التصنيفات
منتدى اسلامي

كيفية التوبة والرجوع الى الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

كيفية التوبة والرجوع إلى الله

نسأل الله العظيم أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها (( لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ))[الأنعام:158] ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ… ))[النساء:18]، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل …، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.

والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.

والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:

أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).

ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.

ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.

رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.

خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:

سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.

ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:

1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.

2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية؛ لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.

3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.

4- الإكثار من الحسنات الماحية (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114].
وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ))[الفرقان:70].

وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: ( سَوْفَ أَسْتَغْفِر لَكُمْ رَبِّي…)، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر.

والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج … وهكذا.

وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ))[نوح:10-11].

والتوبة لها شروطها كما سبق،
ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله من كل صغيرة وكبيرة، وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة الاستغفار، فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
أسأل الله لك التوبة والسداد، والله الموفق.




التصنيفات
منتدى اسلامي

من الذنوب ما لايكفرة الاستغفار والتوبة

من الذنوب ما لا يكفره الاستغفار والتوبة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: اجتماع الحسنات والسيئات

وكثير من الناس ينظر إلى هذا الحديث -حديث تكفير الصلوات الخمس للخطايا- وينسى الحديث الآخر وهو أن هناك ما لا تكفره الصلاة, ولا الزكاة, ولا الصوم وهو حقوق العباد, لأن حقوق العباد لا تكفر إلا بأدائها إليهم أو بأخذ حسنات الآخذ، ولذلك فإذا اغتبت إنساناً ولم تستطع أن تتحلل منه فاذكره بالخير واثن عليه؛ فهذا يكافئ ذاك، لكن الخاسرين هم من قال الله عنهم: خليجيةقُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خليجية [الزمر:15] فأكبر خسارة هي خسارة الآخرة، أما الدنيا ففيها دراهم ودنانير, وفيها رهن وفيها شيء كثير، وكم من مؤمن ضيق الله عليه رزقه ابتلاءً؛ لكن يوم القيامة ماذا يعمل الإنسان وليس عنده إلا الحسنات أو السيئات؟! جنة أو نار, فيأتي بهذه الأعمال الصالحة فتوضع له, والله تعالى لا يظلم أحداً, وسوف نأتي -إن شاء الله- إلى وضع الميزان، وأن مذهب أهل السنة والجماعة الإيمان به وإثباته كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن له كفتين, وأن الأعمال توزن, وأن الأشخاص يوزنون كما قال تعالى: خليجيةوَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ خليجية [الأعراف:8] خليجيةوَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ خليجية [المؤمنون:103] وقال أيضاً: خليجيةوَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ خليجية [الأنبياء:47] خليجيةفَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ خليجية [الزلزلة:8] والآيات والأحاديث في الميزان تدل على هذا الأصل من أصول أهل السنة والجماعة وهي اجتماع الحسنات والسيئات والموازنة والمفاضلة بينها؛ فمثلاً ربما يأتي الإنسان بصلاة, وصيام, وزكاة, بل ربما يأتي بجهاد ومعه غلول, أو يأتي بجهاد ومعه شرب خمر كما في قصة أبي محجن الثقفي مع سعد بن أبي وقاص فالنفس الإنسانية خلقها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مفطورة على أن يأتي منها هذا وهذا، وقل أن تتمحض لأحدهما.

فنجد -مثلاً- أنه حتى الكفار مفطورين على حب العدل, وكراهية الظلم, فالنفس الإنسانية جعلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مرنة تقبل الخير والشر ويجتمعان فيها، وهذه من حكمة الله، ومن ابتلاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن جعلها هكذا.

وكما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أصدق الأسماء حارث وهمام خليجية } لأن الإنسان دائماً يهم ويفكر ويعمل، ولكن كيف يكون هذا العمل؟ {من الملك لمة ومن الشيطان لمة خليجية } كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه, وهذا دليل على منهج أهل السنة والجماعة في اجتماع الخير والشر للإنسان؛ فتجتمع كبائر موبقات مع حسنات بالغات، فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { من يأتي بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا خليجية }، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { سباب المسلم فسوق خليجية } وما أكثر من يشتم الناس الشتم بأنواعه! إما أن يدعو شخصاً بلقب معين, وإما أن يأتي وقد قذف هذا بمصيبة, أو أكل مالَ هذا, أو سفك دمَ هذا, وهذه أمثله قد تجتمع جميعها في واحد, وقد يقع منها ثلاثة, أو اثنين أو واحد بحسب تقوى المرء؛ إنما المراد أن هذا يقع، فهذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضرب مثلاً للصورة الذهنية المتكاملة؛ أنه في جانب الحسنات أتى بصلاة وزكاة وصيام, وفي جانب السيئات أتى بشتم, وقذف, وضرب, وسفك دم, فكيف يكون الحكم؟ فيعطى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم وطرحت عليه.

إذاً عندنا احتمال أن يعطيهم من حسناته ويبقى له حسنات فيكون ناجياً، فيحتاج الواحد منا -على الأقل- إذا كان يعرف أنه يقع في أموال الناس ودمائهم وأعراضهم أن يجتهد في كسب الحسنات حتى يبقى له منها شيء, فالعاقل من يتدبر ويفكر في عاقبته.

أما الاحتمال الآخر الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو أن تفنى حسناته قبل أن يقضى ما عليه، فتنتهي ولا يزال غارماً لم يقض دينه، ولا أعطاهم حقهم، والحسنات قد انتهت، فهنا لا بد من عدل, ولا بد من القصاص بين يدي الله الذي لا يُظلم أحد عنده، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه، وقد يكون المقذوف من أهل الفسق والزنا والفجور الذين لهم سيئات, لأن الحديث يدل على هذا المذهب من الجهتين, من جهة المفلس ومن جهة أصحاب الدين، فهؤلاء أيضاً لهم سيئات, ولكن مع ذلك لا يسقط حقهم في المطالبة والمؤاخذة فيأخذون حسناته, فما الفائدة إذاً؟

كنت ترى من فضل الله عليك في الدنيا أنك كنت تقوم تصلي وهؤلاء يفسدون في الأرض, ويسرفون على أنفسهم بالمعاصي؛ فالنتيجة أن معاصيهم أخذت فطرحت عليك -نعوذ بالله من سوء الخاتمة- وكفى هذا زاجراً للمؤمن أن يكف لسانه ويده عن المسلمين، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه خليجية } فلو روعيت هذه الحرمات, وأعطيت حقها, وحفظها المسلمون لكان حالهم غير الحال، ولكن نرى أكثر الناس يستسهلون ذلك حتى لا يكادوا يعدونها من الذنوب.. فالحذر الحذر!




مشكورة اختي هبة علي الموضوع
الذي افادني كثيرا تقبلي مني مروري



خليجية



مشكووورة

بارك الله فيك




التصنيفات
منتدى اسلامي

ماذا بعد التوبة .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد

هذه المقالات تتعلق بهذا الموضوع

ألا وهو ماذا بعد التوبة

…. (( زاد التائبين )) ….

يا عبد الله ويا أمة الله ..
(( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )) الحديد : 16
أما آن لك أن تحط عن ظهرك حملا طالما أضناك ؟؟
أما آن لك أن تنام قرير العين ؟؟
أما آن لك أن ترتاح بعد شقاء الذنوب ؟؟
قل : بلى .. قد آآآآن آن لي أن أعود إلى ربي ..
إذن أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك فما ألذ الراحة بعد التعب
وما أطيب القاء بعد طول الفراق وما أعذب الماء بعد شدة العطش وما أرق
النسيم بعد حر السموم ..
أيها التائب.. إنك على جناح سفر للقاء ربك الودود الرحيم ويوشك أن تنتهي رحلة
السفر قريبا ولابد لكل مسافر من زاد يستعين به على طريق سفره ويخف عنه
و عثاء السفر وما يعتريه فيه من مشقة لا بد منها ..
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر …….. ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسا من حمل عدة ……. ولا سيما إن خاف صولة قاهر

وليسهل عليك حمل الزاد فقد قسمته إلى ثلاثة أقسام فاستعد لحمل أمتعتك
وتأهب وسر على بركة الله ..

**(1) .. زاد بينك وبين الله تعالى ..

= إن من أفضل ما يفعله العبد إذا أذنب أن يتوضأ ويصلي ركعتين إلى الله ما فعله
فإن الوضوء سبب لتكفير الذنوب والصلاة كذلك قال صلى الله عليه وسلم " ما من
عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر
الله بذلك الذنب إلا غفر له " في صحيح الجامع

= حق توحيدك لله عز وجل باتباع ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
واجتناب ما يبغضه الله ورسوله كما قال سبحانه وتعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران : 31
= ويتحق التوحيد الخالص بمعرفة الله تعالى قال أحد العارفين: مساكين أهل الدنيا
خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب نعيمها فيقال له وما هو ؟ فيقول محبة الله والأنس
به والشوق للقائه ومعرفة أسمائه وصفاته ..
فأول فرض فرضه الله على خلقه معرفته قال تعالى
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ )
محمد : 19
= احرص على إتقان العمل وتوفيته حقه بقدر استطاعتك وهذا هو مقام الإحسان ولا
يتأتى ذلك إلا بالمجاهده و الإستعانه بالله كما في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت : 69

= عليك أيها التائب بالسلاح الذي لا يهزم صاحبه ولو اجتمعت قوى الدنيا عليه ألا
وهو الدعاء الصارم المسلول فالدعاء لله عون على ترك الذنوب وعون على فعل
الطاعات وعون على الثبات ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر : 60
= لا تمس ِ ولا تصبح وفي قلبك أحد أحب إليك من الله وأخوف إليك منه فإن الله
يغنيك عن كل شيء ولا شيء يغنيك عن الله ..
فاجعل رضا الله كل القصد تنجو … فما يغني رضا الخلق والخلاق قد سخطا
هل يبسطون لما القهار قابضه … أو يقبضون إذا الرحمن قد بسطا !!!

= ليكن لسانك رطبا بذكر الله فإن الذكر حصن المسلم ولا يتسلط الشيطان على القلب
إلا إذا خرج من حصنه ..

= تلذ وتنعم بالقيام بين يدي سيدك و مولاك فلطالما سهرت على المعاصي إلى آخر
اليل فاسهر الآن في ذات الله تعالى بمناجاته والقيام بين يديه .. قال تعالى ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات : 17 –

= اجعل شكواك إلى الله وحده الذي يعلم حالك ومآلك وسرك وجهرك وقل كما قال
يعقوب عليه السلام ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الَّهِ ) يوسف : 86
= اجتهد في الأعمال القلبيه فإن المعول عليه وهو عمل القلب لا ظاهر العمل فقط
والمقصود بعمل القلب ما يقوم فيه من الإخلاص والتقوى والنظر إلى الله فهذا القلب
هو الذي ينجو صاحبه يوم القيامه وهو القلب السليم ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى الَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء : 88 – 89

= أكثر من الإستغفار
( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الَّهَ يَجِدِ الَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء : 110

= صلاتك صلاتك أيها التائب فهي الحبل الذي بينك وبين الله فإن قطع ذلك الحبل
قطعت أسباب الرحمه في الدنيا و الآخره وإن وهن الحبل كنت عرضة للسقوط
فاهتم بصلاتك واجعلها أولى أولوياتك لأنها أول ما ستسأل عنه يوم القيامه

= وما ينبغي ذكره في هذا المقام هو أن تتعرف على خير البريه الذي ما وصلك هذا
الخير إلا عن طريقه بعد الله " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فمن طلب الهدى في
غير هديه فقد ضل ومن طلب الرشد في غير سنته فقد هلك .

= أيها التائب كتاب الله أين أنت منه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إياك وهجر كتاب ربك ولو يوما
واحدا لا تكن من اشتكاهم الرسول إلى ربه
( يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان : 30

= إن أفضل ما تتقرب به إلى الله هو ما أوجبه عليك سواء فيما بينك وبينه أو فيما
بينك وبين خلقه واعلم أن الله لا يقبل منك شيئا قبل الفرائض فهي الأساس فهل يعقل
أن يقوم العبد اليل بركوع وسجود ثم ينام عن صلاة الفجر؟؟؟؟؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى
( . . . و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي ما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . . . )

**( 2) … زاد بينك وبين نفسك …… oOo

هذا الزاد الذي بينك وبين نفسك يعتمد على علو الهمه وقوة العزيمه وطول الصبر
بعد توفيق الله فاستعن بالله ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِالَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود : 88

= اطو صفحة الماضي ولا تسترسل مع الذكريات المتعلقه بالمعاصي لأنه يوشك أن
ترجع من حيث أتيت فالإنتكاس بعد التوبة شديد .. وتخلص من كل ما يذكرك
بالماضي ويدعوك إليه وتأكد أن الله سيعوضك
( وَمَنْ يَتَّقِ الَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق : 2-3

= السعي في طلب العلم الشرعي مهم جدا ليضيء لك الطريق ويكشف لك الشبهات
ويدحض الشهوات فاطلبه بضوابطه وعليك بمشورة أهل العلم والصلاح .. ( إِنَّمَا يَخْشَى الَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر : 28
لأنهم كلما ازدادوا علما بربهم ازدادوا خشية له سبحانه
فليكن لك معهم نصيب ..

= إذا فتح لك باب خير فاغتنمه و إياك والتكاسل أو التسويف
إذا هبت رياح فاغتنمها …. فإن لكل خافقة سكون
قال خالد بن معدان إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه فإنه لا يدري متى يغلق .

= اغتنم مواهبك وسخرها في طاعة الله وخدمة دينه فإن الله ميزك بهذه النعمه
فاشكره عليها بأن تجعلها لله وفي الله فإن هذا هو التميز والنجاح

= إياك والتنطع في الدين ولا تظن أنه بسبب ذنوبك السالفه تشد على نفسك
وتلزمها بما لا تطيق بل تدرج في العبادات حتى يقوى ساعدك ويشتد عودك ..

= وفي المقابل لا تغرق نفسك في المباحات فإن الإفراط في المباح قد يؤدي إلى
الحرام وفيه مشغلة للقلب عما خلق له من التعرف على الله ودينه والتفكر والتدبر ..

= جدد حياتك وغير ألفاظك إلى الأحسن ليكن نظرك نظر إعتبار وصمتك صمت
فكر ونطقك نطق حكمه

= ابتعد عن مواقع الفتن كالأسواق والشواطيء وغيرها وهذا لأنك في أول توبتك
فعليك بالحميه واستبدلها بالمساجد والمحاضرات والندوات .. المهم لا تعرض نفسك
للفتن وعليك بمجالس الذكر فإن الله قد أوصى نبيه بالصبر على مجالس الذكر
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف : 28

فمجالسة الأخيار تحتاج إلى مجاهده وصبر لأن النفس تنازع إلى الدنيا فإذا ألجمها
صاحبها بالصبر لانت وانقادت وإذا تركها وما تهوى ضاع وقته وانفرط أمره ..

= لا تكثر من ثلاثة أشياء .. الطعام
و النوم : لأنه يورث الكسل … والكلام : إلا في ذكر الله .. **

= أيها التائب أثبت ثبات الجبال على قوة البلاء ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت : 2-3

= لا تستعجل حلاوة الإيمان ولذة الطاعه فإن عندك من آثار الذنوب ما يقتضي أن
تحرم ذلك فلا بد من تفريغ القلب ما علق به حتى يتمكن الإيمان منه ..
= أيها التائب افرح بتوبتك فلا أحد أحق بالفرح منك
( قُلْ بِفَضْلِ الَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) يونس : 58

= أيها السائر إلى ربه لا تمل ولا تضجر من طول الطريق فما هو إلا صبر ساعه
وتقوم الساعه وما عمرك إلا أيام محدوده وأنفاس معدوده وتنتهي الرحلة
بالفوز العظيم .

**( 3) .. زاد بينك وبين الناس ….

الإنسان في هذه الحياة لا يمكن أن يعيش وحده فلا بد من الناس و الإختلاط معهم
والإحتكاك بهم والناس طبقات وطباعهم متفاوته فعلى المسلم أن يعطي كل
ذي حق حقه ..

= تعامل مع من حولك بخلق حسن ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) البقرة : 83
( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) الإسراء : 53
فما وضع شيء في ميزان العبد أثقل من حسن الخلق وهو يتمثل في القول الين
وانبساط الوجه وبذل المعروف

= كن داعيا إلى الله فقد ذقت حلاوة الرجوع إلى الله فادعهم إلى هذا النبع الصافي
الذي ارتويت منه فإن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
= اعف عمن ظلمك و اعط من حرمك وصل من قطعك فإن هذا هو العز الذي يرفع
صاحبه في الدنيا و الآخره ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الَّهِ ) الشورى : 40

= لا تحمل في قلبك للناس إلا كل خير لأنك في الحقيقة تعامل الله لا الناس فلا تنتظر
منهم حمدا ولا شكورا وليكن شعارك
( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ) الإنسان : 9

= ابتعد عن مجالس المنكر واللهو واللغو ولا تظن أن من حسن الخلق مجاملة أهل
المنكر والجلوس معهم فإن هذا سوء خلق مع الله وإقرار منك على ما يفعلوه ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ الَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) النساء : 140

= لا تكثر الضحك مع أقرانك ( فإن الضحك يميت القلب ) وإنما عليك بالتبسم
= تأكد أيها التائب أن بعض الناس لن يتركوك وشأنك بل سيحاولون صدك عن
التوبة وجذبك إلى ما كنت عليه فاستعن على هؤلاء بالله القوي العزيز وحاول
نصحهم بما تستطيع وإياك أن تميل إليهم وإن كانوا أعز إخوانك وتذكر ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27)
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا (29) ) الفرقان

= لا تعيّر أحدا بذنب ولا تحقر عاصيا وتذكر أنك كنت كذلك فمنّ الله عليك بالتوبه
( كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ الَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ) النساء : 94

= لا تستح من إظهار شعائر دينك والجهر بسنة نبيك عليه الصلاة والسلام فإن العز
في اتباع الشريعة والذل في خلافها ولا تصغ لكلام المستهزئين ولمز الطاعنين
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون : 8

= إياك والرياء أمام الناس فإنه هلاك ولا تغتر بمدح الناس إياك فأنت أعلم بنفسك ..
وإن السوء أن يذمك الله وإن مدحك الناس ولا تظهر لهم من الصلاح والتقوى ما تعلم
أنك لست متصفا به كما ينبغي فاجعل تعاملك مع الله والله و بالله فالناس لن يغنوا
عنك من الله شيئا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) الصف : 2-3

= عليك بالدعاء للمسلين عامة محسنهم و مسيئهم ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر : 10

= لا تكثر من مخالطة الناس إلا فيما ينفعك من تعلم علم أو ذكر أو ما لابد منه
( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء : 114

هذا ما يسر الله من زاد والأمر أكبر من ذلك وما ذكر إلا إشارات يسيره ينطلق منه
طالب الحق .. نسأل الله أن يعيننا على التزود بالعلم النافع والعمل الصالح وأن
يوصلنا إلى جنات الخلد بسلام …

اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين

منقول




مشكوره ياعسل وتسلمي



هلا حبيبتي منوره والله



جزاكى الله كل خير



تسلمي حبيبتي منوره



التصنيفات
منتدى اسلامي

التوبة والمعصية

تتوب ثم تعصي .. ثم تتوب ثم تعصي .. ثم تتوب . لا تظن أنه نفاق، بل إنه من الإيمان فلا تيأس، وكلما عصيت الله: تب إليه وأستغفره !

خليجية خليجية خليجية




استغفر الله العظيم واتوب اليه

يعطيكي العافيه




استغفر الله العظيم واتوب اليه



استغفر الله العظيم واتوب اليه



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موعدنا الجنه خليجية
استغفر الله العظيم واتوب اليه

يعطيكي العافيه

ربنا يحفظك ويرعاك

شكرا لمرورك

نورتى

خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

دموع على ورقة التوبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين*

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~* ~*~*~*

إلى الحيارى .. إلى البائسين .. إلى الذين ظلموا أنفسهم في أوحال المعاصي هلموا إلى باب الأمل
(فالتوبة):دموع حارة كالشموع تضيء طريق الرجوع..
(والتوبة):مشاعرٌ وأحاسيسٌ ترسم طريق الأمل..
وأعمدتها:باب الرجاء والأمل فسبحان من فتح لنا باب الأمل..
دمعة تائب:تطفيء حرقة الذنوب والعصيان..وتشعر بالأماني والحنان..
دمعة تائب:من عبد اقترف،وانحرف،واعترف،ومن عبد أجاب فأناب..
دمعة تائب:من القلب تسري وعلى الخدين تجري..
شيء بداخلي ينبعث فأصرخ صرخة تحطم حواجز الدنيا التي وضعت أمامي..
فأكتب بدموع القلم على ورقة التوبة عبارات مودعة حياة الأسى ومستقبلة الحياة الجديدة بابتسامة ناظرة إلى أعمالي نظرة ساخرة فتخطوا بي خطوات الرجاء نحو أزهار التوبة لأقطفها بيدي وأحرر نفسي من الظلم لأعيش الحرية الحقَّة وانطلق إلى بحر التوبة..
لقد اشتعلت شمعة حياتي قبل أن تنطفىء شمعة الحياة..
فما أجمل هذا اليوم الذي رأيت فيه الحقيقة بكل وضوح فجعلت أيامي تتجدد بشروق الشمس وجعلت شعلة التوبة تحرق هوى الدنيا بأكملها..
أتـوب إليـك الهـي متابا ومهما ابتعدت أزيـد اقترابا
الهـي وأنـت قريب مجيب أناجيك وأطلب منك الثوابا




خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

التوبة النصوح

خليجية

خليجية

من منا لم يخطئ في حياته

فنحن بشر ولسنا معصومين

ولمعرفة الله بالطبيعة البشرية فقد فتح لنا باب التوبة وهذه نعمة من نعم الله التي لا تحصي ولا تعد علينا

ولكن لهذه التوبة شروط وصفات

فدعونا نتعرف عليها………………..

خليجية

المذنب عليه أن يرجع إلى الله ويندم على ذنوبه الماضية ويعزم أن لا يعود فيها وبذلك يغفر الله له، وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور:

الأمر الأول:

الندم على الماضي والحزن على ما مضى من سيئاته، من زنا أو شرب خمر أو عقوق أو ربا أو أكل مال يتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندماً عظيماً ويحزن على ما مضى منه،

الأمر الثاني:
وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها،

الأمرٌ الثالث:

وهو العزم الصادق أن لا يعود،

خليجية

هكذا التوبة تشمل هذه الأمور الثلاثة، أن يندم على الماضي منها مهما كانت عظيمة حتى الكفر، والأمر الثاني أن يقلع منها ويحذرها، الأمر الثالث أن يعزم عزماً صادقاً أن لا يعود فيها، وهناك شرطٌ رابع عام لجميع الأعمال وهو النية أن تكون لله وحده أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ يقصد وجهه سبحانه رغبةً فيما عنده، وحذراً من عقابه، ويندم على ما مضى ويعزم أن لا يعود ويقلع منها خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له سبحانه وتعالى، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله، من صلاة وصومٍ وصدقة وغير ذلك. ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها، أن يلزم الأخيار ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرون إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة ومن أسباب استمرارها وكمالها، أن تبتعد عن جلساء السوء الذين كنت تجالسهم، حتى تسلم من شرهم، وأن تحرص على صحبة الأخيار حتى تستفيد منهم ويعينوك على الخير، ومن أسباب تمامها وكمالها –أيضاً- أن تزيل ما عندك من آثارها، آلات لهو تزيلها، خمر تريقه، دخان تتلفه، وهكذا ما كان عندك من آثارها وبقائها تزيله حتى لا يجرك الشيطان إليه، تريق الخمر، تتلف الدخان، تكسر آلات اللهو، إلى غير هذا مما يجرك إلى الشر، تزيله عنك، حتى تتم لك التوبة وتبقى وتستمر، ولكنها مقبولة إذا استوفت الشروط حتى ولو كان عندك بقايا خمر أو بقايا دخان، التوبة مقبولة لكن عليك أن تحذر ما بقي، عليك أن تزيله، فبقاءه عندك ولو بقي عندك يوم أو يومين أو ثلاثة لا يبطل التوبة، التوبة ماشية صحيحة، إذا كنت صادقاً في التوبة، في ندمك وإقلاعك وعزمك أن لا تعود صادقاً في ذلك راغباً ما عند الله، فالتوبة يمحو الله بها الذنوب، جميع الذنوب يمحوها الله، يمحوها الله عنك، فلا تقنط ولا تيأس

يقول الله جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر

سبحانه وتعالى، يعني للتائبين، أجمع العلماء على أنها للتائبين، ونهانا عن القنوط لا تقنطوا يعني لا تيئسوا من روح الله، فالمؤمن لا ييأس ولا يقنط بل يبادر بالتوبة، ويحسن الظن بربه جل وعلا،

ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"

فإذا تبت من الذنب بالندم والإقلاع والعزم أن لا تعود فإنه يمحى عنك إذا فعلته لله -سبحانه وتعالى- أما إن فعلته من غير إخلاص لله، بل تركت الذنب وندمت عليه، ولكن لم تفعله لله، بل لأنه أضرك، أو مراعاة لخاطر أهلك، أو لأمر زيد أو عمرو لا لله، فإنه يبقى عليك؛ لأنك ما تبت لله، أولاً تكون التوبة لله، تبقى عليك هذه الجريمة حتى تتوب إلى الله من ذلك، لكن في المستقبل الذي ما فعلت فيه الجريمة لا شيء عليك إذا تركته، إنما عليك الجرائم الأخرى التي فعلتها حتى تتوب إلى الله توبة صادقة خالصة لله، تتضمن الندم على الماضي والإقلاع منها والحذر منها والعزيمة أن لا تعود فيها، ترجوا ما عند الله تخشى عقابه -سبحانه وتعالى- ثم إذا فعلت ذنباً بعد التوبة، تؤخذ بالأخير، إذا فعلت ذنباً بعد التوبة أعدت الذنوب عليك إثم الأخير بس، أما الأول فقط مضى, ومحي عنك بالتوبة، إذا كنت صادقاً، أما إذا كانت التوبة باللسان وأنت مقيم بقلبك على المعصية مصر فهذه التوبة ما تنفع, ما تصح، لا بد من عدم الإصرار أن تتوب بقلبك، وأن تدعها بجوارحك وبدنك، تقلع منها وتندم عليها وتعزم أن لا تعود فيها هذه التوبة، فإذا نزغ الشيطان وعدت إليها تؤخذ بالذنب الجديد بس، الذنب الجديد إلا أن تتوب بعدها إذا تبت تاب الله عليك وهكذا، كلما عاد المسلم إلى التوبة تاب الله عليه، فلا يقنط ولا ييأس

والله يقول: وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ (87) سورة يوسف.

ومما ينبغي للتائب أن يتبعها بالعمل الصالح، والاستكثار من الخير حتى تستقيم وتنموا وتكمل، وحتى تبدل سيئاته حسنات –أيضاً- إذا أتبعها بالعمل الصالح بدلها الله له حسنات،

قال تعالى لما ذكر الشرك والقتل والزنا قال بعد ذلك:

وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (68-70) سورة الفرقان.

فالنعمة من الله جل وعلا، فإن العبد إذا تاب توبة صادقة وأتبعها بالعمل الصالح أبدل الله سيئاته حسنات مع محو الذنب، تمحى الذنوب ثم تعطى بدل كل سيئة حسنة؛ بسبب إيمانه الصادق وعمله الصالح بعد ذلك، وهذا من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى،

وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى(82) سورة طـه ).

خليجية

ونسأل الله الهداية لنا ولكم إنه هو الغفور الرحيم

خليجية




شكرا ع الموضوع استفدت منو كتيييير
اللله يبارك فيكي وفي انتظار المزيد



مرورك أسعدني ونور صفحتي

شكراً لكي يالغلا




التصنيفات
منتدى اسلامي

ما معنى التوبة ؟

سأل الأستاذ محمود فوزى فضيلة الشيخ الشعراوى:
ما معنى التوبة؟
ولماذا جعل الله باب التوبة مفتوحاً على مصراعيه للإنسان التائب؟

فأجاب رحمه الله قائلاً :
التوبة فى معناها وفى رأيى أنها حصار لقوى الشر فى النفس الإنسانية .. فالتوبة تقلب السيئة إلى حسنة .. فحين يرتكب الإنسان ذنباً ثم يتوب فإن الله عزوجل يتوب عليه.
ولذلك يقال إن أعمال الخير فى أساسها آتية من بشر أسرفوا على أنفسهم فى الذنوب وأرادوا المغفرة والتوبة .. فاقتربوا إلى الله بأعمال الخير.

فقال الأستاذ محمود فوزى :
بعض الناس السطحيين يعتقدون أن التوبة لا تتحقق إلا إذا حافظ عليها التائب ولم يرتكب بعدها أية ذنوب وهم للأسف الشديد مخطئون فيما يظنون لماذا؟

فأجاب الشيخ الشعراوى قائلاً:
لأن الله عزوجل لم يقل إننى تائب بل قال: إننى تواب.
وهل يتسائل البعض وما الفرق إذن؟!
أقول الفرق: أنا تائب تعنى أن التوبة تقع مرة واحدة فقط.
أما إذا قال: أنا تواب فإن ذلك يعنى التعداد بمعنى أننى أرتكب ذنباً، ثم يتوب الله على من ارتكب ذنبا ثم يتوب الله على وهكذا.

خليجيةخليجيةخليجية




خليجية

خليجية