فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور …!!
بعض القلوب يصيبها العمى كما يصيب الأبصار، وعمى القلوب أعظم من عمى الأبصار والعياذ بالله، قال الله تعالى: [
(فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍَدٍورٌ} [الحج: 46]
الأمراض القلبية سببها الأساسي نقص الإيمان مما ينتج عنه الاختلال النفسي الذي يؤدي بهؤلاء المرضى إلى عدم الرضا
والسخط والأنانية والكراهية والأحقاد والكذب وحب الإضرار بالناس والكيد لهم.
والأمر المؤكد أن مريض القلب فاقد الثقة بنفسه وبخالقه والعياذ بالله، إنها امراض خطيرة انتشرت في واقعنا وتعلو منها
الشكوى كل يوم.. الشكوى من الكراهية حينا ومن العدوانية حينا آخر بل ومن العجز عن فعل الخير في أحيان أكثر
ولا يجلو غشاوة القلوب ولا يبصرها ولا يذهب عماها إلا كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله وذلك بتلقي العلم عن الراسخين
فيه ..قال الله تعالى: {فّاسًأّّلٍوا أّّهًلّ الذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ} [النحل: 43]، فإذا انقطعت الصلة
بين الإنسان وبين كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو فهم الأدلة فهماً خاطئاً بمعزل عن الراسخين
في العلم خبط خبط عشواء وأعجب برأيه وزين له الشيطان عمله وضل بفهمه المخالف لأهل العلم واعتبر ذلك بحال
الخوارج الذين ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم غاية الذم ويتضح ذلك في الحديث التالي …(حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم
وعملكم مع عملهم ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في النصل
فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق .)… (صحيح
البخاري) فوقعوا في الغلو في الدين وكفروا المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم مع أن تكفير المسلمين باب
عظيم الخطر بعيد الهاوية، لأن التكفير حق لله وحده، فهو سبحانه الذي بيَّن لنا أعمال الكفر تفصيلاً وبيّنها رسوله صلى
الله عليه وسلم .
فلا يجوز لأحد أن يكفّر مسلماً إلا برهان ودليل صريح في التكفير .ويتضح ذلك في الحديث التالي :
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر وعبد الله بن نمير قالا حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((( إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما ))) .)(صحيح مسلم ) .
: ، والعلماء الراسخون هم الذين ينزلون الأدلة على وجوهها الصحيحة والخروج على الأئمة سببه التكفير الذي
يقع به من المفاسد الدينية والدنيوية ما لا يحصى وتنتشر به الفتن والفوضى التي تحلق الدين وتقوض الأمن، وتروع
الآمنين، وتسفك الدماء التي عظّم الله
فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، ويل لمن كان مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير، فالخير غاية ديننا الإسلامي وهو
كل ما فيه نفع الفرد والجماعة، بل كل ما فيه نفع البشرية، قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم [
(ومّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} [الأنبياء: 107].
منقول