السلام عليكم
أقرأؤا معي حفظكم الله :
كنت عقبت منذ أكثر من سنة – تقريبا – حول بعض الصور
فقد انتشرت بعض الصور ، ويزعم ناشروها أنها لبيت النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا صحة لما يُزعم أنه صور بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
لا صحـة لما ذُكر لأسباب منها :
أولاً :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟ فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور . متفق عليه
وفي رواية للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا .
ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟ فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟
ثانياً :
وجود المحراب في المصلى
والمحراب لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً :
أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته صلى الله عليه وسلم ؟
فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟
وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟
وما أشبه ذلك .
رابعاً :
أنه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبدا ولاشتهر بين الناس
كما يفعلون عند مكتبة مكة ( شرق الحرم ) يزعمون أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها، فهم يأتونها ويتبركون بها !!
بل كانوا يتبرّكون بمكان في المدينة النبوية يُسمّونه ( مبرك الناقة ) وكانوا يأتونه ويتبركون به ، وربما أخذوا من تربة ذلك المكان بقصد الاستشفاء !!
وهؤلاء لا يفقهون !
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن الناقة : دعوها فإنها مأمورة .
حتى بركت في مكان المسجد .
خامساً :
عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الآثار ، بل عدم التفاتهم إليها .
فقد بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها ، فأمر بها فقُطعت . رواه ابن أبي شيبة في المصنف .
وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون بآثار قدم أو منزل أو مبرك ناقة ونحو ذلك .
ومثل ذلك يُقال
عما يُزعم أنه شعرة الرسول أو موطئ قدمه أو وجود سيفه أو ما يُزعم أنه الصخرة التي صعد عليها النبي يوم أحد لما أُصيب .
حتى زعم بعضهم أن حجرا بقرب جبل أُحد هو مكان ( طاقية ) الرسول !!
وأين إثبات هذا بالأسانيد الصحيحة ؟؟؟
وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك .
فقال : هاتها .
فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه :
أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا علن أن يكون لبسها !
ولو كذّبناه لقال للناس :
أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلىأشكالها !ّ والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !
ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق ! فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthre…threadid=17285
—
أما عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ::
السؤال:
انتشرت في الآونة الأخيرة في المنتديات وعلى البريدالإلكتروني صورة مزعومة لقبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأغضبني جداً ما رأيت،وأخذت أبحث في الإنترنت لموقع معروف لكي أرد عليهم بطريقة صحيحة، وعند بحثي فوجئتبالكثير من المنتديات التي طرحت الصورة والأعضاء يصدقون أنها صحيحة، ومنهم منقال:إنه أول مرة يراها، وأنا أعلم أنها ليست لقبر الرسول -عليه أفضل الصلاةوالسلام- فما حكمكم على ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن هذه الصورة –المزعومة لقبرالنبي صلى الله عليه وسلم- لا صلة لها بالواقع، وكذبها واضح للعيان يراه كل من قامبزيارة لمسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالمدينة النبوية؛ فقد دُفِن رسولالله –صلى الله عليه وسلم- ثم أبو بكر الصديق، ثم الفاروق عمر –رضي الله عنهماوأرضاهما- في حجرة أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-.
وبيت عائشة –رضي اللهعنها- كانت مساحته من الحجرة إلى الباب نحواً من ستة أذرع أو سبعة، وعرضه بينالثمانية والتسعة، وارتفاع سقفه بقدر قامة الإنسان، وكان بابه جهة المسجد، أي غربيالحجرة.
وروي أن هذا البيت الذي فيه القبور الشريفة مربع مبني بحجارة سُودٍوقَصَّةٍ (أي جص)، الذي يلي القبلة منه أطول، والشرقي والغربي سواء، والشماليأنقصها ، وله باب في جهته الشمالية، وهو مسدود بحجارة سود وقصة.
ثم بنى عمر بنعبد العزيز –رحمه الله- سنة ست وثمانين جداراً مُخَمَّساً حول الحجرة، الضلعالشمالي منه على شكل مثلث، وأحاط الحجرة به، ولم يجعل له باباً حماية للقبر النبويالشريف.
وصفة القبور الشريفة داخل الحجرة: قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أمامها إلى القبلة مُقدَّماً، ثم قبر أبي بكر حِذَاءَ منكبي رسول الله –صلى اللهعليه وسلم- ثم قبر عمر –رضي الله عنه- حذاء منكبي أبي بكر –رضي الله عنه-.
وكانتمُسَنَّمةً، أي مرتفعة عن الأرض بمقدار شبر (فقط)، مبطوحة ببطحاء العَرْصَةالحمراء، أي مفروشة بحصى من بطحاء (العَرْصَة) وهي المكان الذي يقع غربيَّ واديالعقيق في سفوح "جَمَّاءِ أُمِّ خالد" الشمالية، حيث تقع اليوم "الجامعةالإسلامية"، وكانت بطحاؤها نظيفة حمراء.
وورد أنهم غسلوا ما جلبوه منها قبل أنيفرشوه على القبور الثلاثة الشريفة [انتهى ملخصاً من وفاء الوفاللسمهودي[.
المجيب د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
عميد كلية القرآنفي الجامعة الإسلامية سابقا
موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/questions…nt.cfm?id=94085