أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الحب من النظرة الأولي سببه وراثي وهو ما يجعل بعض الرجال والسيدات أكثر عرضة للوقع في هذا الفخ من غيرهم. واكتشف علماء من الولايات المتحدة واستراليا أن ثمة جينات تدخل في اختيار الذكور والإناث للطرف الآخر وتصل بهم إلي نتائج هذا القرار.
د. نجوى عبد الحميد أستاذة الوراثة البشرية بالمعهد القومي للبحوث العلمية أكدت في حديثها مع صحيفة "الأهرام" المصرية أن هناك بالفعل جينات مسئولة عن السلوكيات وجينات مسئولة عن الذكاء وقد يكون الفصل هو التداخل بين الجينات المسئولة عن السلوكيات تجاه الجنس الآخر ولكن بشكل عام فالعاطفة مسئول عنها هرمونات معينة وهذه لها علاقة بانجذاب الخلايا العصبية والتي تسبب زيادة في دقات القلب في مثل هذه الحالات.
من جانبها رفضت د. فاطمة الشناوي أستاذة الطب النفسي وخبيرة العلاقات الزوجية والأسرية، ما يسمي بحب من النظرة الأولي، موضحة أنه من الممكن أن يكون هناك إعجاب من النظرة الأولي أو ارتياح من النظرة الأولي فالموروثات هذه عبارة عن جينات والجينات تؤخذ من الأهل وبالوراثة, والعشرة تكتسب دائما طريقة إعجاب الأهل من الطرف الآخر ومن هنا ممكن أن يحدث ما يسمي بالإعجاب فمن خلال ما نرثه من أهلنا من آرائهم في الآخرين, وكما نرث طريقتهم في الحكم عليهم نجذب للآخرين ويحدث ما يسمي بالإعجاب من النظرة الأولي ولكن الحب يتطلب المزيد من الوقت حتى يدرك المرء انه يحب شخصا بعينه.
وكانت دراسة أمريكية جديدة قد أظهرت أن الوقوع في الحب يستغرق فقط خمس الثانية وهو يؤثر على المناطق العقلية المسئولة عن التفكير.
[COLOR="Red"]خمس الثانية للوقعCOLR
وجد الباحثون في جامعة "سيرانكيوز" أن الوقوع في الحب يستغرق خمس الثانية فقط، حيث تعمل 12 منطقة دماغية معاً لفرز مواد كيميائية مثل "الدوبامين" و"الاوكزيتوسين" و"الأدرينالين"، ويؤثر على الوظائف الإدراكية.
ولكن القلب، الرمز العالمي للحب، لا يغيب عن هذه العملية أيضاً على الرغم من تولي الدماغ الجزء الأكبر منها.
وأكد الباحث ستيفاني أورتيج "لقلب أهمية أيضاً لأن مبدأ الحب المعقد يتشكل من خلال عمليتين من تحت إلى فوق ومن فوق إلى تحت من الدماغ إلى القلب ومن القلب إلى الدماغ"، مشيرا إلى أن العقل والقلب مرتبطان لأن المبدأ المعقد للحب تشكله عمليات متبادلة بين العقل والقلب، فعلى سبيل المثال فإن نشاط بعض الأجزاء الدماغية يمكن أن يولد تحفيزات للقلب.
وأوضح العلماء أن أجزاء محددة من الدماغ تنشط مع مختلف أنواع الحب، فحب الأم للولد مرتبط بأجزاء دماغية معينة، والحب الشهواني مرتبط بالأجزاء الدماغية الوسطى.
وأشارت الدراسة إلى أن معدلات بروتين تعرف باسم "عامل نمو العصب" ترتفع في الدماء عند الوقوع في الحب، وهذه المادة هي مسئولة عن ظاهرة "الحب من النظرة الأولى". وعندما تقع مشاكل في الحب، تتحول النشوة إلى اكتئاب.
من أول نظرة
يقول خبراء علم النفس إن الحب من أول نظرة يشكل إحساساً سريعاً لدى الفتاة بالانجذاب نحو شخص لم يسبق لها لقاؤه، وتعتقد الفتاة الصغيرة إنها عثرت على فتى الأحلام الذي طالما كانت تتمنى أن تلتقي به، ولكن الواقع عادةً ما يختلف عن القصص الخيالية والأفلام السينمائية، إذ أنه ليس من الضروري أن يبادلها الفتى نفس الإعجاب.
ويشير الكاتب الأمريكي أريك جودمان بعد إجراء بحدث ميداني على مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين في المدارس الثانوية وبداية المرحلة الجامعية في نيويورك إلى أن الانطباع القوي الناجم عن القاء الأول بين الفتاة والشاب والذي يطلق عليه الكثيرون اسم الحب من أول نظرة، يكون خداعاً في أغلب الأحوال.
فقد يكون هذا الإحساس ناجماً عن ولع أحدهما بفكرة الحب نفسها أو لأن أحدهما حاول تجسيد صورة أو صفات المحبوب الموجودة في الخيال عند الآخر، ثم يتكشف له في المستقبل أن الخيال مخالف للواقع كما أن الإعجاب القائم على الشكل الخارجي وليس الجوهر الداخلي سرعان ما يتلاشى.
وعندما يكتشف المحب أن الواقع اختلف عن الخيال، وأن الحب من أول نظرة لم يسفر عن عاطفة مثمرة وأن المحبوب ليس الفتى أو فتاة الأحلام أو ذلك الملاك المرسوم في الخيال يعتريه إحساس بالإحباط والحزن والغضب ويشعر بأنه المسئول الأول عن خداع نفسه.
فالحب الحقيقي – بحسب خبراء علم النفس- لا يرتكز على النظرة الأولى للمحبو وإنما يكون بالاقتناع الكامل بجوانب شخصية الشريك الآخر وطريقة تفكيره والعواطف المتبادلة، وأن تشعر الفتاة بأن الحب يغمرها وأنها وجدت شخصاً يشاركها أفكارها وأحاسيسها ويتعاطف معها ويهتم بها، وتشعر وهي بصحبته بالسعادة والراحة والطمأنينة فيكون لديها استعداد أن تقدم له قلبها دون أن تشعر بأنها تقدم أي تضحية.
الحب الحقيقي يدوم
الحب الحقيقي الذي يدوم إلى الأبد ولا يتضاءل مع مرور الزمن موجود بالفعل، حيث أكدت نتائج دراسة أجراها علماء في جامعة "ستوني بروك" في نيويورك وشملت أزواجاً بعضهم تزوج حديثاً والبعض الآخر متزوج منذ حوالي 20 سنة، تبين أن عدداً منهم أبدى بعد 20 سنة على الزواج استجابات عاطفية مماثلة للاستجابات التي يبديها الأزواج حديثي الارتباط.
وأوضحت الدراسة أن الحب والرغبة الجنسية يكونان في ذروتهما في بداية العلاقة ويبدآن بالتراجع مع مرور السنين، مؤكدة أن واحداً من أصل 10 أزواج ناضجين يعطي ردود فعل كيمائية مماثلة للمتزوجين حديثاً عند رؤية صورة من يحبه.
وخلصت الدراسة أن بعض الأزواج عبروا عن حبهم الشديد لشريكهم على الرغم من مرور 21 سنة على زواجهم، فظن أنها خدعة، لكن "المسح المقطعي لأدمغتهم أظهر أن الأمر حقيقة بالفعل وأنهم لا يتظاهرون بالحب".
وقال بروك آرثر آرون عالم النفس في جامعة ستوني، أن "النتائج تتعارض مع الاعتقاد السائد أنه لا وجود للحب الحقيقي الدائم، ولكننا على يقين أن هذا النوع من الحب موجود فعلاً".