الشيخ عكرمة صبرى (صورة ارشيفية)
نفي الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى وجود أي صراعات بين المسلمين والمسيحين في القدس ، وقال إن العلاقة بينهم قوية جدا منذ أن تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح القدس إلي الآن ، فالاثنين في خندق واحد ، ولكن هناك هجرة من قبل الطرفين لخارج القدس وتظهر بقوة في المسيحين نظرا لقلة عدهم حيث أن نسبتهم لا تجاوز 2% في القدس وفلسطين ، مشيرا إلي أن الاحتلال يريد إفساد هذه العلاقة الطيبة.
جاء ذلك خلال ندوة "الاحتلال وتهويد القدس" التي نظمتها نقابة الصحفين المصرية بالتعاون مع اتحاد الأطباء العرب ، وحضرها الدكتور عكرمة صبري ومكرم محمد احمد نقيب الصحفين المصرين والدكتور جمال عبدالسلام أمين لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب ، والدكتور حمدي مرسي مدير مؤسة القدس الدولية.
وطالب صبري بضرورة توحيد الصف الفلسطيني وجعل المصلحة العامة فوق الجميع والاتفاق علي القواسم المشتركة وهو ما يؤدي إلي إنهاء النزاع ، وطالب أيضا الدول العربية بالا يأخذوا من هذا الانقسام تبريرا لتخليهم عن القضية الفلسطينية، كما طالب الإعلامين بأن يكونوا أصحاب رسالة وذوي خلفية عن القدس ومعالمها العربية.
واضاف " شكلنا في الهيئة الإسلامية العليا تحت اسم "معالم القدس" مهمتها الحفاظ علي الأسماء الأصلية للمدن والقرى والشوارع في القدس " . وقال "نأمل من الأعلام أن يكون حريص علي ذكر الأسماء الحقيقية العربية للمناطق الفلسطينية وعدم الانسياق وراء الأعلام الغربي الذي يرد الأسماء الصهيونية" .
وقال إن جميع المستوطنات غير شرعية لأنها قامت علي أراضي مغتصبة ، وما يقال عن تجميد الاستيطان أمر غير كاف فقد أقيمت علي أراض فلسطينية ومزقتها ولا يمكن إقامة دولة ذات سيادة لان الأراضي مزقة ولا يوجد ترابط جغرافي بين القرى والمدن .
مخطات شيطانية
وأشار إلي أن هناك ثلاثة مخطات أولها "كنيس الخراب" ، وهى تسمية من السلطات المحتلة بحسب زعم احد حاخاماتهم بالقرن 18 قد تنبأ بإقامة كنيس في مدينة القدس ليكون تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم علي أنقاض الأقصى لتبرير الانقضاض عليه تحقيقا لمآربهم البعيدة وهذا الكنيس بني لأول مرة بقبة لأن المباني السابقة كانت عبارة عن بيوت سكنية وبني علي ارض وقف لأحدي عائلات القدس واعتبروا هذا البناء إنجازا كبيرا ليقولوا إن اليهود لهم تاريخ في القدس .
وعن ثاني هذه المخطات فهو وضع اليد علي مسجد الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح وقالوا انه جزء من التراث اليهودي وهذا غير مقبول ويدل علي الإفلاس الحضاري ، وثالث هذه المخطات تحويل المدرسة "التنكزية" المنسوبة إلي الأمير تنكز الناصري وكان حاكما لمدينة القدس مندوبا من سلاطين الماليك في مصر وتقع علي الجدار الغربي للمسجد الأقصى وملاصقة لحائط البراق إلي كنيس أيضا .
معركة ديموغرافية
كنيس الخراب مخط صهيونى خبيث
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتبني معركة ديموغرافية والسب فيها تزايد عد سكان العرب وتناقص اليهود فعد سكان القدس كان في عام 1967 حوالي 70 ألف مواطن أما الآن فزاد العد عن 300 ألف ، أي زادت النسبة أربعة أضعاف رغم الحصار والمعاناة التشريد .
وأوضح أن اليهود صادروا أراضي عربية وبالتالي فالمستوطنات غير شرعية ، مكذبا ما تدعيه السلطات المحتلة من قيام العرب بالبيع ، واكد أن المواطنين المقدسين لا يستجيبون إلي أي إغراءات حيث تم إصدار فتوى بأنه لا يجوز شرعا اخذ تعويض عن المهدة بالتدمير فثبات الشعب هو ثبات ونصرة للقضية .
وأوضح أن السلطات المحتلة غير معنية بالمفاوضات وهي تريد فقط استسلام الشعب الفلسطيني ، وما يقال عن المفاوضات هدفه إطالة عمر الاحتلال وما يجري فقط هو كسب للوقت .
وعن نظرتهم إلي نتائج القمة العربية ، قال لقد طالبنا بميزانية خاصة للقدس بسب أن المعطيات الحالية تريد حل فقط مدينة القدس إضافة إلي التهويد السريع لها ولابد من الحفاظ علي المقدسات ، أما المطلب البعيد هو الحفاظ علي عروبة القدس .
بدوره ، استنكر مكرم محمد احمد نقيب الصحفين قرارات نتنياهو للاستيلء علي القدس وحقوق المسلمين والمسيحين وتحويل القدس إلي مدينة يهودية لا مكان لها وسط العالم الإسلامي ، وقال ان نتنياهو يحاول أن يفرض واقع علي القدس وبالتالي يفرضه علي الفلسطينين.
وأضاف انه لا سلام مع الإسرائيلين في ظل الاستيلاء علي المقدسات وتدميرها ومحاولة القضاء علي أي معلم عربي أو إسلامي في القدس.
وطالب مكرم بإنشاء معجم يعيد تسمية المعالم الإسلامية بأسمائها العربية ، وضعها ضمن مواثيق العمل الصحفي لمنع القضاء علي الشخصية العربية الإسلامية.
من جانبه ، أشار الدكتور جمال عبد السلام أمين لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب إلي أن الكثير لا يعرفون ما هو المسجد الأقصى فمساحته 144 ألف متر مربع ، مشيرا إلي أن هناك دورة بالتعاون مع الجامعة العربية واتحاد الأطباء العرب في المعارف المقدسية للتعريف بالقدس والمقدسات والمسجد الأقصى.
وأشار إلي أن هناك حرب مصطلحات يشنها الكيان الصهيوني علي الفلسطينين ويريدون سرقة التاريخ والمقدسات كماسرقوا الأرض.