أسباب الاغتراب بين الزوجين
عند سؤال استشاري العلاقات الأسرية مجدي ناصر حول أسباب الاغتراب بين الزوجين فقال "لاشك في أن الفرق بين الرجل والمرأة جذري وكأنهما من كوكبين متباعدين، يختلفان في طريقتهما في التواصل، في التفكير، في الإحساس، وفي الحب، فالرجال ينشدون الكفاءة، النجاح، الحكم الذاتي، والقوة، ويكونون أكثر اهتماماً بالأهداف والنتائج، منه بالعلاقات والأشخاص، أما بالنسبة للنساء، فما يهم هو تبادل المشاعر، العطاء الذاتي، والخصوصية، وبالتالي الأولويات العاطفية تختلف بين الرجل والمرأة، فكل منهما لديه احتياجات عاطفية حتمية تجعله يشعر أنه شخص محبوب وناجح زوجياً، فالزوجة تنتظر دوماً الرعاية والإنتباه قبل كل شيء، وإلى أن يصغي الزوج إليها ويستمع إلى حديثها، يتفهمها، ويحترمها ويظهر لها أنه متعلق بها، و يحسسها بالإعتراف والقبول بمشاعرها، كذلك تحب الزوجة أن يتفهم زوجها حالتها المزاجية.
متى يحدث الاغتراب؟
يقول مجدي ناصر، الشعور بالاغتراب يأتي نتيجة افتقاد التواصل بين الزوجين، فالزوج من جهته، يهمه قبل كل شيء الإحساس بالإعجاب، وأن يصله إحساس بالثقة، أي أن زوجته تثق به، وتظهر له كل تقدير لشخصه كما هو دون أن تحاول أن تغير من شيء فيه ، الأمر الذي لا يرضي الزوجة بالتأكيد، هذه الاختلافات في تركيبة كل من الزوجين طبيعية، والخلافات بينهما أيضاً واردة، فقد يتعرضا لسوء الفهم، والصراعات وغيرها، وهي خلافات لا مفر منها إذاً انتظر كل منهما مصالحه وأهدافه هو، دون التفكير بمصالح وأهداف شريك حياته.
على الزوجين أن يتطورا معا:
يؤكد ناصر، أن تفهم الزوجان أنهما شخصيتين مختلفين تماماً، وأن يراعي كل منهما احتياجات الثاني، فهذه أولى خطوات الزواج الناجح وفهم الشريك لشريك حياته، و تقبله كما هو، وهي عوامل تتفادى تراكمات أي إحباط أو استياء أو اغتراب، و تتفادى أيضاً كل صدمة من كل شيء قد ينتظره الزوجان ولا يأتي، أو أن يأتي ولكن ليس كما يتمنيان.
ويستطرد ناصر، بالإضافة إلى هذا، فإن فهم الآخر، يهديه شعوراً رائعاً بأنه نال ما يحتاج إليه، وما إن يتثبت هذا الفهم المتبادل، حتى يستطيع الزوجان المضي قدما في زواج أرضيته صلبة، إذاً فالرجال والنساء على السواء لديهم قابلية لتطوير ذاتهم، ولتقديم التنازلات الطفيفة اللازمة، بالتخطيط لعلاقة زواج مرضية وقوية بما فيه الكفاية، للتصدي لأية أحوال جوية سيئة قد تعتري العلاقة، أو أي سحابة صيف قد تمر بسماء الزواج.
التلاعب بالعلاقة خطر
ويؤكد ناصر، للأسف، هناك أشخاص لا يترددون في التلاعب بالعلاقة الزوجية، مستعملين مختلف الضغوطات كالأمور المادية مثلاً وغيرها، مُظهرين أحياناً طيبة مبالغ فيها، لتقويض الأسس الخاصة بالطرف الآخر، سيناريوهات كثيرة تكون محتملة آنذاك، عليكم إذا التعرف عليها،كأن يكون مثلاً أحد الزوجين مناوراً، فبدل من أن يسأل نفسه، أو أن يستجيب لطلب الطرف الآخر، في التغييرمن طبعه، فإنه ينشر إسترتيجية ذات هدف وحيد هو جلب شريك حياته، عندما ننظر عن كثب إلى منظومة تفكير هذا الشخص المناور، سريعاً ما نكتشف أنه يتميز بطريقة تفكير بدائية، ذات قواعد ثنائية، فهو مستعد فقط لأن يبذل مجهوداً على مدى قصير فقط لخدمة مصالحه، فالأزواج أو الزوجات المتلاعبون المناورون ينجحون دائماً في الضغط على شريك حياتهم من جميع النواحي مثل الناحية المادية، كأن يختلقون ضائقة مالية مفتلعة، أو أن يستغلوا الطرف الآخر استغلالاً ماديا.
ولهذا يجب على أحد الزوجين الذي يلاحظ ملامح المناورة في شريك حياته، أن يقاوم هذه الضغوطات التي يمارسها عليه، وأن يتمسك باحتياجاته ومتطلباته للتغيير، الشيء الذي يحتم على الطرف الأول أن يأخذ موقفا حاسما.
التواصل بين الزوجين مسألة معقدة للغاية :
وحول افتقاد التواصل وأثره على الشعور بالاغتراب يقول ناصر، يشتكي بعض الأزواج أن لديهم صعوبة في التواصل مع شريك حياتهم، كأن ينته الحوار في منتصفه، كأن يقاطعه شريكه ليكمل الكلام بدلاً منه، حتى أنهم يشتكون من أنهم لم يعودوا قادرين على التفكير، وإن فكروا، يصعب عليهم الإحتفاظ بفكرتهم وبلورتها، وينتقلون من موضوع لآخرقبل أن ينهوا الأول، يستعملون معلومات غامضة، ويقصفون أنصاف الحقائق، في الواقع، يشوشون الطرف الذي أمامهم وينهون جُمَلَهُم بعبارة "فهمت ما أريد قوله. ويوضح ناصر أن الحل هو ألا ينخدع أحد الزوجين في الآخر تحت تأثير الإنبهار مثلاً بالحديث، بل يجب على كل طرف الانصات جيداً للآخر وتوصيل فكرته وما يود أن يقوله للنهاية دون مقاطعة أو تدخل من أحد على حساب أحد، فكلما استطاع الشريكان إيصال الفكرة للطرف الآخر كلما زادت فرصة التلاقي والحوار بينهما وبالتالي لن يحدث الاغتراب.
الصمت
وفي نهاية اللقاء يشير ناصر إلى سمة خطيرة جداً من سمات الاغتراب بين الزوجين وهي الصمت، حيث يقول، قلة الحوار ضارة جداً في حياة أي اثنين، صحيح أنها ناتجة دائماً عن نقص في الوقت، أو نقص في الإنتباه المرتبط بأسباب مذكورة سلفاً، وقد يكون الحوار موجوداً، لكن لا أحد يستمع إلى رأي الآخر، في هذه الحالة، على كل من الزوجين أن يبدأ بطرح الحوار، وببذل مجهود في فهم ما يريد قوله الطرف الآخر حقاً، وفي حالة ما إذا احتاج الزوجان المساعدة، فيُحَبَّذ استشارة أهل الإختصاص.