ان ما يؤلم ليس ما نقوله , ولكن كيف نقوله.
من المعتاد جداً أن الرجل إذا شعر بالتحدي , فإنه يركز إنتباهه
على كونه على صواب وينسى أن يكون لطيفاً .وبصورة
آلية تتناقص قدرته على التواصل بطريقة تتسم باللطف و
الإحترام , وبنبرات تطمينية . إنه لا يعي كم يبدو غير مكترث
ولا بمدى الألم الذي يسببه ذلك لشريكته. وفي مثل هده الأوقات
يمكن أن يبدو إعتراض بسيط و كأنه هجوم على المرأة .
و يتحول الطلب الى أمر . و من الطبيعي أن تشعر المرأة بمقاومة
هذا الأسلوب غير الودي .
إن الرجل يجرح – دون علم- زوجته بالتحدث
بهذا الاسلوب غير الاكتراثي , إنه يفترض خطأ بأنها تقاوم
محتوى وجهة نظره , بينما الحقيقة هي أن التعبير الذي لا
يتسم باللطف هو ما يضايقها , و لأنه لا يفهم رد فعلها , فإنه
يركز على شرح ميزة ما يقول بدلاً من تصحيح الأسلوب الذي
يتحدث به.
إنه ليس لديه أية فكرة بأنه يستهل جدلاً .
ويدافع عن وجهة نظره بينما تدافع هي عن نفسها تجاه
تعبيراته الحاده , المؤلمة لها.
عندما يتجاهل الرجل احترام مشاعر زوجته المجروحة
فانه لا يؤيدها في مشاعرها ويزيد من ألمها . و من الصعب
عليه أن يفهم ألمها لانه غير حساس مثلها للتعليقات و النبرات
غير الإكتراثية . و بالتالي , فمن الممكن الا يدرك الرجل
مدى الألم الذي يسببه لزوجته ويستثير بذلك مقاومتها.
وبطريقه مشابهة , لا تدرك النساء مدى ما يسببن
من ألم للرجال . وبعكس الرجال , عندما تشعر المرأة بالتحدي
تصبح نبرة حديثها معبرة عن عدم الثقة و الرفض . هذا
النوع من الرفض أكثر إيلامالإ للرجل خاصة عندما يكون مرتبطاً
عاطفياً.
إن أحد الأساليب التي تعبر بها النساء عن استنكارهم
-دون علم- هو عن طريق أعينهن و نبرة صوتهن وبذلك
يمكن أن يجرحن الرجل . و رد فعله الطبيعي هو أن يجعلها
تشعر بأنها هي المخطئة.
والنساء يبدأن المجادلات أولاً بالتعبير عن مشاعرهن
السلبية تجاه سلوك أزواجهن ثم تقديم النصح دون طلب.
فعندما تهمل المرأة تخفيف مشاعرها السلبية بإشارات
ثقة و تقبل , يستجيب الرجل سلبياً تاركاً المرأة في حيرة.
و هي للمرة الثانية لا تعي كم هي مؤلمة عدم ثقتها به.
و لتفادي الجدال يجب أن نتذكر أن شريكنا
يعترض لا على ما نقوله ولكن كيف تقوله . يتطلب
الأمر إثنين ليحدث الجدال , و لكن يتطلب الأمر واحداً لإيقافه.
و أفضل طريقة لإيقاف الجدال هي القضاء عليه في المهد.
تحملي مسؤولية إدراك الوقت الدي يتحول فيه النقاش إلى
جدال. توقفي عن الحديث و خدي وقتاً مستقطعاً . فكري
ملياً في طريقة معاملتك لشريكك و حاولي أن تتفهمي – تتفهم
انكي لا تمنحين – تمنح ما يحتاج اليه شريكك . ثم بعد
مرور بعض الوقت , عودي و تحدثي مرة أخرى و لكن
بأسلوب لطيف يميزه الإحترام . إن الأوقات المستقطعة
تتيح الفرصة لنا لنهدأ , ونداوي جراحنا , ونستعيد توازننا.
كيف يبدأ الرجال الجدال دون علم ؟
الأسلوب الأكثر شيوعا لبدء الرجل المجادلات هو بإبطال
مشاعر المرأة أو وجهة نظرها .
على سبيل المثال , يمكن أن يستهين الرجل بمشاعر زوجته
السلبية , ربما يقول : " لا تهتمي لذلك ". بالنسبة
لرجل آخر يمكن أن تبدو هده العبارة ودية . و لكن
بالنسبة لشريك أنثوي حميم تكون مؤلمة و تعبر عن قلة إحساس.
مثال آخر , ربما يحاول الرجل أن يخفف من ضيق زوجته
بقوله :" الأمر ليس بتلك الأهمية , أو انك تبالغين , أو أنت حساسة".
انه لا يعلم أنها تشعر بعدم التصديق و قلة الدعم .انها لا
لا تستطيع أن تكون ممتنة له حتى يؤيدها في شعورها بأن
تكون منزعجة.
إن المرأة تحتاج منه أولاً أن يسمع أسبابها الوجيهة
لكونها متضايقة من أجل أن تسمع أسبابه الوجيهة. انه
يحتاج الى أن يكف عن توضيحاته و ينصت بتفهم . ببساطة
عندما يبدأ بالاهتمام بمشاعرها ستبدأ تشعر بإنها مدعومة.
عندما تشارك المرأة مشاعر إحباطها , أو خيبة أملها,
أو قلقها , فكل خلية في جسم الرجل تتفاعل بقائمة من التفسيرات
و التبريرات للتقليل من أهمية تلك المشاعر . ان الرجل لا يريد أن
يجعل الأمور أكثر سوءاً . و ميله للتقليل من أهمية المشاعر
طبيعة رجالية لا أكثر.
و لكن ان أدرك أن لردود أفعاله الداخلية الاجبارية نتائج
عكسية يستطيع الرجل أن يقوم بالتغيير . فمن خلال الوعي
المتنامي ومن خلال خبراته بما ينفع زوجته , يستطيع الرجل أن
يحدث التغيير.
كيف تبدأ النساء الجدال دون علم ؟
أكثر الأساليب التي تبدأ بها النساء دون علم المجادلات هو الا
يعبرن عن مشاعرهن بطريقة مباشرة , فبدلاً من التعبير مباشرة
عن بغضها وخيبة أملها , تسأل المرأة ومن دون علم (أو بعلم)
أسئلة خطابية توصل رسالة استنكار.
فمثلا , عندما يتأخر الرجل , يمكن أن تقول المرأة :"أنا لا أحب
أن أنتظرك عندما تتأخر" أو " لقد كنت قلقة من أن أمرا ما قد
حصل لك". و عندما يصل , بدلا من أن تبوح مباشرة بمشاعرها
تسأل أسئلة خطابية مثل:"كيف بمكن لك أن تتأخر الى هذا الوقت؟"
أو :"لماذا لم تتصل؟".
من المؤكد أن سؤال شخص ما "لماذا لم تتصل " لا بأس
به ان كنت تبحث باخلاص عن سبب حقيقي, و لكن
عندما تكون المرأة متضايقة , فنبرة صوتها غالبا ما تكشف
عن أنها لا تبحث عن اجابة معقولة ولكن تصر على أنه لا
يوجد سبب مقبول لتأخره.
عندما يسمع الرجل سؤالاً كتلك الأسئلة فانه لا يسمع
مشاعرها ولكن بدلاً منذلك يسمع إستنكارها
و يشعر بأنه عرضة لهجوم و يصبح دفاعياً , وهي
ليست لديها أي فكرة عن مدى الألم الذي يسببه استنكارها له.
و كما أن المرأة بحاجة الى التصديق ,
فان الرجل بحاجة الى الإستحسان. معظم الرجال يخجلون
كثيراً من الإعتراف بمدى حاجتهم الى الإستحسان , وربما
يذهبون الى ما هو أبعد من ذلك ليثبتوا أنهم لا يهتمون بذلك
و لكن لماذا يصبحون فاترين , و غير وديين , ودفاعيين
عندما يفقدون استحسان المرأة ؟ لأن عدم حصولهم
على ما يحتاجون إليه يؤلم.
متى يكون الرجل بأمس الحاجة الى إستحسان وحب إمرأته؟
صديقتي إقرأي موضوعي
الأوقات التي يكون فيها الزوج بأمس الحاجة الى حب زوجته !
و ستُدهَشين بما ستقرأين.
تفادي الخصام عن طريق التواصل الودي
في أية علاقة هناك أوقات حرجة . و يمكن
أن تقع لعدة أسباب , مثل فقد وظيفة أو وفاة , أو مرض
أو فقط عدم وجود راحة كافية . في هذه الأوقات الحرجة
الشئ الأكثر أهمية هو أن نحاول أن نتخاطب من موقف ملؤه الود
والتصديق و الإستحسان . بالإضافة إلى ذلك نحن نحتاج الى
أن نتقبل ونفهم بأننا و شركائنا لن نكون دائماً مثاليين. وان تعلمنا
بنجاح أن نتخاطب استجابة للمنغصات الصغيرة في العلاقة فسيكون
من السهل علينا أن نتعامل مع التحديات الأكبر عندما تظهر فجأة.
""مع تمنياتي لكن بحياة سعيدة""حبيبتكم حسناء السلفية""
تقبلي مروري
ويسعدني اني اول من تجيب على موضوعك