانتقام من الأهل الذين ضربوه وسوف يتعلم أنه اذا كسر شيئاً مرة يجب أن يختبئ أو أن يلفق التهمة بآخرين أو يكذب أو بساطة ان لا يراه أحد لخوفه من الضرب فهل تريد أن يحترمك طفلك لأنه يخاف منك أم لأنه يحبك.. الأفضل أن تحذره أنه اذا كسرها مرة فسوف يشتريها من مصروفه واذا كسر نافذة الجيران يمكن أن تقول له »أنت كسرت الزجاج ونحن سنصلحه وأنت تشارك بجزء من مصروفك »وأطلب منه إزالة الزجاج المكسور اذا كان قد تعمد ذلك فإن القرار لا يكون على الخطأ بقدر ما يكون على تحمل مسئولية اصلاح الخطأ.

ويضيف الدكتور أبو العزايم ان هناك عقوبات أخرى غير الضرب عندما يفعل الأطفال أشياء تم نهيهم عنها واتفق الوالدان معه على عدم تكرارها.. فإنهم يتجهون الى عقابهم وكبديل فهناك عقوبات يمكن استخدامها ويقصد بهذه العقوبات اعادة السلوك الى طبيعة وكمثال لهذه العقوبات أن يطلب من الطفل أداء أعمال منزلية معينة أو أداء بعض الأعمال الشاقة خارج المنزل كتعويض عن عدم سماعه الكلام.. مثل هذه العقوبات ذات الطابع الايجابي تجعل الطفل يلتزم بما نهى عنه وتجعله يقبل العقاب حيث أن ما عوقب به فائدة للأسرة.

الانسحاب من النقاش.. أولئك الأطفال الذين يجيبون بصوت عال أو بانفعال شديد ويعانون ويكررون كلمات العناد يؤدي ذلك بالأب أو الأم الى صفعهم بقوة على الوجه أنهم من الأفضل في مثل هذه الأوقات الانسحاب سريعا من المواقف، قل لطفلك سوف انتظرك في الغرفة الأخرى اذا أردت أن تعترض أو تتحدث مرة أخرى عن الموضوع.

استخدام عبارات لينة ولكن حاسمة.. لا تضرب يدي طفلك الصغير عندما يمسك أي شيء ولا تعتصر يديه الرقيقة لكي تأخذ منه شيئاً في يده ولكن خذ الطفل الى مكان آخر واعطه لعبة أخرى لكي تشغل انتباه الطفل عما بيده.

أبلغ طفلك بالممنوعات مقدما عندما يكون صراخ طفلك عنيفاً وبكاؤه عالياً فإن هذا قد يفقدك أعصابك. الأطفال دائما يستخدمون هذه الانفعالات الحادة عندما يعاقبون على شيء لم يبلغوا مسبقا بعدم عمله أو نتيجة لإحساسهم بالعجز في موقف ما فبدلا من أن تقول لابنك في التليفون مثلا اترك بيت صديقك فورا وتعال الآن قل له أمامك خمس دقائق لتعود الى البيت.. أن ذلك سوف يُسمح للطفل بأن ينهى ما بيده من لعب أو مذاكرة أو حديث.




خليجية