أولاً: إبدأ تعاملك مع الأشخاص ذوي الطباع الصعبة بإدراك أنهم يولونك قدراً ضئيلاً من إهتمامهم،فإنّ كل تركيز هؤلاء الأشخاص على أنفسهم فقط…فما أنت سوى صورة صغيرة على شاشات مخيلتهم،وتبرز أهميتك فقط عندما تقف في طريقهم نحو ما يريدون الوصول إليه،أو عندما يحتاجون إلى خدماتك للحصول على ما يريدون…..فلا تأخذ ما يقولون أو يفعلون على محمل شخصي0
ثانياً: لن يتغير هؤلاء الأشخاص من تلقاء أنفسهم،ومن المؤسف أنك لن تستطيع تغييرهم بسهولة….وقبل أن تسمح لهذه الحقيقة أن تُثَبِّطَ همّتك،فلتأخذ في إعتبارك أن نزعتهم نحو عدم التغيير جعلت من سلوكهم أمراً يمكن التنبؤ به عادة…وما دمت لا تتوقع الكثير من هؤلاء،فبوسعك على الأقل إعداد نفسك لبعض المواجهات معهم0وإذا لم يعمل أُسلوبك معهم على تغيير شخصيتهم الصعبة،فقد يترك أثراً إيجابياً على نتيجة أي مواجهة0
ثالثاً: يمكنك الإقتراب من الشخص صعب المراس لتحاول بكل إصرار وعزم أن تخوض معه تجربة بائسة،أو تحاول أن تكون إيجابياً قدر المستطاع0فلتضع إستراتيجية،ولتحدد مُسبقاً النتائج الرجو إنجازها بدلاً من التركيز على القضايا السلبية أو على مشاعرك السلبية تجاه هذا الشخص0
رابعاً: عَبِّر عن مشاعرك،ولا تكبت مشاعر الغضب أو الضيق0
ولو أهانك شخص ما،فلتخبره بما تشعر به،ولكن تجنب الإتهامات وجه له بدلا منها أسئلة إستيضاحية…كأن تقول لهلستُ متيقناً من فهمي لما ترمي إليه من هذه الملاحظة،فهل لك أن توضح لي؟؟)0
خامساً: إذغ كان ينبغي عليك أن تُعَبِّرَ عن مشاعرك،فلتدع الآخرين يُعبروا عما يجول بخاطرهم،واطلب آراء الآخرين فيما تقوم به…فأنت بحاجة إلى معرفة رأي رئيسك وزملائك ومرؤوسيك وزبائنك فيما يحدث أو فيما تقوم به من أفعال0 ولا تحاول أن تستنتج ما يفكر فيه أي شخص آخر،ولكن إسأله0
سادساً: إستخدم أسئلة مفتوحة لإستبيان المشاعر والآراء،فلا تحدد الإجابة بطرح اختيارات متعددة0 فعلى سبيل المثال،لا تقلأخبرني،هل أعجبتك فكرتي كثيراً أم قليلاً؟)ولكن قل:يا فلان،ما رأيك بفكرتي؟)0
سابعاً: حاول أن تحتفظ بهدوئك،وهذه نصيحة بسيطة ولطيفة واضحة،ومما لا ريب فيه أنها ليست دائماً بالنصيحة التي يسهل إتباعها،ولكن إذا كان بمقدورك أن تظلَّ هادئاًوطيّب الخلق،فمن المحتمل ألا تصعد الموقف العصيب بجعله مستحيلاً0
وسوف يساعدك مثل هذا السلوك على إلتزام حدود الياقة والخلق الرفيع،ولذا ،إذا ما تجاوز سلوك الشخص ذو الطباع الصعبة مرحلة المضايقة وصار غير محتمل،فعليك أن تنسحب من الحديث وتقول لهإني أتحدث إليك بإسلوب هادئ ومتحضر،وأتوقع منك مثل هذا،فمن فضلك قابلني عندما تهدأ،وعندها يمكننا إكمال الحوار)0
ثامناً: عَوِّد نفسك أن تكون كريم الأخلاقسمحاًفيالتعامل،فليس هناك شئ يمنحك السلطان والقوة أكثر من معاملة أعدائك وكأنهم أصدقاؤك..ولتكن حذراً،ولكن مهذباً أيضاً0
تاسعاً: تحامل على نفسك وحاول أن تسأل ذوي الطباع الصعبة عن رأيهم،واطلب منهم يد العون…وإذا جعلتهم يهتمون بك بعض الشئ،فقد يُفضي هذا إلى إشراكهم في مشاريعك ومشاكلك
وقد يكون لهذا أثر ضئيل على تغيير مثل هذه الشخصية،ولكنه سينقل لك بصورة جيدة الطريقة التي ينتهجها هذا الشخص في سلوكه وعمله معك
عاشراً: لا تُعطِ ذوي الطباع الصعبة حجماً أكبر من حجمهم الحقيقي،ولا وزناً أكبر من وزنهم،وذلك بإدراك أنهم قِلّة0ولتركز على أصدقائك وأقربائك والزملاء النافعين والعملاء الذين تسعد بالتعامل معهم…..فلا تدع ذوي الطباع الصعبة يُصبحون ذرة التراب التي تحجب الرؤية عن عينيك0
كيف تبدو طبيعياً أمام أعدائك؟
كل منا له محبون وأعداء .. وكلنا لا نحب أن نُظهِر لأعدائنا ما يفرحهم علينا. أنظر إلى ماقاله الله سبحانه على لسان هارون عليه السلام عندما أخذ أخوه موسى عليه السلام برأسه ولحيته يجره أمام بني إسرائيل: "فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين". لهذا السبب فإننا نشعر بالقلق والتوتر وعدم الارتياح عندما يظهر أحدهم أمامنا .. فنضطرب ، ونرتكب بعض الحماقات التي تضعنا في مواقف محرجة.
فيما يلي بعض الخطوات العملية البسيطة التي تجعلك تحتفظ بهدوئك ورزانتك أمام أكبر عدو…
عندما تقع عينك على عدوك قد تشعر مباشرة بالقلق الشديد. لا تفزع ولكن ابدأ العد تنازلياً من عشرة إلى واحد بهدوء ونفس عميق.
تذكر موقفاً محرجاً سبق أن رأيت عدوك فيه ، واستحضر هذا الموقف تماماً لأن ذلك سيشعرك بتفوقك عليه.
أرسم على محياك ابتسامة عريضة ، وأنظر إليه كما تنظر إلى أي شخص آخر. هذه الحركة تربكه ، وتجعله يفكر فيما يجعلك مبتسماً.
إذا كان ذلك ممكناً .. قابله ومدّ يدك مصافحاً له ، واضغط على يده ، واسأله عن صحته وأحواله ، لتزيد من حيرته وإرباكه. ستخف هذه الحركة من شعورك بالقلق منه ، في الوقت الذي تجعلك تشعر بأنك اليد العليا.
كن شهماً في إسداء النصح ، وبذل المساعدة والتوجيه والدعم…الخ. ستشعر أنك اليد العليا فعلاً. وهنا إما أن ينقلب عدوك كأنه ولي حميم لك أو يبقى معادياً فكأنما تسفه الملّ كما جاء في الحديث الشريف.
بعض الأعداء لا يصلح معه إلا أسلوب التجاهل والإهمال ، لذلك استخدم الأساليب السابقة بحكمة.
راقب ردود الفعل ، فإذا شعرت بعدك الارتياح أو التجاوب مع تصرفك الجيد .. توقف ,, وانصرف بهدوء دون أن تضيف كلمة واحدة.
احذر…
لا تجعل عدوك هو شغلك الشاغل ، فتحسب حسابه في كل ما تقوله أو تفعله ، أو ما تسكت عنه أو تتركه. لا تبالغ في التود والمساعدة والسؤال عن الأحوال ، لكي لا تبدو أضحوكة أو يفهم عدوك أنك تتهكم به أو تسخر منه أو تشمت به. . الابتسامات الصفراء ليست دليلاً على حسن النوايا ، فقد لا يعدو الأمر بينكما مجرد مجاملات ، لا مكان فيها للثقة الحقيقية.
لا تسيء لعدوك ، فأنت لست بحاجة لمزيد من العداء معه ، واعلم انه لا يسعى للانتقم إلا ضعفاء النفوس.
إذا كان عدوك مسلماً فتذكر أن له عليك حق الإسلام الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه".
منقول