حياة زوجية سعيدة حتى بعد الإنجاب
لا تجعلى الإنجاب يؤثر سلبياً على حياتك الزوجية! حافظى على علاقتك الزوجية قوية حتى بعد الإنجاب.
إذا حاولت تذكر آخر مرة استمتعت فيها بمناقشة حميمة مع زوجك، أو بقضاء أجازة ظريفة سوياً، أو بصحبة ظريفة مع أصدقائكما، قد تجدين أن ذلك لم يحدث منذ وقت بعيد. دعونا نعترف: العلاقة الزوجية تتغير بعد الإنجاب وذلك بسبب مواجهة العديد من الضغوط، المسئوليات، التحديات، والتغيرات.
تبعاً لما يقوله د. تامر الجويلى – مدرس الطب النفسى بجامعة القاهرة – أنه كلما ارتفع مستوى الرضا والسعادة بين الزوجين قبل الإنجاب، كلما كانت الفرصة أكبر للإبقاء على العلاقة الزوجية قوية بعد ذلك. من الأفضل التفكير فى التغيرات التى قد تحدث فى العلاقة الزوجية بعد الإنجاب وكيفية التعامل مع تلك التغيرات وذلك قبل استقبال المولود الجديد. يقول د. تامر: “إن إتقاء حدوث المشكلة أفضل من الانتظار حتى حدوثها ثم محاولة حلها.”
لكن إذا لم تكونى قد فكرت فى هذه التحديات من قبل، فلا زال بإمكانك فعل الكثير الآن. إليك المشاكل المعتادة التى تصاحب استقبال مولود جديد فى الأسرة وإليك بعض الطرق التى ستساعدك على الحفاظ على العلاقة الزوجية قوية وسوية حتى بعد الإنجاب.
تغير فى الأولويات والأدوار
إن استقبال مولود جديد خاصة إذا كان الطفل الأول، يجعل الأبوين يحولان تركيزهما من الاهتمام بعلاقتهما معاً إلى الاهتمام بمحاولة التكيف مع متطلبات المولود الجديد. تتغير أولويات الأبوين: تبدأ الزوجة فى ممارسة دورها الجديد كأم ولا يكون لديها الوقت أو الطاقة التى تمنحهما للعلاقة الزوجية نفسها كما كانت تفعل من قبل. أما الزوج فيكون مشغولاً بدور الممول المالى للأسرة، وقد يشعر بالغيرة من انشغال زوجته التام بالمولود. يقول د. تامر الجويلى:
“قد يهيمن الشعور بالقلق على الزوجين، فقد تسأل الزوجة نفسها إن كانت تقوم بدورها تجاه طفلها بالشكل المطلوب، وقد يشعر الزوج بالغيظ وهو يرى نفسه خارج نطاق الاهتمام إلى حد ما.”
طرق التكيف
• حاولى تنظيم يومك حتى لا تشعرى بأنك مثقلة بالمسئوليات، وذلك يكون أكثر أهمية بعد الإنجاب لكى تتمكنى من توفير الوقت اللازم للقيام بواجباتك دون الشعور بضغوط أو بأن وقتك لا يكفى، أو بأنك لا تستطيعى الاستمتاع بأى شئ طوال اليوم.
• اجعلى علاقتك الزوجية من أولى أولوياتك، ووجهى بعض اهتمامك إلى زوجك، فبدلاً من تركيزكما طوال اليوم على الطفل فقط، قوما بعمل بعض الأشياء اليومية التى تساعد على تقوية العلاقة بينكما كزوج وزوجة مثل الجلوس سوياً للحديث أثناء الاستماع إلى بعض الموسيقى، أو تحضير العشاء سوياً على سبيل المثال. لا يجب أن يكون الطفل أكثر أهمية من العلاقة بين الزوجين، فلو كانت العلاقة بين الزوجين ضعيفة فستعانى الأسرة كلها.
كونا لطيفين ومساندين لبعضكما البعض، فالمعاملة اللطيفة والمساندة بين الزوجين تقوى الحياة الزوجية وتخفف من ضغوط المواقف التى يواجهها الزوجان. احرصا على أن يكون كل منكما لطيف مع الآخر، يصغى إليه، وحاولا تجنب صراخ أحدكما فى وجه الآخر كنتيجة لشعوره بضغوط. من المهم تجنب الخلافات، النقد المباشر، واتهام كل طرف للطرف الآخر، فيجب أن يشعر كل من الطرفين أنه مسئول عن سعادة الأسرة وأمانها.
الإجهاد
مع وجود مولود جديد (وأحياناً حتى مع وجود أطفال أكبر من ذلك)، يكون الوقت المتاح للنوم والراحة محدود جداً مما يجعل الأبوين منهكين وفى أشد الحاجة إلى وقت أكثر للراحة. لكن تغيير ترتيبات نومكما سواء بخروج الأب للنوم فى غرفة أخرى أو انتقال الأم للنوم فى غرفة الطفل قد يسبب إضطرابات فى العلاقة الزوجية.
طرق التكيف
• اعملا كفريق واحد
يقول د. تامر: “من الطبيعى أن تحتاج الأم للنوم بالقرب من طفلها خاصةً فى الفترة الأولى، ويجب أن يفهم الزوج ذلك ويعينها عليه على الأقل بعدم تركه للغرفة. إذا انتقل من الغرفة، فستشعر الزوجة أن الاستيقاظ ليلاً ورعاية الطفل مسئوليتها وحدها وهو لا يريد المشاركة بأى دور فى ذلك. من الأفضل للعلاقة الزوجية أن يبقى الزوج فى الغرفة ولا ينتقل إلى غرفة أخرى.” كما أنه من الأفضل كذلك عدم انتقال الأم لغرفة الطفل.
• اصبرا
فسرعان ما ستنتهى الليالى التى لا تحصلان فيها على قسط كافى من النوم.
الشعور بعدم الترابط
حتى لو لم تتغير مشاعر الزوجين بعد الإنجاب، فإن أسلوب حياتهما يتغير بشكل كبير. ففى وسط المجهود المضنى الذى يبذلانه لتلبية متطلبات رعاية الطفل المستمرة، يتلاشى النظام الذى اعتاد عليه الزوجان من قبل وقد تتقلص الصلة بينهما. قد يختفى الشعور بالمودة والأمان فى العلاقة الزوجية، وقد تحدث فجوة بين الزوجين مما يؤدى إلى حدوث عزلة فى العلاقة العاطفية والجسدية بينهما تلك العلاقة الضرورية لإقامة حياة زوجية سوية. الأعصاب تثور لأقل سبب، تزداد الحواجز بين الزوجين، وتبدو المشاكل وكأنها كوارث، ولو طال الوضع على هذا النحو، فقد ينقطع التواصل نهائياً بين الزوجين.
طرق التكيف
• ناقشا التغيرات فى وقتها، بدلاً من تركها حتى تؤثر على علاقتكما الزوجية
يقول د. تامر: “يجب أن يقوى الأب والأم الجديدان مهارة التواصل بينهما عن طريق الاستماع، الكلام، ومناقشة مشاكلهما بدقة وموضوعية.” يمكن للأبوين أن يتفقا على تحديد مسئولية كل منهما بالتفصيل، على أن يختار كل منهما المهام التى يشعر بالراحة للقيام بها، كما يجب أن يتفقا على أنه لو لم ينجح هذا التقسيم للمسئوليات فعليهما مناقشة الأمر مرة أخرى ومحاولة وضع خطة جديدة تناسب كل منهما. من المهم أيضاً أن يعبر كل طرف للطرف الآخر عن تقديره للدور الذى يقوم به وأهمية هذا الدور بالنسبة للأسرة. بعد الإنجاب، يكون الحب لا زال موجوداً، ولكن قد يتحول من حب رومانسى إلى حب يقوم على المشاركة.
• اشركى الأب
إن مساعدة الزوج لزوجته شئ ضرورى للحفاظ على الترابط بينهما بعد الإنجاب. بعد الإنجاب قد تظهر مشاكل بين الزوجين نتيجة الضغوط الزائدة التى يتعرضان لها. يجب على الزوج أن يحاول مساعدة زوجته من نفسه حتى قبل أن تشعر هى أنها فى حاجة إلى طلب ذلك.
اختلاف وجهات النظر
يقول د. تامر: “فى كثير من العلاقات الزوجية، قد يفكر الزوج بشكل غير ناضج ولا يرى سبباً لتأجيل احتياجاته سواء العاطفية أو الجسدية، فأحياناً قد يتغافل وجود الطفل، وقد لا يكون لديه الاستعداد لإعادة ترتيب أولوياته. على الجانب الآخر، ستحاول الزوجة إنتهاز أى وقت لأخذ قسط من الراحة، النوم، أو القيام ببعض المهام دون الاهتمام بتوفير وقت تقضيه مع زوجها.” يظهر حينئذ اختلاف فى الاهتمامات: الزوج يريد العلاقة الزوجية كما كانت قبل استقبال المولود، والزوجة لا تضع علاقتها الزوجية من أوائل أولوياتها بالمقارنة بأهمية واجباتها كأم. وبذلك لا يقضى الزوجان أى وقت خاص بهما.
طرق التكيف
• كونا واقعيين. ستحتاجان فعلاً إلى إعادة ترتيب أسلوب حياتكما بعد الإنجاب، ولكن العلاقة الزوجية لا زالت شيئاً هاماً. يقول د. تامر: “بعد الإنجاب يجب أن يحرص الزوجان على الاستمرار فى الاهتمام بعلاقتهما سوياً وليس فقط بعلاقة كل منهما بالمولود.”
• اقضيا وقتاً قيماً معاً بعد أن ينام الطفل، ومن حين لآخر حاولا الإستعانة بشخص تثقان به ليرعى الطفل لتخرجا أنتما سوياً حتى ولو لساعة واحدة. من المهم جداً أن يقضى الزوجان بعض الوقت وحدهما بدون الأطفال ليقترب كل منهما من الآخر. سيشعران بالانتعاش وتجديد الطاقة ويصبح لديهم استعداداً أكبر لمواصلة مسئولياتهما.