الطفلة المجنونة
( قصة واقعية تصور جرائم الاحتلال الأمريكي للعراق )
(أسيل) طفلة صغيرة عمرها تسع سنوات , تعيش مع أهلها بفرح وهدوء وسعادة في (حي نزال) قرب مدينة الفلوجة, ولكن منذ ان جاء المحتلون الأمريكان الغاصبون بوجوههم الكالحة والمتلئة حقدا وكراهية على كل العرب في العراق وخصوصا أبناء مدينة الفلوجة , فلقد تغير كل شيء في حياة عائلتها , حيث سيطر الخوف والفزع على الجميع … على أبيها وأمها وأخوتها الصغار.
هناك في سماء مدينة الفلوجة كانت الطائرات الأمريكية المقاتلة ترمي نيرانها وقذائفها القاتلة على السكان بما فيهم الأطفال , كانت نيرانها تحرق البيوت وتقتل الجميع , لا لشيء سوى أنهم يحبون وطنهم ولا يريدون وجود المحتل فيه.
لم يتوقف المحتلون الامريكان عند هذه الجرائم وقروا أن يقتلوا كل إنسان عراقي شريف يحب وطنه حتى ولو كان طفلا صغيرا مثل (أسيل) , لا فرق عندهم بين قتل الحيوان وقتل البشر … المهم أنهم يمارسون هواياتهم في قتل العراقين .
-اقتلوا كل من يسكن الفلوجة والقرى المجاورة لها… صغارا وكبارا , نساء ورجالا… لا تبقوا أحدا منهم … اقتلوهم إنهم أعداء إسرائيل.
قال القائد الأمريكي ذلك بلهجة يهودية ركيكة , لم يستطع أن يخفيها عن جنوده المتوحشين وهو يبتسم منتصرا , فهو يحمل حقدا كبيرا على كل عربي شريف , وبسرعة تراكض الجنود المتوحشون وهم فرحون لأنهم سيقتلون عربا شرفاء وهذا ما كانوا يحلمون به ويتدربون عليه في أميركا منذ فترة طويلة .
تراكض الجنود نحو بيوت الناس الآمنين ودخلوا بيت (أسيل) عنوة , بعد أن فجروا الباب الخارجي بجهاز التفجير , وبعدها بلحظات كانوا وجها لوجه مع أفراد العائلة المسالمة والتي امتلأت رعبا وخوفا من منظرهم المخيف , فوجه الجنود نيران أسلحتهم الرشاشة نحو أفراد العائلة وقتلوا الجميع في لحظات … وتساقطوا … الواحد فوق الآخر وتناثرت دماؤهم الطاهرة وملأت أرضية الغرف والمرات , إلا الطفلة (أسيل) فقد نجت بأعجوبة حينما تساقط أهلها فوقها واختفت تحتهم وما عاد القتلة الامريكان يرونها .
كان المشهد مرعبا وقاسيا جدا ولا يحتمل والصدمة التي تعرضت لها (أسيل) منعتها عن الكلام وجمدت الحركة كليا فيها حتى أمست شبه ميتة .
خرج المتوحشون الأمريكان وهم يقهقهون , لقد فعلوا شيئا جاؤوا من اجله
, لقد قتلوا كل شيء في العراق … قتلوا الطفولة العراقية البريئة … خرجوا وهم يغنون ويرقصون, كأنهم كانوا في حفلة راقصة … كانوا كالسكارى , وتوجوا نحو البيوت الأخرى في الفلوجة ليقتلوا من تبقى فيها … لقد تحق حلمهم.
– قتلنا كل من في الدار والشارع…لقد نفذنا ذلك بدقة .
قال الجنود ذلك لقائدهم الأميركي المتوحش وركبوا السيارة مبتعدين وهم كالمجانين يطلقون نيران أسلحتهم في كل اتجاه , وهم مع ذلك فإنهم كانوا يرتعدون خوفا ورعبا… ولم يدروا انه لم يبق احد على قيد الحياة في حي نزال القريب من مدينة الفلوجة , فقد قتلوا الجميع.
بعد فترة سحبت (أسيل) نفسها من تحت الجث وهي شبه فاقدة الوعي ,والدماء تغطيها كليا , وخرجت راكضة إلى الشارع كالمجنونة وهي تصرخ وتصرخ وتصرخ ولكن لا احد يرد عليها , فكل أبناء (حي نزال) قتلهم الأمريكان , ولكن لا احد يستمع إلى صراخ (أسيل) , ودون وعي منها كانت (أسيل) تسير في الطرقات على غير هدى, فقدت عقلها وجُنت من وحشية الحادثة , فمرة كانت تبكي بكاء قويا أشبه بالصراخ , ومرة أخرى كانت ترمي جسمها على الأرض ,ومرة ثالثة كانت تمزّق خصلات شعرها الذهبية , وكانت إثناء ذلك تسير في الطرقات الفارغة كالمجنونة لا تعرف ماذا تفعل ؟ والى أين تتجه ؟وماذا تقول ؟.
بعد أيام وفي مكان غير بعيد عن حي نزال والقريب من مدينة الفلوجة البطلة عثر عليها احد الناس وكانت في حالة يرثى لها من المرض , كانت مرمية على الشارع فاقدة للوعي ولا تستطيع الكلام , فحملها هذا الرجل الشهم الى جامع قريب لمعالجها وعرف من إشاراتها وبعض الكلمات المبهمة أن المتوحشين الأمريكان قتلوا كل عائلتها , وصادف أن مر احد المراسلين الأجانب لتصوير الجامع الذي هدمه الامريكان وشاهدها , فصورها أجرى لقاء مع الرجل الذي أنقذها بعد أن شرح له القصة كاملة .
وقتها عرف العالم كله جرائم الأمريكان في مدينة الفلوجة وفي كل شبر من ارض العراق وعرفوا معاناة الشعب العراقي الصامد على أيدي المتوحشين الأمريكان من قتل وتهجير وحرق للمدارس وتهديم للجوامع وقتل للأطفال .
(القصة واقعية وموثقة رسميا وهي دليل صارخ على وحشية وهمجية الأمريكان المحتلون إثناء اجتياحهم لمدينة الفلوجة بعد ان امسك أبناء مدينة الفلوجة مجموعة من الجواسيس الصهاينة وأنزلوا بهم عقاب الله العادل… ولقد تبين ان هؤلاء الجواسيس هم أحفاد كبار الحاخامات الصهاينة , لهذا قر الامريكان المحتلون وبدفع من أسيادهم الصهاينة اجتياح المدينة وتدميرها وما رافق ذلك الاجتياح من تدمير وإبادة جماعية للسكان بحجة نشر ما يسمونه كذبا وزورا ب :
(( الحرية والديمقراطية والرفاهية والتعايش السلمي)) .