الوسم: العريفي

الحمد لله الذي جعل الجهاد ذروة سنام الاسلام , أحمده سبحانه وتعالى و اشكره على الدوام , و اشكره شكراً متواليا على مر الليالي والايام , واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .

وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله , هو امام المتقين وقائد الدعاة والمجاهدين صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين عاشوا مؤمنين , وماتوا مجاهدين , وبذلوا في سبيل الله تعالى انفسهم واموالهم مذعنين طائعين ,فرضي الله تعالى عنهم وارضاهم ومن حمل رآية الجهاد في سبيله من بعدهم , إلى يوم الدين .

اما بعد :
ايها الاخوة المؤمنون إن الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الاسلام ,وإن رتبته في اعلى شعب الإيمان انه بالجهاد تعلوا الكلمة وتعز الامة ,وتحمى البيضة ,وتصان الحرمات ,وتحمى الديار ,ويطرد الاعداء , ويوهن الالداء ,انه بالجهاد يتم اقرار الحق في نصابه ,ويرد الاسلام عن بابه ,ويدحر البغي والظلم والطغيان , ويكافح الكيد والشر والعدوان.

الجهاد في سبيل الله هو التجارة المنجية وهو الصفقة الرابحة , والبضاعة المبشرة ,يحوز اهله المخلصون من المنازل ارفعها ومن المكانة اعظمها ,ومن الدرجات اعلاها .

ومن حكمة الله جل وعلا أن جعل الصراع بين الحق والباطل قائما منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام وما دام أن الحق والباطل يتصارعان ,إذاً فالجهاد موجود بوجود الحق والباطل { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} (217البقرة )

وروى مسلم أن النبي صل الله عليه وسلم قال [لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين , لعدوهم قاهرين إلى يوم القيامة ] رواه مسلم , وروي عند الترمذي قيل يارسول الله [ وأين هم ] فقال عليه الصلاة والسلام [ هم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس ] .

ولقد فضل الله تعالى المجاهدين على القاعدين , قال الله جل وعلا { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)} [النساء]

المجاهدون في سبيل الله قد ابرموا مع الله تعالى عقداً فقد باعوا وربهم اشترى { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111]

نعم { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران:169] , وفي الصحيحين أن النبي صل الله عليه وسلم سئل [ يارسول الله أي العمل افضل , قال: ايمان بالله ورسوله , قيل ثم أي يارسول الله ,قال :ثم جهاد في سبيل الله ] .

قال الامام أحمد رحمه الله " لا اعلم شيئا من عمل افضل عند الله من الجهاد في سبيل الله " , وفي البخاري أن رجل قال يارسول الله :[ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : دلني على عمل يعدل الجهاد ؟ قال لا أجده ، هل تستطيع إذا خرج المجاهد تدخل مسجدا فتقوم لا تفتر ، وتصوم لا تفطر . قال : من يستطيع ذلك ] .

وفي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام[ مثل المجاهد في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيل الله – كمثل الصائم القائم ، وتوكل الله للمجاهد في سبيله ، بأن يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرجعه سالما بما نال من أجر ، أو غنيمة .]

نعم ايها المسلمون : جعل الله تعالى الجهاد في سبيله ذروة سنام الاسلام وجعله طريق الرسل عليهم السلام ولما غفلت امتنا عن الجهاد واسكنها واسكتها خنوع الجبناء وطول الرقاد ,ولبست ثوب الذل والعار , وسلمت قيادها للكفار والفجار ,وصدق فيهم خبر نبيهم لما قال عليه الصلاة والسلام :[ إذا تبايعتم بالعينة ,واخذتم اذناب البقر ,ورضيتم بالزرع تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذل لا ينزع عنكم حتى تراجعوا دينكم ] .
وقال عليه الصلاة والسلام [ لايدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر ] .
وروى مسلم أن النبي صل الله عليه وسلم قال :[ من مات ولم يغزوا ولم يحدث نفسه بغزوٍ مات على شعبة من نفاق ].

ايها المسلمون : لقد ابتليت امتنا بطغاة جثموا على صدورها ,وضيعوا مجدها , وافسدوا دينها , وعبثوا بالانفس وبأعراضها ,وعلى رأس هؤلاء الطغاة الجيفة القذرة حافظ الأسد ,ونطفته النتنه بشار

فبئس الولد ,ووالدٍ ومن ولد ,وفاسدٍ ومن فسد ..
بل بئس من يحسب أن الوحش والجحش أسد..
ومن قال إن القرد والقرّاد قد امسى أسد..
سقط الطغاة الفاسدون وكل من للوغد في الشام سجد
لا والذي رفع السماء بلا عمد..
لن ننسى مافعل الطغاة المجرمون ومن جحد..
لما استباحوا حمص أو ادلب أو درعا البلد..
لما استباحوا مسجداً ومن سجد
لما احتمى النبيح بالشبيح واعلول الزبد ..
في الحولة الثكلى وفي القابون في أم العمد ..
لما انتشى صهيون بل صفيون واحتار الولد..
قلنا لهم أزف الرحيل فودعوا هذا البلد..
فالشام للأحرار والثوار حاضنة ولمن صمد .

ايها الناس , ايها الناس في كل الدنيا : حديثا اليوم إلى الأبطال إلى ابطالٍ واحرارٍ في الشام غضبوا..

غضبوا فإن الله لم يخلق شعوب تستكين ..
غضبوا فإن الأرض تحني رأسها للغاضبين..
غضبوا فإن الله لا يرضى الهوان لأمة كانت ورب الناس خير العالمين
غضبوا فإن الأرض تحت اقدام الشهيد وتنحني ..لم يبقى غير الموت
إما أن تموت فداء دينك أو تُباع لأي وغدٍ ..مت في ثراها ..
اغضب.. فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع آلاف السنين .

حديثنا اليوم إلى اقوام غاروا على دين الله , إلى من باعوا انفسهم لله وفارقوا لأجله دنياهم وابناءهم ,وزوجاتهم واوطانهم وديارهم .

حديثنا اليوم إلى رجال اشداء ,واجهوا وحدهم دولاً وجيوشا قد اجتمعت عليهم , ايران وروسيا وحزب اللات وآخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.

وكيف يتحدث مثلنا عن اولئك ووالله مابلغنا منازلهم ونحن بضاعتنا مزجاة ,ولا طمع في مقامهم من ترك عملهم واولئك القوم قد بلغوا شأواً عظيما.

انه حديثا إلى كتائب وسرايا تقاتل نيابة عن امتنا , انهم جند الشام , فلله ما اصبرهم على طحن المعارك ورهج السنابك , إذ زاغت الابصار ,وبلغت القلوب الحناجر واضطربت الأعين في المحاجر ,فكم رأينا والله منهم من بطولات وتضحيات عز نظيرها .

انهم جند الشام..
لأجــل الـشـام نـهـتـف ثائـريـنـا فيكـسـر عزمُـنـا هـبــل اللعـيـنـا
أليـس الحـر يرفـض ظـلـم يــوم وهــذا الـظـلـم جـــاوز أربعـيـنـا
سنـيـنَ تـجـرع الأحــرار فـيـهـا كـؤوس الصـبـر متـرعـة أنيـنـا
كَبُرنـا يــا شــآمُ عـلـى المـآسـي و أدْمَــنَّـــا هـــــواكِ فـعـانـقـيـنـا
وقد علمت شعوب الأرض طرا بـأنــا لـــن نـهــون ولـــن نلـيـنـا
و أنــا أكـــرم الـفـرسـان خـيــلا و أكــثــرُ أنـبـيــاءَ و مرسـلـيـنـا
أيـحـســبُ خِــفَّــةً بــشــارُ أنــــا سنـتـركـه و مـاهــرَ سـادريـنــا
هـوى الوهـم القـديـم فــلا خُـلـودٌ و أعيـاك الصـراع و مـا عَيينـا
رصاصك يُخطئ الجولان جبنا و غَــدرا يَقْـنـصُ المتظاهـريـنـا
وإنْ عربٌ بكوا ألمـا و ضَجُّـوا بعثـتَ وزيــرك الـغـث السميـنـا
حـمــاةَ دِيــارنــا لـلـشــام حــــق عليكـم فامنَـعـوا الأســد الهجيـنـا
أَلا لا يَـبْـعَـثَـنْ بــشــار جـيـشــا فنبـعـثَ جيـشـنـا الـحــر المتـيـنـا
فــإنــا المُـسـمِـعـون إذا هـتـفـنــا وإنــــا الـغـالـبــون إذا غُـزِيــنــــا
وإنـــا الـصـادقــون إذا نـطـقـنـا وإنْ قـيــل الإبـــا قُـلـنــا عُـنِـيـنـــا

ايها المسلمون :
روى الامام البخاري أن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال :[ ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ماعلى الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل ثم يقتل ثم يقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ] .
وروى الامام ابن ماجة أن النبي صل الله عليه وسلم [ للشهيد عند الله ست خصال يغفر له من أول دفعة من دمه ,ويرى مقعده من الجنة ,ويجار من عذاب القبر ,ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ,ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ,ويشفع في سبعين في اقاربه ] .

ايها المسلمون :
الشهيد يؤمن من فتنة القبر قال عليه الصلاة والسلام لما سئل مابال المسلمين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ,فقال عليه الصلاة والسلام:[ كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنه ] رواه النسائي.

نعم..لما كان الجهاد ايها الناس في سبيل الله مفارقة للزوجة والأبناء ,والإخوان والخلان ,والبيوت والأوطان تثاقلت عنه الابدان فجعل الله تعالى له افضل الشرف والمكان ,تنقطع الاعناق دون اتمام اجر صاحب الشهيد إذا حصله ولا أن يلحق به أحد { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ(21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) } [التوبة].

روى أبو داود أن النبي صل الله عليه وسلم قال:[ لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب فقال الله سبحانه أنا أبلغهم عنكم قال فأنزل الله { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا }] .

ورى الترمذي أن النبي صل الله عليه وسلم قال :[ مايجد الشهيد من ألم القتل إلا كما يجد احدكم من ألم القرصة ] .
وروى البخاري أن النبي صل الله عليه وسلم [ رأيت الليلة رجلين اتياني فأخذاني بيدي فصعداء بي في الشجرة وادخلاني دار لم أرى قط احسن منها فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان ثم اخرجاني منها فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دار هي احسن وافضل فيها شيوخ وشباب قلت طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت فقالا نعم : اما الدار الاولى التي دخلت فهي دار عامة المؤمنين وأما هذه الدار يعنون الدار الطيبة العالية المشرفه وأما هذه الدار فدار الشهداء ].

ولأجل ما في الجهاد في سبيل الله من فضائل تمنى نبينا صل الله عليه وسلم أن يكتب من المجاهدين في كل غزوة وسرية .

في الصحيحين أن النبي صل الله عليه وسلم قال:[ تضمن الله لمن خرج في سبيله ,لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وايمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن أن ادخله الجنة ,أو ارجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائل ما نال من اجر أو غنيمة .ثم قال عليه الصلاة والسلام :والذي نفس محمد بيده مامن كلم (أي :جرح) يكلم (أي :يجرح) في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلم لونه لون الدم وريحه ريح المسك ,والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزوا في سبيل الله ابدا ,ولكن لا أجد سعة فأحملهم . ولا يجدون سعة . ويشق عليهم أن يتخلفوا عني . والذي نفس محمد بيده ! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل . ثم أغزو فأقتل . ثم أغزو فأقتل .]

فيامجاهدينا في الشام , ايها المجاهدون , ايها الصابرون يامن انتم بجهادكم وانتصاراتكم نفتخر على كل الدنيا , يامن تعلق عليهم الأمة آمالها , ايها المجاهدون الكرماء الشرفاء , الذين قد بذلتم مابذلتم مما لم يبذله غيركم لمحبكم إليكم وصايا لعل الله أن ييسر وصولها اليكم ..

اولاً: يجب أن يكون الجهاد خالصاً لله تعالى و ألا يدخل عرض الدنيا في القلب ابداً .
{ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا.} [النساء:74]
ورى البخاري أن رجل قال يارسول الله :[ الرجل يقاتل للمغنم (للغنيمة ) ,والرجل يقاتل للذكر (ليقال فلان شجاع ,فلان جواد ,فلان جريء , فلان يقاتل , فلان سديد الرمي ) قال : الرجل يقاتل للمغنم ,والرجل يقاتل للذكر ,والرجل يقاتل ليرى مكانه (لأجل أن ينظر اليه الناس ويعرفون انه معهم) , فقال : اي ذلك في سبيل الله , فقال عليه الصلاة والسلام :[ من قاتل لتكون كلمة الله هي العلياء فهوه في سبيل الله ] .

فلا ينبغي أن يقع في القلب رغبة إلا في نصرة الدين , وفي اعلاء كلمة الله تعالى ,وفي تحقيق التوحيد وحرب المشركين الذين يدعون غير الله ,ويطوفون على مالم يشرع الله تعالى الطواف به ,ويقسمون ويحلفون بغير الله ,ويذبحون اهل السنة تعبدا وتقربا إلى من يعبدون , ينبغي أن تكون النية خالصة أن تدافع عن الدين وأن ترفع راية التوحيد .

ثانياً :عليك بالعمل المشترك فإن يد الله تعالى مع الجماعة , لا ينبغي أن يكون الانسان فرداً ,أو أن يتفرق عن اخوانه
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } [الصف:4] .
روى ابن حبان أن النبي صل الله عليه وسلم قال :[ ستكون بعدي هنات و هنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة ، أو يريد أن يفرق أمر أمة محمد صل الله عليه وسلم كائنا من كان فاقتلوه ؛ فإن يد الله مع الجماعة ، و إن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض ] , الشيطان يفرح بكل من فارق الجماعة .

فيامجاهدينا في الشام قد اجتمع عليكم اليوم انواع من الاعداء ممن تعرفونهم ومن لا تعرفونهم ,والله تعالى يقول{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[ الأنفال :46] , اصبر على الخلاف مع اخوانك , اصبر على أن تكون مقوداً بعد أن كنت قائدا , اصبر على أن تكون في الساقة أو في الحراسة بدل أن تكون في المقدمة (واصبروا ) اصبر وابذل لله ولا تبحث عن حظ نفسك فإنك بهذا تفرق شمل إخوانك, والله جل وعلا اوجب عليكم ايضا أن تجتمعوا على قادتكم فإن من أوجب الواجبات أن يطيع من كان جندياً أن يطيع من يقوده ,والله جل وعلا يقول عن اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه .

ثالثاً : لا يجوز قتل أحد بدون برهان وبدون بينة صحيحة ,والخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة , فالحذر الحذر من الاسراف في الدماء .
روى الإمام مسلم أن النبي صل الله عليه وسلم قال [ كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه] .
وفي مصنف ابن ابي شيبة أن عائشة رضي الله عنها قالت [ ادرؤوا الحدودَ عن المسلمين ما استطعتم ، فإن كان له مخرجٌ فخلُّوا سبيلَه ، فإنَّ الإمامَ أن يخطئَ في العفوِ خيرٌ من أن يخطئَ في العقوبةِ ] .
وعند ابن حبان أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما:[ نظر إلى الكعبة فقال : ما اعظمك ,وما اعظم حرمتك ,وإن حرمت المسلم عند الله اعظم من حرمتك ] .

وفي صحيح مسلم "أن النبي صل الله عليه وسلم :ارسل اصحابه معهم اسامة ابن زيد ارسلهم فصبحوا الحرقات من جهينة ,قال: فقتلناهم , قال: ففروا ,قال : فأتبعت أنا ورجل من الانصار اتبعنا رجل منهم فلاذا منا بشجرة ,قال اسامة ابن زيد : فسقط السيف من يد الرجل , قال :فأحطت به أنا والانصاري ورفعنا السيف ,قال : فلما رأى الموت قال :أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ,قال اسامة فأما صاحبي الانصاري فإنه خفظ سيفه ,وأما أن فعلوته بالسيف فقتلته .

الآن تقول لا إله إلا الله لما رأيت الموت !لما سقط سيفك تقول لا إله إلا الله ,اين كان اسلامك من قبل ؟! اين كان توحيدك ؟! هذا الذي وقع في قلب اسامة ,لم يتعمد قتل رجلا دخل الاسلام -لا- و انما وقع في قلبه الشك الآن تسلم لما رأيت الموت ؟! قال : فرجعنا وحدثت النبي صل الله عليه وسلم بحديثنا ,
قال : فلما قلت يارسول الله تبعت أنا وجل من الانصار رجلا منهم فأحتولناه حول الشجرة فلما رفعنا عليه السيف قال : لا إله إلا الله ,فخفظ الانصاري سيفه ,اما أنا فعلوته بالسيف حتى قتلته ,فقال النبي صل الله عليه وسلم لاسامة وقد تغير وجهه ,قال: اقتلته بعد أن قال "لا إله إلا الله" ,قال اسامة يارسول الله ما قالها ايمان بالله ,إنما قالها خوفا من السيف , فقال عليه الصلاة والسلام اقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله , قال يارسول الله انما قالها خوفا من السيف ,فقال عليه الصلاة والسلام :هل شققت عن قلبه وعن صدره لتنظر هل قالها ايمان بالله ام خوفا من السيف ,كيف لك بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاجك يوم القيامة".

-الاسلام عزيز ,والمسلم له مقام عند الله فينبغي الحذر من القتل إلا على بينة ظاهرة واضحه .

رابعاً: يحرم عليكم اتهام بعضكم البعض بالخيانة أو العمالة وغير ذلك من تهم كاذبة غير قائمة على ادلة واضحة , والله جل وعلا نهى عن ذلك .

وقال تعالى{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء:36]. قد يخترق صفوف المجاهدين بعض المفسدين من اتباع ذلك الطاغية المنتن أو من غيره يخترقونهم للإفساد بينهم ولإشاعة النميمة والبغضاء والخلاف بينهم ,فينبغي على المجاهدين الشرفاء وهم نعرفهم في عقولهم في ذكائهم وحنكتهم وحكمتهم نعلم انهم سيكونون حذرين من امثال هؤلاء ,ولا يتهم بعضهم بعض بعمالة أو خيانة أو يتخذ قرارات سريعة بناء على اخبار اقوام ربما كانوا من اعدائكم الذين يفرحون بتخلخل صفوفكم .

خامساً:لا يجوز لكتيبة من الكتائب أن تستأثر بالمال والعتاد دون غيرها من الكتائب هذا لا يجوز في شرع الله ,يجب توزيعه على كل من يحتاجه لا يجوز للإخوة الذين يقدمون المساعدات من الخارج إلى اخواننا في سوريا لا يجوز لهم أن يميزوا بين الكتائب فيقوا هذه الكتيبة ويتعمدوا أن يضعفوا الكتيبة الاخرى ,مادام أن القصد دعم المجاهدين في سبيل الله , فينبغي أن يساوى بينهم مادام أنه ليس هناك سبب ظاهر لإعطاء هؤلاء أكثر من الاخرين.

روى مسلم أن النبي صلا لله عليه وسلم قال:[ من كان له فضل ظهر (يعني عنده بعير يركب عليه للخروج للجهاد وعنده بعير آخر في البيت لا يحتاج اليه ) , قال : من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ] , بدل ما تجعل بعيرك وجملك في البيت واخوك يمشي إلى الجهاد فأركب اخاك على ظهر بعيرك ,[ قال : من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له, ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له ] قال: فذكر من اصناف المال يقول الراوي: حتى رأينا انه لا حق لأحدنا في ماله ] يعني أي اموال انت تملكها واخوك يحتاج اليها فإنه لا حق لك فيها .

سادساً :اعلموا انه لا يمكن أن يقوم جهاد ولا تكون فتوحات من غير خسائر ,لا بد أن تروا هدما ,لابد أن تروا موتى ,لابد أن تروا لآجئين ,لابد أن تبذل ارواح وممتلكات واموال وترى هدما ,وترى فسادا في الارض هذه طبيعة الحروب والله تعالى يقول { وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.} [النساء:104].

ووالله ان ماوقع في حمص وفي غيرها من فساد في البيوت والممتلكات وفي حلب وفي عدد من المناطق وما وقع من تشريد وما وقع من لآجئين انه قد وقع على الاعداء اضعاف ذلك ما لا نعيه اليوم , مايقع من امور اقتصادية نزلت بايران إلى الحضيض نسأل الله أن ينزلها إلى اكثر من ذلك ,وما يقع عند بشار هذه النطفة النتنه مايقع عنده وعند اصحابه من تفرق في شملهم ,وضياع لاموالهم العظيمة في كل بنوك الارض ,وما يقع في قلبه من رعب وفساد وربما قتل بعض اهله الخاصين دون أن يظهر ذلك بعد ,وما وقع في الطغاة الذين معه من انصاره ومن حزبه وممن يتعاوننون معهم ما وقع فيهم من قتل وتشريد وامور عظيمة ربما لم يطلع عليها اخواننا .الامر كما قال الله { إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. [النساء:104].
وربنا جل وعلا يقول {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:216]

الله يعلم طريق عزكم وطريق رفعتكم ,ويعرف مألا اخوانكم الذين قتلوا في سبيل الله ,يعلم هذا السلاح الذي وصل اليكم ماهو اثره ,يعلم المال الذي اخرجه لكم ماهو طريقه {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}

سابعاً : ينبغي أن نقلل اللوم على بعضنا البعض ,بعض الناس ربما ينتقد بعض اخوانه من المجاهدين هناك ,إنهم كانوا ولا يزالون امام عدوا مجرم لا يضاهيه نظام مجرم في الأرض ابداً .

فلابد من مواجهته بالقوة قدر المستطاع وإلا فسوف يبقى جاثماً على صدورنا ابد الدهر ينفذ مخططات اعداء الاسلام ,وهل تظن لو بقي هذا المنتن على كرسيه ثم انتفشت ايران ,وانتفش حزب اللات ,وانتفش اعداء الله ورسوله واعداء صحابته وآل بيته انتفشوا وظهروا ما الذي سوف يحصل ببقية المسلمين على وجه الارض ,ما الذي سيقع من قتل وتشريد ومخططات ومن نهب للبلدان وخيرات العباد , الحرب كر وفر مهما قتل هناك ومهما حصل ومهما خُططت بعض الخطط وفشلت فلا ينبغي أن يقع النزاع بين المجاهدين بسبب ذلك .

سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام اخرج بعض اصحابه بعثهم في الرجيع وبئر معونه وهي قصص مشهورة اقبل اليه نفر من اهل نجد قالوا :يارسول الله أن عندنا قوم يدخلون في الاسلام ,ابعث الينا اقوام يعلمونهم الاسلام ,فبعث النبي عليه الصلاة والسلام سبعين قارئاً من الصحابة فلما وصلوا إلى بئر هناك خرج اليهم من خرج ثم قتلهم عن آخرهم ,هل يقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام ماخطط لهم تخطيطا أو تعمد أن يقتلهم , ولما اقبل اليه قوم من قبل مكة وطلبوا من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعلمهم الاسلام فأخرج لهم عليه الصلاة والسلام ثلاثةعشر صحابيا من خيرة الصحابة فلما وصلوا بئراً هناك قتلوا,هل يتهم سيدنا الذي يأتيه الوحي من السماء عليه الصلاة والسلام انه تعمد أن يخطئ في تخطيطه ؟!

انه امتحان للمؤمنين وانه اتخاذ واصطفاء من ربنا يصطفي من يشاء من عباده شهداء ,فلا ينبغي أن يقع الخلاف بين المجاهدين إن فشلت خطة لاحدهم أو كان هناك كساد في رأيه ,أو فسادا احيانا في حكمته لاينبغي أن يقع بينهم الشقاق والبلاء في سبيل ذلك , إن هؤلاء الشهداء انما يشعلون جذوة الايمان في النفوس ,هم الذين ينيرون الطريق للأجيال القادمة التي لا تقبل الذل ولا البغي ولا الهوان وهم الذين يشاركون في اسعاد اهل الارض لعل الله اسعدهم في السماء .

ايها المسلمون :

الله جل وعلا يقول{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الانفال] ,{إلا تفعلوه} انتم ولاية ايها المؤمنون بين بعضكم البعض واتحاد وقوة وتعاون إن لم تتعاونوا وانتم ترون الكفار امامكم يتعاونون تكون فتنة في الارض وفساد كبير , و أي تعاون اعظم من تعاون ايران التي تدعي الاسلام مع روسيا الملحده ,ويتعاون حزب اللات مع من يتعاون معه من الاستخبارات الاسرائيليه على قومٍ يملئ القرآن صدورهم ,ونساء الواحده منهن في اشد الكربة وتمسك بحجابها واطفالها , تدخل بيوتهم فترى السجادة والمصحف ويدخلون عليهم ويذبحونهم { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }

فلا ينبغي إذا اتحدوا اولئك المارقون الفاجرون لا ينبغي إن اتحدوا أن يتفرق اخواننا المجاهدون ,هذا خيبة للأمة إن تفرقتم و إن سمعنا انه وقع بينكم خلاف ارضى بالوحدة وإن لم تكن مقتنع بالذي امامك مئة بالمئة يكفي أن تقتنع به ولو خمسين بالمئة ,ارضى بالوحدة بدلا أن كنت قائداً أن تكون مقوداً فإنك في جيش مسلم ترجوا ماعند الله ,لا تبحث عن ظهور ولا عن شرف ولا عن تصدر .

ثامناً :ايها المسلمون بل ايها الناس في كل الارض اخواننا في سوريا غيبوا عن الاسلام سنين في مناهجهم فالاطفال لا يقرؤون في المناهج من التعاليم الاسلامية الحقة كما نقرأ في بلادنا وفي غيرها , تعمداً من ذلك النتن لأجل أن لا يمسكهم بالدين حقا .

كثيرا من الخطباء الصادقين في زمنه كلما صدق خطيب واحبه الناس وازدحموا عنده فصل مباشرة والسجون مليئة بعضهم جاء إلى الاردن سنة يطلب العلم ثم رجع ومن الحدود على السجن مباشرة عشر سنوات أو خمسة عشر سنة , ناس يدخلون بمصاحف وكتب مثل رياض الصالحين وتفسير ابن كثير ويقبض عليهم ويفتشون مباشرة عند الحدود ,كتب ربما تجدها في تل ابيب ولا يسمح بها ذلك النتن أن تدخل .

مكن للفجرة الايرانين من الرافضة وبنوا الاضرحة وطافوا عليها , وجعلوا يأتون إلى اهل السنة ويغرونم بالاموال لأجل أن يكذبوا بالقرآن ويعتقدوا نقصانه ويكفروا الشيخين , ويكفروا الصحابة ,ويعتقدون أن علي رضي الله عنه يعلم الغيب والحسن والحسين , لأجل أن يبثوا العقيدة الفاسدة في قلوبهم وذلك النتن يمكن لهم تمكينا ,كتب شركية تباع رأيتها بعيني ,وكتب تدعوا إلى العقيدة الصحيحة ممنوعه..

فالإخوة الذين يجاهدون الآن هم نشؤوا في مثل هذه البيئة التي حيل فيها بينهم وبين العلم فلا ينبغي أن ندقق عليهم في كل شيء ,بعض الاخوة احيانا يرى بعض الاشرطة للمجاهدين فيلمح في يد احدهم سيجارة

فيقول : مجاهد ويدخن !

يا اخي إذهب جاهد ودخن , إذا كان ما يمنعك من الجهاد إلا التدخين فإن جهاده الحسنة العظيمة الكبيرة يغوص تحت قدميها كل معصية كمثل التدخين , ولا يعني اباحة التدخين ,ولكن ينبغي أن ننظر بعدل عندما نتكلم عن اخواننا هناك , اقوام غيبوا عن حقيقة الدين وحيل بينهم وبين العلماء الصادقين ثم بعد ذلك تريدهم بين ليلة وضحاها أن يكون كمن كانوا مع رسول الله صل الله عليه وسلم كابي بكر وعمر وعثمان وعلي , وإن كان نرجوا لهم أن يلحقوا بؤلئك بإذن الله تعالى بصدقهم وجهادهم .

ينبغي أن ننظر نظرة عادلة بعض الاخوة لا يعرفون فقه الجهاد ,لا يعرفون فقه التدرج لا يعرفون فقه التدافع بين الحق والباطل ,يسارعون بالإنكار على المجاهدين في اخطاء ربما هم انفسهم يقعون فيها ,والله جل وعلا يقول :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157)} [آل عمران]
انتقاد المجاهدين هي صفة من صفات المنافقين , عندك انتقاد اوصله باسلوب حسن واحذر أن يكون ذلك في اعلام أو غيره فتفت في عضد اخوانك المجاهدين .

اخيراً :ادعوا اخواني المجاهدين هناك إلى الثبات على دينهم والثقة التامة بنصر الله تعالى لهم والله تعالى يقول { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم :47] .ويقول جل في علاه { فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ.} [الروم], ويقول الله جل وعلا { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ. [يوسف:110].

والله إننا واثقون أن الله تعالى ناصر دينه ,وارض الشام تختلف عن غيرها من الاراضي, الجهاد في الشام يختلف عن الجهاد في افغانستان وعن الجهاد في العراق وعن الجهاد في الشيشان وعن الجهاد في كل ارض من الدنيا ,
افضل بقعة في الارض بعد مكة والمدينة هي ارض الشام ,هم يقاتلون اليوم نيابة عن الامة ,وقوفنا معهم بذلنا لهم ,دعاءنا لهم صدقنا في نصرتهم هذا هو اوجب الواجبات علينا ,ونعوذ بالله من أن نخذلهم ,نعوذ بالله أن يقف احدنا بين يدي الله وهو صاحب مال أو صاحب اعلام أو صاحب منبر أو صاحب رأي أو صاحب خبرة ثم يقف بين يدي الله فيقول الله لم خذلت اخوانك المجاهدين في الشام وانت تراهم يذبحون بين يديك؟! لم ؟؟ فماذا سيقول لله ؟

اسأل الله تعالى أن ينصر دينه وأن ينصر شريعته وأن ينصر المسلمين في كل مكان , أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد: