الأسبرين.. هو أحد أشهر الأدوية وأكثرها شعبية في العالم، بعد أن أثبت فاعليته في علاج الكثير من الأمراض كالحمي والبرد والنوبات القلبية والآلام الروماتيزمية خلال القرن الماضي، وما زال حتى الآن يعد علاجاً متميزاً على بدائله، حتي بات أكثر الأدوية إنتاجاً ومبيعاً في العالم منذ أكثر من قرن.
وفي دراسة تكشف الكثير من الحقائق الغائبة حول عقار الأسبرين، توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول الأسبرين بانتظام يقلل من مخاطر الوفاة بمرض سرطان الثدى بنسبة 71% إلى 64%، ويمنع من انتشاره بنسبة تصل إلى 43%.
وأشارت نتائج الدراسة التى قام بها فريق باحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد، وشملت 238 ألف حالة، فوائد الأسبرين فى حماية السيدات من السرطان خاصةً الذى يصيب الثدى إذا تم تناوله بمتوسط يتراوح بين مرتين إلى خمس أسبوعياً.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة ميتشيل هولمز رئيس فريق الباحثين أن هذه الدراسة تعتبر الأولى عالمياً التى تثبت فوائد تناول الأسبرين، بعد متابعة 4000 حالة لمريضة بسرطان الثدى بين أعوام 1976 و2002 وانتهت الدراسة إلى أن 341 مريضة فقط هن اللاتي توفين جراء المرض، فى الوقت الذى كان فيه تناول الأسبرين العامل المشترك للباقيات الناجيات.
وأوضحت هولمز أن هذة النتائج تحققت كذلك مع الأدوية الشبيهة بالأسبرين التى تحتوى على مواد "الأيبروبروفين" و"النابرولكسين"، ولا تنطبق النتائج على مادة "الباراسيتامول" الواسعة الانتشار.
كما حذرت هولمز من تعاطى الأسبرين أثناء الخضوع الى العلاج الأشعاعي فلابد من التوقف عن تعاطيه مدة لا تقل عن 12 شهراً تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة.
دراسات تؤكد فوائده
يخلصك من الصداع
ورغم ما سبق فلم يتوقف العلم عند هذا الرأي وإنما ناقضه بدراسات أخرى، فقد أكد بحث طبي أن الأسبرين يساعد على معالجة وتخفيف آلام الصداع النصفي"الشقيقة" وبنفس النسبة التي يصفها الأطباء لأدوية أخرى، حيث أثبت البحث أن مادة "آستل ساليسلك أسيد " الموجودة بالأسبرين لها نتائج إيجابية وذات تأثير مؤثر وفعال في معالجة الصداع النصفي والتخفيف من آلامه.
وأشار الدكتور هانز كريستوفر الأستاذ بجامعة أسبن بألمانيا والمتخصص بأبحاث الصداع بصفته مديراً لمستشفى للأعصاب، إلى أن الأسبرين ومنذ اكتشافه في السادس من شهر مارس عام 1899 اشتهر كعلاج لكافة أنواع الصداع وخصوصاً الصداع النصفي " الشقيقة " واستخدمه الأطباء مؤخراً للوقاية من النوبات القلبية.
ولتشجيع العلماء والباحثين حول العالم على إجراء البحوث والدراسات الخاصة بالأسبرين خصصت شركة باير العالمية ومنذ عام 1995 هذه الجائزة وشكلت لها لجنة مكونة من 8 أشخاص متخصصين في مختلف الأمراض مثل القلب والمخ والأعصاب والسرطان وغيرها مهمتهم الحكم على الأبحاث والدراسات المقدمة لنيل الجائزة وذلك تكريماً وتشجيعاً للبحث والدراسة في كل ما يفيد ويخفف من آلام البشر.
ويجنبك الربو
كما أكدت نتائج دراسة حديثة أن تناول أقراص الأسبرين يوما بعد يوم يمكن أن يساعد الكبار على تجنب الإصابة بالربو.
ووجدت دراسة أمريكية شملت 22 ألف شخص أن الاسبرين خفّض مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 22% ربما لأنه يعمل ضد الالتهابات.
ومن ناحية أخرى، تبين للباحين من خلال الدراسة أن الاسبرين يقلل أيضاً من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 44% بينما تناول جرعات قليلة من الأسبرين يوماً بعد يوم يقلل الإصابة بالربو بنسبة 22%.
ونمو الأورام السرطانية
توصل فريق علمي بريطاني إلى أن الأسبرين له تأثير فعال مضاد للسرطان وخاصةً سرطـان المبيض.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسبرين يساعد على وقف أحد أنواع البروتينات، والتي تساعد على نمو الأورام السرطانية الخاصة بالمبيض.
وأضاف الأطباء أن الأسبرين هو أحسن علاج مبكر في الحالات التي لا يجدي فيها العلاج الكيماوي.
دراسات تؤكد اضراره
يهدد المصابين بـ"الخنازير"
حذرت دراسة حديثة من خطورة استخدام الأسبرين ومشتقاته في علاج حالات الأنفلونزا للأطفال حتى لا تؤثر على حياة المريض أو تحدث الوفاة الفورية.
ومن جانبه، أكد حذر الدكتور أسامة فهيم رئيس قسم الأمراض الصدرية بطب المنوفية، أنه يجب عدم إعطاء مريض يشتبه فى إصابته بالأنفلونزا بدواء به مركبات الإسبرين التى قد تؤدى إلى الوفاة الفورية.
كما حذر الدكتور سعيد شلبى أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومى للبحوث، الصغار المصابين بأنفلونزا الخنازير ممن هم دون الثامنة عشر، من تناول أقراص الأسبرين عند الإحساس بأعراض المرض وذلك لآثارها الضارة على المخ، حيث تتسبب في إحداث اضرار جسيمة بخلاياه.
وأوصى شلبى بضرورة طلب المساعدة الطبية بمجرد ظهور أعراض مشابهة للأنفلونزا خاصةً لدى الفئات التى تعانى من أمراض مزمنة.
وأوضح شلبي أن الفئات الأكثر تأثراً بأنفلونزا الخنازير هم الأطفال دون الخامسة وكبار السن فوق 65 عاماً والحوامل، والمصابين بأمراض صدريه، ومرضى القلب والسكر والكلى والسمنة المرضية، مؤكداً على ضعف مناعة هؤلاء الفئات، مما يجعل من الصعب عليهم مقاومة المرض ويجعلهم عرضه للاصابة بأمراض أخرى قد تودى بحياتهم.
ونصح شلبي أنه يجب سرعة الذهاب إلى المستشفى للعلاج عند الاحساس بصعوبة أو ضيق فى التنفس وزرقة الجلد وألم ضاغط فى الصدر أو البطن والشعور المفاجىء بالدوار والارتباك وقىء شديد مستمر والعزوف عن شرب السوائل وظهور حمى وطفح جلدى ثم تحسن يعقبه انتكاسة وظهور أعراض الانفلونزا من جديد مع ارتفاع فى درجة الحراره وسعال شديد.
وأكد شلبي أن العلاج يكون فعالاً بعقار "التاميفلو" و"الريلنزا" وخاصةً إذا بدأ العلاج بهما مبكراً أى خلال يومين من ظهور الأعراض وإعطاء مضادات حيوية للتحكم فى العدوى الثانوية بالمرض.
يذكر أن بعض العلماء يربطون بين حدوث وفيات بالملايين عام 1918 بسبب الإنفلونزا الأسبانية, وبين اكتشاف الأسبرين آنذاك واستخدامه كمخفض للحرارة علي نطاق واسع وبخاصة في الأطفال.
ويصيبك بأمراض القلب
ويؤكد الباحثون أن كثرة تعاطي مسكن الآلام المعروف باسم "آيبوبروفين" دون أي استشارة أو "روشتة" بكثرة، اعتماداً على أنه يقي من أمراض القلب يعني زيادة مخاطر التعرض للأمراض القاتلة.
أما آثار الأسبرين في مجال خفض الإصابة بأمراض القلب والشرايين فكانت محل تضارب أكبر بين الدراسات، ففي وقت أوضحت دراسة طبية أن تناول جرعة بسيطة بصورة منتظمة من الأسبرين يفيد في تخفيض الإصابة بنزيف أو انسداد في الشرايين لدى النساء، فقد نوهت نفس الدراسة إلى أن تناول الأسبرين لا يخفض مخاطر الإصابة بأزمات قلبية.
وفي نفس الوقت لوحظ الأثر الأكبر للأسبرين على النساء في سن 65 عامًا، وما فوق حيث أدى تناوله إلى خفض إصابتهن بأزمات خطيرة في القلب والشرايين بنسبة 26% مقارنة مع من تناولن دواء وهمياً.
وعلى الرغم من أنه قد ثبتت فوائد جرعات الأسبرين الضئيلة علمياً في حالات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى كلا الجنسين، فإن الأمر لا يزال غامضاً بالنسبة للأشخاص الذين لا يتعرضون سوى إلى خطر معتدل من تلك الأمراض.
والتهاب الكبد
وكشفت نتائج الدراسة العلمية التي أجراها أخيرا فريق من الباحثين الفرنسيين على قرص الأسبرين إلى ضرورة توخي الحذر في تناول الأسبرين خاصةً للأطفال الذين ترتفع لديهم درجة الحرارة بسبب الجديري المائي والانفلونزا أو الحصبة لانه يصيب الطفل بعواقب في الجهاز العصبي والتهاب الكبد.
وفي نفس السياق، حذرت لجنة فيدرالية صحية أمريكية المرضى الذين قد يعانون من خطر الإصابة بسرطان القولون من تناول الأدوية المخففة للآلام، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، وذلك بسبب خطر حدوث النزيف وأعراض صحية أخرى. وشملت توصية اللجنة الأمريكية لخدمات الوقاية من الأمراض، الأسر التي لديها تاريخ بالإصابة بسرطان القولون.
وأوضحت اللجنة أن احتمالات الخطر الناجمة عن تناول أكثر من 300 ميلليجرام من الأسبرين يومياً أو العقاقير الأخرى المثبطة للآلام مثل الإيبوبروفين ونابروكسين، تشمل زيادة خطر حدوث الذبحات الصدرية والنزيف في الأمعاء والفشل الكلوي، وأن هذه الأخطار تفوق الفوائد المحتملة للوقاية من السرطان.
وقالت اللجنة "إنه بينما ثمة دلائل مشجعة على أن الجرعات الصغيرة من الأسبرين، والتي تقل عن 100 ميلليجرام يمكنها أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن هذه الجرعات لا تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون".