الإخفاق في الامتحان
—————————————————-
نضيع في الأيام وتضيع عقولنا في غياب معان تسمى بها قلوبنا. لقد مر الامتحان ومرت معه أيام من الانتظار.. . ومن الاحتراق . لنشهد في الأخير نتائج مكتوبة على ورق, لكنها اكبر من كونها مجرد نتائج امتحانات, بل هي نتائج أيام من التعب وسهر الليالي وعذاب الضمير.بما يعنيه الإخفاق فيها من هدر لجهد وطاقة نفسية تتراخى لتستسلم أمام ضغط اللحظة.
لكن كيف نواجه هذا الإخفاق ؟
في الحقيقة الإنسان يعيش وحيدا داخل سجن اسمه الجسد , فالمعانات وصراع الأفكار تعيشها وحدك بداخلك ,
وحين نعيش الإخفاق نقول عن أنفسنا أننا عاجزون, فاشلون ولا نكف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين,
لماذا أنا وحدي ؟ لماذا احزن ويفرح الآخرون ؟ ولماذا… ولماذا …..؟
هكذا هي كيمياء أعصابنا فنحن هنا نبصر بقوانين المنطق , والعقل يقول : أخفقت في اغلب المواد, إن أضفت ظروف المناخ والمحيط في الدورة الاستدراكية واني أصلا تعب … فلا سبيل لي سوى الإخفاق بعد الإخفاق والرسوب.
ثم نهيم في بحر من المشاعر السلبية من عدم الرضي إلى اليأس والألم بعد هذا الاستنتاج.
قد تظن أن سبب هته المشاعر السلبية إخفاقك في الامتحان, لكن في الواقع سببها المنطق الذي ترى من خلاله صورة هته الأحداث التي تعيشها, المشكل فيما تحدث به نفسك. لعلك غافل فقط . منطقنا كمسلمين :
من يتق الله ====>> يجعل له مخرجا
من يظن بالله ظنا حسنا ====>> يكون الله عند حسن ظنه
هو منطق يتجاوز منطق المادة الذي نستعمله وقد لا يحتاج سوى الإيمان اليقيني وتفويض الأمر لله سبحانه وتعالى , لن يغير الاستنتاجات فقط بل سينتشلك من عمق وحدتك الداخلية لصفاء ذهني , تستطيع بعده اتخاذ الأسباب لتحصد النجاح في الأخير . ذات يوم جاء رجل فقال للصحابي أبو الدرداء رضي الله عنه أن بيتك قد احترق، فقال له رضي الله عنه ثقة المتيقن والواثق بالله تعالى: ما احترق، وجاءه ثان وقال له: إن بيتك يحترق، فأجابه رضي الله عنه بنفس الثقة العالية بالله تعالى: ما احترق، فجاءه ثالث وقال له: إن النار قد انبعثت حتى إذا انتهت إلى دارك انطفأت , كن هكذا أيضا إن قال لك الكل انك راسب قل لهم بكل ثقة في الله ما أنا براسب , وبالمثل حل المشكل بينك وبين نفسك وقل لها انك قوي ولك رب يرعاك وسيجعل لك مخرجا من حيث لا تدري .
الناجحون في هته الحياة لم يكونوا مشاكل لأنفسهم, فلا تكن مشكلة نفسك.