بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يحل الزكام ضيفاً على الطرق التنفسية العلوية يكون بلا شك ضيفاً ثقيلاً لأنه غالباً ما يجعل صاحبه في حال يرثى لها. وخير ما يمكن فعله مع الزكام هو التعجيل في رحيله قدر المستطاع أو على الأقل التخفيف من وطأته.
كثيرون، يستعجلون الإستنجاد بالأدوية، خصوصاً تلك التي تباع من دون وصفة، من أجل مكافحة عوارض الزكام، على رغم وجود ترسانة غذائية استخدمت على مدى قرون، وأثبت أنها مفيدة في مقاومة الزكام، وأن فعلها مماثل تماماً لتلك الأدوية، بل هي أفضل بكثير كونها لا تتسبب في حدوث تأثيرات ثانوية.
وأول غذاء يجب الاستعانة به في معالجة الزكام هو حساء الدجاج، وهذا الأمر عرف من زمن بعيد، وكان أول من أشار اليه موسى بن ميمون طبيب صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر. فما هو السر؟
لقد بينت التحريات الحديثة ان حساء الدجاج يحتوي على حامض أميني طبيعي اسمه السيستيئين يتم تحريرة من الدجاج عند طبخه، وهذا الحامض يشبه الى حد بعيد دواء يصفه الأطباء لمرضاهم يعرف بالأسيتيل سيستيئين من أجل علاج التهابات الطرق التنفسية، ويعمل هذا العقار على ترقيق المخاط الذي يسد الأنف والمجاري القصبية الرئوية ما يسهل أمر طرحه الى خارج الجسم. غير ان آخرين يقولون ان حساء الدجاج يعمل كمضاد للالتهاب من طريق تثبيط حركة الخلايا المناعية المعروفة باسم النوتروفيلات.
واذا كان حساء الدجاج ساخناً ومشبعاً بالبخار فإنه يساعد في إزالة الاحتقان من الأنف والمجاري التنفسية العلوية بشكل أكثر فاعلية، وفي هذا النطاق ينصح الطبيب الأميركي إروين زيمنت الاختصاصي في مرض الزكام بإضافة كميات كبيرة من الثوم والبصل والفلفل الحاد والتوابل الحارة الى حساء الدجاج، وبحسب رأيه فإن هذا المزيج يعتبر أفضل علاج للزكام. ولا ننسى الثوم، فهو الآخر استعمل منذ زمن طويل لعلاج الزكام، وفي روسيا يشيع استخدام الثوم لطرد الزكام، ويطلقون عليه هناك لقب «البنسلين» وعندما نعاني من عوارض الزكام يوصي الدكتور الأميركي جيمس نورث الاختصاصي في علم الأحياء المجهرية، بتناول الثوم، وإذا ما تم القيام بهذا السلوك باكراً ما أمكن، فإن المرض قد لا يحصل، وقد اكتشف نورث في المختبر أن خلاصة الثوم تستطيع القضاء مئة في المئة على الفيروسات المسببة للزكام.
والى جانب حساء الدجاج والثوم والبصل والفلفل هناك شراب الفجل الروسي المضرج بالعسل فهو نافع في تهدئة علامات التهاب الحلق خصوصاً الاحتقان. كذلك شرب شراب العرقسوس يكبت السعال ويخف من حدة الحلق المتهيج.
وفي حال هجوم فيروسات الزكام على الحنجرة فإن تناول خليط من عصير الأناناس وجوزة الطيب والزنجبيل وإكليل الجبل والنعناع يفيد لأنه يحتوي على مركبات تساهم في التخفيف من وطأة الهجوم والالتهاب الناجم عنه. كما أن الغرغرة بمنقوع المريمية الساخن يساعد كثيراً في تلطيف حدة احتقان الحلق.
وطبعاً، يجب عدم نسيان شرب السوائل بكميات وافية للمحافظة على رطوبة الأغشية المخاطية للطرق التنفسية ومنع الجفاف عنها، لأن البيئة الجافة تسهل نمو فيروسات الرشح.
ولا يغرب عن الذهن التسلح بالثلاثي التالي اللبن الرائب والصعتر البري والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامين سي، فهذه كلها يجب وضعها على قائمة الوجبات اليومية في فصل البرد لأنها تعزز عمل جهاز المناعة بحيث يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الأهداف المبيتة لفيروسات الرشح.