التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

الدعاء سلاح المؤمن


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وبعد:
فالدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه.
وأمرٌ هذا شأنه حريٌ بالمسلم أن يقف على فضائله وآدابه، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الدعاء وصالح الأعمال.

فضائل الدعاء

للدعاء فضائل لا تحصى، وثمرات لا تعد، ويكفي أنه نوع من أنواع العبادة، بل هو العبادة كلها كما أخبر النبي بقوله: { الدعاء هو العبادة } [رواه الترمذي وصححه الألباني]. وترك الدعاء استكبار عن عبادة الله كما قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، وهو دليل على التوكل على الله، وذلك لأن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه. كما أنه طاعة لله عز وجل واستجابة لأمره، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
وهو سلاح قوي يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال : { من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يُعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

وهو سلاح استخدمه الأنبياء في أصعب المواقف، فها هو النبي في غزوة بدر عندما نظر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر استقبل القبلة ثم رفع يديه قائلاً: { اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض } فما زال يهتف بالدعاء ماداً يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبه ثم التزمه من ورائه وقال: ( يا نبي الله، كفاك منشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك ) [رواه مسلم].
وها هو نبي الله أيوب عليه السلام يستخدم سلاح الدعاء بعدما نزل به أنواع البلاء، وانقطع عنه الناس، ولن يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، وهو في ذلك كله صابر محتسب، فلما طال به البلاء دعا ربه قائلاً: وَأيُوبَ إذ نَادى رَبَهُ أنّي مَسَنِىَ الضُرُ وَأنتَ أرحَمُ الرّاحِمِينَ (83) فَاستَجَبنَا لَهُ فَكَشَفنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ [الأنبياء:84،83].

والدعاء سبب لتفريج الهموم وزوال الغموم، وإنشراح الصدور، وتيسير الأمور، وفيه يناجي العبدُ ربّه، ويعترف بعجزه وضعفه، وحاجته إلى خالقه ومولاه، وهو سبب لدفع غضب الله تعالى لقول النبي : { من لم يسأل الله يغضب عليه } [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني]. وما أحسن قول الشاعر:
لا تسألن بني آدم حاجة *** وسلِ الذي أبوابُه لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يسأل يغضبُ
وهو سلاح المظلومين ومفزع الضعفاء المكسورين إذا انقطعت بهم الأسباب، وأغلقت في وجوههم الأبواب، يقول الإمام الشافعي:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضاء

آداب الدعاء

للدعاء آداب كثيرة يحسن توافرها لتكون عوناً بعد الله على إجابة الداعي، ومن هذه الآداب:
1 – افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على النبي :
لحديث فضالة بن عبيد قال: بينما رسول الله قاعداً إذ دخل رجلٌ فصلّى فقال: اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله : { عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصلِّ عليّ ثم ادعه }. ثم صلّى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله، وصلى على النبي ، فقال له النبي : { أيها المصلي ادع تُجب } [رواه الترمذي وصححه الألباني].

2 – الإعتراف بالذنب والإقرار به:
وفي هذا كمال العبودية لله تعالى، مثلما دعا يونس عليه السلام: فَنَادى فِي الظُلُمَاتِ أن لآ إلَهَ إلآ أنتَ سُبحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَالٍِمِينَ [الأنبياء:87].

3 – الإلحاح في الدعاء والعزم في المسألة:
لقول النبي : { إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له } [رواه البخاري ومسلم].

4 – الوضوء واستقبال القبلة ورفع الأيدي حال الدعاء:
فهذا أدعى إلى خشوعه وصدق توجهه، فعن عبدالله بن زيد قال: ( خرج النبي إلى هذا المصلي يستسقي فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه ). ولحديث أبي موسى الأشعري لما فرغ النبي من حنين، وفيه قال: فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: { اللهم اغفر لعبيد بن عامر } ورأيت بياض أبطيه. [رواه البخاري ومسلم].

5 – خفض الصوت والإسرار بالدعاء:
لقول الله تعالى: ادعُوا رَبَكُم تَضَرُعاً وَخُفيَةٌ إنَهُ لاَ يُحِبُ المُعتَدِينَ [الأعراف:55]. ولقول النبي : { أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم } [رواه البخاري].

6 – عدم تكلف السجع:
وذلك لأن الداعي ينبغي أن يكون في حال تضرع وذلة ومسكنة، والتكلف لا يناسب ذلك، وقد أوصى ابن عباس أحد أصحابه قائلاً: ( فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب ) [رواه البخاري].

7 – تحري الأوقات المستحبة واغتنام الأحوال الشريفة:
كأدبار الصلوات الخمس، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة، ويوم عرفة، وحال نزول المطر، وحال السجود، وحال زحف الجيوش في سبيل الله، وغير ذلك.

8 – تجنب الدعاء على النفس والأهل والمال:
لقول النبي : { لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم } [رواه مسلم].

خليجية[/IMG]




خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

قصة الشريكين المؤمن و الكافر

قصة الشريكين المؤمن والكافر

قال السدى : كان شريكان فى بنى إسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر
فافترقا على ستة آلاف دينار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، ثم افترقا
فمكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت
فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال له المؤمن : لا
فما صنعت أنت ؟ فقال : اشتريت به أرضاً ونخلاً وثماراً بألف دينار . قال
فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان :
الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلى ، فلما انصرف أخذ ألف دينار
فوضعها بين يديه ثم قال : اللهم إن فلاناً – يعنى شريكه الكافر – اشترى
أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار ثم يموت غداً ويتركها . اللهم إنى اشتريت منك بهذه الألف دينار ارضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً فى الجنة . فقال
ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا :
ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت فى مالك ؟ أضربت به شيئاً ؟
أتجرت به فى شىء ؟ قال : لا . قال : فما صنعت أنت ؟ قال : كانت
ضيعتى ( مزرعتى ) قد اشتد علىَّ مؤنتها فاشتريت رقيقاً ( عبيداً ) بألف
دينار يقومون لى فيها ويعملون لى فيها ، فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال
نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن :
يصلى ، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال : اللهم إن
فلاناً – يعنى شريكه الكافر – اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا بالف دينار يموت
غداً فيتركهم أو يموتون فيتركون ، اللهم إنى اشتريت منك بهذه الألف دينار رقيقاً فى الجنة . قال : ثم أصبح فقسمها فى المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء
الله تعالى أن يمكثا ثم التقيا فقال المؤمن للكافر : ما صنعت فى مالك ؟
أضربت به شيئاً ؟ أتجرت به فى شىء ؟ قال : لا ، فما صنعت أنت ؟ قال
كان أمرى كله قد تم إلا شيئاً واحداً فلانة قد مات عنها زوجها فأقرضتها :
ألف دينار فجاءتنى بها ومثلها معها . فقال له المؤمن : أوَ فعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلى
فلما انصرف أخذ الألف دينار الباقية فوضعها بين يديه وقال : اللهم إن
فلاناً – يعنى شريكه الكافر – تزوج من أزواج الدنيا بألف دينار فيموت
غداً فيتركها أو تموت غدا فتتركه ، اللهم وإنى أخطب إليك بهذه الألف دينار حوراء عيناء فى الجنة ، قال : ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : فبقى المؤمن ليس عنده شىء فخرج شريكه الكافر وهو راكب فلما رآه عرفه
فوقف عليه وسلم وصافحه ، ثم قال له : ألم تأخذ من المال مثلما أخذت ؟
قال : بلى . قال : وهذه حالى وهذه حالك ؟ قال : أخبرنى ما صنعت فى
مالك ؟ قال : أقرضته . قال : مِن ؟ قال : الملىء الوفى . قال : مِن ؟ قال
الله ربى . قال : فانتزع يده من يده ثم قال أئِنك لمن المصدقين . أئِذا متنا :
وكنا تراباً وعظاماً أئِنا لمدينون قال السدى : محاسبون . قال : فانطلق
الكافر وتركه فلما رآه المؤمن وليس يلوى عليه رجع وتركه وجعل يعيش المؤمن فى شدة من الزمن ويعيش الكافر فى رخاء من الزمان . قال : فإذا
كان يوم القيامة وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار فيقول : لِمَن هذا ؟ فيقال : هذا لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ
بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل هذا ؟ قال : ثم يمر فإذا هو برقيق لا
تحصى عدتهم ، فيقول : لِمَن هذا ؟ فيقال : هؤلاء لك . فيقول : يا سبحان
الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل هذا ؟ قال : ثم يمر فإذا هو بقبة
من ياقوتة حمراء مجوفة فيها حوراء عيناء ، فيقول : لِمَن هذه ؟ فيقال :
هذه لك . فيقول : يا سبحان الله ، أوَ بلغ من فضل عملى أن أثاب بمثل :
هذا ؟ قال : ثم يذكر المؤمن شريكه الكافر فيقول إنى كان لى قرين يقول
أئِنك لَمِن المصدقين . أئِذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئِنا لمدينون قال : فالجنة عالية والنار هاوية . قال : فيريه الله تعالى شريكه فى وسط الجحيم من بين
أهل النار فإذا رآه المؤمن عرفه فيقول تالله إن كِدت لتردين ولولا نعمة
ربى لكنت من المحضرين . أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين . إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون بمثل ما قد
مُنَّ عليه . قال : فيتذكر المؤمن ما مر عليه فى الدنيا من شدة فلا يذكر
مما مر عليه من الشدة أشد عليه من الموت

أخرجه ابن حاتم . وذكره ابن كثير فى تفسير سورة الصافات
منقول




جزاك الله الف خيرا
قصة رائعة اللهم احسن عاقبتنا



التصنيفات
منتدى اسلامي

في ماهو المؤمن

المؤمن

من طبيعة المؤمن

:
ثلاث هن من طبيعة المؤمن
صدق الحديث،وأداء الامانه،وسخاء النفس

من خلق المؤمن

:

الاغضاءعن الزله،والعفو عند المقدره،ونجده الصديق مع ضيق ذات اليد

من عيشة المؤمن

عبادة الله،ونصح الناس،وبذل المعروف

فاللهم اجعلنا من المومنين لك




اللهما أمين جزاك الله خير



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق الحياة خليجية
اللهما أمين جزاك الله خير

واياك اختي

اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين




التصنيفات
منتدى اسلامي

أدب المؤمن فى الآشهر الحرم

بسم الله الرحمن الرحيم

أدب المؤمن في الأشهر الحرم
ونحن في هذا الشهر الكريم شهر رجب نريد أن نتعرف على بعض المعاني التي أكرمنا الله بها في هذه الأوقات فإن الله هو الذي وقت المواقيت وحدد الأمكنة وبين الأزمنة فضل بعض الأوقات على بعض وخصَّ بعض الأمكنة بالفضل الذي لا يوجد في البعض ففضل على الشهور شهر رمضان وبعده في الفضل رجب وشعبان وفضل على الأيام يوم عرفة وفضل على الليالي ليلة القدر وفضل على الأمم أمة الإسلام وفضل على الرسل رسولكم الكريم وكل ذلك يقول المولى فيه {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} لم اختص الله هذا الشهر بمزية دون ما سبقه من الشهور؟إن هذا الشهر كانت العرب حتى قبل الإسلام تخصه بالاحترام والتجلة والإكرام وكانوا يسمونه الشهر الحرام أي تحرم فيه المعاصي والذنوب والسيئات والآثام حتى كان الرجل العادي والجاهلي إذا قابل قاتل أخيه في شهر رجب يلفت وجهه إلى الجهة الأخرى ولا ينظر إليه بسوء احتراماً لحرمة هذا الشهر الكريم وإذا قابل من أساء إليه بقول أو فعل أو عمل تغاضى عنه أو تركه توقيراً واحتراماً لهذا الشهر الكريم وجاء الإسلام وزادها توقيراً وتعظيماً وذلك في قول الله {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} فنهانا الله عن أن نظلم أنفسنا في هذه الأشهر الكريمة وهي الأشهر الحرم ومن ضمنها شهر رجب الأغر وهنا سؤال ملح وكيف يظلم الإنسان نفسه؟ إن ظلم الإنسان لنفسه عند الله وعند رسول الله وعند كتاب الله وعند العلماء بالله هو أن يتجاوز الإنسان حدود الله {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} أي إن الإنسان الذي يتعدى أي يتجاوز الحدود التي أعدها الملك المعبود للمعاملات وللأخلاق وللعبادات وللكمالات الإلهية فقد عرض نفسه للظلم الكبير الذي لا ينفع فيه وزير ولا شفيع ولا نظير لأن الأمر يتعلق بالملك الكبير فإن كان الإنسان يرخي لنفسه العنان لترتكب بعض الهفوات أو بعض الزلات فإنه في هذا الشهر الكريم يجب أن يقبض بلجام نفسه بقوة الشريعة الإلهية ويجعلها مسخرة لأحكام رب البرية فلا تنظر العين منها إلا لما أحلَّه الله وإذا أرادت أن تلتفت إلى الحرام تقول لها {النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَنْ تَرَكَهَا مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ أَبْدَلَهَا اللَّهُ إِيمَانَاً يَجِدُ حَلاَوَتَهُ فِي قَلْبِهِ}[1] يا أيتها العين أما سمعتي خالقك وهو يقول {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} وإذا أرادت الأذن أن تستمع إلى ما حرَّم الله من غيبة ونميمة وسبَّ وشتم وقول باطل قال لها يا أيتها الأذن: كوني كما قال الله{وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}والأذن الواعية هي التي لا تقع في معصية وفى الأثر {المُغْتَابُ وَالمُسْتَمِعُ شَرِيكَانِ فِي الإِثْمِ}[2] فأنت إذا استمعت إلى المغتاب فأنت على إحدى ثلاث خصال: الأولى إذا وافقته كنت شريكه على هذا الإثم وعلى هذا العمل وهذه الجريمة الشنعاء التي جعلها ربُّ الأرض والسماء أقبح من إسالة الدماء استمعوا إليه سبحانه إذ يقول {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} والثانية أنت إذا نهرته عن الغيبة وقمت عنه عرضت نفسك للسوء وللوقوع في عرضك ولارتكاب الإثم بسببك والحل الثالث ولا غنى له هو قول الله { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} أنك توطن نفسك ألا تجلس في مجالس الغيبة ولا مجالس النميمة ولا في مجالس اللهو في هذه الأيام المباركة لأن الله حرَّم فيها هذه المعاصي وهذه المعاصي وإن كانت بالطبع محرَّمة طول العام ولكنها هذه الأيام أشد حرمة وأشد تجريماً وأشد وزراً عند الرحيم الرحمن {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} أي إن الإنسان يمسك بزمام نفسه وتجعلها تسير كما يريد الله وتمشي خلف رسول الله فالمكان الذي كان يحبه أجلسها فيه والعمل الذي كان يحبه يجعلها تعمله ومن أخبرني بحبهم أجالسهم وأتقرب منهم ومن عرَّفني أنه يبغضهم أسارع إلى النفور عنهم ومن هنا نفهم معنى الآية فمن أرخى العنان لنفسه فقد ظلم نفسه لأنها بوقوعها في الذنوب تستوجب غضب علام الغيوب ونحن الضعفاء والمساكين أحوج ما نكون إلى نظرة رضا من رب العالمين فإنه لو غضب على أحد طرفة عين كانت حياته كلها نكد وكان قبره شعْلة من اللهب وكانت قيامته حسرة وندامة يوم لا تنفع الندامة ولا الملامة وكان مصيره كما تعلمون وكما تعرفون والدنيا كما قال الإمام علي (الدنيا ساعة فأجعلها طاعة) كلنا مسافرون وكلنا جاهزون للقاء الله ولا نعلم الميعاد ولا نعلم وقت السفر فعلينا أن نجهز الزاد والزاد الذي ينفع للميعاد وليس الأرصدة التي في البنوك ولا العمارات ولا الأراضين ولا الأولاد ولا البنين إلا إذا كانوا صالحين موفقين لاينفع إلا ما قال الله{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}عليك أن تجعل لنفسك رصيداً عند ربك ينفعك {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} هذا الرصيد ما أسهله وما أيسره فإن التسبيحة الواحدة تعدل الدنيا من أولها إلى آخرها عند الله ولذلك عندما مر سليمان ابن داود ومعه جنوده وقد حملته الريح ونظر إليه رجل فقير في الأرض وتعجب الريح تحمل البساط وعليه نصف مليون جندي من الإنس والجن غير الحيوانات والطيور لأنها كلها كانت مسخرة لسليمان فنظر إلى هذا الملك العظيم وقال ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود فحملت الريح تلك الكلمة إلى سليمان فأمرها أن تهبط بالبساط ودعا الرجل وقال له ماذا قلت يا عبد الله؟فأخذته رهبة فخفف عنه وقال لقد قلت: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود فقال سليمان: والله يا أخي لتسبيحة واحدة في صحيفة مؤمن خير وأعظم عند الله مما أوتي سليمان بن داود كلمة (سبحان الله) خير لك عند الله تجدها يوم القيامة في رصيدك خير لك من أن تضع في هذا الرصيد الدنيا كلها من أولها إلى آخرها ولذلك ينبئ الرسول الكريم عن الصفحة التي تثقل الميزان فيقول {والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ جِيءَ بالسَّمَاواتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، ومَا بَيْنَهُنَّ، ومَا تَحْتَهُنَّ، فَوُضِعْنَ في كَفَّةِ المِيزَانِ، وَوُضِعَتْ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله في الكَفَّةِ أُلاخْرى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ}[3] ولذلك عندما كان سيدنا موسى في حالة المناجاة في حضرة الله فقال كما ورد بالحديث { يَا رَب عَلمْنِي شَيْئَاً أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِه قَالَ: يَا مُوسَىٰ قُلْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: يَا رَب، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هذَا، قَالَ : قُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا رَب إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئَاً تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَىٰ لَوْ أَنَّ السَّموَاتَ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ}[4] كلمة هينة لينة ما أسهلها على اللسان وما أحبها إلى الرحمن وما أثقلها في الميزان يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه فاتقوا الله عباد الله وامتنعوا عن المعاصي في هذه الأيام المباركة واستكثروا فيها من الطاعات وحركوا ألسنتكم بذكر خالق الأرض والسموات ماذا عليك لو قلت وأنت في الطريق تمشي لا إله إلا الله؟ ماذا عليك لو كررتها وأنت جالس في بيتك وأنت جالس في عملك وأنت راكب في مواصلتك؟ ماذا تكلفك وبماذا تتعبك؟ إنها دليل على توفيق الله للمؤمنين ففي الأثر المشهور قيل {إذا أكرم الله عبدا ألهمه ذكره وألزمه بابه وآنسه به { حتى قال { لو علم المغترون بالدنيا ما فاتهم من حظ المقربين وتلذذ الذاكرين وسرور المحبين لماتوا كمدا}[5] ألهم لسانه ذكره ليكون كلامه أرباح وليكون كلامه فلاح ونجاح وليكون كلامه رضا لحضرة الكريم الفتاح وليكون كلامه تكريماً له يوم القيامة وإذا أبغض الله عبداً جعل لسانه بذيئاً ينطق بالألفاظ البذيئة ولا يتحرك إلا كالسوط يجلد هذا بكلامه ويؤلم هذا بصراخه وسبابه ويؤذي هذا بغيبته ويفرق بين هذا وذاك بنميمته إن هذا يكون على شاكلة إبليس لأنها أعمال إبليس فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الجوارح تخاطب اللسان كل صباح فتقول {إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ الِّلسَانَ فَتَقُولُ: اتَقِ الله فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا}[6] كل صباح تجتمع أعضاءك وأنت لا تشعر وتحدث اللسان لأن الإنسان لا يؤاخذ إلا بكلمات هذا اللسان وبأفعال هذه الجوارح وبنيّة القلب والجنان قال النبي {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا دَارُ الْتِوَاءٍ لاَ دَارُ اسْتِوَاءٍ، وَمَنْزِلُ تَرَحٍ لاَ مَنْزِلُ فَرَحٍ، فَمَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَفْرَحْ لِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَحْزَنْ لِشِدَّةٍ، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ خَلَقَ الدُّنْيَا دَارَ بَلْوَىٰ، وَالآخِرَةَ دَارَ عُقْبَىٰ، فَجَعَلَ بَلْوَىٰ الدُّنْيَا لِثَوَابِ الآخِرَةِ، وَثَوَابَ الآخِرَةِ مِنْ بَلْوَىٰ الدُّنْيَا عِوَضاً، فَيَأْخُذُ لِيُعْطِى، وَيَبْتَلِي لِيُجْزِى، فَاحْذَرُوا حَلاَوَةَ رَضَاعِهَا لِمَرَارَةِ فِطَامِهَا، وَاهْجُرُوا لَذِيذَ عَاجِلِهَا لِكَرِيهِ آجِلِهَا وَلاَ تَسْعَوْا فِي عُمْرَانِ دَارٍ قَدْ قَضَىٰ اللَّهُ خَرَابَهَا، وَلاَ تُوَاصِلُوهَا وَقَدْ أَرَادَ مِنْكُمْ اجْتِنَابَهَا، فَتَكُونُوا لِسَخَطِهِ مُتَعَرضِينَ، وَلِعُقُوبَتِهِ مُسْتَحِقينَ][7] أكرم الله المؤمنون في هذا الشهر فأخذ حبيبه ومصطفاه في رحلته المباركة وأغدق عليه من نوره العام ومن صنوف الإكرام ما لم يعلمه إلا الملك العلام في هذه الليلة ليعلمنا أن هذا الشهر هو شهر إكرام الله لعباده المؤمنين والذي قال في حقه سيد المرسلين {رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي}[8] ومعنى شهر الله أي شهر العفو الإلهي ومغفرة الله وإحسانه وإكرامه لعباده لأن الله موصوف بهذه الصفات الكريمة وفي كل ليلة من ليالينا يتنزل في الثلث الأخير وينادي علينا ويتعجب من لجوئنا لغيره وهو أقرب إلينا من حبل الوريد فيقول{ألا مُسْتَغْفِرٌ فأغْفِرَ لَهُ ألا مُسْتَرْزِقٌ فأرْزُقَهُ ألا مُبْتَلًـى فـأُعافِـيَهُ ألا سائِلٌ فأعْطِيَهُ ألا كَذا ألا كذا حَتَّـى يَطْلُعَ الفَجْرُ}[9]

[1] روى في الترغيب والترهيب ومجمع الزوائد عن عبد الله بن مسعود.
[2] ورد فى الإحياء للغزالى وفى مراقى العبودية.
[3] رواه أحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عمر.
[4] أبو يعلى فى مسنده وأبو بعيم فى الحلية والبيهقى فى السنن وغيرها عن أَبي سعيدٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ.
[5] الزهد الكبير للبيهقي رواية عن ذى النون
[6] سنن الترمذى وغيرها ، عن أبر سعيد الخدرى
[7] الديلمى عن ابن عمر رضى الله عنهما
[8] أبو الفتح بن أبي الفوارس من أماليه عن الحسن مرسلاً في كتاب جامع الأحاديث والفتح الكبير.
[9] عن جبير بن مطعم عن أبيه وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة.
الخطب الإلهامية_مناسبات_ج3_رجب والإسراء والمعراج
خليجية[/IMG]




بارك الله فيك
وبارك الله لنا في رجب وابلغنا رمضان
وبارك الله لنا في ايامنا وجعلها بركة اعمالنا بها يالله



جازاكي الله خيرا حبيبتي ,~



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

معنى حياة المؤمن بقدر ما يقدم للإسلام

معنى حياة المؤمن بقدر ما يقدم للإسلام …

معنى حياة المؤمن بقدر ما يقدم للإسلام …
لما بلغ المشركون غار ثور و قال لهم
صاحب الأثر : قد انقطع هنا أثر محمد
و لم يكن الغار بالذي يفطن إليه العابر
فقد كان مجرد تجويف صغير في الجبل
لا يكاد يتسع إلا للرجل الواحد و كان
المشركون قد أنهكهم البحث فوصلوا إلى
الغار بين مصدق و مكذب و كان الصديق في
الغار قد أفزعه وقع أقدامهم و اختلاط أصواتهم
و أيقن أنهم لا بد سيقتلون النبي صلى الله
عليه و سلم ففاضت عيناه بالدمع و اضطرب
قلبه بالخفقان فقال له النبي صلى الله عليه
و سلم : ما يبكيك يا أبا بكر ؟ قال : يا
رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه
لرآنا ! فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
قال : يا رسول الله إني لا أبكي لنفسي
و لو قتلت فإنما أنا رجل واحد
و لكن أبكي خشية عليك يا رسول الله
و إن قتلت أنت هلكت الأمة !!!
رضي الله عن السلف الصالح
ومدى تفهمهم لمعنى الحياة و الوجود




خليجية[/IMG]



يسلمووو اختي الغاليه



يسلمووووو



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

المؤمن بين جناحين

ساتكلم اليوم اخوانى واخواتى الكرام عن عبادة كلنا في امس الحاجة اليها والتمسك بها ففيها النجاة ان شاء الله
حديثنااليوم عن عبادة لها طرفى جناح لا تستقيم بجناح دون الاخر
عبادة اليوم هى الخوف والرجاء
إن الخوف والرجاء هما جناحا المؤمن يطير بهما في سماء محبة ربه جل وعلا. ولا بد من تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء حتى تستقيم حياة المؤمن في الدنيا وفي الآخرة
الصحابة بين الخوف والرجاء
ومن أمثلة التوازن بين الخوف والرجاء في حياة الصحابة
قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "لو نودي أن كل الناس في النار إلى واحدًا لظننت أنه عمر، ولو نودي أن كل الناس في الجنة إلا واحدًا لظننت أنه عمر".

ومنها قول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه: "لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله عز وجل".
وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أحد الصحابة وهو في حالة الاحتضار وسأله كيف تجدك فقال: "أجدني أرجو رحمة ربي وأخاف عذابه
فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع هذان في قلب عبد في هذا الموضع إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف".
وفي الحديث:"لا يجمع الله على عبد أمنين ولا خوفين، من خافه في الدنيا أمنه يوم القيامة، ومن أمنه في الدنيا أخافه يوم القيامة".
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-
{ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الكبائر فقال: الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله }

الخوف والرجاء من القران الكريم
ان المتدبر لايات الله يجدها حثت على فعل الطاعات وبينت لنا ثوابها وثمراتها لنكثر منها، ونهت عن المعاصي وبينت لنا عقابها و آثارها الضارة لنحذر منها ونتجنبها
كما أن الله عز وجل وصف لنا الجنة وما فيها من النعيم والفوز المقيم لنعمل لها، ووصف لنا النار وما فيها من العذاب الأليم والهوان المقيم لنترك الأعمال الموصلة إليها، وهكذا كثيرًا ما نجد آيات الوعد إلى جانب آيات الوعيد. وذكر الجنة إلى جانب ذكر النار، ليكون العبد دائمًا بين الخوف والرجاء. لا يأمن من عذاب الله ولا ييأس من رحمة الله
كما قال تعالى:
وَالَّذِينَ هُم مّنْ عَذَابِ رَبّهِم مُّشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ[المعارج:27،28].
وقال تعالى:
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ[الرعد:6].
وقد وصف الله أنبياءه وخواص أوليائه أنهم يدعون ربهم خوفـًا وطمعًا ورغبًا ورهبًا ويرجون رحمته ويخافون عذابه
وقد أمر الله العباد أن يخافوه ويرهبوه ويخشوه في آيات كثيرة
قال تعالى:
فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ[آل عمران:175].
وقال تعالى:
فَإيَّـيَ فَارْهَبُونِ[البقرة:40].
وقال تعالى:
فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ[المائدة:44].
وقد وصف الله سبحانه أنبياءه والصالحين من عباده أنهم يجمعون بين الخوف والرجاء
فقال تعالى:
إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـاشِعِينَ [الأنبياء:90].
قال تعالى:
أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:57].
صفة الخوف والرجاء
والخوف المحمود الصادق هو الذي يحول بين صاحبه وبين محارم الله – عز وجل ـــ
والرجاء المحمود الصادق هو الثقة بجود الرب سبحانه وفضله وكرمه

ولابد أن يقترن معه العمل، قال تعالى:
{ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا } [الكهف:110].
وقال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَـاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم }ٌ [البقرة:218].
فالرجاء لا يصح إلا مع العمل
انواع الرجاء
والرجاء ثلاثة أنواع
الأول:
رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله، فهو راج لثوابه.
والثاني:
رجاء رجل أذنب ذنبًا ثم تاب منه، فهو راج لمغفرة الله وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه.
والثالث:
رجل متمادٍ في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل، فهذا هوالغروروالرجاء الكاذب.اعاذنا الله واياكم منه

التعادل بين الخوف والرجاء
الواجب على العبد مادام على قيد الحياة أن يكون متعادلاً بين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب الرجاء لئلا يفضي به ذلك إلى الأمن من مكر الله. فيكون من الذين قال الله فيهم:
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَـاسِرُونَ [الأعراف:99]
ولا يغلب جانب الخوف لئلا يفضي به إلى اليأس من رحمة الله. فيكون من الذين قال الله فيهم:
{ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ }
[الحجر:56].
ومن الذين قال الله فيهم:
{ إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَـافِرُونَ }
[يوسف:87].
وصف العلماء للخوف والرجاء
قال بعض العلماء:
الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى تم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت
وقال بعضهم:
الراغب في سيره إلى الله – عز وجل – بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه. والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سَلِمَ الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضه لكل صائد وكاسر
كيف يتم التوازن بين الخوف والرجاء
على المسلم أن يظل دائماًبين الخوف والرجاء، وعليه أن يقوي جانب الرجاء حينما يريد الشيطان أن يلبس عليهويقنطه من الرحمة
والأفضل في حال الشدة أو المرض تغليب الرجاء.
ويقوي جانب الخوف عندما يريد تأمينه من سخط الله وغضبه

ويدل لتأكيد الحرص على الأمرين، قوله تعالى
{وَادْعُوهُخَوْفًا وَطَمَعًا {الأعراف:56}
وقوله في وصف بعض الأنبياء
{ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا {الأنبياء:90}
ويدل لخطورة اليأس وأمن غضب الله قوله تعالى
{ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّالضَّآلُّونَ {الحجر:56}
وقوله تعالى
{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّالْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:99}
وقال بعض الصالحين:
"لأن تجلس مع أناس يخوفونك حتى تأمن، خير لك من أن تجلس مع أناس يؤمنونك حتى تخاف".
ونجد أن بعض العلماء يقول

يجب أن يتساوى الخوف والرجاء، وبعض السلف قال " يغلب جانب الخوف على جانب الرجاء " وبعض السلف قال " يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف "، وهي أقوال متباينة ظاهرا، لكنها متفقة في الحقيقة لأن كل قول منها يرجع إلى حالة مما ذكرنا.

فمن قال: يغلب جانب الخوف على الرجاء، فهو في حق الصحيح العاصي
ومن قال: يغلب جانب الرجاء على الخوف، فهو في حق المريض الذي يخاف الهلاك أو من يخاف الموت
ومن قال: يساوي بين الخوف والرجاء، فنظر إلى حال المسددين المسارعين في الخيرات، وهذه الحال التي هي حال المسددين هي التي وصف الله -جل وعلا- أهلها بقوله
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
و قوله -جل وعلا- في سورة الإسراء { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }

بعض النصائح التي تمكننا من تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء في حياتنا
1 – حاسب نفسك على كل عمل تعمله، وسل نفسك هل الله يحب هذا العمل أم لا؟
2 – إذا كان العمل مما يحبه الله فسل الله عز وجل أن يرزقك به الجنة. وإذا كان مما يبغض الله فاحذر أن تكرره فإن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
3 – عايش مواقف حياتك وتخيل في آخر يومك أن الله عز وجل قد أدخلك الجنة بأعمالك الصالحة التي عملت، أو قد أدخلك النار بأعمالك الطالحة التي عملت. وتمثل أن الله سبحانه وتعالى يراقب كل أعمالك ويجازيك عليها أولا فأولاً.
4 – داوم على ذكر الله عز وجل ولا تنسه أبدًا.
5 – تمثل وصية النبي صلى الله عليه وسلم لحارثة حينما سأله كيف أصبحت يا حارثة؟
فقال له: "أصبحت مؤمنًا حقًّا يا رسول الله"، فقال: "انظر فإن لكل قول حقيقة"… فأوصاه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث وقال له: "عرفت فالزم".
6 – إذا كنت تريد حقًّا أن تكون من الراجين فسل نفسك هل يسوقك رجاؤك إلى درجة الاستخفاف بنظر الله عز وجل وأنت تفعل المعصية؟ ولماذا ترجو ربك وعلى أي عمل؟

7 – وإذا كنت تريد حقًّا أن تكون من الخائفين،

فسل نفسك هل يمنعك خوفك من ربك أن تقدم على معصيته؟!

واخيرا اخوانى واخواتى الكرام

نتذكرجميعا ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيءالليل. فلا تظلم نفسك ولاتحرمها من عفو الله.
ونختم بفائدة حول شروط التوبة كماقررها العلماء وهي أربع
أولها : أن يقلع عن المعصية
والثاني : أن يندم على فعلها
والثالث : أن يعزم ألا يعود إليها أبداً
والرابع : أن يبرأ من حق صاحبها إن كانتتتعلق بحق آدمي كمال أو عرض ونحوهما.

اللهم إنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عندالحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيزياغفار.
ونتذكر دائما ان العلماء قالوا ان ارجى اية في كتاب الله هى في قوله تعالى { قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطو من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم}

بك أستجير ومن يجيـــــــر ســـــــواك ** فأجر ضعيفــــــــاً يحتمي بحماكـــــــا

إنِّي ضعيف استعيـن على قـــــــــوى ** ذنبي ومعصيتـــي ببعض قواكــــــــــا

أذنبـت يـا ربـــي وآذتني ذنوبـــــــــي ** ما لهـا من غافـــــــــــر إلا كــــــــــــــا

دنياي غرتني وعفوك غـــــــــــــــرني ** ما حيلتي في هذه أو ذاكــــــــــــــــا

لو أن قلبي شك لم يك مؤمنــــــــــــاً ** بكريم عفــوك ما غـــوى وعصاكـــــــا

يا مـــــــدرك الأبصــــــــار والأبــــــــصار ** لا تدري له ولكنهــــــــه إدراكــــــــــــا

أتراك عين والعيــــــــون لها مـــــــدى ** ما جاوزته ولا مــــــدى لمداكـــــــــــا

إن لم تكــــــــن عيني تراك فإننـــــي ** في كل شـيء أستبين عُلاكــــــــــا

يا منبت الأزهــار عـاطرة الشــــــــــذا **هذا الشذا الفواح نفح شذاكـــــــــــا

يا مرسل الأطيار تصـدح في الرُبــــــــا ** صدحاتهـــا الهــــــام موسيقاكـــــــــا

يا مجري الأنهــــــــــار ما جريانهـــــــا ** إلا انفعالة قطــــــــــرة لنداكــــــــــــــا

رباه ها أنا خلصـــــت من الهـــــــــوى ** واستقبل القلب الخلي هواكــــــــــــا

وتركت أُنسِي في الحياة ولهوهـــــــا ** ولقيت كل الأنس فـي نجواكــــــــــــا

ونسيـت حبي واعتزلــــــــت أحبتــي ** ونسيت نفسي خــوف أن أنسـاكـــــا

أنا كنت يا ربي أسيـــر غشــــــــــاوة ** رانت على قلبي فضــل سناكــــــــــا

وجزاكـــــم اللـــــه خيـــــرا
اسال الله العظيم ان يرحمنا ويغفر لنا وان اكون قدمت لكم افادة ولو بسيطة




اللهم إنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عندالحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيزياغفار.



بارك الله فيكى أختى الغالية

وجزاكى الله خيرااا

على هذا الموضوع المؤثر




التصنيفات
منوعات

[ القلب الحي. . رزق المؤمن ]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركانه
القلب الحي.. رزق المؤمن
أحمد محمد سعد

حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة. وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل قسمة، إذا من الله عليه وهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

فإذا رزقت خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
ألوان الرزق

والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.
ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. في الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".
وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا, فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".
وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله، القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).

قلبك في جنة الآخرين

وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.
من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).
أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية والتفريط؟
أليس من رزقه وافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب الصغار، ويرسل إشارته لليدن لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.
وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا يُرحم".
وكأن النبي يشير من طرف خفي إلى أن هذا الرجل قد رزق الرحمة، التي يفيضها الله على قلب من أراد من عباده. وحرمانه من الرزق يجعل قلبه في مصاف القلوب التي منعت فضل الله سبحانه. بل إن القرآن يعيب على من تملكوا القلوب -آلة وجسما- ثم حرموا نعمة الرزق القلبي، الذي يمكنهم من إدراك نعمة الله في الكون: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:7).
فكأنهم حازوا آلة القلب وحرموا رزقها من الفقه والفهم والوعي. ومن حرمان رزق القلوب أن يختم الله على القلب, فلا يتنسم روائح الإيمان، ولا يذوق برد اليقين، وذلك حين ينشغل المرء بلذة الجسد عن لذة الروح، ويقطع قلبه عن مصدر رزقه ولي نعمته: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23).
وحينما يحرم القلب رزقه من المشاعر والأحاسيس الفاضلة تنعدم فيه نوازع الخير وتنضب فيه منابع الهدى، فلا يتحرك لنداء ولا يستجيب لدعوة، ويحال بينه وبين صاحبه: {يا أيُها الذين آمنوا اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24). وحينئذٍ يقسو القلب، ويتحجر حتى يصير أشد قسوة من الحجارة نفسها: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74).

ترابط القلوب

ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).
وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس. وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر. وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل،<




م/ن

خليجية




يعطيك العافيه يالغلا



جزاك الله الجنان



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

حلاوة الايمان تكون فى قلب المؤمن

حلاوة الايمان تكون فــــــــــــي قلب المؤمـــــــــــــن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعـد:
فحلاوة الإيمان حقيقة معنوية يجعلها الله في قلوب الصالحين من عباده.
قال الإمام النووي في شرحه لمسلم: قال العلماء: معنى حلاوة الإيمان استلذاذه الطاعات وتحمله المشاق في رضى الله ورسوله وإيثار ذلك على عرض الدنيا.

ولا ريب أن للإيمان لذة كما في الحديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً. رواه مسلم.

والذي يريد أن يذوق طعم الإيمان يحافظ على الفرائض ثم يكثر من النوافل والطاعات كما في الحديث: ما تقربإلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به.
فإذا اتصف العبد بهذه الصفات وتقرب إلى الله تعالى بالطاعات فلا شك أنه سيجد حلاوة الإيمان كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

ولذة الإيمان لا تشبه لذة الحرام لأن لذة الإيمان لذة قلبية روحية.

أما لذة الحرام فهي لذة شهوانية جسدية ويعقبها من الآلام والحسرات أضعاف ما نال صاحبها من المتعة ولله در من قال:تفتى اللذات ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها نارارجوا الدعاء لي و لكم بان نكون ممن يلتمسون هذه الحلاوة و اللذة الربانية في قلوبنا
خليجية[/IMG]




خليجية



مشكورة خيتو



بارك الله فيكي



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

سلاح المؤمن ومفتاح ابواب الرحمة

[SIZE="6"][COLOR="Blue"]

نعلم جميعن أن الحزن لا يغير من الواقع شيئاً ،
وأن الحزن لا يغسل الهموم أبداً …!
إلا أننا في بعض الأحيان
نجد أنفسنا وسط أمواج متلاطمة من الحزن والألم والقلق والإكتئاب،
وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والأنين ليخرج ما في القلب
من قهر مكبوت أو رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح ..!
وهذا لا بأس به ما دمنا نشعر بالراحة مع إنهمار الدموع ..

أختي المهمومة
حينما تشعرين أنك بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك
فهلا قمتي من مكانك وتوضأتي وصليتي ركعتين أو أكثر
ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت
« اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك
ماض في َّحكمك عدل فيَّ قضاؤك.
اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك
أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري
وجلاء حزني وذهاب همي »
«لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم».

فعليك أختي بالدعاء مهما تأخرت الإجابة
قال: ابو الدرداء رضي الله عنه:
«من يكثر قرع الباب يوشك ان يفتح له
ومن يكثر الدعاء يوشك ان يستجاب له».
ويقول عليه الصلاة والسلام
« إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه ان يردهما صفرا خائبين ».

جاء رجل الى مالك بن دينار رحمه الله فقال:
« إني اسألك بي لله أن تدعو لي فأنا مضطر.
قال: إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ».
وأخيراً إن مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته ، وهمومه ،
والتعبير عنها إلى شخص آخر يسبب له راحة نفسية …
ويؤدي الى تخفيف قلقه وحزنه …
فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان اذا أفضى بمشكلاته لله تعالى ..؟
فليس غيره من يزيح همك ..
وليس غيره من يريح قلبك ..
وليس غيره من يعيد الطمأنينة إليك ..

أنَّ الدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد :
((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إمَّا أن يُعجِّل له دعوته،
وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة،
وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها))

قال ابن حجر:
"كلّ داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛
فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"
**أنَّ الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
وقال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ لسُّوء}

(الدعاء يرد القضاء)
فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ولا يرد القدر إلا الدعاء))
وقال تعالى : {دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء، قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
أنَّ الدعاء سبب في النجاة من عذاب النار
فقالوا: {فَمَنَّ للَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَنَا عَذَابَ لسَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ لْبَرُّ لرَّحِيمُ}

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) –

أن الدعاء أكرم شيء على الله تعالى،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء))

أنه مفتاح أبواب الرحمة، وسبب لرفع البلاء قبل نزوله وبعد نزوله،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع ما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)

عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع ما نزل وما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة))

قال المباركفوري: "قوله: ((من فتح له منكم باب الدعاء))
أي: بأن وفق لأن يدعو الله كثيراً مع وجود شرائطه، وحصول آدابه،
((فتحت له أبواب الرحمة))
يعني أنه يجاب لمسئوله تارة، ويدفع عنه مِثله من السوء أخرى،
كما في بعض الروايات:
((فتحت له أبواب الإجابة))
وفي بعضها: (( فتحت له أبواب الجنة))".
وقال في قوله: ((إن الدعاء ينفع ما نزل)):
"أي من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقاً، وبالصبر إن كان محكماً؛
فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيُصَبِّره عليه أو يُرضيه به،
حتى لا يكون في نزوله متمنياً خلاف ما كان،
بل يتلذ بالبلاء كما يتلذ أهل الدنيا بالنعماء،
((وما لم ينزل))
أي: بأن يصرفه عنه ويدفعه منه،
أو يمدّه قبل النزول بتأيد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به،
((فعليكم عباد الله بالدعاء))
أي: إذا كان هذا شأن الدعاء فالزموا يا عباد الله الدعاء"

منقول للفائدة[/COLR]SIZE




خليجية



الله يعافيكي حبيبتي



التصنيفات
منتدى اسلامي

عشر صفات فى الكلب يجب أن تكون فى المؤمن

[COLOR="Navy"]بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله..

قال الحسن البصري رحمه الله ::

"في الكلب عشر خصال محمودة ينبغي أن تكون في كل مؤمن:

الأولى: أنه لا يزال جائعًا حتى يطعم، وذلك من آداب الصالحين.

والثانية: لا يكون له موضع يعرف به، وذلك من علامة المحبين.

والثالثة: أنه لا ينام من الليل إلا قليلاً، وذلك من صفات المحسنين.

والرابعة: إذا مات لا يكون له ميراث، وذلك من أخلاق الزاهدين.

والخامسة: أنه لا يترك صاحبه وإن جوعه وطرده، وذلك من شيم المريدين.

والسادسة: أنه يرضى من الدنيا بأدنى مكان، وذلك من إشارة المتواضعين
.
والسابعة: أنه إذا غلب على مكانه تركه وانصرف إلى غيره، وذلك من علامة المتواضعين.

والثامنة: أنه إذا ضرب وطرد ودعي أجاب ولم يحقد، وذلك من أخلاق الخاشعين.

والتاسعة: أنه إذا حضر شيء للأكل قعد ينظر من بعيد، وذلك من أخلاق المساكين.

والعاشرة: إذا رحل من مكانه لا يرحل معه شيء ولا له شيء يلتفت إليه، وذلك من صفات المجردين. [/
COLOR]