الصداع العنقودي .. هو الأشد ألما والأصعب علاجا
يعد الصداع العنقودي من بين أكثر أنواع الصداع حدة وشدة في الألم، ومن المعروف أن هذا النوع من الصداع يصيب الرجال أكثر من النساء، وتبدأ أولى نوباته في سن المراهقة أو في أوائل العشرينات، ومن الممكن أن تبدأ نوبات الصداع في السبعينات من العمر أيضا.
الصداع العنقودي شبيه إلى حد ما بصداع الشقيقة ولكنه نوع نادر من أنواع الصداع المعروفة،ويعرف أيضا بالصداع النصفي الأحمر أو التهاب الأعصاب النصفي المتقطع وغيرها من الأسماء التي تصف كيفية حدوث الصداع أو فترة حدوثه أو حدته.
أغلب المصابين بالصداع العنقودي، يصابون بالصداع على شكل نوبات، (أى تحدث على هيئة مجموعات من الصداع) من واحد إلى ثلاث نوبات صداع يوميا ،مرة أو مرتين في السنة لفترة تتراوح بين بضعة أسابيع إلى شهور، بالتبادل مع فترات تخلو من الصداع، ومن أهم ما يميز هذه النوبات هو ثبات فترة استمرار النوبة ومدة حدوثها، بمعنى أنها تأتى بصورة دوريه ثابتة لا تتغير لدى الشخص الواحد،الأمر الذي يعتبر أساسا في تشخيص هذا النوع من الصداع.
من دون انذار
يعاني حوالي 20% من المصابين بالشكل المزمن من الصداع ، وفيه تستمر النوبات بشكل يومي قد تستمر لمدة عام أو أكثر قبل أن يدخل المريض في حاله من السكون، وخلافا للصداع النصفي لا توجد مقدمات أو إنذارات لحدوث النوبة سواء بصرية أو عصبيه، وتعرف نوبات الصداع المزمن بصعوبة علاجها بالعقاقير الطبية، ولا تعرف حتى الآن أسباب حدوث أو طرق لشفاء الصداع العنقودي، والذي قد يستمر مع المرء طيلة حياته.
وعلى الرغم من شدة الألم المصاحبة للصداع، إلا انه لا يوجد ضرر دائم أو علاقة بين الصداع وأمراض أخرى، ولكن تدخين السجائر وتناول الكحوليات ،وتناول بعض الأطعمة تثير نوبات الصداع أثناء الفترات العنقودية وليس أثناء فترات السكون.
الأعراض
يصيب الألم جانبا واحدا من الرأس ،إلا أنه قد ينتقل من جهة إلى أخرى من الرأس عند حدوث نوبة جديدة، ويبدأ الصداع العنقودي النمطي بصورة مفاجئه، وعادة ما يحدث خلال فترة النوم، ويبدأ الألم شديدا وثابتا وحادا،ومن ثم يبدأ الألم في التزايد ليصل إلى قمته خلال عشر أو خمس عشرة دقيقة.
ويصيب الألم منطقة العين والصدغ، فيشعر المريض بالألم خلف العين وفوق وأسفل العين، ونظرا للنشاط الزائد للجهاز العصبي الجار سيمباثاوى أثناء نوبة الصداع فقد تظهر بعض علامات هذا النشاط على المريض أثناء النوبة، فتدمع العين بغزارة أو تبدو حمراء بلون الدم(احتقان الملتحمة)، وفى بعض الأحيان قد يتهدل الجفن.
كما وينتشر الألم ليشمل الخد وقرب الأذن ومن ثم يحتقن الوجه في الجانب المصاب بالصداع، ويصاب الأنف بالانسداد في البداية ثم يبدأ الرشح بها،وخلال النوبة الواحدة تحدث كل الأعراض إما على الجانب الأيمن أو الأيسر،لكنه لا يصيب الجانبين معا على الإطلاق.
انواع الصداع العنقودي
وتحدث النوبة دائما لأغلب الناس في نفس الجانب، وتستمر نوبة الألم حوالي خمس وأربعين دقيقة إلى الساعة، والتي يصفها المريض بالألم بالشديد أوغير المحتمل، ثم تختفي الأعراض فجأة كما بدأت لتبدأ نوبة جديدة في اليوم التالي بنفس النمط، ويحدث هذا النوع من الصداع في فترات منتظمة من يوم معين من أيام الأسبوع لمده عدة أسابيع.
وللصداع العنقودي عدة صور منها:
– متلازمة الصداع العنقودي: ويحدث فيها الصداع العنقودي مع التهاب العصب الخامس في الوجه.
– الصداع الدوار: وفيه يشعر المريض بالدوار أثناء نوبة الصداع ثم يختفي هذا الدوار مع اختفاء ألم الصداع.
– الصداع العنقودي النصفي: ويصيب هذا النوع من الصداع العنقودي أشخاصا مصابين أصلا بالصداع النصفي.
– شبيه الصداع العنقودي المصاحب لإصابات الجسم: وهذا النوع من الصداع العنقودي يصاحب بعض الأمراض العضوية مثل أورام المخ وتشوهات الشرايين والأوردة داخل الرأس.
سبل العلاج
يشمل علاج حالات الصداع العنقودي، العلاج عند بداية النوبة، والعلاج الوقائي لمنع حدوث نوبة الصداع.
– المسكنات: الأمر السيئ هنا، أن المسكنات المعروفة المتداولة لعلاج الصداع كالأسبرين والبنادول ومضادات الالتهاب اللا ستيروديه كالبروفين،غير فعاله في علاج نوبات الألم الشديدة للصداع العنقودي،ويعود ذلك لتأثيرها الشديد البطيء،غير أن الاندوميثاسين وهو مسكن ومضاد للالتهاب غالبا ما يحقق فعالية كبيرة. وقد يستخدم هذا العقار كأحد سبل تشخيص المرض،لدى استجابة المريض له عند تناوله خلال أو بعد ثمان وأربعون ساعة من بدء النوبة.
– استنشاق الأوكسجين: غالبا ما يؤدى استنشاق الأوكسيجين عن طريق قناع الوجه لمدة خمس عشرة دقيقة إلى توقف نوبة الصداع أو إلى تقليل شدتها. ولكي يأتي الأوكسيجين بنتيجة طيبة يجب أن يبدأ استنشاقه مبكرا عند بداية النوبة ولذلك يجب أن تكون اسطوانة الأوكسيجين مصاحبة لمريض الصداع العنقودي وجاهزة للاستخدام بصورة دائمة.
– عقار الارجوتامين: يظل عقار الارجوتامين الأقوى والأكثر تأثير في علاج حالات الصداع العنقودي.ويوجد على عدة أشكال منها بخاخات الأنف، والحبوب التي تؤخذ عن طريق الفم والتحاميل الشرجية.وهو يستخدم كعلاج وقائي أيضا.
ويؤدى استنشاق الارجوتامين إلى توقف نوبة الصداع خاصة إذا استنشق خلال خمسة دقائق من بداية النوبة، وإذا ما تناول المصاب عقار الارجوتامين تحت اللسان يكون ذأ تأثير فعال لدى 35 % من المرضى خلال أربع إلى تسع دقائق، ولدى 65% من المرضى خلال عشر إلى خمس عشرة دقيقة، وتتفاوت الأعراض الجانبية لاستخدام الارجوتامين من الشعور بالغثيان إلى القيء،والتنميل في الأطراف إلى تقلصات عضلات الأرجل.
– عقار الديهدروايرجوتامين: يتوفر هذا العقار على شكل حقن عن طريق الوريد أو العضل،ويستخدم أحيانا لسرعة امتصاصه وسرعة مفعوله.
– التخدير الموضعي: كالليدوكين2%، متوفر على صورة بخاخات للأنف، تعطى نتائج ايجابيه في تخفيف حدة نوبة الصداع.
– الكورتيزون: يستخدم عقار الكورتيزون على شكل حقن عضلية،لفاعليته الجيدة في علاج ألام الصداع التي قد تمتد إلى عشرة أيام أو أكثر. ويجب أن يستخدم تحت إشراف طبي.
الوقاية من الصداع العنقودي
لما يتميز به الصداع العنقودي من الشدة في الألم، وبقاءه لفترات طويلة، وثبات دورية حدوث النوبات، فإن العلاج يتجه إلى منع حدوث النوبة وتقليل شدتها لدى حصولها، ويستخدم في ذلك العديد من العقاقير التي توصف على شكل حبوب،كمضادات الهيستامين والليثيوم الكورتيزون والفالبورات الارجوتامين و الاندوميثاسين، وقد يصف الطبيب عقارا واحدا منها أو خليطا من أكثر من عقار حسب استجابة المريض للعلاج وشده حدوث الألم عند نوبة الصداع.
دمتم فى حفظ الله