.
من خلال تجربتي لاحظت بأن مفهوم الخيانة لدى الأغلبية يتمحور حول وقوع الزنا بين الزوج وامرأة لا تحل له وكذلك الحال مع الزوجة، لكن هذا المفهوم قاصر فالخيانة الزوجية يجب أن تشمل كل علاقة تجمع بين رجل وامرأة خارج إطار الزواج سواء وصلت لحد الزنا أم لا .. سواء كانت لقاءات أو محادثات هاتفية أو معاكسات وهذا يتوافق مع التعريف الشرعي لها.
لكننا اليوم سوف نتحدث عن الخيانة الزوجية والتي تكون علاقة أقامة الرجل لعلاقة جنسية مع امرأة أجنبية عنه غير زوجته،
فعلى الرغم من عظم أثم الزنا في الشريعة الإسلامية حيث تعتبر من أكبر الكبائر قال تعالى" والذينَ لا يَدْعونَ معَ اللهِ إِلهاً آخرَ ولا يَقتُلونَ النَّفسَ التي حرَّمَ اللهُ إلا بالحقِّ ولا يَزْنونَ ، ومَنْ يفعلْ ذلكَ يَلْقَ أَثاماً * يُضاعَفْ لهُ العذابُ يومَ القيامةِ ويَخْلُدْ فيهِ مُهاناً * إلا مَنْ تابَ وآمنَ وعَمِلَ عملاُ صالحاً فأُولئكَ يبدَّلُ اللهُ سيئاتِهم حسناتٍ وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً " الفرقان 68 – 70 .
ألا أنها ازدادت انتشاراً في مجتمعنا فوفقاً لاستشاري في الطب نفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي فإن حالات الخيانة الزوجية الواردة للعيادات النفسية في تزايد مستمر خاصة في السنوات القليلة الماضية، و كشف المصدر إن النساء هن الأكثر ضرراً من هذه الحالات والخيانة الزوجية من طرف الزوج هي الأكثر تسجيلاً في الوقت الحالي عند مقارنة خيانة الزوجة لزوجها وبين ان (20) حالة خيانة للزوج يقابلها حالة واحدة للزوجة مرجعاً المختص أسباب الخيانة الزوجية في المجتمع السعودي إلى الانفتاح الإعلامي في القنوات الفضائية والانترنت التي أتاحت للطرفين المحادثات مع جميع الأجناس الأمر الذي يتطور إلى أمور لا تحمد عقباها وأ حب أن أضيف لذلك عوامل الأخرى من فتور في العلاقة الزوجية وربما توترها وكثرة الخلافات ، ضعف الوازع الديني والذي يكون العامل الأساسي لردع اي شخص مسلم على ارتكاب المحرمات، مرور الرجل بأزمة منتصف العمر ومن خلال الدراسات فأن هناك مرحلتين في العلاقة الزوجية تكون أكثر عرضة لإقامة الزوج علاقة مع امرأة أخرى وهي بعد مرور خمس سنوات من الزواج و الفترة الأخرى بعد عشرين سنة من الزواج.
فكم ترون ومما سبق يتضح بأنه في مجتمعنا الزوجات يقعن ضحية للخيانة الزوجية أكثر بكثير جداً من الزوج. وعلى الرغم من دائما ما سمع من الزوجات المصدومات عبارة "لم أكن أتصور ان يفعل زوجي ذلك" ألا ان الأبحاث تؤكد بأن الأمر لا يحدث فجأة وأنه في أغلب الحالات يكون هناك علامات لكن بعض الزوجات لا تلاحظها والبعض الآخر تتجاهلها أو تقلل من شأنها حتى "تقع الفأس بالرأس"
ولهذا فبودي التحدث عن العلامات التي ممكن أن تدل أي زوجة أذا كان زوجها بعلاقة مع امرأة أخرى:
1. تغيب الزوج كثيرا عن المنزل وبدون مبررات واضحة او محددة واستخدام العمل كعذر دائم.
2. حرصه الشديد على هاتفه النقال واصطحابه في كل مكان حتى في دورة المياه، اكرمكم الله. وفي بعض الحالات إغلاق الهاتف بمجرد دخول البيت.
3. الحرص على أخفاء فواتير الهاتف النقال الخاص به بينما بالسابق ممكن ان يتركها بأي مكان.
4. فتور العلاقة الجنسية أو برود الزوج الجنسي بطريقة لا تتوافق مع طبعه السابق والتعذر بالعمل والتعب كمبرر لذلك.
5. كثرة انتقاد الزوجة واختلاق المشاكل لأتفه الأسباب كمبرر للهروب من المنزل أو عدم الجلوس مع الزوجة.
6. الاهتمام المفاجئ بالمظهر العام والصحة والأكل الصحي والرياضة. .
7. زيادة في كرمه وسخائه مع زوجته بطريقة غير معهودة لديها حيث ممكن ان تلاحظ سهولة تلبيته لمتطالبات خاصة بالزوجة كانت تعتبرها في السابق صعبة جداً.
8. تشجيع الزوج للزوجة في الانخراط بأنشطة مختلفة وعدم البقاء في البيت هي والأطفال كتشجيعها للقيام بزيارات عائليه أو أندية رياضية أو حتى دورات تأهيليه.
9. استخدامه النت لساعات طويلة يقضيها في غرف الدردشة أو مواقع التعارف والزواج و حرصه على استخدامه في مكان مقفل عليه والحرص كل الحرص على خصوصية هذا الكمبيوتر.
10. كثرة سفراته المفاجئة بدعوى العمل والحرص على إخفاء جواز سفر بعد ذلك.
11. ملاحظة مكوث الزوج بالمنزل لفترات طويلة أو دعوة أصدقائه في الأوقات التي تكون فيه الزوجة والأطفال متغيبين عن المنزل لفترة طويلة.
12. اكتشاف فواتير لمحلات نسائية أو عطوارات وهدايا قام الزوج بالشراء منها بمبالغ كبيره ولم تحصل الزوجة عليها و لا تعلم بمصير هاٍ.
طبعاً، النقاط السابقة مجرد علامات يجب على كل امرأة ذكيه أن تعتبرها أعلام حمراء تقف عندها وتتفحصها بغض النظر كيف تقيم علاقتها الزوجية في ذلك الوقت. لكننا لا نعني بالتفحص هو استخدام منهج الشك والتحقيق والتفتيش وراء الزوج والهجوم عليه و اتهامه عند ادني شك، بل يعني فقط أن تكون الزوجة متيقظة وحذرة وذكية وأن لا تستخدم أسلوب الإنكار و دفن الرأس في الرمال وكأن الأمر سوف يستقيم من ذاته.
في الختام ، أود أن أؤكد لكل زوجة بأنه على الرغم من عظم مشكلة الخيانة و خطورة تأثيرها السلبي على نفسية الزوجة ومشاعرها وعلى العلاقة الزوجية ألا أنها نادراً ما تكون سبباً للطلاق. فهناك الكثير من الزوجات استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة بنجاح وتحافظ على منزلها و زوجها. فبناء على الأبحاث المتخصصة في العلاقات الزوجية فأن الخيانة ليست الجذور التي تسبب الطلاق بل في اغلب الحالات المشاكل المستمرة والدائمة تدفع بالأزواج الى طريق الطلاق أيضا ترسل أحداهما أو كلاهما للبحث عن علاقة عاطفية خارج الزواج فمعظم المرشدين الزوجين الذين يكتبون عن الخيانات الزوجية وجدوا أن هذه العلاقات ليست دائما بحثاً عن الجنس لكن للبحث عن الصداقة, الدعم, الفهم, الاحترام,الانتباه, الرعاية والاهتمام, والأهمية – تلك الأشياء التي يجب أن يوفرها الزواج… فمن أشهر الدراسات التي تم إجراؤها على الإطلاق للدكتور ين كيلي وجين من مشروع علاج الطلاق في ولاية كاليفورنيا 80 % من الرجال والنساء المطلقين أكدوا بأن زواجهم فشل لأنهم وبشكل تدريجي انفصلوا عاطفياً عن الآخر وفقدوا الإحساس بالترابط أو لأنهم لم يشعروا بالحب والتقدير من الطرف الآخر، وفقط 20 إلى 27% من الأزواج بتلك الدراسة أكدوا بأن سبب الطلاق هو الخيانة الزوجية.