الشذوذ فى المعاشرة بين الطب والدين
حدد الإسلام الصورة المثلى للعلاقة بين الرجل وزوجته بالشكل الذى يحفظ التوازن بين البشر ويمنع انتشار الأمراض .
كما أن الالتزام بشرع الله وعدم التحايل على الدين هو السبيل الوحيد لاستبقاء النسل , وكذلك يجب عدم الأفراط فى الشهوة التى قد ينتج عنها ما يهلك الدين وحياة البشر فالترغيب والترهيب يسوق الناس إلى سعادتهم فى حياتهم وأخراهم .
كذلك حرم الله الإسلام عمليات الأجهاض للجنين لغير عذر شرعى أقره الدين الحنيف , وأن انتشار مثل هذه العمال الشنيعة تختلف بين الفقراء والأغنياء , كل على قدر إمكانياته .
فالفقير يذهب لحضور حفلات وحضرات الزار والجان والعفاريت والغنى أكثر تطوراً بهذه الجريمة دون أن يشعر أحد وذلك باسؤتخدام المجهضات مثل البروستاجلاندين الذى يستحث المخاض المبكر مما يؤدى إلى اسقاط الجنين والتخلص منه .
المسموح والمرفوض
وفيما يتعلق بحود الحلال والحرام المسموح به فى العلاقة بين الرجل وزوجته يقوم الإمام أبى حامد الغزالى فى كتابه إحياء علوم الدين أن شهوة الوقاع سلطت على الإنسان لفائدتين إحداهما أن يدرك لذته فيقيس به لذات الآخرة , والفائدة الثانية بقاء النسل ودوام الوجود .
وقد حدد الإسلام لذلك شروط وضوابط بالشكل الذى يحفظ الأسرة واستقرارها بأنه ينبغى أن يلتزم بها الرجل وزوجته .
ويؤكد الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الفقة المقارن بكلية الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة – أن العلاقة بين الرجل وزوجته فيها حقوق عامة وخاصة يدخل فيهما الحلال والحرام .
فالحلال الذى أقره الأسلام هو حق الاستمتاع الجنسى المشروع وذلك بأن يأتى زوجته فى منطقة الفرج لقوله تعالى :
( نساؤكم حرث لكم , فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم )
سورة البقرة 223
والبعض يفسر هذه الآية على هواه , فالحرث هو الفرج أى موضع الولد , وقدموا أى مهدوا لذلك بالتقبيل والملاطفة والمداعبة فهذا له أثر بالغ وهام فى إتمام العملية بمحبة ونجاح بين الزوجين .
عدم الإيذاء
وتتضمن العلاقة بين الرجل والمرأة أى زوجته حسن العشرة .
ويتفرع منها عدم الإيذاء وأن ينفق الرجل على زوجته النفقة الشرعية كما لا يجب عليه أن يهجرها فى الفراش , وعلى الزوجة أيضاً أن تطيعه فلا تأخذ من ماله إلا بإذنه ولا تدخل أحد بيتها فى غيابه ولا تسافر إلا بإذنه .
العلاقة المحرمة
وتتمثل العلاقة العكسية والمحرمة بين الرجل وزوجته فى أمور أخرى كثيراً أهمها العلاقة المحرمة شرعياً . أهمها الجماع أثناء الحيض , وفى هذا الشأن بقول الأمام أبى حامد الغزالى فى كتابه أحياء علوم الدين أن ذلك محرم بنص الكتاب حيث أن وطء الزوجة وقت الحيض يورث الجزام فى الولد وله ان يستمتع بها فى أى مكان بجسدها عدا الوقاع فى الفرج وان تتزر بإزاء إلى فوق الركبة فهذا من الأدب فى هذا الوقت .
جماع الحيض حرام
ويؤكد الدكتور أحمد محمود كريمة أن الجماع وقت الحيض حرام لقوله تعالى ( يسئلونك عن المحيض , قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض , ولا تقربوهن حتى يطهرن ) سورة البقرة 222
وهذا أمر تعبدى فرضه الله علينا لا يقبل الجدال والتحايل على الدين باستخدام الواقى الذكرى الذى يستخدمه بعض الناس ظناً منهم أن هذا يمنع الأذى .
الواقى الذكرى تحايل
ويضيف الدكتور سالم محمود عبد الجليل – رئيس قطاع الإرشاد والدين بوزارة الأوقاف – على أن الاعتزال معناه هو اعتزال الجماع مطلقاً حتى مع استخدام الواقى الذكرى لا يرخص به بأى شكل من الأشكال وأذى . معناه أنه يلحق الأذى بالرجل والمرأة , والأمر هنا تعبدى علينا تنفيذه بحذافيره دون النظر إلى علته , أو ذلك لحكمه عرفت طبياً وغاب عنا مالم نعرفه ولم يشأ الله أن يكشفه لنا وهذا ما يؤكده اله تعالى فى ضرورة الاعتزال وقت الحيض .
الوطء فى الدبر
والنقطة الأخرى المحرمة فى العلاقة بين الرجل وزوجته تتمثل فى أتيان الزوجة فى دبرها , يؤكد الدكتور أحمد محمود كريمة بأنه لا يجوز وطء المرأة فى دبرها فهذا أمر يسبب المرض للرجل وزوجته ويقلل من إثارة الشهوة عند الزوجة حتى يصل إلى حد النفور منت زوجها .
ويضيف الشيخ رجب رمضان سيد شيخ المسجد الأحمدى بطنطا بانه يحرم على الرجل معاشرة الزوجة فى دبرها , ومن يفعل ذلك فهو ملعون لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ‘ ملعزن من اتى زوجته في دبرها ‘ ، وهذا ايضا يلحق الاذى والضرر بالرجل وزوجته وهو ما نهى عنه الرسول حين روى عنه ابن عباس رضي الله عنهما ‘ لا ضررولا ضرار ‘ ، لان هذا النوع من الجماع غير مصرح به في اي وقت لما يسببه من امراض مثل الزهري والسيلان .
فض البكارة بالاصبع
وهناك بعض العادات والتقاليد المنتشرة في بعض القرى المصرية انه في يوم الزفاف يدخل بعض الناس مع العريس والعروسة ويقومون بفض غشاء البكارة بالاصبع ، وفي هذه المسألة يقول الدكتور احمد محمود كريمة ان هذه عادة مذمومة لا يقرها الشرع ، وتلك علاقة خاصة تحتاج الى الستر ، وتكون ازالة الغشاء بالعضو وليس بالاصبع
الجماع في فم امرأة
ويضيف ايضا الدكتور احمد محمود كريمة بان ما يقوم به بعض الازواج بإنزال المني في فم زوجته امر يستعجبه العقلاء ، فهؤلاء يستخفون بأمر الله ولا يضعون له بالا .
وللطب رأى
وأكد الكتور محمد حسن مصطفى أستاذ النساء والتوليد بكلية طب القصر العينى على أنه منهى عن جماع الزوجة فى حالة وجود التهابات عند الزوج أو إصابته بفيرس كبد نشط وذلك لمنع انتقال العدوى للزوجة , وكذلك إذا ثبت وجود أمراض تناسلية أو أمراض بسيطة مثل الأنفولنزا فلا داع للقاء وقتها لوجود الفيروس فى اللعاب أو المنى .
ونفسياً أكد على وجود ضرورة وجود محبة وترابط بحيث تكونه العملية فيها متعة ونشوة للزوجين بينما عدم الرضا يؤدى إلى الشعور بالتقزز ويزيد الفجوة النفسية بينهما .
الاعتدال محمود
ومن هنا يتضح لنا بان لا تجوز عمليات التحايل على الدين حتى تستقيم أمور حياتنا , ويتأنى ذلك بانه يجب أن تكون الشهوة محمودة معتدلة وطيعة للعقل والشرع فى انقباضها وانبساطها وعدم الأفراط بالشهوة إلى الحد الذى يغلب العقل .
الأفلام الجنسية أثناء الجماع . بدعة
ويؤكد الدكتور سالم محمود عبد الجليل بأنه لا يصح مشاهدة الأفلام الجنسية وقت عملية الجماع لأن بها ظهور عورات والإسلام حرم النظر إلى العورات سواء كان صورة أو غيرها , وهذه الأفلام حرام قطعاً بغض النظر عن وقت الجماع أو غيره لقوله تعالى :
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم )
الشذوذ كارثة
بينما أكد الدكتور / محمد حسن مصطفى أستاذ النساء والتوليد والعقم بكلية الطب جامعة القاهرة على ضرورة أن يكون الجماع فى أماكنه المشروعة بدون شذوذ بمعنى ألا يجتمع الرجل بامرأته من الشرج أو افم مثلاً وأثناء الحيض . لأن ذلك يمكن أن ينقل للزوجه امراض لأن الجهاز التناسلى للزوجة فى تلك الفترة يكون ضعيفاً جداً .
فالحيوانات المنوية للرجل تلامس عنق الرحم الذى يكون حساس جداً , وتكرار ذلك قد يؤدى بالزوجة إلى إصابات خطيرة من ضمنها سرطان عنق الرحم ناهيك عن هذا الوضع المقزز .
كما أن الدم الفاسد من الزوجة قد ينقل للزوج عدوى فى جهازه التناسلى