التصنيفات
منتدى اسلامي

حكمة المولى في اختلاف الليل والنهار

حكمة المولى في اختلاف الليل والنهار

وردنا سؤال من أحب زوار موقعنا نصه:

يقلب الله الليل و النهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الله تعالى في الآية ال٤٤ من سورة النور ((يقلب الله الليل و النهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار)) صدق الله العظيم.

ما هو تقليب الليل و النهار؟ و إن كان تقليب الليل و النهار يعني تبديل الليل بالنهار و العكس وجعل نصف اليوم ليل و الآخر نهار فكيف تكون بذلك عبرة لأولي الأبصار؟ إذ أن العبرة هي ماحدث مثلا لفرعون ،فجعله الله تعالى عبرة و آية لمن خلفه ، و إن كان لكلمة "عبرة" معنى آخر فأرجوا التوضيح جزاكم الله تعالى خيراً

و هل هناك حدث علمي مكتشف حديثاً يفسر تقديم الليل على النهار في معظم أو ربما جميع آيات القرآن الكريم؟؟

جزاكم الله تعالى عني وعن المسلمين خير الجزاء و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخوكم محمد بستكي من دولة الكويت

أجاب على السؤال مشكورا فضيلة الدكتور كارم السيد غنيم

أستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر

ذكر الليل والنهار، مجتمعين أو منفصلين،في عشرات الآيات القرآنية، سواء بالإشارة إلى اختلافهما، أم إيلاج أحدهما في الآخر، أم تقليبه،أم تكويره، أم إغشائه، أم تقديره، أم بيان أيهما يشهد مناشط الإنسان، وأيهما يهجع فيه..

فأما الآيات التي ذكرت اختلاف الليل عن النهار، فنذكر منها قول الله تعالى:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [البقرة: 164]، ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ ) [ آل عمران:190]،( إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ )[ يونس:6] .

وأما الآيات التي ذكرت عملية الإيلاج أى: إدخال الشيء في غيره، فمنها:( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [آل عمران:27]،

( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )[ الحج:61]،( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [ [ لقمان:29]، ] يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ) [فاطر:13].

وأما الآيات التي ذكرت الإغشاء ( أى : التغطية)، فمنها قول الله تعالى:( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [ الأعراف: 54]، (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [ الرعد:3].

وأما الآيات التي ذكرت خلفة الليل للنهار وخلفة النهار لليل، فمنها قول الله تعالى 🙁 وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ) [ الفرقان:62].

وأما الآيات التي ذكرت التقليب والتقدير،فمنها: ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) [النور: 44]، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ) [ المزمل:20] .

وأما الآيات التي ذكرت تعاقب الليل والنهار، فمنها قول الله تعالى: ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) [ يس:40].

وأما الآيات التي ذكرت انسلاخ النهار من الليل (بمعنى فصله وكشفه)، فمنها قول الله تعالى : ( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)[ يس:37].

وأما الآيات التي ذكرت التكوير ( بمعنى اللف والدوران أو إدخال هذا في ذاك)، فمنها قول الله تعالى: ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) [الزمر:5].

وأما الآيات التي ذكرت غطاش الليل (أى : ظلمته)، ومناشط الناس نهاراً وهجوعهم ليلا، فمنها قول الله تعالى:

( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )[ النازعات: 29]، (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ )[ يوسف: 67]، ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [ النمل: 86]، ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) [ غافر:61].

وأما الآيات التي توضح نعمة اختلاف الليل عن النهار، فمنها قول الله تعالى:( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) [ القصص:71]، ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَـعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَـنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) [ القصص:72].

أكد [فوكولت Foucault pendulum] عام1851م أن الأرض تدور حول محورها مرة كل يوم، فيظهر النهار بها في الجزء المواجه للشمس، بينما يكون الجزء المقابل ليل، ويتعاقب الليل والنهار باستمرار دوران الأرض أمام الشمس. وبالرغم من هذا، فإن هناك حركة ظاهرية للشمس يراها المشاهد بعينيه، ويظن أن الشمس هى التي تدور حول الأرض، ولكن الحقيقة أن الأرض هى التي تدور حول الشمس، إضافة إلى دورانها حول نفسها أمام الشمس، أما الحركة الأولى فتتولد عنها الفصول الأربعة ( الصيف والخريف والشتاء والربيع)، وأما الحركة الثانية فيتولد عنها الليل والنهار..

تفيد المراجع الفلكية بأن مكان شروق الشمس ومكان غروبها يختلفان من يوم إلى آخر على مدار العام، وبالتالي يختلف كل من طول النهار وطول الليل، كثيراً أو قليلاً حسب انحراف زاوية كل من مكان الشروق ومكان الغروب. وإذا راقبنا هذين المكانين مع بداية فصل الربيع لوجدنا أن طول النهار يتساوى مع طول الليل، لأن الشمس تشرق من الشرق تماما وتغرب في الغرب تماماً، لكنها بعد ذلك تنحرف شمالاً في شروقها وغروبها.

وبتوالى الأيام يزداد تدريجياً انحراف شروق الشمس من الشرق إلى الشمال، ويزداد انحراف غروبها من الغرب إلى الشمال، وبناء على هذا يطول النهار ويقصر الليل في البلاد الواقعة بين خط الاستواء والقطب الشمالي، ويحدث العكس في البلاد الواقعة بين خط الاستواء والقطب الجنوبي. ويستمر انحراف أو ميل الشمس حتى يصل أقصاه [ 23.5 درجة ميلاً عن خط الاستواء] عند " المنقلب الصيفي" يوم(22 يونيو) وتكون الشمس في أقصى ارتفاع لها وقت الظهر، ويصير النهار أطول ما يمكن والليل أقصر ما يمكن، في بلاد نصف الكرة الشمالي، والعكس في بلاد نصف الكرة الجنوبي.

وبمرور الأيام بعد" المنقلب الصيفي" يقل ميل الشمس، فينخفض ارتفاعها وقت الظهر وتزحف في شروقها من يوم لآخر نحو الشرق، وتزحف في غروبها من يوم لآخر نحو الغرب، وتقصر مدة سطوع الشمس في بلاد نصف الكرة الأرضية الشمالي، وتقل بمرور الأيام في اتجاه القطب الشمالي، ويسود في هذه البلاد النهار الدائم، ولا يوجد بها ليل.

ولكن العكس هو الذي يحدث في اتجاه نصف الكرة الجنوبي، فإذا بلغ الزمان "الاعتدال الخريفي" (21 سبتمبر تقريباً ) تعامدت الشمس على خط الاستواء، وتساوى طول الليل مع طول النهار مرة أخرى في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

وبعد"الاعتدال الخريفي" يتزايد نقصان ميل الشمس ويقل ارتفاعها وقت الظهيرة وتزحف في شروقها نحو الجنوب من الشرق، وتزحف في غروبها نحو الجنوب من الغرب، في البلاد الواقعة بنصف الكرة الشمالي، فيزداد تدريجياً طول الليل ويقصر طول النهار… ويحل" المنقلب الشتوي" (23 ديسمبر تقريباً)، فيكون ميل الشمس أدناه [- 23.5 درجة]، ويصير النهار أقصره والليل أطوله في نصف الكرة الشمالي، ويصبح الليل دائما في المنطقة القطبية الشمالية، والنهار دائما في المنطقة القطبية الجنوبية.

وبمرور الأيام بعد "المنقلب الشتوي" يزداد ميل الشمس، فيأخذ النهار في الطول والليل في القصر، بنصف الكرة الشمالي، ويأخذ النهار في القصر والليل في الطول بنصف الكرة الجنوبي إلى أن يحل"الاعتدال الربيعي" يوم(21 مارس تقريباً )، فيتساوى طول كل من الليل والنهار مرة أخرى في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

أكد [فوكولت Foucault pendulum] عام1851م أن الأرض تدور حول محورها مرة كل يوم، فيظهر النهار بها في الجزء المواجه للشمس، بينما يكون الجزء المقابل ليل، ويتعاقب الليل والنهار باستمرار دوران الأرض أمام الشمس
/

وهكذا بدوران الأرض حول محورها مرة كل يوم، وبدورانها مرة حول الشمس كل يوم، في مدار يميل على دائرة خط الاستواء، يتغير كل من طول الليل وطول النهار خلال اليوم، ومن خط عرض إلى خط عرض آخر، شمالاً وجنوباً… ولم يتوصل العلماء إلى كل ذلك قبل القرن التاسع عشر الميلادي، بل بعده، وأما الآيات القرآنية التي أوردناها فلقد تناولت بالإشارات التصريحية أو الضمنية،هذه الظاهرة الأرضية… فسبحان منزل هذا القرآن العظيم على قلب آخر أنبيائه ورسله إلى البشر جميعاً، محمد صلى الله عليه وسلم…




جزاك الله خير



ميرسى يا قمراية



التصنيفات
ادب و خواطر

غداً يستيقظُ النهار

غداً يستيقظُ النهار
______________________________ __________

09/07/2009

عبير بني نمرة
هندسة صناعية

يمرّ البرد بين أناملي وخلف الظلال

تمضي عيونكَ من عيوني ..

وتذهبُ إلى الكَفْر بعد المساء

يهرسني الوجع المسماريّ ..وفسفور خائب بعد الأذان

يا صاحبي ..يا رضيع الشتاء

ارضع الرصاص ووجه أمك بين الدمار

ارفع صوت الذبيحة ونباح القنابل

وغطيني واعتذرْ للجدار عن أشلائي

فعمري في الطريق..وسأعود وخطوط يدي

عندما ينام الصباح

اهدأ يا بحر وثّق خطى المدافع وعويل الرمال

يا صاحبي ..يا جرح الأمومة

اجمع دفء العراء وعد

إلى جفون أمك قبل الركام

واحمل صوت البارود في حقائب الطفولة

وامسح آثار دموعكَ من دموعي

لا تسألوا الطفولة أين انتهت ..!!

بل اسألوني عن طعم القنابل ووجهي المغبّر

وعمر غزة هذا الشتاء

عندما يجيء الليل

لا تسألوني عن لونه

بل اسألوني عن أنين الزنابق ..وجرحي

واسألوا الآه عني

نم يا رضيع المقابر

على أشلاء اخوتك

واشرب الحساء من دمي

واقطف ورود الغربة

فغداً تستقيل الطفولة منا

غداً يستيقظ النهار

غداً يستيقظ النهار
Students Contributions : An-Najah National University : Palestine




التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

نوم النهار لا يغني عن نوم الليل في رمضان

بدخول شهر رمضان المبارك، تتغير كثير من عادات المجتمع الاسلامي ولعل أهم ما يشمله التغير هو نظام النوم بسبب تغير نمط الحياة وخاصة أن رمضان هذه الأعوام يصادف الإجازة الصيفية. ولدى الكثير أفكار خاطئة عن النوم في شهر رمضان سنحاول أن نتعرض لها بإيجاز في هذا المقال:

• صوم رمضان يسبب النعاس والخمول بالنهار:
الصوم في حد ذاته وكما ثبت في العديد من الأبحاث وحتى في الأبحاث التي أجراها غير المسلمين فيما يعرف بالصوم التجريبي يؤدي إلى زيادة الوعي واليقظة بعكس ما يعتقده الكثير من الناس. كما أن التجارب التي أجريناها على الصائمين خلال شهري شعبان ورمضان أظهرتا أن القياس الموضوعي للنعاس في النهار لم يظهر اختلافا بين شعبان ورمضان إذا حصل الصائم على نوم كاف في الليل.

ما يشكو منه البعض من زيادة النعاس بالنهار، قد يعزى إلى احتمالات منها: التغير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ وهذا يمكن أن يسبب النعاس، كما أن احتمال وجود تغيرات فسيولوجية مصاحبة للصيام كتغير إفراز هرمون الظلام (الميلاتونين) خلال الصوم بسبب التغير المفاجئ لساعات النوم والاستيقاظ، أو احتمال وجود بعض العوامل النفسية أو تغير المزاج التي تصاحب الصيام وتؤثر على النوم. وتبقى كل الاحتمالات السابقة نظرية وتحتاج إلى تأكيد.

• صوم رمضان يسبب السهر:
يرتبط شهر رمضان لدى الكثير بالسهر خلال الليل. وتحدث تغيرات في نسق حياة المجتمع كل مما يساعد على السهر خلال الليل ويعزو البعض ذلك خطأ للصيام. ولكن الأبحاث العلمية تنفي ذلك وتظهر أن تغير السلوكيات ونمط الحياة في رمضان هو ما يسبب السهر. فساعة بدء الدوام تتأخر خلال رمضان وتنشط المحلات التجارية حتى ساعة متأخرة من الليل وكذلك القنوات الفضائية وتكثر اللقاءات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء حتى ساعة متأخرة من الليل. وينتج عن السهر نقص حاد في عدد ساعات النوم خلال الليل لدى البعض بسبب تلك التغيرات وليس بسبب الصيام مما قد يسبب الخمول والنعاس وتعكر المزاج خلال النهار والنوم نهارا لتعويض نقص النوم بالليل. وقد وجدنا في دراسة أجريناها على طلاب كلية الطب (عينة مكونة من 56 شابا وفتاة) انه لا يوجد اختلاف في مجموع ساعات النوم التي ينامها الشاب خلال شهري شعبان ورمضان فقد نام المشاركون في البحث نفس عدد الساعات خلال شهر شعبان والثلاثة الأسابيع الأولى من رمضان. ولكن الاختلاف كان ظاهرا وجليا في مواعيد وقت النوم والاستيقاظ. فقد تأخر وقت النوم لدى المشاركين من الساعة 11:30 مساء إلى حوالي الساعة الثالثة فجرا خلال الأسبوع الأول من رمضان واستمر هذا التغير في الأسابيع التالية وتأخر وقت الاستيقاظ من الساعة 6:30 صباحا إلى الساعة 8:45 صباحا خلال الأسبوع الأول من رمضان والساعة 9:15 صباحا في الأسبوع الثالث من رمضان. ولم يصاحب ذلك تغير في عدد أو مدة الغفوات خلال النهار. ويدعم تأثير تغيرات نمط الحياة على تأخر وقت النوم والسهر في رمضان أننا وجدنا في بحث سابق أن وقت النوم يتأخر خلال رمضان عند غير المسلمين المقيمين في السعودية.

• صوم رمضان يسبب اضطراب وتقطع النوم بالليل:
هناك نظرية تقول ان تغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلى الليل خلال شهر رمضان قد ينتج عنها زيادة عمليات إنتاج الطاقة (الأيض) خلال الليل مما قد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل وهذا قد يؤثر على الإيقاع اليومي لحرارة الجسم ويؤخر النوم. فدرجة حرارة الجسم تنقص حوالي نصف درجة مئوية قبل النوم في إيقاع يومي مستمر مما يساعد على النوم ولكن النظرية المطروحة تقول انه نتيجة لزيادة الأكل في رمضان خلال الليل قد ترتفع درجة حرارة الجسم ليلا مما قد يؤدي إلى زيادة النشاط وعدم الشعور بالنوم خلال الليل. ويتبع ذلك خلال الصيام انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النهار والشعور بالنعاس أو بصورة مبسطة تغير الساعة الحيوية في الجسم. وهذه إحدى النظريات المطروحة عن علاقة الصوم بالنوم ولها ما يدعمها من الدراسات. لذلك فإن تأخر النوم الناتج عن الأكل سببه أن الكثير من الناس في رمضان يحاول النوم بعد وجبة ثقيلة وهذا خطأ. فتنظيم الأكل بالليل يحسن النوم. في بحث أجريناه على مجموعة من المتطوعين الذكور الأصحاء لم نجد أي اختلاف في النظام المعتاد لدرجة حرارة الجسم بين شعبان ورمضان كما أننا لم نجد أي تغير مهم في النظام (الإيقاع) اليومي لإفراز هرمون الظلام (الميلاتونين) خلال الشهر الكريم أو في استقرار النوم حسب القياسات الموضوعية في المختبر حين تم تنظيم الأكل. في الدراسة السابقة تناول المشاركون العشاء قبل وقت نومهم بثلاث ساعات وتم إيقاظهم للسحور قبل صلاة الفجر ب 30-45 دقيقة.

لذلك وبناء على الدلائل المتوفرة من الأبحاث يظهر أن الصوم في حد ذاته لا يؤثر على جودة النوم ولا يسبب زيادة النعاس خلال النهار. وأن التغيرات التي تحدث في النوم خلال شهر رمضان قد يكون مردها إلى تغير نمط الحياة خلال شهر الصوم.

لذلك نصح الصائمين خلال الشهر الكريم بالانتظام في نمط الحياة اليومي وعدم التغيير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ فنوم النهار لا يغني عن نوم الليل. كما نصح القارئ الكريم بالحصول على ساعات نوم كافية خلال الليل والحصول بعد ذلك على غفوة قصيرة خلال النهار إن أمكن. علما بأن الإفراط في الأكل خلال الليل وبالذات قبل النوم يؤدي إلى اضطراب النوم وزيادة ارتداد الحمض إلى المريء مما يؤثر على جودة النوم. وتزداد أهمية ما سبق ذكره في حق الأطفال حيث يجب على الوالدين مراعاة حصول أطفالهم على نوم كاف خلال شهر رمضان.




منقول



خليجية



الله يفيدك



شكرااااااااااااااااااااا